إشارات تدل على العلاقة السامة
يبدأ الأشخاص في تغيير ديناميكية العلاقة فيما بينهم عند ظهور بوادر العلاقة السامة التي قد تظهر بعد أشهر وسنوات، وأحياناً تكون هذه العلامات واضحة في المراحل المبكرة. لذا سنتعرف في هذه المقالة إلى علامات بارزة للعلاقة السامة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
العلاقة السامة في علم النفس
يمكن معرفة ما إذا كنت في العلاقة سامة أم لا في علم النفس عندما يساء فهمك وتقديرك أو تتعرض دائماً للهجوم البدني أو النفسي من الأشخاص حولك. وقد تم استخدمت ليليان غلاس في كتابها الأشخاص السامُّون "Toxic People"هذا المصطلح لأول مرة في عام 1995 حيث وصفته بأنه العلاقات المبينة على الصراع والمنافسة بين الطرفين. وإن أكثر ما يتأثر بالعلاقات السامة هم الأشخاص المصابون بأمراض عقلية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد. [1]
تنطوي العلاقة السامة على الأغلب على تعرُّض أحد الأطراف للإساءة الجسدية أو اللفظية باستمرار، بالإضافة إلى بعض علامات أخرى تصف بشكل أوضح سُمْيِّة العلاقات الاجتماعية:
- تشعر بأنك تحصل على أقل مما تستحق من الجهد والتقدير.
- تشعر بعدم الاحترام من الأشخاص حولك.
- تقل ثقتك بنفسك مع مرور الأيام.
- يسيء الأشخاص فهمك وتقديرك، ودائماً تشعر بأنهم ينتقدونك بشدة أكثر من اللازم.
- تشعر بالاكتئاب والحزن عند التحدث مع الشخص المعين والتواجد معه لفترة محددة.
- تحاول أن تبتعد عن أذى الأشخاص وحقدهم.
- تبذل قصارى جهدك ووقتك حتى تقدر أن تبهجهم ويتقبلونك.
- تظن نفسك أنك أنت دائماً الملام على جميع الأخطاء حتى ولو كان خطأهم هم.
لا ينبغي عليك الإفراط في صحتك وسعادتك عند التعامل مع العلاقة السامة بغض النظر مع عائلتك أو مع أصدقائك. لذا، إذا كنت تتعامل مع شخص يستنزف طاقتك وسعادتك ويجعلك تشعر بالضعف، ففكر في الانسحاب من هذه العلاقة وقلل من وقتك الذي تقضيه معهم.
العلاقة السامة بين أفراد العائلة
من المهم النظر إلى السلوكيات المتكررة بين أفراد العائلة لمعرفة ما إذا كانت العلاقة غير مستقرة، وتتميز العلاقات السامة بوجود نمط متكرر ومؤذٍ من السلوك بين الطرفين مثل:
- عدم الاحترام.
- الارتياب.
- الأنانية.
- الغيرة والحقد.
- الرغبة في الهيمنة.
- الرفض باستمرار.
- تصيُّد الأخطاء وذلك أن يتصيد أحد أفراد العائلة أخطاء الطرف الآخر واستغلالها لإشعاره بالذنب.
العلاقة السامة في الصداقة
لا تقتصر العلاقات السامة على العلاقات الرومانسية فحسب، بل تتعداها إلى بين مجموعة الأصدقاء أو بين أفراد العائلة، ويمكن تحديد العلاقة السامة في الصداقة من خلال هذه العلامات:
- يخبر أحدكما الآخر أسوأ النقاط والصفات في بعضكما البعض على الدوام.
- يتعمد أحد الأصدقاء السخرية من صديقه بشكل مستمر والتقليل من قيمته، وعدم سماع آرائه وأفكاره. وفي هذه الحالة يتحجج الصديق السام بأنه يمزح ولا يقصد أي إهانة لصديقه، ولكن إذا استمر هذا السلوك لفترة طويلة، فقد يبدأ الإحساس بانعدام الثقة والشعور بالضعف.
- يعتمد أحد الأشخاص على الطرف الآخر في اتخاذ جميع القرارات، لكنه يحمله مسؤولية القرارات الخاطئة والصحيحة، الأمر الذي يخلق شعوراً بالقلق والتوتر خوفاً من اتخاذ القرارات الخاطئة لا يُعجب الطرف الآخر.
إذا كنت تواجه الصداقة السامة، فقد تحتاج إلى تقليل الوقت الذي تقضيه معهم، وتقليل عدد الزيارات إلى أدنى حد على مدار أشهر. كما يمكنك إخبار أصدقائك بضرورة تلقي العلاج النفسي للحفاظ على رابطة الصداقة بينكم.
العلاقة السامة في الزواج
غالباً ما تتميز العلاقة السامة بسلوكيات متكررة ومدمرة بشكل متبادل بين الزوجين، وتتضمن الغيرة أو التملك أو الهيمنة. ومع ذلك، هناك إيجابية غريبة في العلاقة السامة يتضمن الانجذاب الشديد للشريكين تجاه بعضهما البعض على الرغم من الألم الذي يسببه كل منهما للآخر، لكن هذا الرابط الوهمي يساعد الزوجين في التخفيف من مخاوفهم الفردية وحماية مصالحهم [1]
- يحب الأزواج الساميين أن يسيطر على كل قرارات شريكه مهما كان صغيراً، ظناً منهم بأن يهتموا بمشاعره.
- يشعر أزواج بالغيرة والارتياب وعدم الثقة بعضهم البعض، مثلاً يفحص الزوج هاتف شريكه باستمرار أو ينتابه الشك عند خروج شريكه مع أشخاص آخرين لذا يعمل على عزله عن الأصدقاء وبعض أفراد العائلة.
- لا يمكن لبعض الأزواج أن يكون على طبيعته حيث إنه يفكر كثيراً فيما يقوله أو يفعله خوفاً من غضب الطرف الآخر، الذي يتهمه بدوره بأنه السبب في غضبه وانفعالاته.
- يعمل الشخص السام على السيطرة على قرارات الطرف الآخر من خلال إشعاره بالذنب والتقصير رغم دعمه الزائف لقرارات شريكه. مثلاً أن يدعم الزوج قرار زوجته بإكمال دراسات عليا، لكنه لا يكف عن لومها على تقصيرها في واجباته تجاهه وتجاه أطفالهم.
العلاقة السامة في الحب
غالباً ما تتميز العلاقات السامة في الحب بسلوكيات من التواصل غير الفعال بالإضافة إلى هذه السلوكيات [2]
- من المعروف بأن العلاقات الرومانسية تشعرك بالحيوية والمرح، لكن يمكن للشخص السام أن يجعلك تشعر بالإرهاق العاطفي بعد قضاء الوقت معهم.
- بذل الطرف الواحد الكثير من الجهد باستمرار لإرضاء الآخر دون الحصول على أي شيء في المقابل.
- لا يحترم الشخص السام حدوده معك مما يتركك في حالة غامرة من الشك والإحباط.
- يتجاهل الشخص السام آرائك ومشاعرك ليجعلك في النهاية تفعل ما يريد.
- يتنازل الشخص دائماً لكل شيء حتى الأشياء المرفوضة من الناحية الأخلاقية لإبقاء الشخص الأخر سعيداً فهذا يعني أن الحب في علاقة سامة.
مضاعفات العلاقة السامة
تترافق العلاقات السامة مع الكثير من المشاكل والمضاعفات منها:
- يشعر الطرف المتأثر من العلاقة السامة بالذنب بشكل دائم، وأن ما يحدث في حياته هو ما يستحقه.
- قد يتجنب بعض الأشخاص البدء بعلاقات جديدة خوفاً من تكرار ما حدث معه في العلاقات السابقة.
- تؤثر العلاقات السامة بشكل سلبي للغاية على العلاقة مع زملاء العمل أو الدراسة، وكذلك قدرته على تحمل الضغوطات.
- يمكن أن تسبب سمية العلاقة الكثير من الاضطرابات النفسية أو الجسدية كأمراض الجهاز الهضمي أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
تدمر العلاقة السامة ثقة الفرد بذاته وتستنزف طاقته دون وجه الحق بوجود طرف واحد يسعى لفرض سيطرته المطلقة على الآخر. ويمكن أن تؤثر العلاقات السامة على الصحة الجسدية والعقلية، وقد يصاب الشخص بالبؤس والتوعك في أغلب الأحيان. من المهم إجراء بعض تغييرات واضحة لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية إن كان الشخص يود الحفاظ على استمرارية علاقته بالآخرين.