الأمير الشجاع هاري يمحو أثر صدمة فقد والدته بـ EMDR: الشفاء بالعقل
لم يخجل الأمير البريطاني هاري، من الاعتراف بإصابتِه بنوبات انهيار عصبي شديد لازمته منذ وفاة والدته الأميرة ديانا. وها هو الأمير البريطاني يخضع لتقنية علاج نفسي جديدة تدعى الامدر EMDR.
لم يتلق الأمير هاري العلاج النفسي فقط، بل أنه رأى أنه من واجبه التعريف بأهمية الصحة النفسية، بكل ما كشفه من أسرار عن الحياة في العائلة الملكية البريطانية، وبكل أحاديثه عن الخلافات بينه وبين أفراد عائلته، وبتصريحاته الصادمة تحدث فيها عن "كسر حلقة الألم والمعاناة الوراثية" التي لا يريدها لأطفاله.
الأمير الشجاع المتسق مع نفسه في جهوده لرفع الوصمة عن المرض والعلاج النفسي والتوعية بالعلاجات النفسية، أصبح اليوم أيقونة للسلام النفسي في العالم.
وفي آخر تصريحات صحافية له، قال الأمير هاري، الذي يعيش في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أنه بدأ العلاج بعد محادثة مع وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle، دوقة ساسيكس الممثلة الأميركية السابقة، مهاجمًا الطريقة التي تمت تربيته بها واعداً بـ"كسر حلقة الألم والمعاناة الوراثية" التي لا يريدها لأطفاله حيث "أجبر على الابتسام والتحمل".
وعزا انتقاله إلى الولايات المتحدة بهدف "كسر هذه الحلقة".
وأضاف أنه اكتشف أن والده الأمير تشارلز كان يعامله "بالطريقة التي كان قد عومل بها". وشدد على أنه غير عاتب على والده، معتبراً أن الأخير بدوره "عانى" في صغره. لكنه قال إنه قرر عدم تكرار الأخطاء عينها مع أبنائه.
تفاصل خطة علاج الأمير هاري النفسية:
الأمير السابق يخضع لعلاج EMDR مع استشارية مقيمة في لندن (يجري جلسات علاج مع معالجته عن بعد في لندن)، والتي تقوم بجلسة الامدر والتي تم تصويرها وإذاعة بعض منها بموافقته، من خلال سلسلة تلفزيونية جديدة مع الإعلامية البارزة الشهيرة أوبرا وينفري Oprah Winfrey. حيث تم تصوير الأمير هاري في طريقه إلى الأمان العاطفي كجزء من علاج اضطراب ما بعد الصدمة.
المعالجة النفسية التي يتابع معها الأمير هاري علاجه، تدعى "سانيا" وهي عضوة في برنامج عون الصدمة البريطاني (البرنامج الذي درب ولا زال يشرف على أداء عشرات معالجين الأمدر EMDR في العالم).
ما هو EMDR.. الشفاء بالعقل:
يمكن للعقل في كثير من الأحيان أن يشفي نفسه بشكل طبيعي، بنفس الطريقة التي يعالج بها الجسم نفسه. كآلية التأقلم الطبيعية أثناء النوم، خاصةً أثناء حركة العين السريعة الريم (REM) خلال النوم.
من هذا المنطلق طورت فرانسين شابيرو، العلاج بإبطال الحساسية وإعادة المعالجة عبر حركة العين (EMDR) في عام 1987، باستخدام هذه العملية الطبيعية من أجل علاج اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD). منذ ذلك الحين، تم استخدام الامدر EMDR بشكل فعال لعلاج مجموعة واسعة من مشاكل الصحة النفسية.
ففي معظم الأحيان، يتعامل جسمك بشكل روتيني مع المعلومات والخبرات دون أن تكون على وعي بذلك. ولكن عندما حدوث أمر خارج عن المألوف أصابك بصدمة ( كحادث سيارة مثلا) أو بسبب تعرضك المستمر للضغوط (على سبيل المثال الإهمال خلال فترة الطفولة) ، يمكن لآلية التأقلم الطبيعية الخاصة بك ان تصبح مثقلة مما يؤدي إلى تحميل فوق طاقتك، وهذا يحافظ على الخبرات الصادمة ويجمدها في الدماغ "غير معالجة".
مثل هذه الذكريات والمشاعر غير المعالجة تخزن في الجهاز الحوفي في دماغك بشكل عاطفي خام وليس على شكل قصة ممكن روايتها، طبقًا للمنشور عن المعهد الوطني للصحة السريرية (NICE) هو هيئة تنفيذية عامة غير إدارية (ENDPB) في وزارة الصحة في المملكة المتحدة.
النظام الحوفي يساعد على الحفاظ على الذكريات المؤلمة في عزلة في شبكة الذاكرة المرتبطة بالعواطف و الأحاسيس الجسدية، والتي هي منفصلة عن قشرة الدماغ حيث تستخدم اللغة لتخزين الذكريات. الذكريات المخزنة في الجهاز الحوفي يمكن تحفيزها واسترجاعها باستمرار عندما تواجه أحداثًا مشابهة للأحداث الصعبة والتجارب التي مررت بها.
غالبا ما يتم نسيان الذاكرة نفسها لفترة طويلة، ولكن المشاعر المؤلمة مثل القلق والذعر والغضب أو اليأس تثار باستمرار في الحاضر. وبالتالي تصبح قدرتك على العيش في الحاضر والتعلم من التجارب الجديدة مقيدة.
لذا يساعد الامدر EMDR على إنشاء الروابط بين شبكة الذكريات في دماغك، مما يمكّن دماغك من معالجة الذاكرة المؤلمة بطريقة طبيعية جدًا.
ما هي جلسة EMDR؟
تستخدم الامدر EMDR القدرة العلاجية الطبيعية لجسمك. خلال تقييم دقيق سيتم طرح أسئلة محددة حول ذكريات مزعجة معينة لك. حركات العين، على غرار تلك التي تحدث خلال مرحلة نوم "الريم" ، سيتم إعادة تنشيطه ببساطة عن طريق الطلب منك مشاهدة إصبع أو يد المعالج يتحرك يمينا ويسارا أمام عينيك.
في بعض الأحيان يتم استخدام شريط الأضواء المتحركة أو سماعات الرأس بدلاً من متابعة حركة يد المعالج. سوف تستمر حركات العين لمدة فترة قصيرة ثم تتوقف. سيُطلب منك بعد ذلك الإبلاغ عن التجارب التي مررت بها خلال كل مجموعة من مجموعات حركات العين. الخبرات خلال الجلسة قد تتضمن تغييرات في الأفكار والصور والمشاعر.
مع مجموعات متكررة من حركات العين، تفقد الذكريات الأليمة شدتها وتصبح ببساطة ذكرى محايدة لحدث في الماضي. قد تتعالج الذكريات الأخرى الأليمة لمواقف مترابطة في نفس الوقت مما يؤدي إلى تحسن كبير وسريع في العديد من جوانب حياتك.
في ماذا يمكن أن يستخدم الامدر EMDR؟
بالإضافة إلى استخدامه لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، فقد تم استخدام ال الامدر بنجاح لعلاج:
القلق ونوبات الهلع
الصدمات
الاكتئاب
الضغط
مشاكل النوم
حزن معقد
الإدمان
تخفيف الآلام، ألم الأطراف الوهمية
رفع تقدير الذات، والقلق المرتبط بالأداء
هل يمكن لأي شخص الاستفادة من الامدر EMDR؟
يمكن لـ الامدر تسريع العلاج عن طريق حل تأثير الصدمات السابقة والسماح لك أن تعيش بشكل كامل في الوقت الحاضر. ومع ذلك، فهي ليست مناسبة للجميع. العملية سريعة وفيها استعادة لتجارب مزعجة، تستمر لمدة فترة زمنية قصيرة نسبيا. ومع ذلك، لا بد أن تكون على دراية ورغبة في معالجة تلك المشاعر القوية والأفكار المزعجة التي تحدث في بعض الأحيان في الجلسات.
يمكن أن يكون الامدر علاجًا مركزًا لفترة وجيزة أو جزءًا من برنامج علاج نفسي أطول. يمكن أن تستغرق جلسات ال الامدر من 60 إلى 90 دقيقة. (أو أكثر)
وأثناء علاج الامدر، ستبقى متحكمًا ومنتبهًا تمامًا ومستيقظًا. هذا ليس شكل من أشكال التنويم المغناطيسي ويمكنك إيقاف العملية في أي وقت. طوال الجلسة سيقوم المعالج بدعم وتسهيل عملية معالجتك الذاتية وسيقوم بالتدخل بأقل قدر ممكن. عادة ما تتم إعادة المعالجة كشيء يحدث تلقائيًا، ويكون الترابط بين الذكريات والشعور بإدراك الأحداث أمرا طبيعيا خلال الجلسات. ولذلك معظم الناس يظن أن ال الامدر علاج طبيعي وقوي للغاية.
الامدر هو علاج سريري مبتكر ساعد بنجاح أكثر من مليون شخص. تم التحقق من صحة وموثوقية الامدر من خلال البحث الدقيق. هناك الآن تسع عشرة دراسة خاضعة للرقابة في الامدر مما يجعلها الطريقة الأكثر فعالية في علاج الصدمة.