أنواع صبغات الشعر وتأثيرها على الشعر
خلال سعيهن الدائم نحو الحفاظ على هيئة أنيقة ومظهر جذاب، تلجأ العديد من الفتيات إلى تغيير لون شعرهن الأصلي، وتبديله بما يتوافق مع أحدث صيحات الموضة، إلا أن التغيير المتكرر خلال فترات زمنية قصيرة جداً دون عناية جيدة بالشعر بعد الصبغ، قد يلحق به آثاراً ضارة، لذا سنتعرف معاً في هذا المقال على أنواع صبغات الشعر ومدى تأثيرها على فروة الرأس، تبعاً لمكونات الصبغة الأساسية وتتابع تطبيقها على الشعر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أنواع صبغات الشعر
تختلف صبغات الشعر عن بعضها وفقاً لنوع المواد الداخلة في تركيبها، والمدة الزمنية التي تبقى خلالها ثابتة على الشعرة.
فيما يأتي نقدم لكِ أنواع صبغات الشعر وفقاً لمدة استمرارها على الشعر: [1]
صبغات الشعر الدائمة
يحتوي هذا النوع من الصبغات على مزيج من مادة الأمونيا مع عامل مؤكسد (بالإنجليزية: Oxidizing Agent) تختلف كميته بين صبغة دائمة وأخرى، إذ تتغلغل الأمونيا ضمن الشعرة وتتفاعل مع العامل المؤكسد لتفتيح اللون وصولاً إلى الدرجة المرغوبة.
وتحتاج السيدات ذوات الشعر الداكن إلى كميات كبيرة من العامل المؤكسد بغية الوصول إلى شعر أفتح لوناً، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الصبغات يتطلب زمناً يتراوح ما بين 30-45 دقيقة، ريثما تتفاعل مادة الأمونيا لإزالة الشعر الأبيض.
صبغات الشعر المؤقتة
تتوافر هذه الصبغات بأشكال مختلفة كالشامبو والجيل والبخاخات، وتستخدم عادةً لتغيير لون الشعر أثناء الحفلات والمناسبات، كما تمتاز هذه الصبغات باحتوائها على مركبات ذات وزن جزيئي عالٍ لا تتغلغل ضمن الشعرة؛ ما يسهّل إزالتها فوراً بغسلها بواسطة شامبو عاديّ.
صبغات الشعر شبه الدائمة
تتركب هذه الصبغات من مادة مؤلكلة (والألكلة عملية تفاعلية في الكيمياء العضوية) مختلفة عن الأمونيا، مع عامل مؤكسد أقل فاعلية مما هو عليه في الصبغات الدائمة، مما يجعل هذا النمط غير مُحبذ لتفتيح الشعر وتشقيره بكثرة، إلا أنه يفضل استخدام هذا النوع من الصبغات، نظراً لقلة تركيز العامل المؤكسد فيها مقارنة بالصبغة الدائمة.
صبغات الشعر نصف الدائمة
تحتوي هذه الصبغة على كميات ضئيلة أو تخلو تماماً من العامل المؤكسد مع قليل من الأمونيا، لتسبب بالتالي ضرراً أقل لشعر الرأس قياساً بأنماط الصبغات الثلاثة السابقة، وتمنحه لوناً أقرب للطبيعي، كما أنها لا تستخدم لتفتيح لون الشعر وتشقيره (بالإنجليزية: Highlighting).
وينبغي التنويه إلى احتواء هذه الصبغات على مادة (P-Phenylenediamine -PPD)، التي تتهم بخطورة إحداثها لخباثات أو سرطان (بالإنجليزية: Cancer)، كما يمكن لهذه الصبغات أن تستخدم منزلياً أو في صالونات التجميل. [2]
وفيما يأتي نقدم لكِ أنواع صبغات الشعر وفقاً للمواد الداخلة في تركيبها: [1]
صبغات الشعر النباتية
تستخدم فيها أوراق النباتات والأعشاب الموجودة في الطبيعة لتلوين الشعر، كالحناء مثلاً، وهي عبارة عن نباتات تنمو في شمال إفريقيا ومنطقة البحر المتوسط، وتطحن أوراقها وصولاً إلى القوام المرغوب لوضعه على الشعر، لنتمكن من الحصول على درجات مختلفة من اللون الأحمر.
وتمتاز صبغة الشعر النباتية عن غيرها من أنواع الصبغات الأخرى عموماً، بأنها أكثر أماناً في استخدامها، وكذلك عدم تسببها في أي مشكلات لفروة الرأس.
صبغات الشعر المعدنية
تحتوي في تركيبها على الأملاح والعوامل المؤكسدة التي تتسبب بأذيات الشعر وتقصفه، إذا ما تكرر استخدامها، نذكر منها نترات الفضة التي تعطي لوناً أسود، وأملاح البزموت التي تصبغ الشعر باللون البني.
الصبغات العضوية المصنعة
تعطي هذه الصبغات ألواناً أكثر إشراقاً وطبيعية لشعرك، تخترق الطبقة البشروية (سطح الشعرة) مما يجعلها تدوم لفترات زمنية طويلة أو قصيرة وفقاً لنوعها، عادة ما يباع هذا النوع من الصبغات في المحلات التجارية كما يجري استعماله في صالونات التجميل وتصفيف الشعر.
تأثير استخدام الصبغة على فروة الرأس
قد تتأثر بعض الفتيات من المواد المخرشة التي تدخل في تركيب صبغتها المختارة، ليحدث مباشرة أو بعد يومين من تطبيقها حالة جلدية تعرف بالتهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact Dermatitis) التي من أعراضها توذم جلد الفروة واحمراره.
وقد يمتد ليشمل جلد الأذن والجبهة والعنق أيضاً، يرافقه إحساس بالوخز أو الحرق مع حكة شديدة، قد يتطلب إيقافها تدخل طبيب الجلدية أو الطبيب العام.
من جهة أخرى، يمكن لمادة (PPD) أن تسبب رد فعل تحسسي بالغ الشدة لدى البعض الآخر، يعرف طبياً باسم الصدمة التأقية (بالإنجليزية: Anaphylactic Shock)، ومن أعراضها ما يأتي: [2]
- طفح جلدي مترافق مع حكة.
- انتفاخ العين والشفاه واليدين والقدمين.
- خفة الرأس.
- التضيق القصبي وصعوبة التنفس.
- غثيان وإقياء.
- فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
ينبغي الإشارة إلى أن الحالتين السابقتين قد لا تحدثان لدى جميع الفتيات اللاتي يصبغن شعرهن، فهي تحتاج إلى وجود أرضية تحسسية وراثية لديهن، كما أننا نعتبر الصدمة التأقية حالة إسعافية تتطلب التدخل الفوري لإيقافها.
التدبير المنزلي لحالات التحسس الخفيفة
كما ذكرنا في الفقرة السابقة، فإن علاج الصدمة التأقية يحتاج مداخلة طبية إسعافية، غير أننا يمكننا تدبير حالات التحسس الخفيفة الناجمة عن الصبغة منزلياً، عبر اتباع الخطوات الآتية: [3]
- إزالة المادة المخرشة مباشرة عبر غسل الشعر وفروة الرأس بالماء والشامبو.
- تطبيق كريم ستيروئيدي موضعياً على المنطقة المتحسسة (العنق مثلاً) بعد وصفه من قبل الطبيب المختص.
- ترطيب الجلد المتحسس باستخدام كريم مرطب.
- يمكن للطبيب المختص أن يصف حبوباً مضادة للهيستامين، في حال استمرار الحكة وانزعاج المتحسس منها.
احتياطات قبل استخدام صبغة الشعر
ننصحك باتباع الخطوات الآتية في حال كنتِ ترغبين بتغيير لون شعرك، وذلك لتفادي حدوث أي مشكلات لشعرك أو فروة رأسك: [3]
- لا تتركي الصبغة لفترة أطول مما ينبغي على شعرك.
- ارتدي قفازات مطاطية وتجنبي التماس المباشر بين أصابع يديك والصبغة.
- اتبعي التعليمات الواردة على علبة الصبغة، خاصة فيما يتعلق بمدة تركها على الشعر.
- تجنبي خلط أكثر من صبغة مع بعضها.
- لا تضعي الصبغة على الرموش أو الحاجبين، لحماية عينيكِ من آثار الصبغة الضارة.
- في حال كنت تعانين من حالات تتعلق بفرط الحساسية، استشيري طبيبك المختص قبل شرائك لنوع الصبغة المراد، ويُفضل إجراء لديه فحص الرقعة (بالإنجليزية: Patch Test) الذي يختبر ارتكاس جلدك التحسسي تجاه المواد المختلفة.
- تجنبي استخدام الصبغات المحتوية على مادة PPD الضارة.
وبعد أن تعرفنا معاً على أنواع صبغات الشعر ومدى تأثيرها على فروة الرأس، نود أن نشير إلى أهمية الانتباه إلى مكونات الصبغة ومحتوياتها قبل وضعها على شعرك، ولا ضير من الاستفسار عن طبيعة الصبغة في حال استعانتك بصالون تجميلي لتبديل لون شعرك، وتجنبي قدر الإمكان الصبغات الحاوية على مادة PPD نظراً لآثارها المسرطنة اللاحقة.