وظيفة الأنسولين وأنواعه وآثاره الجانبية
تعود جذور مصطلح الأنسولين إلى الكلمة اللاتينية (Insulin)، وتعني العزل أو الجزيرة، وهو عبارة عن هرمون يدعى الببتيد (Peptide) تفرزه خلايا لانغرهانز (Langerhans) الموجودة في البنكرياس، وفي هذا المقال نتناول كل ما يخص الأنسولين وأنواعه ووظائفه وآثاره الجانبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
البنكرياس ودوره في الجسم
هو عبارة عن غدة تقع خلف المعدة، تحتوي خلاياها على الأنسولين الكافي لضبط السكر في الجسم، وهي كافية لتنظيف الجسم وقادرة على تحديد كمية مناسبة من الأنسولين التي يحتاجها الجسم لتسهيل انتقاله إلى الخلايا.
ففي النوع الأول لمرض السكري عندما يكون مستوى الغلوكوز في الدم مرتفعاً، يتم حقن الكمية الصحيحة من الأنسولين في الدم، بحيث يمكن نقل الغلوكوز إلى الخلايا.
أما في النوع الثاني من مرض السكري، لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين، حيث تمتنع الخلايا عن استخدام الأنسولين، وهذا ما يسمى بمقاومة الأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وفي حال عدم السيطرة عليه من المحتمل أن يسبب مضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل. [1]
دور البنكرياس في الجسم
اكتشف العالم أوسكار فون في عام 1889، دور البنكرياس في مرض السكري، حيث لاحظ أن الكلاب التي لديه عطشى، وقد تخلصت من كميات كبيرة من السوائل عبر البول، فتوصل إلى نتيجة أن البنكرياس يفرز مادة تنظم استخدام الغلوكوز ورسّخ هذه الحقيقة لاحقاً العالم كلود برنار.
وفي عام 1921، نجح الكنديان د. غرانت بانتينغ بمساعدة د. جون جيمس ريتشارد ماكلويد في إعداد أول منتج لعلاج مرض السكري، من خلال استخدام مقتطفات من البنكرياس، ومكافأة لهما على هذا الإنجاز حصلا على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب.
وقد تم اختبار هذا العلاج للمرة الأولى على البشر في عام 1922، حيث كان مريض السكري ليونارد تومسون على وشك الموت، قبل أن يعطى حقنة بانتينغ وماكلويد، ليتبين بعد بضعة أيام فاعلية الهرمون على البشر.
كما تم تنقية الأنسولين من بنكرياس البقر والخنازير، وتخلت بعض البلدان لاحقاً عن إنتاج الأنسولين من لحوم البقر بعد اكتشاف مرض جدري البقر. [1]
وظيفة الأنسولين في جسم الإنسان
يمكن تلخيص وظيفة الأنسولين في جسم الإنسان في النقاط الآتية: [1]
- تنظيم إنتاج الطاقة ونقلها للخلايا: إذ تستخلص الطاقة من الطعام المهضوم وتنقله إلى الخلايا، وهو ما يضمن استمرارية نشاط جسم الإنسان.
- موازنة نسبة السكر في الدم: إذ يساهم الأنسولين في تعديل نسبة السكر في الدم، فإن كانت النسبة كبيرة يخفضها، وإن كانت معتدلة يحافظ عليها.
- منع تحلل الدهون: الدهون مفيدة جداً للجسم وتمده بالطاقة، ويمنع الأنسولين تحلل الدهون في الجسم، كي يبقى جزء منها به لإمداده بالطاقة.
أنواع الأنسولين
تستخدم عدة أنواع من الأنسولين لعلاج مرضى السكري، وتتمثل فيما يأتي: [2]
- الأنسولين سريع المفعول: يتناوله المريض بعد الطعام، ويبدأ مفعوله بعد 15 دقيقة من الحقن، ويستمر تأثيره لمدة 4 ساعات في الجسم كحد أقصى، ولا بد أن يستخدم معه أنسولين بطيء المفعول.
- الأنسولين بطيء المفعول: يتناوله المريض قبل الطعام، ويبدأ مفعوله بعد 30 دقيقة من الحقن، ويستمر تأثيره لمدة 3 ساعات في الجسم كحد أقصى.
- الأنسولين متوسط المفعول: يبدأ مفعوله بعد 1-4 ساعات من الحقن، ويصل ذروته بعد نحو 4-12 ساعة، ويستمر تأثيره لمدة 18 ساعة في الجسم كحد أقصى، ويؤخذ عادة مرتين يومياً، ذلك بالإضافة إلى الأنسولين بطيء المفعول، حسبما يقرر الطبيب المختص.
- الأنسولين طويل المفعول: يبدأ مفعوله بعد ساعات من الحقن، ويستمر لمدة 24 ساعة، ويستخدم غالباً مع الأنسولين سريع المفعول أو بطيء المفعول.
طريقة استخدام الأنسولين
يستخدم الأنسولين إما عن طريق الحقن في الوريد أو تحت الجلد، وتتوقف كمية الجرعة الواجب استخدامها على طبيعة الشخص وحجمه ووزنه ودرجة إصابته بمرض السكري وغيرها من العوامل التي يحددها الطبيب المعالج.
ويمكن أن يُساء استخدام الأنسولين من خلال تعاطيه كمنشطات من قبل الأشخاص الرياضيين كراكبي الدراجات وممارسي رياضة كمال الأجسام، وهذا الأمر خطير جداً، لأنه قد يؤدي إلى نقص السكر في الدم، وبالتالي الإصابة بمرض السكري. [2]
الآثار الجانبية لهرمون الأنسولين
قد تعاني من بعض الآثار الجانبية للأنسولين، ينبغي عليك إبلاغ الطبيب حال الشعور بأي منها، والتي تتمثل فيما يأتي: [1]
- الاحمرار والتورم والحكة في موقع الحقن.
- تراكم الدهون وزيادة الوزن.
- الإصابة بالإمساك.
وهناك مجموعة من الآثار الجانبية الخطيرة التي يُنصح أيضاً بإبلاغ الطبيب المعالج عنها على الفور، وتتمثل فيما يأتي: [1]
- الحكة والطفح الجلدي.
- ضيق التنفس.
- الشعور بالدوخة.
- سرعة نبضات القلب.
- تشنج العضلات.
- تورم الذراعين واليدين والقدمين.
الطريقة الصحيحة لحفظ وتخزين الأنسولين
الأنسولين مادة قوية، لكن المادة الفعّالة فيه قد تتغيّر بسبب التدفئة أو التبريد، لذا يجب اتباع النصائح الآتية عند حفظ الأنسولين وتخزينه: [2]
- تخزين علب الأنسولين المفتوحة بالثلاجة، في درجات حرارة أقل من صفر.
- تخزين علب الأنسولين المغلقة في درجة حرارة الغرفة، إذ يمكن أن تبقى صالحة لعدة أسابيع.
- عدم تعريض الأنسولين للضوء أو درجة حرارة تفوق 30 درجة، كي لا يقلل ذلك من فاعليته.
- عدم تجميد الأنسولين أو استخدامه بعد التجميد.
الأنسولين مصنعه الطبيعي الرئيسي البنكرياس، ولكن العلماء تمكنوا من استخراجه من بنكرياس الحيوانات وتنقيته، وصولاً لاستخدامه كدواء لمرضى السكري بأنواع مختلفة، ولكن تظل طريقة الاستخدام هي الفيصل، وكذلك ضرورة تعقيم الأدوات المستخدمة للأنسولين، كي لا يصبح المريض معرضاً للإصابة بأمراض أخرى معدية أخرى تنتقل من خلال استخدام أدوات الحقن.