إسلام أبي سفيان
- تاريخ النشر: الأحد، 23 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 24 يناير 2023
أبو سفيان من أشراف قريش وهو والد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، وابنته أم حبيبة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يعمل بالتجارة إذ كان يجهز القوافل التجارية ويرسلها إلى بلاد العجم والشام، وقصة إسلام أبي سفيان سنتعرف عليها في هذا المقال.
إسلام أبي سفيان
خرج النبيُّ عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان من المدينة متَّجهاً إلى مكَّة، وكان قوام جيشه 10 آلاف رجل، وأثناء الطريق، زار النبيُّ قبر أُمِّه آمنة، وبكى وأبكى من حوله، كما أنه لقي العباس بن عبد المُطَّلبِ، فقد كان متوجِّها إلى المدينة مهاجراً بأهله وعياله، ففرح النبيُّ عليه الصلاة والسلام بقدوم العباس رضي الله عنه، وكان آخر المهاجرين في الإسلام إلى المدينة.
وصل النبيُّ عليه الصلاة والسلام والمسلمون إلى مَرِّ الظَّهران وهي منطقةٍ قريبةٍ من مكة شَمالاً، فنزلوا فيها ليُقيموا، أشعلوا النيران وكان المنظر هائلاً، فهذه النيران لعشرةِ آلاف مقاتلٍ كالنجوم في السماء، وكان النبيُّ قد سأل الله تعالى بأن يُعميَ أبصار المشركين فلا يعلموا بقدومه حتى يفاجئهم بقدومه بهذا الجيش، إلا أنَّ قريشاً بَعثوا أبا سفيان، وحكيم بن حِزام، وبُذَيْلُ بن وَرْقَاءَ ليتحسَّسوا خبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
فلما وصلوا إلى مرِّ الظهران رأوا هذا العدد الهائل من الجيش والنيران، ففزعوا ودَبَّ الرُّعب في قلوبهم، كما أنه في هذه اللحظات كان عَمُّ النبيِّ العباس يريدُ أن يوصل خبراً لقريشٍ حتى يأتوا ليستأمنوا النبيَّ عليه الصلاة والسلام، فخرج العباس على بغلة النبي البيضاء يبحثُ عن أحدٍ من أهل مكة خارج أطراف الجيش، فإذا به يلقى أبا سفيان، فقال له اركب معي حتى أستأمن لك من رسول، فركب معه وانطلقا.
فلما دخلا المُعسكر، وكان المسلمون يسألون من هذا، فعندما يَرَوْن بغلة رسول الله، يقولون هذا عمه العباس، حتى قدموا إلى النار التي يجلس عندها عمر، فأتى وعرف أبا سفيان، فركض عمر والعباس يجري بالبغلة لخيمة رسول الله فدخلا عليه، وقال العباس إني أُجير أبا سُفيان.
في اليوم التالي جلس أبو سفيان عند النبي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا سُفيان، أما آن لك أن تُؤمن بأن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فقال أبو سفيان: بأبي أنت وأمي، ما أكرمك، وأَحْلمك، وأَوْصَلَك، وإني لأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.