أسمهان وجه الملاك وصوت الكروان: لانزال نحاول معرفة من أخفى صوتها من الحياة مبكراً
أسمهان هي مطربة عملاقة لم يولد مثلها في جمالها الطبيعي و عذوبة صوتها في وطننا العربي حتى الآن بديل.
حياتها كانت قصيرة ولكنها مليئة بالنجاحات والصراعات والتحديات على المستوى الشخصي والفني والسياسي، عاشت الأميرة آمال الأطرش أو أسمهان حياة الفقر والغنى والمجد والشهرة. عاشت كل شيء و عكسه في مدة قصيرة جداً فقد رحلت عن عالمنا عن عمر يناهز 31 عاماً في ريعان الشباب والغريب أنها تركت ارشيف فني صغير نسبياً ولكنه مؤثر جداً ومازالت اغانيها و ما تركته من اعمال في وجدان كل عربي.
و مما لا شك فيه ان نهاية حياتها الحزينة والمأساوية تركت أثراً في كل من تأمل صورة هذه الفنانة الجميلة و دون ان تشعر وانت تسمع أي اغنية لاسمهان يخطر في بالك نهايتها الغامضة ولكن كل شيء في النهاية قدر.
صادفت ذكرى عيد ميلادها الـ103 في 25 نوفمبر وبعد البحث في حياة اسمهان و مراجعة كل الشرائط التسجيلية وما كتب في الصحافة انحصرت احتماليات وفاتها لاحتمالين فقط بعد ان كانت الشكوك حول اتجاهات عديدة نظراً لحياتها المليئة بالتحديات.
اولاً : عثرنا على لقاء تليفزيوني نادر للفنان العملاق يوسف وهبي يروي فيه الايام الاخيرة في حياة اسمهان حيث انها كانت تعمل معه في فيلمها الاخير "غرام وانتقام" واثناء تصويرهم لمشاهدها الاخيرة من الفيلم طلبت منه استراحة قصيرة لرحلة استجمام في رأس البر و قتها يقول الفنان ان شيء بداخله جعله يدعوها الى الاستجمام في الاسكندرية معه ومع زوجته واصراره على ذلك ومنعها من السفر لرأس البر ولكنها قد قبلت دعوة اصدقائها بالسفر لراس البر و اعتذرت منه ويقول الفنان انها ذهبت بالعربة الخاصة بأستديو مصر واثناء عودتها حدث ما حدث ويقول انها حادثة طبيعية وانها قضاء وقدر ولا يوجد شبهة جنائية وهو ما يعتقده الكثيرين.
ثانياُ : وهوالاحتمال الاقرب للحقيقة ان دورها السياسي هو من كان وراء الحادث الأليم فكل ما جمعناه من وثائق يؤكد انها تعاونت مع المخابرات البريطانية وكان التعاون بغرض خدمة بلدها وتحريرها وبالطبع كان هناك كسب مادي ولكنه لم يكن الاساس فقد كان دورها بما انها اميرة درزية و لها كلمة مسموعة ان تقنع الامراء بعدم التصدي لزحف القوات البريطانية لاسقاط الحكم الموالي لالمانيا في ذلك الوقت مقابل استقلال الدروز لكن مع مرور الوقت اكتشفت ان الانجليز لم يفو بوعدهم ويقال بحسب كلام الناقد الفني الكبير حسن ابو العنين ان هناك صحفي انجليزي كان ملازم كل خطوات اسمهان يدعى فورد و كان مراقب كل تحركاتها فتكلم معها بشأن ان الانجليز لم يحققوا ما كانت تطمح اليه وانه ممكن ان يوصلها للقيادات الالمانية وبالفعل ذهبوا للحدود التركية ولكن علمت المخابرات الانجليزية بذلك فقامت باعتقال الصحفي وذهبت اسمهان الى بيروت وهنا ادرك الانجليز انه وجب التخلص من اسمهان لانها كانت تعرف معلومات كثيرة عنهم ويجب ان تصمت الى الابد.
هنا ندرك ان المخابرات البريطانية وراء القتل ولكن كيف تم الاتفاق؟ الاجابة ظهرت في 2015 فقد ذكر في جريدة الاهرام ان ثروت الخرباوي احد المنشقيين عن الاخوان قد سجل لمحمود عبد العليم اهم مؤرخ لتاريخ الاخوان حوارا يروي فيه ان الجنرال الانجليزي كلاينتون طلب من حسن البنا التخلص من اسمهان مقابل مادي 2000 جنية لانها تعاونت مع الالمان و هو قبل العرض و قد تم زراعة السائق فضل الله التابع لهم في استديو مصر لينقل لهم تحركات الفنانيين استغل السائق فرصة ذهاب اسمهان بسيارة استديو مصر واخذ الاوامر بتنفيذ المهمة وهو ما حدث بالفعل لنفقد الفنانة العملاقة وسكرتيرتها ماري قلادة.