أعراض وعلاج مرض السيلان
يعد مرض السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea) أحد الأمراض الشائعة التي تنتقل عن طريق ممارسة الجنس، ويمكن أن يصيب كلا الجنسين، إذ إنه يصيب نحو 0.8% من النساء و0.6% من الرجال على مستوى العالم، وهناك نحو 106 ملايين إصابة جديدة كل عام حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، وعادةً ما يصيب الأغشية المخاطية التي تبطن الإحليل (بالإنجليزية: Urethra) عند الرجل وهو القناة التي يخرج من خلالها البول من المثانة، والمهبل (بالإنجليزية: Vagina) عند المرأة، وفي هذا المقال سنتناول بالشرح أعراض مرض السيلان وأسبابه وعلاجه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أعراض مرض السيلان
في معظم حالات الإصابة بمرض السيلان، لا تظهر أعراض واضحة على المصابين، ولكن إن وجدت، فهي تختلف تبعاً لجنس المصاب، أي تختلف بين الرجال والنساء، فعند الرجال قد تتأخر الأعراض لعدة أسابيع أو لا تظهر أي أعراض، وعند النساء غالباً ما لا تظهر أي أعراض أو تظهر بشكل خفيف ومشابه للإنتانات الأخرى؛ مما يجعل تشخيص المرض أصعب. [1]
وتختلف فترة بدء ظهور الأعراض، فعادةً ما تتراوح ما بين 2-14 يوماً بعد حدوث العدوى، وبشكل نموذجي قد تظهر بعد أسبوع من العدوى، وفيما يأتي نوضح لك أعراض مرض السيلان عند الرجال والنساء بالتفصيل: [1]
أعراض مرض السيلان عند الرجال
- إحساس ألم وحرقة أثناء التبول (العرَض الرئيسي والأولي).
- خروج مفرزات قيحية من العضو الذكري ذات لون مائل للصفرة غالباً، وقد يختلط بالحمرة أحياناً نتيجة وجود الدم.
- تورم وألم في الخصيتين.
- الشعور بحاجة ملحة إلى التبول بشكل متكرر.
أعراض مرض السيلان عند النساء
- خروج مفرزات قيحية من المهبل ذات رائحة غير مألوفة، قد تكون مخضرة أو مصفرة بشكل خفيف.
- حدوث ألم مرافق لعملية التبول أو الجماع.
- الشعور بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
- الشعور بالحكة وعدم الراحة في منطقة المهبل.
- نزف دموي من المهبل بخلاف أوقات الدورة الشهرية.
- ألم خفيف في أسفل البطن.
- نزف دموي من المهبل بعد الجماع.
- احمرار وتورم المهبل وعنق الرحم.
وفي حال تعرض المستقيم للإصابة بمرض السيلان، فإن الأعراض تشمل ما يأتي: [1]
- الألم أثناء التغوط (التبرز).
- الحكة الشرجية.
- خروج مفرزات قيحية من الشرج، وقد تترافق أحياناً بخروج الدم أيضاً.
- الزحير (بالإنجليزية: Tenesmus)، وهو إحساس المريض بالرغبة في التغوط دون وجود أي محتوى في أمعائه.
وفي حال إصابة العينين بعدوى مرض السيلان، تكون الأعراض كالآتي: [1]
- الشعور بألم في العين.
- التحسس من الضوء.
- تقيح العين.
أما في حال إصابة الحلق بمرض السيلان، فقد تظهر هذه الأعراض على المُصاب: [1]
- ألم الحلق المقاوم للعلاج.
- صعوبة في البلع.
- تضخم العقد اللمفية في منطقة العنق.
وفي حال إصابة المفاصل بمرض السيلان تتمثل الأعراض لدى المريض فيما يأتي: [1]
- الألم عند تحريك المفصل.
- احمرار وتوذم المفصل المصاب.
أسباب مرض السيلان
يتسبب في الإصابة بمرض السيلان نوع معين من البكتيريا يسمى النيسيريا البنية (بالإنجليزية: Neisseria Gonorrhea) أو المكورات البنية (بالإنجليزية: Gonococcus)، التي يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر بجميع أشكال الاتصال الجنسي (المهبلي أو الشرجي أو الفموي) في حال عدم تطبيق أساليب الوقاية، إذ إنه ليس من الضروري القذف داخل الرحم حتى لا تحدث العدوى. [2]
ويمكن أن تنتقل هذه البكتيريا من الأم إلى جنينها أثناء عملية الولادة الطبيعية (المهبلية)، ولكن من المستبعد انتقال العدوى عبر الولادة القيصرية، إذاً يمكن أن تحدث العدوى عن طريق ملامسة المنطقة المصابة بهذه البكتيريا، وهذه المناطق قد تكون القضيب أو المهبل أو الفم أو الشرج، يبلغ احتمال إصابة الرجل بالعدوى 20% عند ممارسة الجنس لمرة واحدة مع امرأة مصابة. [2]
وتزداد نسبة الخطورة عند ممارسة الجنس بين الرجال (رجل مع رجل)، أما عند النساء فتبلغ هذه النسبة نحو 60-80% عند ممارسة الجنس لمرة واحدة مع رجل مُصاب، وغالباً لا تستطيع هذه المكورات البقاء حية أكثر من عدة دقائق خارج جسم الإنسان، لذلك لا تنتقل العدوى عند مشاركة المراحيض أو الملابس أو أدوات الطعام، كما لا تنتقل من خلال العناق أو التقبيل. [2]
ما إن تنتقل البكتيريا إلى جسم المصاب، فإنها تسبب إنتانات في الأغشية المخاطية التي تصل إليها مثل عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix) وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يصل بين جوف الرحم والمهبل أو المستقيم (بالإنجليزية: Rectum) وهو الجزء النهائي من الأنبوب الهضمي وينتهي بالشرج، وأحياناً قد تصل إلى الطريق التناسلي وبشكل أقل شيوعاً تظهر الإصابة في الحلق (بالإنجليزية: Throat) أو العينين أو المفاصل. [2]
ومن المهم الإشارة إلى أن العدوى بالبكتيريا ليست من الضروري أن تسبب أعراضاً، فقد يكون الشخص مصاباً لكن لا تظهر عليه أي أعراض، سواء كان رجلاً أو امرأة، وينقل العدوى لغيره دون أن يعلم، ومن أبرز أسباب الإصابة بمرض السيلان ما يأتي: [2]
- الاتصال الجنسي مع شخص مُصاب دون اتخاذ عوامل الوقاية الكافية.
- تعدد الشركاء الجنسيين لشخص واحد.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بأحد الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً (STDs).
- التعرض للاعتداء الجنسي.
- إدمان المخدرات والكحول.
- الحقن الوريدية الملوثة.
علاج مرض السيلان
عادةً ما يتم علاج الإصابات الناجمة عن العدوى ببكتيريا النيسيريا البنية بالمضادات الحيوية، وهي عبارة عن مركبات دوائية تقتل هذه البكتيريا أو تساهم في وقف نموها، ومن أنواع المضادات الحيوية المستخدمة في علاج مرض السيلان ما يأتي: [3]
- مضاد حيوي سيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxon) ويكون على شكل حقنة عضلية تؤخذ مرة واحدة.
- مضاد حيوي أزيثرومايسين (بالإنجليزية: Azethromycin) وهو مضاد حيوي يؤخذ عن طريق الفم وهو في الأساس يعالج مرض الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia)، وهي مرض بكتيري آخر ينتقل عن طريق الجنس، لأنه من الشائع الإصابة بكلا المرضين معاً.
ولا بد من مراجعة الطبيب المختص قبل تناول أي نوع من أنواع المضادات الحيوية، فإذا وصف الطبيب للمريض أكثر من جرعة واحدة من المضادات الحيوية، يجب الالتزام بتناولها بدقة. [3]
وإذا نسي المريض جرعة أو لم يكمل العلاج حتى نهايته، فمن المحتمل أن إصابته لم تُشفَ بعد، ويمنع أي نشاط جنسي في مرحلة العلاج، وإذا وصف الطبيب جرعة وحيدة من المضادات الحيوية يجب الانتظار 7 أيام قبل ممارسة أي نشاط جنسي بعد أخذ الجرعة. [3]
ومن ضمن الحالات التي تحتاج إلى العلاج بهذه المضادات الحيوية ما يأتي: [3]
- أي شخص أظهرت الفحوصات والاختبارات إصابته بمرض السيلان.
- أي شخص مارس الجنس مع شخص مُصاب بمرض السيلان في آخر 60 يوماً حتى لو لم تظهر عليه أعراض.
- حديثو الولادة لأمهات مُصابات بمرض السيلان أثناء ولادتهن.
ملاحظة: يمكن معالجة المرأة الحامل المُصابة بمرض السيلان بهذه المضادات الحيوية، لأنها لا تؤثر على صحة الجنين، وكذلك الأمر بالنسبة للأم المرضعة، ولكن يجب استشارة الطبيب المختص أولاً. [3]
الوقاية من مرض السيلان
يعد الامتناع عن ممارسة أي نشاط جنسي (مهبلي أو شرجي أو فموي) هو الطريقة الأكثر ضماناً لتجنب الإصابة بأي مرض منتقل عبر الجنس، ولكن نظراً لأن هذه الطريقة تعتبر حلاً غير واقعي لدى بعض الأشخاص، لذا عليهم اتباع هذه النصائح للوقاية من مرض السيلان وتقليل خطر الإصابة به: [2]
- الدخول في علاقة طويلة الأمد مع شريك جنسي واحد غير مصاب بالعدوى.
- إجراء الفحوصات المخبرية بشكل دوري (كل سنة) لكلا الطرفين، من أجل الكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً وضمان عدم انتقال العدوى.
- استخدام الواقيات الذكرية أو الأنثوية عند ممارسة الجنس.
- عدم ممارسة الجنس مع أي شخص لديه عرض من أعراض مرض السيلان حتى يتم فحصه والتأكد من عدم إصابته بالأمراض المنقولة جنسياً.
- عدم مشاركة الأدوات الجنسية الاصطناعية، وفي حال مشاركتها يجب غسلها وتنظيفها وتغليفها بواقٍ جديد.
هناك بعض الأشخاص تكون احتمالية إصابتهم أكبر من غيرهم، لذلك يجب الانتباه والحرص والتقيد بالنصائح السابقة، وهم: [2]
- المراهقون.
- الذين يدخلون بعلاقة مع شريك جنسي جديد.
- الذين يمارسون الجنس مع شريك يمارس الجنس مع أشخاص آخرين.
- الذين لديهم أكثر من شريك جنسي.
- الذين أصيبوا بمرض السيلان سابقاً.
- المصابون بأمراض أخرى منتقلة عبر الجنس.
مضاعفات مرض السيلان
لا يسبب مرض السيلان مشاكل طويلة الأمد إذا ما تم علاجه بشكل مبكر قبل ظهور أي مضاعفات، ولكن عدم علاجه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بعدة مضاعفات خطيرة سنتناولها تفصيلاً فيما يأتي: [2] [3]
مضاعفات مرض السيلان عند النساء
- داء الحوض الالتهابي (PID) (بالإنجليزية: Pelvic Inflammatory Disease): انتقال الإنتان إلى العضو التناسلي الأنثوي متضمناً الرحم وقناتا فالوب (بالإنجليزية: Fallopian Tubes)، والمبيضان (بالإنجليزية: Ovaries)، يسبب هذا الداء ألماً شديداً ومزمناً في الحوض، وقد يؤدي إلى العقم.
- التهاب غدتي بارتولين (بالإنجليزية: Bartholin Glands): هما زوج من الغدد يوجد خلف فتحة المهبل، وظيفتهما إفراز المخاط لترطيب المهبل، يسبب التهابهما ألماً شديداً قد يؤدي لانسداد أقنية الغدد واحتباس المفرزات ضمنها.
- الحمل الهاجر (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy): يعني الحمل الهاجر حدوث انغراس للبويضة الملقحة خارج الرحم، ويحدث غالباً في أي من قناتي فالوب.
- الخراج البوقي المبيضي (بالإنجليزية: Tubo-Ovarian Abscess): وهو عبارة عن كيس أو مجموعة أكياس مملوءة بالسوائل، ويُعد أحد أخطر المضاعفات التي تحدث، خاصة عند تمزقه، وغالباً ما تعاني المُصابة من ألم أسفل البطن، وارتفاع درجة الحرارة وارتفاع عدد كرات الدم البيضاء.
- الإصابة بالعقم (بالإنجليزية: Infertility).
مضاعفات مرض السيلان عند الحوامل
- احتمالية حدوث الإجهاض.
- احتمالية حدوث الولادة المبكرة، مما يزيد من احتمالية حدوث مشاكل صحية للمولود.
- تمزق الكيس الأمينوسي (بالإنجليزية: Amniotic Sac)، وهو كيس يحيط بالجنين ويحتوي على سائل مغذٍ يطلق عليه السائل الأمينوسي.
مضاعفات مرض السيلان عند حديثي الولادة
- التهاب ملتحمة العين (بالإنجليزية: Conjunctivitis): تظهر هذه الحالة بشكل احمرار في العينين والشعور ألم وخروج مفرزات قيحية منهما.
- إنتان الدم (بالإنجليزية: Septicemia): وهو انتشار العدوى في المجرى الدموي، ويظهر عادةً على هيئة التهاب في المفاصل مع التهاب الجلد.
- التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis): يتميز بألم في المفاصل وأوتار العضلات وقد تطور الإصابة إلى إنتان المفاصل القيحي.
- التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis): انتقال الإنتان إلى السائل الدماغي الشوكي (وهو السائل المغذي الذي يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي).
مضاعفات مرض السيلان عند الرجال
- التهاب البربخ (بالإنجليزية: Epididymitis): البربخ هو أنبوب منحن خلف الخصية يتم فيه نضج وتخزين الحيوانات المنوية، غالباً ما يكون أحادي الجانب (من جهة واحدة)، ويترافق مع تقيحات في الإحليل، يسبب ألماً شديداً في كامل الأعضاء التناسلية الظاهرة (القضيب الصفن)، والذي قد يسبب العقم.
- التهاب البروستات (بالإنجليزية: Prostatitis): البروستات هي غدة تناسلية ذكرية وحيدة تحيط بالإحليل في مكان خروجه من المثانة، وظيفتها إفراز سائل يقلل من لزوجة السائل المنوي ويسهل حركة النطاف، يسبب التهاب البروستات ألماً في أسفل البطن والحوض وصعوبة في التبول مع ألم وحرقة، وارتفاع درجة الحرارة.
- الإصابة بالعقم.
مضاعفات مرض السيلان المشتركة
الإنتان المنتشر بالمكورات البنية (DGI) (بالإنجليزية: Disseminated Gonococcal Infection)، ويحدث هذا الإنتان بعد وصول البكتيريا إلى الدورة الدموية، فيسبب ما يأتي: [3]
- الحمى (بالإنجليزية: Fever).
- التهاب الجلد (بالإنجليزية: Dermatitis).
- التهاب المفاصل، خاصة مفاصل الركبة واليدين.
- التهاب شغاف القلب (بالإنجليزية: Endocarditis)، وهو التهاب يصيب الغشاء المبطن لحجرات القلب والصمامات، والصمام هو ممر بين حجرات القلب يسمح للدم بالمرور باتجاه واحد فقط ويمنع رجوعه.
- التهاب السحايا.
وفي النهاية، يجب التأكيد على أهمية ممارسة الجنس الآمن واتباع النصائح المذكورة سابقاً بشكل جدي، لأنها تحد من خطورة الإصابة بأي مرض ينتقل عبر الجنس بما فيها مرض السيلان، الذي يمكن أن يسبب عواقب وخيمة إذا لم يؤخذ على محمل الجد، لذلك يجب عدم ممارسة أي نشاط جنسي عند الشك بالإصابة بمرض جنسي، كما أن الفحص الدوري بشكل متكرر ضروري منعاً لانتقال العدوى للآخرين.