الأنياب المنطمرة (Impacted Canines)
انطمار الأسنان بشكل عام هي حالة يصعب فيها على السن الظهور أو البزوغ في الفم واتخاذ موقعه، والأنياب (Canines) كغيرها من الأسنان من الممكن أن تبقى حبيسة ولا تتمكن من الظهور في الفم، وهذه مشكلة حقيقية من المهم التعرف على أسبابها ومخاطرها وعلاجها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التعرف على الناب المنطمر
الأسنان المنطمرة بشكل عام هي أسنان لا تتمكن من البزوغ في موقعها الصحيح على الفك لمجموعة مختلفة من الأسباب، والانطمار إما أن يكون كاملاً (أي لا يظهر أي جزء من السن) أو أن يكون جزئياً (يظهر جزءٌ منه).
عند الحديث عن الأنياب المنطمرة فنحن نقصد الحالة التي تعبر عن عدم بزوغ الأنياب وظهورها في موقعها الصحيح، ونقول عنها أنها منطمرة عندما تنتهي المدة المحددة لبزوغها ولم تبزغ بعد، وعادة ما تكون الأنياب العلوية هي التي يحصل لها ذلك.
قد يكون ميلان محور (Axis) الناب المنطمر مختلفاً من حالة إلى أخرى، فيكون مائلاً إلى الخارج (دهليزي Buccal)، أو يكون مائلاً إلى الداخل فيبقى محصوراً في سقف الحلق (حنكي Palatal). [1]
الأسباب وراء انطمار الأنياب
بشكل أساسي يعتبر الناب من أواخر الأسنان الدائمة التي تبزغ في الفك العلوي لذلك في كثير من الأحيان قد لا يجد مساحة كافية للبزوغ، وبشكل عام تتعدد الأسباب التي تؤدي لانطمار الأنياب، لكن بإمكاننا اختصارها فيما يلي:
- ازدحام الأسنان وانعدام المسافة الكافية بينها، هذا سوف يؤدي عادةً إلى عدم وجود مسافة كافية للناب فلا يبزغ، تتعدد أسباب ازدحام الأسنان ويأتي في مقدمتها العوامل الوراثية والخلقية مثل صغر حجم الفك أو كبر أحجام الأسنان وتأخر سقوط الأسنان اللبنية، أيضاً فقدان الأسنان اللبنية قبل وقتها المحدد يجعل الأسنان تتحرك كي تسد الفراغ الحاصل وبالتالي تقلُّ المسافات بين الأسنان.
- للعادات الفموية الضارة دورٌ هامٌّ في ذلك، مثل عادة مص الإصبع التي تؤدي لميلان الأسنان بشكل شاذ، كما تؤدي إلى تضيق الفك العلوي وبالمحصلة يصبح أكثر عرضة للانحصار.
- في بعض الحالات النادرة يحدث نمو زائد للأنسجة المحيطة بالسن مثل العظم واللثة؛ مما يؤدي إلى تصعيب مهمة البزوغ على السن ويؤدي ذلك إلى انحصاره.
- أخيراً يتبقى القول إنه في بعض الحالات النادرة التي يكون لدى الشخص سن أو أكثر زائداً عن العدد الطبيعي منذ الولادة، فذلك يؤدي إلى ازدحام الأسنان ويزيد احتمالية انحصار الناب. [2]
أهمية الأنياب وما قد يحصل في حال عدم بزوغها
- تعد الأنياب أعمدة الفم وعنصراً مهماً في عملية تقطيع الطعام والمضغ، فدورها الأساسي هو أن تنغرس في قِطع الطعام للمساعدة على تمزيقها بشكل جيد، كما أنها أكثر الأسنان طولاً، حيث إن جذور الأنياب (Canines Root Apex) العلوية (أي نهايات جذر الناب) تقترب من العين، لذلك يُسمى الناب بسن العين.
- نتيجة لطول جذرها وانغراسه عميقاً في الفك، فالأنياب تعتبر من أقوى الأسنان وأطولها عمراً ومن أكثرها قدرة على تقديم الثبات والدعم لأي تعويض عن أسنان مفقودة مجاورة سواء كان ثابتاً أو متحركاً.
- يعتبر الناب واحد من أهم مفاتيح الإطباق السليم، وهو موجه لحركات الفك السفلي على الجانبين (القيادة النابية).
- للأنياب أهمية جمالية كبيرة، فهي تعطي شكلاً لزاوية الفم وللابتسامة وتدعم الشفاه جيداً.
لمجمل هذه الأسباب يعتبر الناب سناً هاماً جداً ولا يمكن اعتبار خلعه علاجاً إلا في الحالات المستعصية ولا يمكن الإبقاء عليه منطمراً (Impacted)، هذا بالطبع إذا افترضنا أن ذلك لا يسبب أي إزعاجات، فخسارة كل هذه الميزات التي يقدمها وجود الأنياب ليس بالأمر السهل. [2]
كيف تتم معالجة مشكلة الأنياب المنطمرة؟
إن الكشف المبكر عن وضع الأنياب ذو أهمية كبيرة في سير العلاج، وعن طريق مجموعة من الفحوص السريرية والشعاعية يتمكن الطبيب من تقدير وضع الأنياب ودراسة الحالة وتوقع بزوغه، ويُفترض أن يكون كل طفل قد أتم هذه الفحوصات عند نهاية عامه السابع.
تكون المعالجات المقدمة في عمر مبكر أكثر فعالية من تلك التي تبدأ بعد وقت أكثر تأخراً، بالرغم من أن النتائج قد تكون متقاربة إلى حد كبير إلا أن المعالجات في الأعمار المبكرة أسرع وأقل تأثيراً جانبياً.
لمجمل الأسباب التي تجعل الناب سناً شديد الأهمية في الفم والتي ذكرناها سابقاً فيجب وضع خيار قلع الناب خارج الحسابات تماماً، بالطبع إلا في الحالات المستعصية جداً، ولكن نستطيع أن نضيف إلى ذلك ارتفاع احتمالية إصابة هذا السن بالخراجات أو الأكياس أو الالتهابات.
عادة ما يتم علاج الناب المنطمر عن طريق ما يعرف باسم السحب أو الجر التقويمي (Orthodontic Drag)، وهذه الطريقة تقوم على فتح شق صغير في الفك في المكان الموافق.
ثم وضع حاصرة تقويمية على الناب المنطمر ووصلها بأسلاك خاصة مع حاصرات على الأسنان المجاورة، ومن شأن هذا الإجراء أن يقوم بسحب الناب تدريجياً وبلطف إلى أن يأخذ موقعه الصحيح على القوس السنية حيث إن السن يخرج من هذه الفتحة ويتم سد ما تبقى منها عند انتهاء العلاج.
بالرغم مما قد تبدو عليه هذه الإجراءات من تعقيدات، إلا أنها في حقيقة الأمر لا تتعدى أكثر من كونها إجراءً روتينياً بالنسبة لأخصائي التقويم، ونتائجها شبه مضمونة. [1]
يبقى التذكير بأن إهمال علاج الناب المنطمر أمرٌ في غاية الخطورة لما يترتب عليه من مشاكل تقويمية وإطباقية وبالطبع تجميلية، ويجب على الأهل أخذ أطفالهم إلى الطبيب للتأكد من بزوغ جميع الأسنان وإلا اتخاذ الإجراءات العلاجية مبكراً للحصول على أفضل النتائج.