التعليقات على السوشيال ميديا: كيف تؤثر في آراءنا؟
كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تغير آرائنا؟
يتأثر سلوك الإنسان وشخصيته وأنماط تفكيره بالبيئة المحيطة والمعلومات الموجودة لديه، وقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً كبيراً جداً من حياة أي شخص. إذ تلعب هذه المواقع دوراً جاداً في تعلم أيديولوجيات مختلفة وتكوين آراء متنوعة حول قضايا مختلفة. سنتعرف في هذه المقالة أكثر عن التعليقات على السوشيال ميديا: كيف تؤثر في آراءنا؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تغير آرائنا؟
كان للتقدم التكنولوجي خلال السنوات القليلة الماضية تأثير كبير على طريقة حصولنا على المعلومات في فترة وجيزة، لذا أصبح الإعلام أداة للسيطرة على الآراء والتأثير على وجهات النظر في مختلف القضايا. وتأتي معظم آرائنا من المواقع الاجتماعية والإعلانات الرقمية، كما نعتمد معظمها على آراء الآخرين وهذا ما حدَّ من عملية التفكير واتخاذ القرارات وإبداء الآراء.
تنشر وسائل الإعلام والمجموعات الاجتماعية المختلفة الأخرى بشكل متزايد معلومات مضللة للتأثير على الآراء، وأفضل ما يمكننا فعله هو تحمل مسؤولية التحقق من المعلومات قبل نشرها أو تكوين الآراء حولها.
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الرأي العام له هدفين رئيسين:
1- تغيير الوضع غير المرغوب فيه من خلال خلق عقلية جماعية يمكن من خلالها أن يتحد الجمهور لاتخاذ موقف بشأن القضايا الاجتماعية أو السياسية.
2- خلق صورة ذهنية إيجابية للعلامة التجارية أو الشركة في ذهن الجمهور.
أصبحت المنصات الاجتماعية الإلكترونية قادرة على الوصول إلى جماهير أكبر، أدى ذلك إلى تغيير الفكرة في المجال العام، حيث إنه لم يكن حكراً على مواطني دولة معينة. [1]
تأثير تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي على الآراء
تسيطر المنشورات والصور على عقول الناس وآرائهم حول ما يحدث من حولهم من الحروب والمجاعة والتدمير، فبدلاً من يخرج الناس إلى الشارع ليعبر عن غضبه، أصبح يكتب آرائه من خلال كتابة المنشورات والرد على تعليقات الآخرين على مواقع السوشيال ميديا، في المدة لا تتجاوز دقائق. وتعود الأمور على طبيعتها وينسى الناس ما كانوا يطالبون به من الإصلاح ومحاسبة المجرمين.
كما أصبحت صور الحروب والدمار والإدمان أمراً طبيعياً، إذ تعود الدماغ على سهولة استيعاب صورة طفل جائع يستغيث، أو صور منزل مهدم على رؤوس ساكنيه، أو صورة امرأة مكلومة على أطفالها وعائلتها، وكأن هذه الصور توجد فقد على الهاتف لا تمت بصلة بالواقع. . ربما يغضب الناس لبعض اللحظات، وبعدها يكملون حياتهم بشكل طبيعي، حتى إذا تحدث الإعلام عن الموضوع، يتعاملون مع الأمر بطريقة عادية. [2]
أصبح رواد مواقع التواصل الاجتماعي من استخدام هاشتاجات للتعبير عن مطالبهم في التعليقات، وإجبار السلطات على اتخاذ إجراءات لصالحهم لتجنب الغضب الشعبي.
أضرار السوشيال ميديا على الصحة العقلية والنفسية
يمكن أن يصبح الفرد مدمناً على وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 5 ساعات في اليوم لدرجة أن الاستعمال المفرط يعطل الإنتاجية، وقابليته لتغيير روتينه اليومي، وهذا قد يؤدي إلى ضعف الانتباه والتركيز. وتقل نسبة احترام الذات والوعي الذاتي على أرض الواقع، حيث إن كثيراً من الأشخاص يتمتع بشعور احترام الذات عندما يتفاعل على السوشيال ميديا من خلال كتابة التعليقات والمنشورات، فمن المعروف أن البيئة الإلكترونية ليست معياراً أو أرضاً خصبة لشعور بالقيمة الذاتية.
يمكن أن تتسبب مواقع السوشيال ميديا في اكتشاف شخصية نرجسية أو مغرورة، فيبدأ الناس إما سراً أو علناً في جذب الانتباه والإعجاب من الآخرين بسبب تعليقاته وصوره على هذه المواقع، وعندها يبدأ الفرد بتحويل حياته الشخصية من حقيقية إلى خيالية جذابة خالية من العيوب يتمنى الجميع التواصل معها.
يتحدث الناس عن أنفسهم في الحياة الواقعية من 30% إلى 40% من وقتهم، إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي فإنهم يتحدثون عن أنفسهم بنسبة هائلة تصل إلى 80% من وقتهم إما من خلال إبداء الآراء ومشاركة الناس حياتهم اليومية عبر الصور والفيديوهات. عندما ينشر الشخص صورة ويحصل على تعليقات اجتماعية إيجابية، فإنه يحفز الدماغ على إطلاق الدوبامين الذي يشجع تكرار هذا السلوك، وهذا ما يزيد من الوقت في تصفح الإنترنت.
كما كان لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي على علاقات اجتماعية، حيث إنها تشجع على الرذائل مثل التنمر ونشر المعلومات الكاذبة وانتشار الكراهية بين الفئات المختلفة بسبب اختلاف الآراء. لذلك، تقع على عاتق الفرد مسؤولية اختيار الطريقة التي يرغب في أن يتأثر بها بوسائل التواصل الاجتماعي، وأن يعزز ثقته بنفسه ويبدي آرائه بدون أن يتحكم به أحد. [3]
يستطيع المرء التأثير على الآراء والتأثير على النتائج في الاتجاه المطلوب من أجل تحقيق هدفه، وقد تعرفنا في هذه المقالة إلى آراء العلماء والعديد من الدراسات النفسية حول التعليقات على السوشيال ميديا: كيف تؤثر في آراءنا؟