التهاب الجيوب الأنفية: الأسباب والأعراض والعلاج

مقالات ذات صلة

مرضى الجيوب الأنفية: هذه نصائح طبية عليك اتباعها

التهاب المرارة: أعراضه وطرق العلاج

انواع التهابات المهبل واعراضها وعلاجها

نسمع كثيراً عن التهاب الجيوب الأنفية، دون أن نعرف شيئاً عن تركيب الجيوب الأنفية ووظيفتها وأسباب التهابها وأعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه وطرق الوقاية منه، في هذا المقال نتناول تفصيلاً كل ذلك وأكثر، فتابع القراءة.

ما هو التهاب الجيوب الأنفية

هو عبارة عن التهاب أو تورم يصيب النسج المبطنة للجيوب الأنفية، فكما علمنا الجيوب الطبيعيّة تحوي الهواء، لكن عندما يحدث انسداد يمنع تصريف مفرزاتها تصبح ممتلئةً بالسوائل والجراثيم التي تنمو مسببةً إصابتك بالتهاب الجيوب الأنفية.

وهناك بعض الحالات التي تسبب انسداد وإعاقة تصريف محتويات الجيوب الأنفية، من بينها ما يأتي:

1. الزكام الشائع، يحدث بسبب إصابتك ببعض أنواع الفيروسات، يظهر لديك بأعراض التهاب الحلق وسيلان واحتقان الأنف بالإضافة للسعال وارتفاع درجة الحرارة، تتحسن هذه الأعراض بشكل جيد عند تناولك للأدوية المضادة للزكام.
2. التهاب الأنف التحسسي، حالة تحسّسيّة كما في مرض الربو، يظهر على شكل هجمات خصوصاً عند تعرضك لبعض الأجسام والمواد المثيرة للحساسية كغبار الطلع في فصل الربيع، ووبر الحيوانات أو العث المنزلي، يظهر التهاب الأنف التحسسي بأعراض انسداد في أنفك وسيلان دموعك.
3. البوليبات الأنفية، نمو شاذ غير سرطاني لجزء من الخلايا المبطنة لجوف أنفك بشكل يشبه الإجاصة، فتتبارز ضمن جوف أنفك، غالباً لا تسبب أي أعراض، ولا تحتاج إلى معالجة إذا ما كانت صغيرة، لكن الأحجام الكبيرة منها تسبب انسداد المكان الذي تصب فيه جيوبك الأنفية مفرزاتها على جوف الأنف.
4. انحراف في الحاجز الأنفي، الحالة التي لا يتوضّع فيها الحاجز الأنفي في مركز تجويف أنفك؛ وبالتالي لا يقسمه إلى جزأين متناظرين، معظم الأشخاص لديهم شكل من أشكال عدم التناظر في حجم كلا الجوفين الأنفيين بنسبة تقدر بـ80% من الأشخاص من دون أن تسبب أي مشاكل لديهم، لكن في بعض الحالات الشديدة من انحراف الحاجز الأنفي قد تحدث لديك صعوبة في التنفس.

أنماط التهاب الجيوب الأنفية

يصنف التهاب الجيوب الأنفية إلى 4 أنماط رئيسية بحسب الزمن الذي انقضى على إصابتك بالالتهاب إلى ما يأتي:

1. التهاب جيوب حاد: يبدأ عادةً بشكل مفاجئ بأعراض تشبه أعراض الزكام ويستمر من 2-4 أسابيع.
2. التهاب الجيوب تحت الحاد: يستمر من 4-12 أسبوعاً.
3. التهاب الجيوب المزمن: يستمر أكثر من 12 أسبوعاً.
4. التهاب الجيوب الناكس: عندما يتكرر الالتهاب عدة مرات خلال السنة الواحدة.

الفئات الأكثر عرضة لالتهاب الجيوب الأنفية

من المرجح أن تُصاب بالتهاب الجيوب الأنفية إذا ما كنت تعاني من واحد أو أكثر من الحالات الآتية:

1. عادة التدخين، إذ يشكّل التدخين عامل الخطر الأكبر المسبب للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية لدى البالغين.
2. احتقان الأنف المستمر يشبه الاحتقان عند إصابتك بالزكام.
3. انسداد مكان تصريف الجيوب الأنفية.
4. تضيق في القنوات التي تعبر من خلالها مفرزات الجيوب الأنفية.
5. عندما يكون جهاز المناعي ضعيفاً، كما يحدث عند تناولك لبعض الأدوية التي تثبط المناعة.

أما بالنسبة للأطفال فتتضمن عوامل الخطر ما يأتي:

1. الأليرجيائيّة (الحساسيّة)، قد يبدأ طفلك بحكّ عينيه وجلده والعطاس، بالإضافة لاحتقان أنفه وظهور طفح جلدي لديه، وهو ما قد يحدث عند تعرّضه لبعض المواد المحرّضة، كالتعرّض لبعض أنواع الأعشاب وغبار الطلع ووبر الحيوانات الأليفة، خصوصاً القطط والكلاب.
2. إصابة طفلك بالأمراض المنتقلة من أطفال آخرين كما في المدرسة.
3. اللّهاية (عبارة عن مصّاصة توضع في فم الطفل الرضيع من أجل تسكيته).
4. وجود دخان سجائر في البيئة المحيطة بالطفل.

أعراض التهاب الجيوب الأنفية

تتضمن الأعراض الرئيسيّة لإصابتك بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد ما يأتي:

1. الشعور بالألم أو الضغط في الوجه.
2. انسداد الأنف.
3. سيلان الأنف.
4. ضعف حاسة الشم.
5. السعال أو الاحتقان.
6. حدوث نوبات من العطاس بشكل متكرر.

وقد تعاني أيضاً من:

1. الحمى.
2. صعوبة التنفس.
3. التعب العام.
4. آلام الأسنان، خصوصاً الأسنان العلويّة الخلفيّة بحكم قربها من موقع الجيوب الأنفية.

أعراض التهاب الجيوب المزمن

في حال تطور الحالة لديك نحو الإزمان قد تعاني من الأعراض التالية لمدّة 12 أسبوعاً أو أكثر، وهي ما يأتي:

1. الشعور باحتقان أو تورّم في الوجه.
2. انسداد الأنف.
3. وجود قيح داخل جوف الأنف.
4. الحمى.
5. كثافة المخاط وتغير لونه.

ومن الأعراض الأخرى التي قد تحدث لديك عند إصابتك بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن؛ الحمى، وصعوبة التنفس، وآلام الأسنان، والإنهاك الدائم.

وبالطبع هناك الكثير من الأمراض التي تتسبّب في نفس هذه الأعراض؛ لذلك عليك زيارة الطبيب حتى تتأكد إذا كنت مصاباً بالتهاب الجيوب الأنفية أم لا.

متى يجب عليك زيارة الطبيب

• عادة ما تزول أعراض التهاب الجيوب خلال 10 أيام من دون أن تنكس أو ترجع مرّة أخرى للظهور لتشفى الحالة عفوياً دون أن تتطلب أي علاج، هنا تكون الفيروسات هي السبب في إحداث المرض.
• في حال استمرار الحالة لديك لمدة تتجاوز 10 أيام دون شعورك بأي تحسن، أو أنك تحسّنت بشكل طفيف، ثم عدت لتعاني من الأعراض من جديد، فمن المرجح هنا أن الجراثيم هي سبب المرض لديك وعليك الآن أن تزور الطبيب.

وعند إثبات تسبب الجراثيم بالتهاب الجيوب قد تحتاج أخذ الصادات الحيوية (المضادات الحيوية بالرغم من أن حالتك قد تتحسن وحدها دون أن تضطر لأخذها، لكن هذه الأدوية تساعدك حتى تشفى بشكل أسرع).

• عليك زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من أحد الأعراض التالية والتي لم تتحسن على العلاج بمسكنات الألم وخافضات الحرارة، فعندها يجب أن تزوره في أقرب وقت:

1. حمى شديدة (درجة حرارتك أكثر من 39 درجة مئوية).
2. صداع شديد.
3. مشاكل في الرؤية.
4. الوجه المتورم.
5. تصلب الرقبة.

كيفية تشخيص التهاب الجيوب الأنفية

1. القصة المرضية: في البداية سوف يبدأ طبيبك لتشخيص حالتك بالتكلم معك وسؤالك الأسئلة الآتية: ما الأعراض التي تعاني منها؟ متى بدأت؟ كم استمرت؟ هل تحسّنت على الأدوية المضادة للالتهاب أم لا؟ هل تشعر بأن هذه الأعراض تزيد شدةً أم أنها ثابتة لا تتغير؟
2. منظار الأنف: ومن ثم سوف يقوم طبيبك بالنظر داخل أنفك عبر منظار الأنف، فقد يرى العلامات الدالة على التهاب الجيوب الأنفية كالتورم والاحتقان، غالباً ما تكون هذه الطريقة جيدة للغاية، حيث يبدو الالتهاب واضحاً جداً، وإذا ما بقي طبيبك متردّداً فقد يرغب باستعمال منبع ضوئي يساعده لتحقيق رؤية أفضل.
3. تنظير الأنف: طريقة سريعة وبسيطة تتم عبر إدخال جهاز رفيع ومرن داخل أنفك يحوي في نهايته كاميرا تسمح برؤية التفاصيل الدقيقة للجيوب الأنفية على شاشة الكمبيوتر.
4. التصوير الطبقي المحوري: يفيد التصوير الطبقي المحوري (ct) في حال الالتهابات العميقة والأكثر خطراً، يستعمل هذا الجهاز الأشعة السينيّة لتشكيل مقاطع عرضية وطولية وثلاثية الأبعاد لجزء معين من الجسم.
5. المسحة: حيث يأخذ الطبيب عيّنة من داخل جيوبك الأنفية، من أجل التحري عن وجود جراثيم أو فطور ممرضة.
6. اختبار الحساسية: قد تسبب الأليرجيائيّة (الحساسية) احتقاناً في الأنف وأعراض أنفية أخرى مشابهة لتلك التي تحدث عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، لذلك فقد يطلب منك طبيبك إجراء اختبار الحساسية أيضاً للتأكد من الحالة.

طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية

تستطيع غالباً أن تعالج حالة التهاب الجيوب الأنفية متوسّطة الشدة دون الحاجة لأن تزور طبيبك، إذ يمكنك استعمال مسكنات الألم كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ولا يمكن تناول الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال تحت عمر 16 سنة.

علاجات طبيعية لالتهاب الجيوب الأنفية

يمكنك تخفيف ألم التهاب الجيوب الأنفية من خلال استعمال بعض العلاجات الطبيعية وذلك كما يأتي:

1. تبليل قطعة قماش بماء دافئ.
2. ثم ضعها على جبهتك ووجنتيك لمدة 5-10 دقائق.
3. كرر العملية 3-4 مرات في اليوم.

كما أن استعمالك لمحلول من الماء المالح داخل أنفك يساعدك على التخلص من انسداد الأنف كما يأتي:

1. اغلي نصف لتر من الماء ثم اتركه ليبرد.
2. أضف ملعقة صغيرة من الملح وملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم إلى الماء.
3. اغسل يديك.
4. ضع الماء المملح على يدك، وابدأ بمحاولة استنشاق هذا المحلول عبر فتحة أنف واحدة في كل مرّة.
5. كرّر هذه الخطوات حتى تشعر بأن أنفك قد أصبح جيداً.

ليس عليك استعمال كامل المحلول الذي قمت بإعداده، لكن قم بإعداد واحد جديد كل يوم.

كيف يساعد الصيدلاني في التخلص من التهاب الجيوب الأنفية

قد يقترح الصيدلاني مزيلاً للاحتقان على شكل بخاخ أنفي أو حبوب أو قطرات تساعد على إزالة انسداد أنفك، وتسمح لك بالتنفس بحرّية أكبر، تستطيع أن تشتري هذه الأشكال الصيدلانية من مزيل الاحتقان من دون الحاجة إلى وصفة طبيّة، لكن تجنب استعمالها لمدّة أطول من أسبوع.

يجب أن تنتبه لاحتواء بعض مزيلات الاحتقان على الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen). فعليك أن تحذر من أن تتجاوز الجرعة المسموحة، خصوصاً عندما  تأخذ الأدوية السابقة بشكل منفصل.

علاج الحالات المستعصية من التهاب الجيوب الأنفية

1. قد يصف الطبيب الأدوية الستيروئيديّة (الكورتيزونات) على شكل رذاذ أنفي أو قطرات أنفية تفيد في إنقاص حجم الوذمة الموجودة في الجيوب الأنفية.
2. ربما تضطّر لاستخدام هذه الأدوية لعدة شهور، وقد تسبّب لك بعض الآثار الجانبية؛ كأن تشعر بتخريش أو التهاب في حلقك أو حالات من النزيف الأنفي.
3. في حال تسببت البكتيريا في إحداث الالتهاب، يصف الطبيب المضادات الحيويّة، لكن غالباً ما يكون السبب فيروسياً.
4. قد ينصحك طبيبك بالتوجه إلى اختصاصي في أمراض (الأنف أذن حنجرة) في حال:

• العلاجات الأخرى لم تقدم فائدة.
• إصابتك بالتهاب الجيوب الأنفية مستمرّة منذ أكثر من 3 أشهر (التهاب الجيوب الحاد).

 5. في بعض الحالات غير المستجيبة بأي شكل للعلاج الدوائي قد تضطر للخضوع لعملية جراحية.

العلاج الجراحي لالتهاب الجيوب الأنفية

يدعى الإجراء الجراحي المستخدم في علاج التهاب الجيوب المزمن بجراحة الجيوب التنظيرية الوظيفية (بالإنجليزية: Functional Endoscopic Sinus Surgery (FESS))، ويتم إجراء هذا العمل تحت التخدير العام (حيث تكون نائماً وغير واعٍ)، ليتمكن الجراح توسيع جيوبك الأنفية عبر ما يأتي:

• إزالة بعض النسج الكبيرة التي أدّت للانسداد.
• إدخال بالون صغير داخل الجيب الأنفي المسدود، ثم سحبه.

الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية

1. عالج احتقان الأنف الذي قد تتعرض له في حالة إصابتك بالزكام أو الأليرجيائية (الحساسيّة) حتى تمنع إصابة جيوبك بإنتان جرثومي.
2. حاول ألا تكون على تماس مباشر مع الأشخاص المصابين بالزكام أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي الفيروسيّة (التهابات الأنف والحنجرة والرغامى)، وفي حال تماسك معهم لا تنسَ أن تغسل يديك جيداً حتى لا تنتقل العدوى.
3. تجنب تدخين السجائر أو النرجيلة في المنزل أو مكان عملك، حيث إن التدخين يزيد إثارة الأغشية المتهيجة في الأنف والجيوب الأنفية.
4. إذا ما كان لديك حساسيّة من مادّة ما تجنّب التعرّض لها، وقم بالتكلم مع طبيبك عن إمكانيّة خضوعك للعلاج المناعي.
5. تجنب تنفس الهواء الجاف، واستخدم مرطب الهواء في المنزل ومكان عملك، من أجل زيادة رطوبة الهواء.

ختاماً، تأكد من أخذ أطفالك لجميع أنواع اللقاح، فبعض اللقاحات مثل لقاح المكوّرات الرئوية (نوع من أنواع البكتيريا) يفيد في وقايتهم من الإصابة بإنتان الأذن والجيوب الأنفية بهذه البكتيريا.