الريجيم الكيميائي
ازدادت في الآونة الأخيرة أعداد الصفحات والفيديوهات المروجة لنماذج عن أنظمة غذائية فعالة في تخسيس الوزن والحفاظ عليه ثابتاً لأطول فترة ممكنة، ويجمع أغلب هذه الحميات الغذائية عامل مشترك يقوم على تجنب الأطعمة الجاهزة والتركيز على ما يفيد جسم الإنسان ويؤمن له المصدر الأنسب لإنتاج الطاقة الضرورية لأداء وظائفه الحيوية، ومن بين هذه الحميات الرائجة اخترنا الخوض بداية في نظام الريجيم الكيميائي، حيث سنتعرف معاً على أسس هذه الحمية مع تأثيراتها الإيجابية أو السلبية على جسم الإنسان.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ماهيّة الريجيم الكيميائي
يقوم الريجيم الكيميائي على تناول الأغذية عالية البروتين ومحدودة الدهون مع القليل من الكاربوهايدرات (أرز، خبز، بطاطا، معكرونة،..)، مما يجعله فقير التنوع ذا خيارات محدودة، ونظراً للاعتماد المطول على أنماط معينة من الغذاء دون غيرها، فقد يصبح هذا الريجيم روتيناً مكرراً ومملاً لمن يود تجربته، لهذا علينا التوضيح إلى فائدة اختيار حمية مغايرة نظراً لإمكانية تصنيف الريجيم الكيميائي ضمن الحميات القاسية بطبعها.
يقدم هذا النظام قائمة غذائية محددة توفر حريرات محسوبة لا ينبغي الإضافة عليها أو الحذف منها، وهي تضمن انخفاضاً حقيقياً في الوزن يرجع إلى قلة الحريرات المكتسبة من الغذاء المتناول، كما أنها تقلل شهوة الفرد المتزايدة للحلويات والسكاكر، وتخفف من حدة الجوع وتطيل فترة الشبع قدر الإمكان.
هذا وتجدر الإشارة إلى أهمية الالتزام بهذه الحمية كي تحقق نتائجاً مرضية، ومهما كانت الأسباب الفردية التي تحول دون استمرار هذه الحمية أو إيقافها لفترة قصيرة جداً، فينبغي العودة إلى نقطة البداية من جديد، ومن المهم جداً أن يتمتع الفرد الذي يرغب باتباع الريجيم الكيميائي؛ بصحة سليمة ولا يعاني من أمراض معينة وإلا سيحتاج حينها إلى استشارة الطبيب المختص قبل الشروع بالحمية الكيميائية.
خطة يومية لاتباع الريجيم الكيميائي
- الفطور: نصف ثمرة من البرتقال أو جريب فروت مع بيضة مسلوقة.
- الغداء: تونا بلا إضافة زيت، أو قطعة لحم مشوية/مسلوقة مع صحن سلطة، أو بيضتين مع قطعة جبنة خالية الدسم، أو خضار مسلوقة مع بندورة وقطعة دجاج مشوية.
- العشاء: فواكه طازجة (باستثناء التين والعنب والموز)، أو كوب لبن صغير خالي الدسم مع كمية قليلة من الخضار المسلوقة، أو بيضتين مسلوقتين مع ثمرة برتقال واحدة.
النقاط السيئة حول الريجيم الكيميائي
- إن أغلب الوزن المفقود من الجسم عبارة عن ماء وليس دهون.
- يفتقر الريجيم الكيميائي إلى الأغذية الغنية بالمكملات الضرورية كالفيتامنيات، والتي نجدها في الفاكهة مثلاً.
- قلة الكاربوهايدرات المتناولة خلال هذه الحمية، حيث تتسبب في حدوث التعب والإرهاق السريعين.
- لاحظنا أن الريجيم الكيميائي لا يركز بشكل كاف على تناول كميات وفيرة من الخضراوات والفاكهة، وهذا ما يحرم متبعيه من الألياف المهمة على مستوى حركية الأمعاء؛ مما قد يتسبب حدوث الإمساك.
- العودة السريعة لاكتساب الوزن بعد إيقاف الحمية.
تأثير الريجيم الكيميائي على صحة الجسم
بما أن الحمية الكيميائية عبارة عن نظام غذائي عالي البروتين وقليل الكاربوهيدرات، فإن موقع (Web MD) الطبي قد نوه إلى مضار هكذا نمط من الحميات على صحة الجسم، مشيراً إلى احتمالية ارتفاع نسبة كولسترول الدم لدى الأفراد متبعي هذه الحمية، مع إمكانية تضرر الكلى وتشكل الحصيات الكلوية.
من جهة أخرى، أشار موقع (Mayo Clinic) الطبي إلى أن الانقطاع المفاجئ أو التقليل الشديد من كمية الكاربوهايدرات المستهكلة قد يطلق عملية تقويض الدسم المخزّن في الجسم لإنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى إطلاق الأجسام الكيتونية التي تساهم في إحداث الأعراض التالية:
- غثيان وإقياء.
- صداع.
- رائحة نفس كريهة.
- التعب والوهن.
ومن هنا تأتي أهمية الاعتدال في تناول الأنواع الغذائية الثلاث (سكريات، بروتينات، دسم) دون اعتماد أحدهما بشكل مطلق على حساب الآخر.
في نهاية المقال... لقد تحدثنا عن الريجيم الكيميائي كواحد من الحميات الرائجة في عالمنا العربي، ونشير كغيره من المقالات إلى أهمية استشارة أخصائي التغذية قبل الشروع في أي نظام غذائي تتناقله الصفحات على شبكة الإنترنت.