السيلوليت، أسبابه وعلاجه وخرافاته
السيلوليت أو (قشر البرتقال) مشكلة شائعة لدى معظم النساء في العالم، لكن طالما الفساتين والسراويل الطويلة قادرة على إخفاء علاماتها، فلا حاجة لأن يعرف أحد بها، إلا أن مشكلة تراكم الدهون سرعان ما تعود لتطفو على السطح مع اقتراب موعد الزفاف، فتحاول السيدة العربية جاهدة البحث عن حلول لإزالة علامات السيلوليت عن جسدها، ويبدأ معها الكثير من الإنفاق في الوقت والمال، فما هو السلوليت؟ وما أسبابه؟ وهل من وسيلة للتخلص من آثاره على الجلد؟
التفسير العلمي لظهور السيلوليت
يوجد ثلاث طبقات رئيسية للجلد يجب أن تتعرفي عليها لتفهمي بشكل أفضل كيف يتكون السيلوليت لديك؛ فالطبقة الخارجية والمرئية من الجلد تسمى (البشرة)، والطبقة الثانية التي تليها مباشرة تسمى (الأدمة)، أما الطبقة الأخيرة فتعرف (بطبقة هالي)، وهي تشكل المنطقة الأولى لتجمع الدهون لدى النساء في ألياف عامودية، وعند زيادة نسبة الدهون، تتضخم هذه الألياف العامودية مما يؤدي إلى تجمع الدهون بشكل عشوائي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ونتيجة لعدم وصول الكمية الكافية من الدم المحمل بالأوكسجين اللازم للحفاظ على تجانس ومرونة الجلد، تضغط الألياف العامودية المنتفخة بفعل الدهون على طبقة (الأدمة)، فتتوزع هذه الدهون بشكل عشوائي بين أنسجة طبقات الجلد الثلاث مما يؤدي إلى ظهور ثغرات متجعدة على سطح الجلد تشبه قشرة البرتقالة وهو ما يعرف (بالسيلوليت).
ما هي أسباب ظهور السيلوليت
يرتبط ظهور السيلوليت بشكل كبير بالهرمونات الأنثوية التي تزيد من تخزين الدهون في مناطق معينة من الجسم، لذا يلاحظ انتشاره في منطقة الأفخاذ والأرداف والبطن والذراعين. وتميل النساء إلى تخزين مزيد من الدهون حول الوركين والفخذين أكثر من الرجال، حيث تتموضع الدهون في طبقات الجلد الثلاث لهذه المناطق من الجسم، مقارنة بالرجل التي تتجمع لديه الدهون في طبقة واحدة.
ويشير الأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية السريرية في مدرسة ايسترن فرجينيا للطب، ومدير معهد مكافحة الشيخوخة الدكتور (ديفيد مكدانيل) إلى مجموعة من العوامل الأخرى التي تؤثر على ظهور السيلوليت لديك ومنها:
اتباع نظام غذائي فقير بالفيتامينات والألياف التي يحتاجها جسمك، إضافة إلى قلة النشاط البدني، ولذلك يلاحظ انتشار السيلوليت لدى النساء في البلدان الصناعية أكثر من النساء في البلدان النامية، حيث يلتزمن بالعمل المكتبي، ويتناولن الوجبات السريعة المليئة بالكربوهيدرات والدهون، وإلى جانب الهرمونات وتغيراتها التي ذكرناها سابقاً، فإن ثخانة البشرة لديكِ تلعب دوراً أيضاً، فكلما زادت رقتها زاد احتمال ظهور السيلوليت عليها بشكل أوضح، ويكون أقل ظهوراً لدى صاحبات البشرة الداكنة.
كما أن أسلوب حياتك يخبرك بإمكانية ظهور السيلوليت لديك، فإذا كنت لا تمارسين أي نوع من التمارين الرياضية، وتفضلين تناول الدهون على الخضار، والتدخين الذي يخرب بروتين الكولاجين في بشرتك على استنشاق الهواء النقي، فتوقعي ظهور السيلوليت قريباً وبخاصة إذا كنت تشربين القهوة أكثر من الماء!.
درجات وشدة السيلوليت
تعاني معظم النساء من السيلوليت ولو بدرجات متفاوتة، حيث يوجد ثلاث درجات من السيلوليت تخبركِ بحجم المشكلة التي تعانين منها:
- الدرجة الأولى: يظهر فيها السيلوليت فقط من خلال حصر الجلد والضغط عليه كارتداء ملابس ضيقة جداُ، وفي هذه الحالة يمكن اتباع مجموعة من الحميات الطبيعية والتمارين لتجنب تطوره.
- الدرجة الثانية: يظهر جلدك كقشرة البرتقال أثناء الوقوف فقط، ويمكن من خلال مجموعة من العلاجات والتدريبات التخلص من آثاره لكن يحتاج اختفاءها بشكل كامل وقت أطول.
- الدرجة الثالثة: يظهر لديك السيلوليت أثناء الوقوف وعند الاستلقاء أي بشكل دائم، وهو أصعب حالات السيلوليت حيث يمكن تخفيف ظهوره فقط، ولكن ليس اخفاؤه بشكل كامل.
ما هو علاج السيلوليت؟
هنالك ثلاث عناصر رئيسية يستهدفها أي علاج لإزالة السيلوليت أو تخفيف ظهوره، حيث يبدء بدعم إنتاج بروتين الكولاجين الذي يحافظ على الجلد مشدوداً، والحد من تراكم الدهون التي تشكل العنصر الرئيسي في السيلوليت، والعمل على تنشيط الدورة الدموية لإيصال الكمية الكافية من الدم المحمل بالأوكسجين الضروري للحفاظ على مرونة الجلد، ومنع تجمع الدهون وتكتلها في الطبقة السطحية للجلد.
نصائح طبيعية للتخلص من السيلوليت
- اجعلي الرياضة جزءاً من حياتك، وخصصي لها ثلاثين دقيقة يومياً، فالتمارين الرياضية تنشط الدورة الدموية وتحرق بعض من الدهون الزائدة.
- جسمك بحاجة إلى شرب ليترين من الماء يومياً كحد أدنى، حيث يرطب الماء الجلد ويحافظ على مرونة ونضارة البشرة، ويمكنك الحصول على الماء من خلال الخضار والفواكه الغنية بالماء أيضاً مثل: البطيخ والخس والخيار .... وغيرها، ولا تنسي العصائر وخاصة البرتقال والليمون.
- الشاي الأخضر وغيره من مضادات الأكسدة، تساعدك على حرق الدهون، والتخلص من السموم، وتنشيط الدورة الدموية.
- ينصح الدكتور أوز مشاهديه (Dr.Oz) بشرب معجون الطماطم، فالطماطم غنية بالليكوبين الذي يمنع تفكك الكولاجين في الجلد.
خرافات وعلاجات غير مؤكدة للسيلوليت
نقدم لك هنا مجموعة من الطرق التي لم يثبت علمياً فعاليتها في علاج السيلوليت، ومنها:
- شفط الدهون خاصة أن ظهور السيلوليت غير مرتبط بالوزن، وإنما بأماكن وطرق توزع الدهون، وهذا ما يفسر ظهوره لدى بعض النحيلات، وعندها يجب البحث عن سبب آخر للسيلوليت، وقد يكون نقص الماء أو اضطرابات هرمونية.
- الليزر كوسيلة ثانية للتخلص من علامات السيلوليت على الجلد، يوجد عدد من الأشخاص الذين أظهروا تحسناً بعد جلسات العلاج بالليزر، ولكن أيضاً لم يتم إثبات فعاليتها علمياً بشكل قاطع.
- تستخدم المراهم الموضعية والتدليك لإزالة السيلوليت عبر تنشيط الدورة الدموية، وتحريك السوائل والدهون المتراكمة في منطقة محددة بحركات التدليك لكن تأثيرها مؤقت، وآثاره قصيرة الأمد، أما الكريمات فتعمل إلى جانب المساج على آلية امتصاص البشرة للمواد التي يتكون منها، والتي تعمل على إذابة الدهون، ولكن هذا النوع من الكريمات لا تظهر نتائجه بشكل فعال إلا إذا كانت مكوناته قادرة على اختراق الجلد والأدمة وصولاً إلى منطقة هالي (قاعدة الجلد)، وهي المنطقة الأولى التي تتركز فيها الدهون كما ذكرنا سابقاً.
- أما حقن الأنسجة تحت الجلد بمواد تساعد على تعزيز إذابة الدهون كطريقة لإزالة السيلوليت، فلا يوجد دليل علمي حتى الآن على نجاعتها، أما الميزوثيرابي (وهو عبارة عن إبر دقيقة جداً تحقن في طبقة الأدمة للحد من الدهون)، وبسبب الآثار الجانبية الخطيرة التي ظهرت لدى بعض النساء اللواتي تعرضن للحقن مثل: التورم، ونقل أمراض أخرى لعدم وجود بروتوكول طبي دقيق لاستخدام هذه الطريقة، فتم منعه مثلاً من قبل الوكالة الوطنية البرازيلية للصحة.
- وهنالك من يلجأ إلى التعرض للحرارة وحمامات الساونا الذي يعزز تدفق الدم وتوسع الأوعية الدموية الرقيقة القريبة من سطح الجلد، ويلاحظ عدم وجود أي دراسات تثبت فعالية هذا العلاج، بل أن هنالك حالات لبعض النساء تفاقم السيلوليت لديهن بعد التعرض للحرارة.
- وأخيراً الأعشاب وتستخدم الأعشاب عادة لتنشيط دوران الأوعية الدقيقة في منطقة الأدمة، وإذابة الدهون، وقد تظهر انخفاضاً في كمية السيلوليت، ولكن من سلبياتها زوال أثرها بعد التوقف عن تناولها.
السيلوليت ومستوى الهرمونات الأنثوية
يجب أن تعلمي سيدتي أن السيلوليت ليس مرضاً بل هو عبارة عن ارتفاع في إفراز هرمون الأستروجين (هرمون الأنوثة) الذي يعمل على تخزين الدهون في مناطق معينة من جسدك مثل الوركين، ولذلك لا يظهر السيلوليت إلا عند 10-15% من الرجال، ويكون بسبب انخفاض في إفراز الهرمون الذكري (التيسترون) الذي يعمل على تفكيك الدهون، وتحويلها إلى عضلات.
ومع زوال الأسباب تذهب الأعراض، ولذلك إذا كنت تعانين من السلوليت بسبب الوزن الزائد اعملي على التخلص منه بسرعة، وإذا كانت الاضطرابات الهرمونية هي المسبب؛ باشري بتنظيمها باستشارة طبيب مختص، أما إذا كنت تعانين من نقص في السوائل، وعملك لا يتطلب الحركة، هنا ننصحك بتغيير مخططك الروتيني فلتشربي الشاي الأخضر بدلاً من القهوة، ولتحملي زجاجة ماء في حقيبتك، واستبدلي الوجبات السريعة بالفواكه والخضار، أما إذا كنت مدخنة فحاولي الإقلاع عنه، لتبدأي نهارك بنشاط، وحاولي الذهاب للأماكن القريبة من منزلك سيراً على الأقدام، وعندها قد يصبح التفكير فيما سترتدينه هما زائلا.