اجعلي من التأمل عادتك اليومية
التأمل هو وسيلتك للتواصل بشفافية مع ذاتك، هو تمرين لاسترخاء الجسد وهدوء العقل، وتقنية فعالة لجعلك أكثر سعادة، فأول ما يفعله التأمل هو رفع طاقتك الجسمانية، وتعزيز الطاقة الإيجابية، وإعادة التوازن الداخلي لك، كما يساعدك على الوصول إلى السلام الروحي والعقلي والنفسي، عن طريق التخلص من الأفكار السلبية وتخفيف الضوضاء داخل الدماغ ، فهل تعلمين سيدتي أن الإنسان يفكر بأكثر من ستين ألف فكرة يومياً، ومعظمها أفكار سلبية، وأنت تعرفين تماماً تأثير التفكير السلبي على الصحة. لذلك فإن ممارسة التأمل ليست رفاهية بعد الآن ولكنها أصبحت ضرورة لا غنى لك عنها.
يوماً بعد يوم يكتشف الأطباء فوائد جديدة وعديدة للممارسة المنتظمة للتأمل، وأصبح التأمل أحد الوسائل الفعالة المستخدمة في الكثير من المنتجعات الصحية ومراكز التشافي. أولاً يخفف التأمل من التوتر والقلق، ويعمل على تحسين المزاج بشكل كبير، ويلغي الحاجة إلى المهدئات والأدوية، ويمنحك سيدتي صفاء ذهنياً ، وقدرة كبيرة على التفكير بروية وبالتالي قدرة على التعامل مع المشاكل اليومية، بحيث تستطيعين حلها بكل سهولة. كما يحارب التأمل الاكتئاب ، ويمنحك الطمأنينة وراحة البال. وقد تتفاجئين إذا علمت أن التأمل يساعد على التخلص من الإدمان كالإدمان على التدخين مثلاً.
فائدة مهمة جداً للتأمل هو قدرته على التخفيف من الأمراض الجسدية المرتبطة بالقلق والتوتر، كإرتفاع ضغط الدم، القرحة المعدية ، وسكر الدم، وتشنجات العضلات والصداع، .... وغيرها بالإضافة إلى تخفيف حدة الألم لأمراض مختلفة وتقوية جهاز المناعة بشكل عام، كما يعمل على التخلص من الأرق وبالتالي التمتع بنوم هانىء مسترخ ، خالي من التشجنات والأحلام المزعجة.
اكتشف العلماء أيضاً تأثير التأمل على تحسين الذاكرة وزيادة التركيز، والقدرة على التعلم، كما يعمل على تخفيف أعراض الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها. فائدة أخرى لممارسة التأمل تهم النساء بشكل خاص، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجمال، حيث اكتشف العلماء أن التأمل يؤثر على الجمال الخارجي أيضاً، حيث أن الاسترخاء الناتج عن عملية التأمل يخفف من ظهور التجاعيد، ويقلل من العمر البيولوجي للجسد، ويعطيك عمراً أصغر.
هناك طرق وتقنيات عديدة للتأمل، يمكنك البدء بأبسط وأسهل طريقة للتأمل، ومتى ما أتقنتي هذه الطريقة بإمكانك اختيار طرق أخرى متقدمة، وهذه التقنية عبارة عن الجلوس في وضعية مريحة بحيث يكون الظهر مستقيماً، والرأس مرفوعاً، مع شبك الساقين وإرخاء اليدين على الفخذين، وإذا كنت مبتدئة في التأمل وتجدين صعوبة في التأمل وأنت جالسة فيمكنك في البداية ممارسة التأمل وأنت مستلقية على ظهرك، بحيث يكون جسمك مسترخياً. أغمضي عينيك وقومي بالتنفس العميق لعدة مرات ويفضل أن يكون الشهيق من الأنف والزفير من الفم ، يجب أن يمتلىء البطن عند الشهيق ، ويفرغ من الهواء عند الزفير، ثم اتركي تنفسك يعود منتظماً، طبيعياً وهادئاً.
السر في التأمل هو التفكير في اللاشيء، التأمل هو اللاتفكير، ولكي تبعدي الأفكار عن رأسك، حاولي التركيز على أي صوت خارجي بعيد كصوت السيارات في الشارع المجاور لمنزلك، أو صوت الموسيقى المنساب من نافذة جارك، أو قومي ببساطة بالتركيز على تنفسك راقبي الشهيق والزفير، كما يمكنك ترديد كلمة معينة أثناء التأمل ككلمة "أوم" أو "آمين" أو "السلام"، أو أي كلمة من اختيارك ترتاحين لتكرارها بحيث تركزين عليها لإبعاد الأفكار عن ذهنك، ولا يهم إن كانت هذه الأفكار سلبية أو إيجابية، فهدف التأمل هو الوصول إلى حالة من الصمت الداخلي.
ولكي تجعلي تأملك ناجحاً قدر الإمكان ، يفضل أن يكون تمريناً يومياً وبنفس التوقيت، ويفضل أن يكون التأمل في نفس المكان أيضاً ، وأن يكون هذا المكان مريحاً بالنسبة لك، هادئاً، مظلماً وبعيداً عن المقاطعات، كما يمكنك التأمل في الطبيعة إذا كان هذا يريحك، حيث يعطيك التأمل في الطبيعة مزيداً من الاسترخاء والراحة . ارتدي ملابس مريحة، فالملابس الضيقة قد تعيق عملية التنفس، ولا تتأملي بمعدة خاوية، ولكن أيضاً لا تتناولي وجبة ثقيلة قبل التأمل مباشرة، فكلتا الحاتين تجعلك غير مرتاحة أثناء التمرين.
لا تجبري نفسك على التأمل مدة طويلة من أول مرة فكل مهارة جديدة تحتاج إلى وقت لإتقانها، يمكنك البدء بخمس دقائق أول مرة وزيادتها رويداً رويداً، وذلك طبيعي فالعقل لا يستطيع الصمت دفعة واحدة فهو متعود على الضجيج الداخلي طوال الوقت، فلا تجبري نفسك على محاربة الأفكار لأن ذلك لا يجدي نفعاً، بل اجعلي الأمر سلساً قدر الإمكان، وكلما ذهب عقلك مع فكرة ما، عودي ببساطة إلى التركيز على تنفسك ، اتبعي ما سبق وسترين نتائج جميلة بأسرع مما تتصورين.
إليك أيضاً:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.