إدراج مدينة السلط ضمن لائحة UNESCO للتراث العالمي
مدينة السلط الأردنية، أو كما تشتهر بلقب مدينة التسامح والضيافة الحضارية، اختارتها لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، ضمن قائمة التراث العالمي، وذلك في يوليو 2021.
وجاء اختيار مدينة السلط ضمن القائمة المرموقة، بعدما تم ترشيحها مرتين سابقاً، في عامي 1995 و2017 على التوالي، وهو ما يعكس التزام المملكة الأردنية الهاشمية بحماية واستدامة القيمة العالمية المتميزة وسمات مدينة السلط.
أين تقع مدينة السلط؟
تقع مدينة السلط في وسط المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد عن العاصمة عمان بنحو 30 كم باتجاه الشمال الغربي، وتطل على وادي الأردن من جهة الغرب، وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 800 متر، وتبلغ مساحتها نحو 48 كيلومتراً مربعاً، وهي تعد مركزاً لمحافظة البلقاء.
وتعتبر مدينة السلط من المدن التاريخية في المملكة الأردنية الهاشمية، فهي تقع على الطريق الرئيسي القديم المؤدي من عمان الأردنية إلى القدس الفلسطينية.
تاريخ مدينة السلط
يعود تاريخ مدينة السلط إلى العصر البيزنطي، وقد سُميت باسم سالتوس نسبة إلى القائد اليوناني سالتوس الذي قام بفتحها في عهد الإسكندر المقدوني. وكانت المدينة خلال تلك الفترة مقراً للأسقفية الإمبراطورية البيزنطية.
وعلى مدار السنوات، توالت العديد من الحضارات على مدينة السلط، وقد تعرضت المدينة للتدمير على يد المغول، قبل أن يعيد بناءها السلطان المملوكي بيبرس الأول في القرن الـ 12. كما تدمرت المدينة مرة أخرى في القرن الـ 19 بسبب هجمات نائب المحافظ المصري إبراهيم باشا على فلسطين.
ويوجد في مدينة السلط أول مستشفى تم إنشائها في المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك أول مدرسة ثانوية وُجدت في البلاد، والتي تخرج فيها العديد من الشخصيات البارزة في تاريخ الأردن.
وتحتوي مدينة السلط على العديد من المباني السكنية المعمارية الأثرية المبنية على الطراز الإسلامي، وهناك مباني تم بناؤها من الحجر الرملي الملون باللون الأصفر.
وفيما يتعلق بأغلب المنازل الموجودة في مدينة السلط، فهي تحتوي على ساحات داخلية واسعة، ونوافذ طويلة مقوسة من الأعلى، كما أن أسطحها مُصممة على شكل قبب.
السلط مدينة التسامح والضيافة الحضارية
وطوال تاريخها، عُرفت مدينة السلط بكونها مدينة التسامح والضيافة الحضارية، ففيها تتلاقى مآذن المساجد مع أعمدة الكنائس. فعلى سبيل المثال، هناك مسجد السلط الكبير، الذي بُني على أنقاض مسجد يعود للعصر المملوكي، ويقابله المجمع الإنجليزي وكنيسة الراعي الصالح.
وفي قلب مدينة السلط، هناك 5 مقامات دينية إسلامية ومسيحية، من بينها: مقام النبي الخضر والكنيسة الأرثوذكسية، والأخيرة تم بناؤها إلى جوار مغارة عثمانية في عام 1682، وأُعيد ترميمها في عام 2004.
مواقع أثرية في مدينة السلط
تزخر مدينة السلط الأردنية بالعديد من المواقع الأثرية المهمة، والتي تعود كل منها إلى عصور مختلفة، نظراً لتوافد العديد من الحضارات عليها على مدار الزمان. ومن بين المواقع الأثرية الموجودة في السلط:
- قلعة السلط: يعود تاريخ بنائها إلى فترة الحكم الأيوبي، حيث بُنيت ضمن الخطط العسكرية لتحرير فلسطين من الاحتلال الصليبي، وقد لعبت هذه القلعة دوراً رئيسياً في في الإعداد لمعركة حطين الشهيرة.
- قصر أبو جابر: يعود تاريخ بنائه إلى فترة الحكم العثماني في مدينة السلط، ويتميز بنوافذه الطويلة، وسقوفه الجدارية المزينة بلوحات رائعة من إبداع فنانين إيطاليين.
- متحف السلط الأثري: يعتبر من أقدم المتاحف الموجودة في المملكة الأردنية الهاشمية، ويتم فيه عرض قطع أثرية متعلقة بتاريخ مدينة السلط، وبعضها يعود تاريخه إلى العصر الإسلامي. كما يُعرض في المتحف أزياء تقليدية وحلى وأدوات منزلية قديمة، والتي تجسد الفلكلور الشعبي الأردني.
- مدرسة الحرف اليدوية: يمكن فيها مشاهدة الحرف التقليدية المستخدمة في صناعات مثل: النسيج، الصباغة، الطباعة الحريرية، وغيرها.
- المقابر الرومانية: تقع في وادي شعيب، ويعود تاريخها إلى فترة الحكم الروماني في مدينة السلط.
- مقامات دينية: تحتضن مدينة السلط العديد من المقامات الدينية التاريخية، ومن ضمنها مقام النبي يوشع بن نون.