أعراض وعلاج سرطان البنكرياس

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الخميس، 15 يوليو 2021
مقالات ذات صلة
أشهر أعراض سرطان الرئة وطرق علاجه
سرطان الثدي عند الرجال: أسبابه وأعراضه وعلاجه
أعراض سرطان الثدي

تقع غدة البنكرياس في القسم العلوي الأيسر من تجويف البطن إلى الخلف من المعدة وتتألف من ثلاثة أقسام: رأس وجسم وذيل.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وهي من أهم الغدد المشاركة في عملية هضم الطعام إذ تفرز عصارة لزجة تساعد على هضم الطعام الدسم، بالإضافة إلى إفرازها لهرموني:

  1. الأنسولين (Insulin) (وهو الهرمون المسؤول عن خفض سكر الدم).
  2. والغلوكاكون (Glucagon) (يعاكس في عمله هرمون الأنسولين، فهو المسؤول عن رفع مستوى السكر في الدم).
 

ما هي الأنواع التي يتواجد فيها سرطان البنكرياس؟

يقسم نسيج غدة البنكرياس وظيفياً إلى قسم خارجي الإفراز ينتج العصارات الهاضمة وقسم داخلي الإفراز وهو المسؤول عن إفراز الأنسولين والهرمونات الأخرى، وبناءً على هذا التقسيم فإن أهم أنواع سرطان البنكرياس هي:

سرطانة البنكرياس الغدية (Adenocarcinoma): النوع الأكثر شيوعاً، إذ تشكل  95% من حالات سرطان البنكرياس، ينشأ هذا النوع من سرطان البنكرياس من الأجزاء المسؤولة عن تشكيل ونقل العصارة الهضمية.

أنواع أقل شيوعاً، منها:

  • سرطانة الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma).
  • سرطانة الخلايا العملاقة (Giant Cell Carcinoma).
  • سرطانة الخلايا الصغيرة (Small Cell Carcinoma).
  • الورم المفرز للأنسولين (Insulinoma): هو ورم ينشأ على حساب خلايا بيتا في جزر لانغرهانس داخل البنكرياس (وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين)، هذا يؤدي بدوره إلى فرط إفرازه وبالتالي حدوث نوبات من نقص سكر الدم، وهو العارض المميز لمثل هذا الأورام.
 

ما العوامل التي قد تؤهب للإصابة بسرطان البنكرياس؟

كما هو الحال في أغلب السرطانات لاتزال الأسباب المباشرة لسرطان البنكرياس مجهولة حتى الآن، لكن الدراسات التي أجريت حوله بينت أن هناك العديد من العوامل المتهمة في زيادة خطر الإصابة به، وهي:

1. العوامل الوراثية

تلعب الوراثة دوراً هاماً في زيادة احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس، فقد أظهرت الدراسات الإحصائية لجمعية سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة (Pancreatic Cancer UK) أن حوالي 10% من المرضى لديهم أسباب وراثية ما،.

أو يوجد لديهم قريب مصاب بهذا السرطان، وبعد دراسة الحمض النووي لدى المرضى تم تحديد بضعة مورثات (Genes) ترافق وجودها مع الإصابة بسرطان البنكرياس دون القدرة على تحديد مورثة واحدة مسؤولة عنه بشكل مباشر.

2. الإصابة بمرض السكري

لم يتم التعرف بشكل دقيق على الرابط ما بين الإصابة بالداء السكري وحدوث سرطان البنكرياس، إلا أن الأطباء لاحظوا زيادة ملحوظة في نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس بين المصابين بالسكري.

3. التدخين

مثلما تم ربط التدخين بالعديد من السرطانات في الجسم كذلك الأمر بالنسبة لسرطان البنكرياس، إذ يزيد دخان السجائر من خطر الإصابة به.

وكلما كانت فترة التدخين أطول كلما كان الخطر أكبر، لكنه يعود للانخفاض بعد ترك التدخين ليصبح مماثلاً لغير المدخن بعد مضي 10 سنوات على التوقف عن التدخين.

4. كيسات البنكرياس والتهابات البنكرياس المزمنة

إن الأشخاص المصابين بكيسات على البنكرياس أو التهاب مزمن فيه أو كليهما يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس من غيرهم؛ لأن الالتهابات المزمنة تزيد من احتمالية تحول الخلايا السليمة إلى خلايا ورمية خبيثة.

5. البدانة

تعتبر البدانة وقلة النشاط الجسدي من عوامل الخطورة للإصابة بسرطان البنكرياس، فالأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية ويتمتعون بالنشاط في حياتهم اليومية تقل فرص إصابتهم إلى النصف مقارنة بالأشخاص الخاملين.

 

ما هي أهم أعراض سرطان البنكرياس؟

يبقى سرطان البنكرياس عند الكثير من المرضى دون أي أعراض أو مضاعفات واضحة إلى أن يكبر حجم الورم الخبيث وينتشر إلى الأعضاء المجاورة أو حتى بقية مناطق الجسم فيصبح غير قابل للشفاء.

ويختلف نمط الأعراض بحسب نوع الورم (غدي، ورم مفرز للأنسولين..) والمكان الذي نشأ فيه من البنكرياس (رأس البنكرياس، الجسم أو الذيل).

السرطانات التي تنشأ في رأس البنكرياس تعطي أعراضاً خلال وقت أبكر من السرطانات التي تنشأ من الذيل والجسم.

إذ يكبر حجم الرأس وبذلك يضغط على الطرق الصفراوية (الأقنية التي تصرف العصارة الهاضمة الكبدية من الكبد إلى الأمعاء)، وهذا ما يسبب:

1. خسارة الوزن (Weight Loss)

يلاحظ المريض أن وزنه ينقص بشكل ملحوظ وبوقت قصير نسبياً، وهذا يرجع بشكل أساسي إلى انسداد الأقنية الناقلة للعصارات الهاضمة وبالتالي نقص امتصاص الدسم من الطعام الوارد.

بالإضافة إلى شعور بعض المرضى بالامتلاء فوراً بعد البدء بتناول الطعام، وذلك عندما يصل الورم إلى حجم كبير داخل البطن.

2. اصفرار الجلد (اليرقان) (Jaundice)

يحدث اليرقان في المراحل المتقدمة فيبدو الجلد شاحباً مصفراً، بالإضافة إلى تلون صلبة العين (الجزء الأبيض من العين) باللون الأصفر؛ وهذا بسبب احتباس مادة الصفراء (الموجودة في العصارة الكبدية) داخل الجسم بعد انسداد الطرق المصرفة لها.

يلي اليرقان أعراض مرافقة له مثل لون البول الغامق، لون باهت للبراز، حكة في الجلد.

3. ألم في البطن

يعاني معظم المرضى المصابين بسرطان البنكرياس من الألم في القسم العلوي من البطن، وقد يأتي الألم لفترة ومن ثم يغيب بعدها.

ينجم هذا الألم البطني بشكل أساسي عن تحرر العصارات الهاضمة من نسيج البنكرياس وانتشارها في محيطه؛ مما يسبب أذية الأعضاء المجاورة، أو يسبب انتقال الخلايا السرطانية إلى الجوار.

4. ارتفاع سكر الدم

يعاني عدد قليل من المرضى من ارتفاع مفاجئ لسكر الدم دون وجود إصابة سابقة بالسكري، ويكون غالباً بسبب تخرب الخلايا المفرزة للأنسولين داخل البنكرياس في منطقة الورم الخبيث.

أما السرطانات المتوضعة في الذيل أو الجسم تكون أعراضها أكثر غموضاً وقد تقتصر على بعض الألم في البطن والظهر.

 

كيف يتم تشخيص سرطان البنكرياس؟ وما هي مراحله؟

عند زيارة الطبيب يشكو المريض من واحد أو أكثر من الأعراض السابقة يطلب منه الطبيب تحاليل دموية ومن ثم فحوصاً شعاعية مختلفة مثل التصوير الطبقي المحوري للبطن أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية.

وقد يلجأ أيضاً إلى التنظير داخل البطن، وباستخدام المعطيات التي حصل عليها من هذه الاستقصاءات يقوم الطبيب بتشخيص الورم وتحديد مرحلة هذا الورم إن وجد وفق التالي:

  1. المرحلة الأولى (Stage 1): في هذه المرحلة يكون الورم محصوراً داخل البنكرياس ولم يصل أبداً إلى حوافه.
  2. المرحلة الثانية (Stage 2): الورم قد وصل إلى خارج حدود البنكرياس بمسافة لا تتجاوز 2 سم عرضاً.
  3. المرحلة الثالثة (Stage 3): يغزو الورم الأنسجة المحيطة بالبنكرياس دون أن يصل إلى الأوعية الدموية الكبيرة والأعصاب.
  4. المرحلة الرابعة (Stage 4): يصل الورم إلى الأوعية الدموية الكبيرة ومنها إلى بقية أعضاء الجسم.

بالإضافة إلى التصنيف السابق يدخل أيضاً في الحسبان انتشار الورم إلى الأوعية والعقد اللمفية القريبة والبعيدة والذي كلما كان أكثر وأبعد كان الورم متقدماً أكثر.

 

ما هي الخيارات العلاجية بعد تشخيص الإصابة بسرطان البنكرياس؟

تعتمد طريقة العلاج على مرحلة انتشار الورم والحالة الصحية العامة للمريض، فبعد تحديد مرحلة الورم ومدى انتشاره يلي ذلك إحدى العلاجات التالية:

1. العلاج الجراحي

يلجأ الأطباء إلى فتح البطن واستئصال البنكرياس أو جزء منه عندما تشير الفحوصات الشعاعية إلى أن الورم لم ينتشر خارج حدود البنكرياس أو انتشر لمسافة قصيرة فقط.

مع العلم أن 10% فقط من حالات سرطانات البنكرياس تكون قابلة للاستئصال الجراحي عندما تُشخص.

2. العلاج الكيميائي والشعاعي

يلي الجراحة أحد هذين العلاجين أو كليهما معاً وذلك للقضاء على ما تبقى من الخلايا السرطانية التي لم تكن مرئية للعين المجردة خلال الجراحة وعلى الانتقالات البعيدة المحتملة للورم والتي قد لا تظهر على الأشعة.

ويمكن في بعض الحالات اللجوء إليهما في الحالات المتقدمة غير القابلة للاستئصال الجراحي من أجل تخفيف الحالة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه العلاجات في أغلب الحالات غير كافية للشفاء مهما كانت درجة الورم، بل فقط تخفف حالة المريض وتساعد على إطالة فترة حياته.

ختاماً.. بالرغم من النتائج غير المرضية التي قدمتها العلاجات الحالية لسرطان البنكرياس، إلا أن الأطباء يعملون جاهدين على إجراء دراسات طبية قد تساعد في المستقبل على إيجاد طرق أفضل للتشخيص المبكر.

كذلك ينصحون دوماً بإجراء الفحوصات الدورية لمن هم في مجموعات الخطر وتوعيتهم حول الأعراض المبكرة التي يجب الانتباه لها.