إعادة التأهيل بعد الإصابة بسكتة دماغية
تحدث السكتة الدماغية نتيجة انقطاع التروية الدموية عن منطقة ما من الدماغ مما يسبب موت الخلايا الموجودة في تلك المنطقة، ونعلم أن الخلايا الموجودة في أدمغتنا مسؤولة عن وظائف مختلفة مثل الحس والحركة وتنظيم الأفكار والعواطف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذلك ليس من السهل الوصول إلى فكرة دقيقة حول خطورة المضاعفات التي سوف يعاني منها المريض بعد استقرار وضعه وإعادة التروية الدموية السليمة.
إجراءات إعادة التأهيل بعد السكتة
تهدف عملية إعادة تأهيل المريض بعد السكتة إلى مساعدته على إعادة تعلّم المهارات التي فقدها عندما أدت السكتة إلى أذية أجزاء من دماغه، ويمكن أن تساعد هذه العملية مريض السكتة في الاعتماد على نفسه وتحسين نوعية حياته.
تختلف استجابة الأشخاص لإعادة التأهيل بحسب شدة اختلاطات السكتة وتعاون المريض مع العلاج، إلا أن الأمر المؤكد هو أن هذه العملية أمر لا غنى عنه بالنسبة إلى جميع مرضى السكتة.
هناك العديد من الإجراءات الطبية المستخدمة في إعادة تأهيل مرضى السكتة، ويعتمد اختيار الوسائل المناسبة على نوع الإعاقة التي حدثت لدى المريض، ومن النشاطات الجسدية المستخدمة:
-
تمارين المهارات الحركية: يمكن أن تساعد هذه التمارين على تحسين قوة العضلات وتناسقها، مثل تمارين تحسين القدرة على البلع. [1]
-
التدريب على التنقل: يتدرب المريض على استخدام الوسائل المساعدة على الحركة مثل العكاز أو الكرسي المتحرك.
-
العلاج بتقييد الحركة: تعتمد هذه التقنية العلاجية على إجبار المريض على استخدام الطرف المصاب حتى يستعيد فعالية الحركة به، إذ يمكن أن يتم تقييد الذراع اليسرى مثلاً إذا كانت الذراع اليمنى مصابة، مما يجبر المريض على استخدام اليد اليمنى في الحركات اليومية مثل تناول الطعام أو الكتابة.
- علاج مدى الحركة: تفيد بعض العلاجات والتمارين في إرخاء العضلات والتخلص من التشنج العضلي الذي قد يتلو السكتة، ويحد من الفعالية الحركية.
بالإضافة إلى العلاج الحركي هناك مجموعة من تقنيات العلاج المستخدمة في تحسين الوظائف العقلية والعاطفية، ومنها:
- علاج الاضطرابات المعرفية والعقلية: يمكن أن تحسن تمارين الكلام من الوظائف العقلية المفقودة، مثل الذاكرة والمحاكمة المنطقية والمهارات الاجتماعية وحل المشاكل.
- علاج اضطرابات التواصل: يستخدم هنا تدريب الكلام بهدف استعادة القدرة على التحدث والإصغاء والكتابة وفهم الحديث.
- التقييم والعلاج النفسي: يتم اختبار قدرة المريض على استحضار المشاعر وتوافقها مع المواقف المختلفة.
- الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المنشطة التي تزيد من قدرة المريض على اليقظة وتشجعه على الحركة. [1]
- السكتة الدماغية، أسبابها وأعراضها
- أسباب وأعراض الديسك وطرق علاجه
- ما هو الإنسولين وما هي استخداماته؟
- ما هي اللقاحات؟
علاجات تأهيلية تجريبية للسكتة الدماغية
هناك مجموعة من التقنيات العلاجية لا تزال قيد التجريب، وقد تدخل في المستقبل القريب مجال علاج السكتة الدماغية، منها:
- التحريض الدماغي من الخارج: تستخدم هذه الطريقة أقطاباً كهربائية توضع على سطح الرأس وتمرر تيارات كهربائية في نقاط مدروسة من سطح الدماغ، لاقت هذه التقنية بعض النجاح في تحسين عدد من الإعاقات الحركية.
- العلاجات البيولوجية: مثل العلاج بالخلايا الجذعية الذي لم يحصل بعد على موافقة شاملة، إنما يستخدم فقط كعلاج تجريبي ضمن دراسات بحثية وليس على جميع المرضى.
- الطب البديل: تجري دراسة بعض العلاجات مثل التدليك والعلاج بالأعشاب والإبر الصينية بهدف تقييم مدى فعاليتها، واعتمادها رسمياً إذا أثبتت أي جدوى.
التكنولوجيا للتأهيل بعد الإصابة بالسكتة الدماغية
تستخدم بعض الدول تقنيات متطورة للمساعدة في اكتساب الوظائف الحركية المفقودة، مثل:
- التحفيز الكهربائي الوظيفي (Functional Electric Stimulation): يتم تطبيق تيار كهربائي على العضلات المصابة الضعيفة مما يدفعها إلى التقلص، هذا التحريض الكهربائي يمكن أن يعيد قدرة العضلات على التقلص بشكل أقوى.
- التقنيات الروبوتية (Robotic Technology): يتم تزويد الأطراف المتضررة بأجهزة روبوتية تساعدها على أداء الحركات المتكررة (كالمشي مثلاً)، مما يساعد هذه الأطراف على استعادة قوتها ووظيفتها الطبيعية.
- التكنولوجيا اللاسلكية (Wireless Technology): يستخدم حساس خاص لقياس عدد حركات العضلة المصابة وشدة هذه الحركات بهدف إعطاء فكرة عن تجاوب المريض مع العلاج.
- الواقع الافتراضي (Virtual Reality): يتم استخدام ألعاب فيديو أو برامج محاكاة يتفاعل فيها المريض ضمن الواقع الافتراضي مع بيئة محيطة مشابهة للبيئة التي يعيش ضمنها. [2]
متى يجب أن يبدأ العلاج
يفضل البدء بالعلاج في أقرب وقت ممكن لأن فرصة استعادة الوظائف والمهارات المفقودة تزداد كلما نقصت الفترة الفاصلة بين السكتة وإعادة التأهيل، لكن هذا العلاج قد يتأخر لفترة لأن الأولوية في السكتة الدماغية تكون ما يلي:
- جعل الحالة الصحية مستقرة.
- السيطرة على الحالات المهددة للحياة.
- منع حدوث سكتة أخرى.
- الحد من المضاعفات اللاحقة الناتجة عن السكتة.
من الشائع أن تبدأ عملية إعادة التأهيل بعد حدوث السكتة بيوم أو يومين، أي قبل أن يتم تخريج المريض من المشفى.
وتعتمد المدة الزمنية لعملية إعادة التأهيل على شدة السكتة الدماغية ونوع المضاعفات الناتجة عنها، فبعض المرضى يتماثلون للشفاء بسرعة، بينما يحتاج معظم المرضى المتعافين إلى علاجات طويلة الأمد قد تستمر عدة أشهر أو سنوات بعد السكتة.
مضاعفات الإصابة بالسكتة الدماغية
يمكن أن يتبع السكتة الدماغية عجز مؤقتاً أو دائماً في بعض وظائف الدماغ، ويعتمد هذا العجز على الجزء من الدماغ الذي خسر ترويته الدموية إضافة إلى زمن انقطاع التروية، ومن هذه المضاعفات:
- الشلل العضلي: يمكن أن يصاب المريض بشلل في جهة ما من الجسم، أو أن يفقد القدرة على تحريك عدد من العضلات مثل نصف الوجه أو أحد الذراعين، ويمكن للعلاج الفيزيائي أن يساعد المريض على العودة إلى ممارسة النشاطات الطبيعية التي قد تتأثر بهذا الشلل مثل المشي والكلام والمضغ وارتداء الملابس.
- صعوبة الكلام أو البلع: يمكن أن تؤدي السكتة الدماغية إلى فقدان القدرة على التحكم بالعضلات الموجودة في الفم والبلعوم، مما يجعل كلام المريض غير مفهوم، وينقص من قدرته على مضغ الطعام أو البلع، يمكن أن يتأثر الكلام بطريقة أخرى إذا تأثرت قدرات المريض الذهنية من ناحية فهم اللغة أو تذكر المفردات وربط تلك المفردات بمعانيها، وهنا يمكن أن تفيد تمارين خاصة بالقراءة والكتابة مع تمارين لفظية تحت إشراف مختصين في علاج هذه الحالة.
- اضطراب الذاكرة والتفكير: يعاني الكثير من مرضى السكتة فيما بعد من فقدان الذاكرة إلى درجة ما، كما يواجه آخرون صعوبات في التركيز واتخاذ القرارات والمحاكمة العقلية.
- اضطرابات عاطفية: يشعر مرضى السكتة الدماغية بصعوبة في التعبير عن عواطفهم أو التحكم بها، كما قد يتطور الاكتئاب فيما بعد لدى هؤلاء المرضى.
- الألم: قد يشعر المريض بألم أو خدر أو أحاسيس غير واضحة في مناطق مختلفة من الجسم، مثلاً إذا سببت السكتة فقدان الحس في الذراع الأيمن يمكن أن تؤدي أيضاً إلى شعور المريض بدغدغة أو حكة في هذا الذراع. وقد يصبح بعض المصابين أكثر حساسية حيال تبدلات درجة الحرارة، وخاصة في حال البرد الشديد بعد سكتة دماغية، تعرف هذه الحالة باسم متلازمة الألم المركزي، وهي تتطور ببطء على مدار أسابيع عديدة بعد السكتة، يمكن أن تتحسن لوحدها بشكل تدريجي، إلا أن وسائل علاجها محدودة وقليلة الفعالية لأن مصدر شعور الألم هو الدماغ نفسه، وليس العضو الذي يشعر المريض بالألم فيه.
- تغيرات في السلوك والقدرة على العناية بالنفس: يميل المصابون بسكتة دماغية إلى الانسحاب من المجتمع والعصبية والاكتئاب، كما يحتاجون إلى مساعدة في المهمات اليومية من تنظيف واستحمام وعناية بالنفس. [3]
كما أن الخطة العلاجية تتغير بشكل مستمر خلال فترة إعادة التأهيل اعتماداً على قدرة المريض على إعادة تعلم المهارات المفقودة، مما يضمن اكتساب مهارات جديدة كل يوم طوال فترة العلاج.