الجزائر تودع الفنان رابح درياسة: ملك الأغنية البدوية
أعلنت دولة الجزائر، وفاة الفنان الشهير رابح درياسة، الملقب بـ"ملك الأغنية البدوية" عن عمر ناهز 87 عاما في منزله بالبليدة جنوبي الجزائر العاصمة.
وكان درياسة مغنيا ومؤلفا موسيقيا وملحنا ومن رواد الأغنية الجزائرية الشعبية وقد لقب بـ "ملك الأغنية البدوية".
الراحل معروف على نطاق واسع في المنطقة المغاربية، بأغانيه البدوية التي أضحت من التراث الجزائري.
عرفته الجماهير بأغانيه الوطنية كذلك، خصوصا خلال سبعينيات القرن الماضي.
وقد نعت وزارة الثقافة والفنون في الجزائر صاحب أغنية "يحيا ولاد بلادي"، الذي توفي عن عمر يناهز 87 عاما.
وقالت الوزارة، في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "تتقدم وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، بأصدق عبارات التعازي والمواساة، إلى عائلة الفنان القدير رابح درياسة".
#تعزية تتقدم #السيدة_وزيرة_الثقافة_و_الفنون
— وزارة الثقافة و الفنون (@mca_gov_dz) October 8, 2021
#الدكتورة_وفاء_شعلال بأصدق عبارات التعازي والمواساة الى عائلة #الفنان_القدير_رابح_درياسة.
” إنا لله وإنا إليه راجعون “ pic.twitter.com/iaLqUmrRCt
وولد درياسة في الأول من يوليو/تموز من عام 1934 بالبليدة، وفقد والدته في سن الثانية عشرة، ثم فقد والده في سن الخامسة عشرة.
حظي رابح درياسة بمكانة مميزة لدى الجمهور في الجزائر والخارج، حيث له عدد كبير من المتابعين في كل من المغرب وتونس، وحتى بعض الدول العربية.
بدأ حياته المهنية مبكرا لدعم أسرته المكونة من 5 أشقاء حيث عمل بالنحت على الزجاج والمنمنمات وميادين أخرى عديدة. وجاء دخوله إلى عالم الموسيقى في عام 1953 عندما اقترحت عليه إذاعة تبث في خلدون بالجزائر العاصمة أن يغني من تلحينه.
وجاء دخوله إلى عالم الموسيقى في عام 1953 عندما اقترحت عليه إذاعة تبث في خلدون بالجزائر العاصمة أن يغني من تلحينه.
وانطلق مشواره الغنائي منذ ذلك الحين حيث غنى للوطن والحب والجمال.
ويحظى رابح درياسة بمكانة مميزة لدى الجمهور في الجزائر وخارجها.
الله أكبر..
— hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) October 8, 2021
خالص العزاء للأسرة الفنية الجزائرية والعربية وعائلة الفنان العملاق رابح درياسة الذي رحل اليوم عن عمر ناهز ال87 عاما.
الله يرحمك ويحسن إليك.
إنا لله و إنا إليه راجعون . pic.twitter.com/R9hgspImy7
ولدى رابح درياسة أكثر من مئة أغنية، وقد اشتهرت العديد من أغنياته مثل "أنا جزائري"، و"يحيا أولاد بلادي"، و"الممرضة"، و"نجمة قطبية"، و"نبغيك نبغيك" و"يا عبد القادر" و"يا محمد" و"يا راشدة" وغيرها الكثير.
ومن كلمات أغنية "أنا جزائري" .. "أنا القبايلي أنا العربي، أنا البدوي وأنا الحضري، أنا الترقي اللي ما تدري، سميني شرقي سميني غربي، سميني قبلي سميني بحري، إنت تقوللي شرقي عربي وأنا نقولك أنا جزائري".
وفي بداية الاستقلال غنّى للثورة الجزائرية أغنية ”حزب الثوار“ ثمّ اتجه نحو عالم الفن الرومنسي فغنّى ”نجمة قطبية“ وغيرها من الأغاني التي ذاع صيتها عبر المغرب والمشرق العربي، وفي أوروبا حيث توجد الجالية الجزائرية بقوة.
وكان درياسة يتنقل بين المهرجانات العربية حيث يلتقي متابعيه بشغف، نظرا لسلاسة أدائه الأغاني وعذوبة ألحانه واختياره الكلمات السهلة والجمل المعبّرة والمحبوبة لدى عشاق فنه، وقد كان من بين الفنانين الذين حظوا بدعوة لاعتلاء مسرح قرطاج الأثري في تونس، لكن المرض غيّبه عن هذا الموعد وشارك آنذاك نجله عبدو درياسة بدلا عنه.
وذاع صيت درياسة في المشرق العربي منذ سبعينات القرن الماضي، رغم اختلاف المرجعيات الموسيقية فزار سوريا عام 1974 وغنّى بها واشتهرت آنذاك أغنيته ”نجمة قطبية“ وغنّى في معظم الدول العربية فكان سفيرا لبلده يحسن توظيف ثقافته الفنية أينما حلّ وارتحل.
وإضافة إلى تفوقه البارع في الطرب والتلحين والغناء كان رابح درياسة مبدعا في الفن التشكيلي وفن الزخرفة، وقد أقام عدة معارض في هذا المجال، ليثبت أنه فنان متعدد المواهب والاختصاصات يترك بصمته في كل مجال إبداعي يقتحمه.
ويوصف رابح درياسة في الأوساط الفنية الجزائرية بأنه عبقري ومثقف ومتشبع بالطابع الشعبي البدوي الأصيل، حيث أعاد بعض الأغاني الشهيرة لمن سبقوه مثل أغنية ”حيزية“ وقام بأدائها بمستوى فني راق، ومثّل واحدا من عمالقة عصره ممن شهدوا بداياتهم الفنية أيضا من مدينة البليدة، مثل عبدالرحمن عزيز ومحمد رشدي.
وقد تركك رابح درياسة مكتبة موسيقية غنية يحتفظ بها التلفزيون الجزائري، كسجل تراثي تتوارثه الأجيال، ويبقي الرجل حيا في ذاكرة الجزائريين والعرب عموما، كما يقول محبوه.