الحزن يخيم على الوسط الثقافي السعودي لوفاة الشاعر والأديب علي الدميني
خيم الحزن على الوسط الثقافي السعودي، بعد وفاة الشاعر والأديب السعودي علي الدميني إثر معاناة مع المرض، عن عمر يناهز الثلاثة وسبعين عامًا.
وفقدت الساحة الثقافية السعودية والعربية والإنسانية أحد أعمدة تجارب الإبداع الراقي طيلة 50 عامًا؛ برحيل الشاعر علي غرم الله الدميني الغامدي، الذي رحل صباح اليوم (الاثنين) إثر معاناة طويلة مع المرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الدميني من مواليد قرية محضرة بمنطقة الباحة (1948م)، ومن أبرز الشعراء المجددين، وأديب وناشط. ويعرف الدميني بجودة شعره وعمق مضامينه الوجودية والتطلعية.
وتعد تجربة الدميني في الشعر الحداثي من أهم التجارب في فترة الثمانينات الثرية، لجرأتها.
أشرف الدميني على ملحق (المربد) الثقافي الشهير في الثمانينات في صحيفة اليوم، ومن ثم أسس مجلة (النص الجديد) الشهيرة وهي مجلة ثقافية طليعية من الدمام صدرت في مطلع الثمانينات واحتوت على تجارب ونصوص حداثية. للدميني إنتاجات عديدة في الصحافة والمناشط الثقافية في المقال والنثر والقصيدة، وله في حقل الرواية، رواية (الغيمة الرصاصية) و(أيام في القاهرة وليال أخرى).
ومن أعماله: (رياح المواقع)، و(بياض الأزمنة)، و(خرز الوقت) و(بأجنحتها تدق أجراس النافذة)، وقصيدته (الخبت) من أشهر القصائد على المستوى العربي.
مثقفون سعوديون ينعون علي الدميني:
من جانبهم، نعى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الشاعر والأديب، وأشادوا بمناقب الراحل.
وكتب الأديب السعودي عبدالله الغذامي عن رحيله "رحلت أيها المبدع وتركت خلفك إرثك وإبداعك وعرق جبين فكرك وقلبك... التعازي للثقافة والوطن ولمحبيه وعائلته وكلنا".
وقال عثمان العمير، ناشر صحيفة "إيلاف" الدولية إن علي الدميني كان "رائداً بحق وحقيقة"، وكتب عبر حسابه في "تويتر"، "ببالغ الأسف، تلقيت خبر تغييب الموت للمبدع علي الدميني الذي كان رائداً بحق وحقيقة، رافقته شهوراً حين عملت في جريدة اليوم وهي مرحلة أعتز بها".
وكتب الأديب الكويتي دخيل الخليفة، "المشهد الشعري العربي يودع الكبير علي الدميني عظم الله أجر محبيه وعشاق شعره".
كما كتب المفكر السعودي توفيق السيف الكاتب في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، ناعيًا الدميني: "إلى رحمة الله... فقدنا اليوم أخانا علي الدميني... الكاتب الشاعر المناضل، وداعية الإصلاح، العزاء لعائلته الكريمة ولمحبيه وكل من عرفه... هنا مقالة كتبتها يوم أغلق موقعه الثري ’منبر الحوار والإبداع‘ قبل بضع سنين". وأرفق السيف رابطاً يحمل نتاج سنين فكر الراحل.
الناقد أحمد بوقري، قال لصحيفة "عكاظ" السعودية، إن الشاعر علي الدميني يكتنز في داخله منجمًا من الصدق الإبداعي والوعي الإنساني الرفيع، ومدى لا يحد من الأفق الرحب الطليق، معجونًا بالموقف الأخلاقي النبيل وعذوبة الروح وطفولتها المتجددة الدائمة.. ويفور بين جوانحه حب غزير للآخرين لا يوازيه حب.
وأكد بوقري أنه لا يفصل القيمة الإبداعية في تجربة الدميني عن القيمة الأخلاقية في تجربته الإنسانية؛ لأنها شعور حقيقي وأصيل في قلبه وعقله؛ عقله الطليق المنفتح على فضاءات إبداعية وفكرية متعددة متقاطعة أم مغايرة لقناعاته، محلية أو كونية كرّست لديه مفاهيم أخلاقية وفلسفية تخطّت دوائره الأيديولوجية والسياسية، ومدرسته الأدبية اليسارية، وانتماءاته المرنة للتيار الواقعي النقدي، فنجده يحتفي بفرحٍ وطني غامر بالتيار البنيوي والشكلاني و(المابعد) حداثي في النقد الجديد عندما انبثق في واقعنا الأدبي في الثمانينات.