أسباب الطلاق الشرعية والطلاق الصامت والعاطفي
This browser does not support the video element.
يُعتبر الزواج في جميع الأديان والثقافات عقداً مقدساً وميثاقاً غليظاً، لذا يجب الحفاظ عليه حتى تظل هذه العلاقة ناجحة وتؤتي ثمارها المنشودة، وعادةً لا نلجأ لكسر هذا العقد المقدس ٳلا بعد تجربة كل الوسائل الممكنة وٳعطاء الفرص وطلب العون والمشورة من أصحاب الخبرة في العلاقات الأسرية، وبعد فشل كل هذه المحاولات، يتجه التفكير للطلاق كحل أخير، لما له من تأثير مؤلم على الزوجين والأطفال، إذ إنهم يتعرضون للعديد من المشاكل السلوكية والنفسية بسبب طلاق الوالدين، وفي هذا المقال، نخبرك بأبرز أسباب تستحق الطلاق، ومعنى الطلاق الصامت والطلاق العاطفي وغيرها، وذلك لتداركها قبل حدوثها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب تستحق الطلاق
تتعدد العوامل التي تؤدي ٳلى الطلاق، وقد ذكر الدكتور محمود أبو زهرة 5 عوامل منها، تندرج تحت أسباب تستحق الطلاق عند النساء: [1]
- فقدان المشاعر: نتيجة عدم تعبير الزوج لزوجته عن أهمية وجودها في حياته ومدى حبه لها واهتمامه بها وبمشاعرها.
- انقطاع العلاقة الحميمة: العلاقة الحميمة تعد احتياجاً طبيعياً لدى الزوجة مثل الزوج، وتعتبر دليلاً على المحبة، وانقطاعها يؤدي ٳلى الطلاق.
- الٳهمال المستمر: عدم سؤال الزوج عن أحوال زوجته وتفاصيل يومها وعيش كل منهما في عالم منفصل عن الآخر يعد من أكثر أسباب الطلاق.
- البحث عن الحرية: عندما تشعر الزوجة بالعبودية وتقييد الحرية وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار يتعلق بحياتها ستطلب الطلاق بكل تأكيد بحثاً عن حريتها.
- الاستغلال المادي: خصوصاً عندما تكون المرأة عاملة، ويستغل الزوج مالها لأغراضه الخاصة، ويمنعها من حرية التصرف فيه، ويحاسبها على كل ما تصرفه، وكأنه ملك له، ما يجعلها تطلب الطلاق.
أسباب الطلاق الصامت
من المعروف أن الطلاق هو الانفصال الشرعي والرسمي للزوجين، أما في حالة الطلاق الصامت فيستمر الزواج دون وجود أي نوع من مقومات العلاقة الزوجية، ويعتبر هذا النوع من الطلاق أخطر من الطلاق الفعلي لما له من تأثير سلبي على الزوج والزوجة والأطفال في جميع نواحي حياتهم، ومن مؤشراته ما يأتي:
- الهجران الدائم والمتفق عليه من قبل الطرفين.
- عدم وجود تواصل حسي وبصري بين الزوجين.
- غياب الحوار بين الزوجين.
- عدم الاحترام والنظر للطرف الآخر بطريقة دونية.
ومن أبرز أسباب الطلاق الصامت بين الزوجين ما يأتي: [1]
- الاستسلام لتصرفات الطرف الآخر وعدم الاعتراف بوجود مشكلة.
- تجنب نظرة المجتمع السلبية للمطلق أو المطلقة أو الحرص على مصلحة الأطفال.
لذلك يجب على الزوجين المبادرة بالمكاشفة والمصارحة بشعورهما، وفتح باب النقاش بشكل ٳيجابي يهدف ٳلى حل المشكلة، ثم تأتي بعد ذلك خطوة اللجوء للمختصين بالاستشارات الزوجية لطلب النصح والمشورة، واتباع التوجيهات المقدمة منهم، والعمل الجاد لإنجاح الزواج حرصاً على مصلحة الأبناء.
أسباب الطلاق العاطفي
يعني الطلاق العاطفي أن الزوجين منفصلان عاطفياً، لكنهما يعيشان في بيت واحد من أجل الأولاد، وليكملا الالتزامات الحياتية، ولكن دون أن يوجد بينهما محبة وود، فهما يتعاملان معاً فقط في الضروريات، ومن أبرز أسباب الطلاق العاطفي ما يأتي: [1]
- مشاكل صحية عند أحد الطرفين.
- فقدان العمل.
- ٳصابة الزوج أو الزوجة بالاكتئاب النفسي، نتيجة فقد شخص عزيز.
وفي النهاية يصبح التواصل بين الزوجين صعباً، ويعد هذا النوع من أخطر أنواع الطلاق، ويتم التعامل مع هذه الحالة من خلال اتباع عدة خطوات، وهي كالآتي: [1]
- اتفاق الزوجين على ضرورة التعاون والصبر لحل هذه المشكلة وٳنقاذ الزواج.
- اللجوء إلى المختصين في الاستشارات الزوجية للحصول على النصح والمشورة.
- الصراحة والوضوح في التعامل بين الزوجين، ليتمكن كل منهما من فهم مشاعر الآخر بالشكل الصحيح.
- احترام الطرف الآخر وإشعاره بأهميته في حياة شريكه وجعله من أولوياته ومنحه الاهتمام اللازم.
- الاهتمام بالعلاقة الخاصة بين الزوجين والتجديد الدائم فيها.
أسباب الطلاق الشرعية
تنطبق الأحكام الشرعية الخمسة على الطلاق، وفيما يأتي نوضح لك أسباب الطلاق الشرعية عند الرجل: [4]
- يكون الطلاق واجباً ٳذا فجرت المرأة ودنست فراش الزوجية ولم تتب إلى الله.
- يكون الطلاق مستحباً ٳذا كانت الزوجة تؤذي والدي زوجها.
- يكون الطلاق مباحاً ٳذا كرهها الزوج، ولم يستطع أن يؤدي حقوقها.
- يكون الطلاق مكروهاً ٳذا كان من دون سبب.
- يكون الطلاق محرماً ٳذا كان للٳضرار بها فقط.
أسباب الطلاق عند الرجل
في حين أن أسباب الطلاق عند الرجل مختلفة في كل حالة من الحالات، ٳلا أن أكثرها شيوعاً بين الرجال ما يأتي: [1]
- وجود مشاكل في التواصل وعدم قدرة الزوجة على التحدث بطريقة يفهمها الزوج.
- قلة الحب أو الحميمية والبُعد وفقدان المشاعر الرومانسية يمكن أن ينهي الزواج.
- عدم القدرة على الٳنفاق في ظل وجود ضغوط مالية وعدم مشاركة الطرف الآخر.
- عدم تقدير الزوجة لأي مجهود يقوم به الزوج تجاه الأسرة.
- الٳهمال وقلة الاهتمام من الزوجة.
- الٳدمان.
- الخيانة.
أسباب الطلاق في السعودية
أفاد تقرير إحصائي صادر عن وزارة العدل السعودية بأن هناك 46300 حالة طلاق وقعت في المملكة خلال عام 2018، وذلك بمعدل يومي 129 حالة، أي 5 حالات طلاق كل ساعة، وذكرت الوزارة أن ارتفاع حالات الطلاق يشكل تهديداً خطيراً على استقرار الأسرة والمجتمع في البلاد. [2]
وبحسب عدد من الخبراء والمختصين، فإن أسباب الطلاق في السعودية تندرج فيما يأتي: [2]
- عدم قيام الزوج بواجباته الدينية تجاه زوجته.
- عدم التروي في حالات الغضب.
- إهمال الزوجات لواجباتهن الزوجية.
- الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي التي تغرس الشكوك في قلب أحد الزوجين.
- اختيار الزوجة لشكلها ولجمالها دون مراعاة لأخلاقها ولدينها.
- الجهل بالخطوات التدريجية للطلاق المتمثلة في الصبر وطلب تحكيم أحد الأقارب من ذوي الخبرة.
يذكر أن المحاضر الشرعي عبد الله الجفين طالب القضاة بعدم السماح بالطلاق بسهولة وإبقاء عقد الزواج ساري المفعول لفترة طويلة حتى يراجع الأزواج مواقفهم حيال ذلك، ودعا المؤسسات التعليمية إلى توعية الطلاب والطالبات منذ الصغر بفقه الطلاق، قائلاً: "الطلاق سيكون له تأثير سلبي على الأطفال والمجتمع ككل". [2]
أما في سنة 2020، فقد ارتفعت معدلات الطلاق في المملكة العربية السعودية بنسبة 30%، خلال فترة الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا أو جائحة "COVID-19"، حسبما ذكرت صحيفة "Gulf News" الصادرة باللغة الإنجليزية في دبي نقلاً عن وزارة العدل السعودية. [3]
وقالت الصحيفة إن نسبة الطلاق ارتفعت مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومع ذلك، خلال فترة الإغلاق، قام 13000 شخصاً بعقد الزواج بزيادة قدرها 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. [3]
كما أبلغت الوزارة أنه تم تقديم ما يصل إلى 7482 طلب خلع، وهو إجراء في الإسلام يسمح للمرأة بتطليق زوجها، وبحسب الصحيفة، فإن بعض العاملات السعوديات ومنهن طبيبات ذكرن الزواج السري لزوجهن كأسباب لطلب الطلاق. [3]
وبعد أن قدمنا لك أهم المعلومات عن أسباب تستحق الطلاق، وأسباب الطلاق الصامت والعاطفي، وأسباب الطلاق عند الرجل، وغيرها، ندعوك لمراجعة المختصين في العلاقات الأسرية لأخذ النصح والمشورة واتباع التعليمات والتوجيهات التي من شأنها ٳصلاح المشاكل الزوجية والحفاظ على الحياة الأسرية.