أسباب وأعراض نقص الحديد وعلاجه
الحديد عنصر هام جداً للجسم، فهو يشكل جزءاً من كل خلايانا وله العديد من الأدوار المهمة في أجسادنا، فمثلاً يقوم الحديد (كجزءٍ من الهيموغلوبين) بنقل الأكسجين من الرئتين إلى الجسم كله، كما أنّه يساعد العضلات على تخزين واستخدام الأكسجين، بالإضافة إلى دوره في تركيب العديد من الإنزيمات. في هذا المقال سنتعرف على نقص الحديد، ما يمكن أن يسببه وأهم أعراضه وعلاماته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب نقص الحديد
نقص الحديد حالة ناتجة عن تواجد كمية قليلة جداً من عنصر الحديد في الجسم، يتدرّج نقص الحديد من استنفاذ مخازن الحديد دون اعتلال صحّي وظيفي، إلى أن يصل إلى حالة فقر الدم؛ بنقص الحديد (Iron Deficiency Anemia) مما يؤثر سلباً على وظائف العديد من أجهزة الجسم.
ينتج نقص الحديد بسبب عدد من الأسباب، نذكر منها:
ازدياد حاجة الجسم للحديد
تقتضي العديد من الحالات ازدياد حاجة الجسم للحديد، كالأطفال الذين يحتاجون كميات كبيرة منه لتناسب نموهم السريع، كذلك النساء الحوامل والأشخاص الذين يتعرضون لخسارة دم كبيرة كالحيض عند النساء أو نتيجة إصابة أو حادث معين.
نقص امتصاص الجسم للحديد
يتواجد الحديد في الكثير من الأطعمة منها اللحم الأحمر والخضراوات الورقية والمكسرات، وإذا نقصت الكمية التي يتناولها الإنسان من هذه الأطعمة يمكن أن يتسبب ذلك في نقص في نسبة الحديد بالجسم.
توجد أيضاً بعض الأسباب التي تسبب نقصاً في امتصاص الحديد مثل: نقص حمض المعدة نتيجة تناول مضادات الحموضة، وهنالك بعض المواد الموجودة في الشاي والقهوة والحليب؛ تسبب نقصاً في امتصاص حديد الوجبة المتناولة معها.
فقد كميات من الدم
يحتوي الدم على الحديد داخل خلايا الدم الحمراء، لذلك إذا حدث فقدان بكميات ملحوظة من الدم، سيحدث نقص في كمية الحديد. تتعرض النساء المصابات بغزارة الدورة الشهرية لخطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد لأنهن يفقدن الكثير من الدم أثناء الحيض.
يمكن أيضاً أن يؤدي فقدان الدم البطيء والمزمن داخل الجسم - مثل القرحة الهضمية أو فتق الحجاب الحاجز أو ورم القولون أو سرطان القولون والمستقيم - إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، كما يمكن أن ينتج نزيف الجهاز الهضمي عن الاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية وخاصة الأسبرين. [1]
الحمل
يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عند العديد من النساء الحوامل، خاصة في حالة عدم الالتزام بتناول مكملات الحديد، لأن مخازن الحديد تحتاج إلى زيادة حجم الدم بالإضافة إلى أن يكون مصدراً للهيموجلوبين للجنين. [1]
أهم الأغذية الغنية بالحديد
يمكن الحصول على الحديد من مصادر حيوانية ونباتية، ومن أهم هذه المصادر:
- الخضروات الورقية كنبات البقلة والكرنب الأجعد، والسبانخ والجرجير.
- الحبوب الغنية بالحديد كالبازلاء والفول.
- الرز الأسمر.
- البقول والفاصولياء.
- البذور والمكسرات، مثل بذور عباد الشمس والجوز.
- اللحوم البيضاء والحمراء.
- الأسماك.
- البيض.
- الفواكه المجففة كالإجاص والزبيب.
الفئات الأكثر خطراً للتعرض لنقص الحديد
- النساء الحوامل، هم الأكثر تعرضاً لأنيميا نقص الحديد له نتيجة الحاجة الزائدة للحديد.
- الفتيات المراهقات والنساء في سن الحمل معرضات لنقص الحديد بسبب الدورة الشهرية.
- عند الأطفال، أكثر ما يشاهد نقص الحديد لدى الأعمار من 6 أشهر إلى 3 سنوات.
- النباتيون، نتيجة لنقص حمياتهم الغذائية للحوم الحمراء وبعض المأكولات الغنية بالحديد.
- المتبرعون بالدم بكثيرة، لذا يجب ترك فترة لا تقل عن 3 شهور بين كل تبرع وآخر، ومتابعة التحاليل اللازمة باستمرار لتجنب أنيميا نقص الحديد.
أعراض نقص الحديد
إنّ نقص الحديد بالجسم يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأعراض التي تُضعف وظائف الجسم، غير أنّ معظم الأعراض والعلامات الجسدية لا تظهر ما لم تحدث حالة فقر الدم بسبب نقص الحديد (Iron Deficiency Anemia)، لذلك فالمصاب بالمراحل المبكرة من نقص الحديد قد لا تحدث لديه أي أعراض جسدية.
ويمكن إجمال هذه الأعراض والعلامات:
- الشعور بالتعب والوهن.
- صعوبة التنفس.
- سرعة ضربات القلب.
- طنين الأذن.
- شحوب البشرة.
- نقص الفاعلية في الأداء بالعمل أو في الدراسة.
- نقص في الوظيفة المناعية، مما يزيد القابلية للإصابة بالأمراض. [2]
كيف يتم تشخيص نقص الحديد
الاختباران الأكثر شيوعاً لتشخيص نقص الحديد هما:
- اختبار الهيموغلوبين (Hemoglobin Test): الذي يقيس نسبة الهيموغلوبين في الدم.
- اختبار الهيماتوكريت (Hematocrit Test): وهو اختبار يقيس النسبة المئوية للكريات الحمراء للدم بالحجم.
يُظهر هذان الاختباران كمية الحديد في الجسم، غير أنّ مستويات الهيموغلوبين والهيماتوكريت لا تنخفض حتى مراحل متأخرة من نقص الحديد (فقر الدم).
كما تُستعمل اختبارات دموية أخرى؛ لإثبات أنّ فقر الدم ناتج عن نقص الحديد، من هذه الاختبارات:
- تعداد الدم الكامل (Complete Blood Count): لمعرفة عدد وحجم كريات الدم الحمراء.
- فيريتين المصل (Serum Ferritin): لقياس الشكل المخزن من الحديد.
- حديد المصل (Serum Iron): لقياس نسبة الحديد في الدم.
- نسبة إشباع الترانسفيرين (Transferrin Saturation): لقياس الشكل المنقول من حديد في الدم.
- مستقبل الترانسفرين (Transferrin Receptor): لقياس الإنتاج الزائد لكريات الدم الحمراء.
كيف يُعالج نقص الحديد
يجب على من يعاني من نقص الحديد أن يزور طبيبه كي يضع له خطة علاجية، تعتمد تلك الخطة على عدة عوامل منها؛ العمر والحالة الصحية وسبب نقص الحديد. يقوم الطبيب غالباً بوصف مكملات الحديد (Iron Supplements) ومن ثم يطلب الطبيب من الشخص أن يراجعه بعد مدة معينة بغية إعادة الاختبارات الدموية، كما يحدد بعض الأغذية الغنية بالحديد لتُضاف إلى حمية المريض الغذائية.
يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض الآثار الجانبية للعلاج بمكملات الحديد منها:
- ألم البطن.
- الإصابة بالإمساك أو الإسهال.
- حرقة أو حموضة المعدة.
- الشعور بالغثيان.
- تلون البراز باللون الأسود.
تخف هذه الآثار عادةً مع الوقت، ولكن إذا استمر حدوثها فقد ينصح الطبيب بتناول المكملات مع الطعام أو بعد مدة قصيرة منه، كما قد يقلل جرعتها لتصبح حبة في اليوم فقط إذا استمرت الآثار الجانبية بإزعاج المريض، أو وصف مكمل آخر يكون أقل حدة في أعراضه الجانبية. [3]
الحديد عنصر هام للغاية للعديد من وظائف الجسم ولا يمكن الاستغناء عنه، لا بد من الحفاظ على نظام غذائي غني بالحديد بغية الحد من مخاطر نقصه الشائع، والالتزام بعمل التحاليل اللزمة حين الشعور بأحد أعراض أنيميا نقص الحديد، واستشارة الطبيب على الفور إذا كان أحد التحاليل لا يعبر عن قيم طبيعية.