الحاجة السائرة بمفردها نحو جبل عرفات: إليكم القصة الكاملة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بمشهد إيماني هز القلوب، لحاجّة تسير بمفردها، متوجهة نحو جبل عرفات، لاستكمال مناسك الحج، سيراً على الأقدام تحيط بها المركبات والسيارات، دون أن تلتفت لها، مما دفع مئات النشطاء للتساؤل حول الأسباب، بعد الاندهاش من صدق النية وقوة الإيمان.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شاهدي أيضاً: أضخم حاجة تؤدي مناسك الحج
الحاجة ماجدة محمد موسى، 63 عاماً، لفتت الأنظار بثباتها وقوة إيمانها، بينما تسير في طريقها ثابتة ملبية نداء ربها لتُتم حجتها، كبر السن والطريق غير الممهدة لم يمنعاها من مواصلة السير بخفة نحو جبل عرفات، وقد صرّحت بكل التفاصيل التي راودت النشطاء عن هذه الواقعة:
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
أمنية تحققت وإجراء كاد يعطلها
قالت الحاجّة ماجدة محمد موسى، المصرية التي تجاوزت الستين بثلاث سنوات، والتي سافرت لحج هذا العام، على الرغم من شدة حرارة الجو وتشديد الإجراءات القانونية خاصة على الحجاج غير النظاميين، إن الحج هو أمنيتها التي حققها الله لها بعد دعوات وصيام منتظم لمدة عام كامل يومي الاثنين والخميس، من أجل تحقيق هذه الرغبة التي سكنت قلبها.
أوضحت الحاجة ماجدة أنها سافرت لأداء الفريضة مع اثنين من أولادها، هما مازن ومعتز، ووفقاً للتنظيم والتنسيق، فقد انقسموا إلى فريقين، رجال ونساء، شاء الله أن يمر أتوبيس الرجال، بينما تعطل أتوبيس النساء بسبب قرار السلطات التي طلبت منهن العودة للسكن، لأن حج الزيارة -حج غير نظامي- ليس مسموحاً به، وهو ما أصابها بالغم.
قرار من قلب مؤمن واستخارة
أكدت الحاجة ماجدة محمد موسى أيقونة الحج عام 2024، في تصريحاتها لجريدة الأهرام المصرية، أنها لمّا تعطلت مسيرتها، أصيبت بغم وحزن شديدين، ولكنها قررت بعد الاستخارة أن تمضي في طريقها، وتكمل حجتها، "ما صدقت وصلت المكان الجميل ده بعد 63 سنة" هكذا أكملت.
أردفت الحاجة السائرة بمفردها إلى عرفات: "توكلت على الله ربي، وحملت حقيبتي فوق رأسي هرباً من أشعة الشمس الحارقة، وأمسكت بالأخرى التي تحتوي على علاجي في يدي، وتوكلت على الله إلى عرفات بعباءتي السمراء وخماري الأبيض".
إصرار لاستكمال مناسك الحج
وعن إصرارها الكبير للسير على الأقدام في هذه الحرارة العالية وإتمام مناسكها قالت الحاجة ماجدة: "أنا أصريت أن أصل إلى عرفة، أصريت أيضاً على أن أكمل مناسك الحج، أكرمني الله وله الحمد، وسرت مسافة كبيرة، وفي الطريق كنت أسأل أين وصلت؟ وأخبرني أحد الأشخاص أنني وصلت إلى مشعر منى، وعندما سألت كم تبقى على عرفات؟ نصحني بالسير مطولاً لأجد الجبل أمامي، وعندها شعرت بالسعادة تغمرني؛ لأن حلمي سيتحقق".
وتابعت: "كنت أرفع دعائي إلى الله في كل صلاة وكل وقت، بأن يرزقني حج بيت الله الحرام. الحمد لله رب العالمين، وصلت إلى عرفات. طوال الطريق كانت الدموع تملأ عيني، وقلبي يلهج بالتلبية والدعاء لأولادي ولجميع المسلمين، أحياءً وأمواتاً، عندما وصلت إلى مسجد نمرة، دخلت وتوضأت وصليت الفجر، ثم قرأت الأذكار وسبحت الله، وارتديت لباس الإحرام".
لا أعرف من وثق اللحظة
شددت الحاجة ماجدة محمد موسى على جهلها بصاحب الفيديو الذي وثّق اللحظة الإيمانية التي ألهمت كل من رآها، موضحة: "والله لا أعلم من صورني أو كيف تم ذلك، فوجئت بكمية الناس الذين يدعون لي، ويحاولون التواصل معي ومع أولادي. الله وحده يعلم من التقط الفيديو، لكن الحمد لله على كل شيء. أشكر كل من دعا لي، وأدعو الله أن يمنح كل المسلمين فرصة حج بيت الله الحرام. والله أتمنى لكل مسلم ومسلمة أن يحج بيت الله، ويرى الجمال الذي رأيته خلال هذه الرحلة.
وأردفت الحاجة ماجدة: عندما وصلت إلى المكان، قبّلت الأرض وحمدت الله، ودعوت لكل من دعا لي. منظر عرفة لا يضاهيه جمال، إنه جمال من عند الله".
من هي الحاجة ماجدة محمد موسى السائرة بمفردها؟
الحاجة ماجدة موسى من محافظة القليوبية لم تكن ابنة عائلة غنية أو ميسورة الحال، إنما هي امرأة مكافحة وبسيطة مات عنها زوجها قبل أكثر من عشر سنوات، وترك لها 9 أبناء 6 من الذكور و3 من الإناث، حملت مسؤوليتهم جميعاً، وتمنت أن تربيهم على أرض صلبة، وبعد أن شق كل منهم طريقة، نالت مكافأتها من الله حجاً مبروراً قضته، ولو سيراً على قدميها.
وعن أمنيتها لكل مسلم قالت الحاجة ماجدة مختتمة الحديث عن رحلتها الإيمانية الكبرى، والتي لا تلتفت فيها لأي تعليق منبهر بها عبر السوشيال ميديا: "عندما وصلت إلى المكان، قبّلت الأرض وحمدت الله، ودعوت لكل من دعا لي. منظر عرفة لا يضاهيه جمال، إنه جمال من عند الله".