التَّجَهُّزِ لغزوة أُحُد
- تاريخ النشر: السبت، 22 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
حدثت غزوة أحد بعد مرور عام على غزوة بدر، وأراد المشركون الانتقام من المسلمين بعد هزيمتهم في غزوة بدر، وسنتناول في هذا المقال كيفية التجهز لغزوة أحد.
التَّجَهُّزِ لغزوة أُحُد
ضاق بالمشركين ذَرْعاً ما حَلَّ بهم في تجارتهم للشام، فكان المسلمون بالمرصاد لقوافلهم كحصارٍ اقتصاديٍّ عليهم، حتى أن المشركين أرسلوا قافلةً بطريقٍ أُخرى من جهة العراق، إلا أن المسلمين علِموا بها وغَنِموها، فما كان لقريشٍ إلا أن تجمع بعضاً من قبائل العرب لقتال النبيَّ عليه الصلاة والسلام في المدينة، فانضمَّ إليهم قبائلٌ من تِهامَة وبني كِنانة إلى المشركين للقتال، وذلك لأنهم كانوا ينتفعون من مرور قوافل قريشٍ من ديارهم. كما أن جُبَير بن مُطْعِمٍ بن عَدِيٍّ دعا عبداً حبشياً كان عنده اسمه وَحْشيّ، وأمره أن يقتل حمزة بن عبد المُطَّلب، فإن فعل، فإن له من المال الكثير، وأنه سينال حُرِّيته، وكانت هِندُ زوجة أبي سُفيان تَحُضُّهُ على ذلك.
خرجت قريشٌ مُتَّجهةً إلى المدينة يريدون الثأر من بَدْرٍ، وقد أخذوا معهم النساء حتى لا يَفِرُّوا، وإنما يُحامون عن نسائهم وأعراضهم، وقد خرج أبو سفيان قائداً على المشركين، وكانت معه هندُ بنت ربيعة، فانطلقوا حتى وصلوا جبل عَيْنَيْن، وهو جبلٌ قريبٌ من جبل أُحُدٍ والذي سُمِّيَ أيضاً بجبل الرُّماة.
وصل الخبر إلى النبيِّ عليه الصلاة والسلام بأن قريشاً خرجت إلى المدينة تطلب الثأر، فاجتمع بأصحابه يستشيرهم، وقد أخبرهم بأنه قد رأى رؤيا، فقال لهم: رأيتُ أني في دِرعٍ حصينة، وقد أوَّلتُها المدينة، ورأيتُ أني مُردفٌ كبشاً، فأوَّلت الكبش بكتيبة المسلمين، ورأيتُ أنَّ سيفي ذو الفَقارِ قد كُسر، فأولته بأن كسْراً سيكون فيكم، ورأيت بقراً تُذبح، فأولته بأنه سيكون قَتْلٌ سيكون في أصحابه. لذلك كان رأي النبيِّ عليه الصلاة والسلام أن يبقوا في المدينة، وأن لا يخرجوا للقتال خارجها، فإن هجم المشركون عليهم قاوموهم، إلا أن رجالاً من المسلمين لم يقبلوا أن يبقوا في المدينة، وأَلَحُّوا على النبي عليه الصلاة والسلام بأن يخرجوا، فوافق النبيُّ ولَبِسَ دِرعه، فلما رأَوْهُ كارها لذلك، قالوا: يا رسول الله، بل نبقى هنا والرأي رأيك، فقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: ما كان لنبيٍّ أن يخلع دِرعه بعد أن لبسها حتى يَحْكُمَ الله بينه وبين عدُوِّه.