الجلوس الصحيح
الجلوس هو سلوك طبيعي يقوم به الإنسان بشكل أساسي لاتخاذ وضعية جسمانية معينة لتوفير سبيل للراحة، ويتم في هذا السلوك تطبيق الوركين والأرداف على الأرض أو مقعد كرسي، ويتخذ الجسم وضعية أفقية أو وضعية الجذع المستقيم، ومن الممكن أن يؤثر الجلوس لفترات طويلة سلبًا على صحة الإنسان وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية الجلوس الصحيح.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مفهوم الجلسة الصحيحة
يعرف مفهوم الجلسة الصحيحة بأنه عبارة عن طريقة ووضعية تتناسب بشكل كبير مع منحنيات الجسم لتزيد من الراحة، ولكن قد يكون تطبيقها لدى بعض الأشخاص غير مريح في البداية وذلك لأنها تعتمد على بعد الخطوات التي يتم فيها شد الظهر والرأس والكتفين بطريقة طويلة للأمام، ومن المعروف أن الجلوس بوضعية سيئة يسهم في ظهور العديد من المشاكل، وذلك لأنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري، وتم تصنيف الخطر الوارد عنه بالدرجة الثانية بعد التدخين.
ولذلك ينصح الأطباء في هذه الحالة باتخاذ وضعية جلوس صحيحة تتطلب عدة أمور، مثل العثور على موضع صحيح للجلوس واتباع بعض الخطوات البسيطة في كل مرة يقوم الشخص بها بالجلوس الصحيح على الكرسي مع مراعاة تكرار هذه الخطوات، لزيادة استقرار الجسم في أفضل وضعية توفر له الراحة، وتتمثل هذه الخطوات بالجلوس في نهاية الكرسي بحيث يجب أن تكون المؤخرة مرتكزة في نهاية الكرسي أو المقعد المستخدم، ومن ثم القيام بتدوير الكتفين والرقبة إلى الأمام وتركهما في وضع التراخي الكامل، ومن ثم سحب الرأس والكتفين لأعلى بطريقة بطيئة لوضعية الجلوس الطويلة، وبعد ذلك دفع أسفل الظهر إلى الأمام مع مراعاة إبراز منحنيات العمود الفقري وهذا ما يعرف بمفهوم الجلوس بطريقة صحيحة بالخطوات. [1]
وضعية الجلوس السليمة
يمكن الحصول على وضعية الجلوس السليمة عن طريقة اتباع الخطوات التالية:
- يجب وضع القدمين بشكل مستوٍ على الأرض، مع مراعاة عدم رفع قدم أكثر من الأخرى، أو وضع قدم فوق الأخرى.
- تجنب التباعد بين الركبتين أو الكاحلين.
- الحفاظ على مسافة صغيرة بين الظهر والمقعد.
- وضع الركبتين بارتفاع مناسب مع الوركين، بحيث يجب أن لا تكونا الركبتان أعلى من الوركين أو أقل ارتفاع منهم.
- مد الكاحلين أمام الركبتين.
- المحافظة على ارتخاء الكتفين، وعدم شدها لأعلى.
- موازنة الساعدين والركبتين بشكل متساوٍ على الأرضية.
- شد المرفقان على الجوانب حتى يتكون حرف L في منطقة الذراعين.
- وضع الظهر والمؤخرة بشكل مناسب مع المقعد.
- عدم إطالة أو شد الرقبة لأعلى.
- إبقاء الظهر على المقعد مع مراعاة وضع مسند للظهر في حال كانت هناك مسافة بين الظهر والمقعد لزيادة فرص التقائهما وضمان زيادة الراحة.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة في كل مرة يتم فيها تطبيق هذه الوضعية.
- يجب أخذ استراحة لمدة عشر دقائق على الأقل بعد مرور ساعة من الجلوس بهذه الوضعية. [2]
طريقة الجلوس الصحيحة
هناك العديد من الطرق والوضعيات الصحيحة للجلوس مثل طريقة الجلوس أثناء القيادة والجلوس بتدعيم الظهر للموظفين الذين يعملون على المكاتب وغيرها من الوضعيات التي تتلخص فيما يلي:
طريقة الجلوس الصحيحة بتدعيم الظهر (أثناء الجلوس على المكتب)
هي من الوضعيات الخاصة بالجلوس بطريقة صحيحة والتي تساعد على تدعيم الظهر وزيادة راحة الجسم، ويمكن تطبيقها عن طريق الجلوس بشكل يسمح للظهر أن يكون مستقيمًا مع مراعاة وضع الكتفين للخلف، والأرداف تكون ملامسة للظهر على المقعد، ويجب أن تكون منحنيات الظهر الثلاث العادية مشدودة لأعلى بشكل طويل، ويمكن استخدام منشفة صغيرة موضوعة أسفل الظهر للمساعدة في المحافظة على الانحناءات الطبيعية السفلى في الظهر، ومن ثم الجلوس في نهاية الكرسي مع إبراز منحنيات الظهر لبضع ثوان، وبعد ذلك نحرر موضع الظهر بحوالي 10 درجات مع توزيع ثقل الجسم بشكل متساوٍ على الوركين، ومن ثم نثني الركبتين بزاوية قائمة، مع مراعاة عدم وضع قدم أعلى من الأخرى أو فوق الأخرى، وجعل باطن القدم مسطحًا بالكامل على الأرض.
شاهدي أيضاً: خطوات اتيكيت الجلوس في عشاء العمل
وضعية الجلوس الصحيحة دون استخدام دعامة للظهر
وهي من الوضعيات المريحة التي يتم توزيع ثقل الجسم على الأرداف بشكل كامل، ويمكن تطبيقها عن طريق الجلوس على المقعد مع وضع المؤخرة في نهايته، ومن ثم توزيع وزن الجسم بالتساوي على كلا الوركين، مع ثنيّ الركبتين بزاوية قائمة والحفاظ عليها بشكل متساوٍ مع الوركين بشكل أعلى أو متساوٍ، مع مراعاة عدم وضع القدمين فوق بعضهما البعض، وبسط سطح القدمين بشكل كامل على الأرض، ولكن يجب مراعاة بعض الأمور الهامة عند تطبيق هذه الوضعية مثل ضبط ارتفاع الكرسي للمساعدة في التمكن من الجلوس بطريقة صحيحة، ويجب أيضًا الحفاظ على راحة الكتفين والذراعين والمرفقين.
وضعية الجلوس بطريقة صحيحة أثناء القيادة
يجب اتخاذ وضعية جلوس سليمة أثناء القيادة لزيادة الراحة وتتلخص هذه الوضعية باستخدام دعامة ملفوفة وموضوعة أسفل الظهر، ومراعاة وضع الركبتين في المستوى نفسه أو أعلى من الوركين، ومن ثم تحريك المقعد بالقرب من عجلة القيادة لتدعيم منحنى الظهر، بحيث يجب أن يكون المقعد قريبًا بشكل كافٍ يسمح للركبتين بالانحناء ووصولهما إلى المنطقة الدواسات. [3]
الجلوس الصحيح للأطفال
هناك العديد من الطرق الصحيحة للجلوس الخاصة للأطفال وتتلخص بالخطوات التالية:
- يجب أن يجلس الطفل بوضع المؤخرة إلى آخر المقعد.
- وضع دعامة خلف الظهر في حال كان الكرسي أكبر من حجم الطفل.
- ثني الأكواع والركبتين بزاوية 90 درجة.
- دعم القدمان بسطح ثابت في حال تدلي الأرجل من المقعد.
أهمية الجلوس الصحيح
هناك العديد من الأمور ذات الأهمية الكبيرة التي يقدمها الجلوس الصحيح وتتلخص فيما يلي:
- الشعور بالراحة: إن أهمية الجلوس بالشكل الصحيح تساعد في زيادة معدل الراحة الجسمانية بشكل عام، وأيضًا يساعد في في إدارة الألم العضلي والعظمي، كما أنه يعد أمرًا ضروريًا لتحسين نمط الحياة، ويسهم في تقليل التعب، ويحسن من الاتساق والامتثال الجسماني، كما أن الجلوس بشكل صحيح هام في الحد من توتر عضلات، وفي دراسات أجريت أكدت على أنه يساعد على تقليل مستويات الألم.
- مهمًا لتسهيل الحركة الوظيفية: يعد الجلوس بشكل صحيح هام جدًا في تعزيز الاستقرار الحركي للجسم، كما أنه يحسن من حركة الأطراف العلوية ويساعد في زيادة حيويتها، ويساعد أيضًا على زيادة ليونة أطراف الجسم.
- مهم جدًا لتحسين الوظائف الفسيولوجية في الجسم: وذلك لأنه يساعد في تعزيز وظائف الجهاز العصبي بشكل كامل، كما أنه يحسن من وظائف القلب ويعزز من كفاءته، ويحسن من عمل الجهاز الهضمي ويحسن من القدرة على بلع الطعام، ويساعد على الوقاية من المشاكل الهضمية مثل الإمساك، وعسر الهضم، وفي دراسات أخرى أجريت على عدة أشخاص قام بها الأطباء بتقسيم العدد إلى مجموعتين الأولى تجلس بطريقة صحيحة والمجموعة الأخرى كانت تجلس بطريقة اعتيادية، ولخصت الدراسة أن الأشخاص الذين قاموا بالجلوس بطريقة سليمة كان الجهاز التنفسي يعمل لديهم بطريقة أكثر من ممتازة على عكس المجموعة الأخرى، ولذلك أكد الأطباء على أهمية الجلوس بطريقة صحيحة.
- أهمية الجلوس الصحيح لتحسين الإدراك وتعزيز المشاركة: من المعروف أن الجلوس بشكل صحيح يساعد على إدخال تداخلات تعمل على إدارة الوضع بطريقة مناسبة، ويساعد على تسهيل التطور النفسي والمعرفي، ويعتبر هامًا للأشخاص المصابين بالمشاكل النفسية المعرفية، كما أن الجلوس الصحيح هام لتعزيز التواصل بين الأشخاص ويحسن من مشاركتهم الاجتماعية والنفسية. [4]
فوائد الجلوس الصحيح
هناك العديد من الفوائد التي يقدمها الجلوس الصحيح وتتلخص فيما يلي:
- يزيد من كفاءة الجهاز التنفسي: يساعد الجلوس بطريقة صحيحة بالحصول على تنفس أفضل، حيث أن العديد من الأبحاث أكدت أن الجلوس بوضعية سيئة يؤثر سلبًا على القدرة التنفسية، حيث أنه يقلل من القدرة على التنفس بشكل صحيح وكامل، ولذلك يشير الأطباء إلى الجلوس بطريقة صحيحة مع انتصاب الظهر لتحسين القدرة على جلب الأكسجين بنسبة تفوق الـ 30%.
- زيادة الثقة بالنفس: يساعد الجلوس بشكل منتصب على زيادة الثقة بالنفس، كما أنه يساعد على زيادة الطابع الحضوري للشخص، ويجعل الشخص يبدو واثقًا من نفسه ويجعله متوازنًا، وبالنسبة للجلوس بشكل متراخي وراكد يعبران عن النقص في احترام الذات.
- مفيد جدًا لتدعيم الظهر: يساعد الجلوس بشكل صحيح على تدعيم الظهر، كما أنه يخفف الألم الناتج عن الجلوس بشكل سيء، ويخفف من الألم الموجود في الحوض والجذع، ويخفف من انحناء العمود الفقري، ويساعد على تنشيط عضلات الظهر وجعلها تعمل بشكل صحيح، كما أنه يوفر الراحة للعظام والمفاصل والأربطة والأنسجة الضامة في الظهر، بالإضافة إلى ذلك فإنه يقلل من التوتر الناتج عن التصلب في العمود الفقري ويخفف من الألم المرافق له، ويساعد زيادة ليونة كل من العظام والعضلات.
- يحسن من مزاج الشخص: من المعروف أن وضعية الجلوس بشكل سيئ تؤثر على المزاج بشكل سلبي وتصيب الشخص بالاكتئاب، ويساعد الجلوس بطريقة صحيحة وبوضعية منتصبة ومفتوحة على زيادة الشعور بالراحة والسعادة، ووجدت بعض الدراسات أن الجلوس بشكل صحيح يقلل من الإحباط، وذلك لأنه يزيد من الثقة بالنفس.
- يضمن عملية هضم أفضل: يساعد الجلوس بطريقة صحيحة على توفير هضم أفضل، وذلك لأنه يوفر الراحة والتمدد بشكل مناسب للأعضاء الداخلية ويقلل من الضغط على المعدة والأمعاء والكبد، ويسهل تدفق الطعام والعصارة المعدية، كما أنه يساعد على منع الحركة المترهلة في الأمعاء، وينشط الجهاز الهضمي بشكل كامل، ويقي من الإصابة بتضييق الجهاز الهضمي والإمساك والارتجاع المريئي.
- يحسن من مظهر الجسم: من الممكن أن يساعد الجلوس بالطريقة الصحيحة على تحسين المظهر الخارجي للجسم، حيث إن هناك دراسة أكدت أن الأشخاص الذين يجلسون بطريقة صحيحة يبدون أنحف بنسبة تفوق الثلاثة أضعاف، وبالمقابل إن الوضعيات السيئة الخاصة بالجلوس تسبب ظهور وبروز البطن، وتجعل شكله أكثر سمكًا.
- تقليل حدة الصداع: من الممكن أن يترافق الصداع مع اتخاذ وضعية جلوس سيئة، ويكون ناتج من خلال تدلي الرأس والكتفين، وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يجلسون بطريقة سيئة ومتدلية الرأس هم أكثر عرضة للإصابة بالصداع نتيجة عدم وصول كميات مناسبة من الدم إلى الرأس.
- تحسين عمل العضلات والعظام: يساعد الجلوس بوضعية صحيحة على تحسين عمل كل من العضلات والعظام، ويساهم في زيادة راحتها، كما أنه يوفر تمدد كافي للعضلات والعظام، وبالتالي فإنه يقي من تصلب العضلات ويجعلها تعمل بشكل صحيح.
- يحسن من التركيز: وذلك لأن الجلوس بوضعية جيدة وصحيحة يساهم في زيادة إمداد الجسم بالأكسجين الهام لزيادة تركيز الدماغ، وينشط من الدورة الدموية، وبالتالي يعمل على زيادة توفير الغذاء اللازم لصحة الدماغ. [5]
أضرار الجلوس الخاطئ
هناك العديد من الأضرار الناتجة عن الجلوس الخاطئ وتتلخص فيما يلي:
- التعب العضلي والعقلي: يؤدي الجلوس بشكل خاطئ إلى الإصابة بتصلب العضلات نتيجة الضغط المستمر عليها أثناء الجلوس، كما أنه يعمل على زيادة قلة التركيز العقلي نتيجة عدم وصول الدم والأكسجين إلى الدماغ.
- ظهور الألم بالجسم: يؤدي الجلوس الخاطئ لظهور الألم الناتج عن تصلب العضلات والعظام.
- سوء الهضم: وذلك لأن الجلوس الخاطئ يزيد من الضغط على المعدة والأمعاء.
يساعد الجلوس الصحيح على تقليل الإصابة بالعديد من الأمراض مثل ألم الظهر والعنق وألم العضلات لذلك يُنصح بشكل دائم الجلوس بطريقة صحيحة لتخفيف هذه الأعراض والألم الناتج عنها.