أسباب البرود الجنسي لدى النساء وطرق علاجها
لا يوجد تعريف ثابت للبرود الجنسي عند النساء، وذلك لأن الرغبة الجنسية عند المرأة أمر في غاية التعقيد، فقد تتغير بالزيادة أو النقصان على مدار سنوات العمر، وتختلف باختلاف بعض الظروف، مثل: علاقة الزواج والحمل والرضاعة وغيرها، كما لا يوجد معيار محدد لتشخيص نقص الرغبة الجنسية عند النساء، حتى إن معدل ممارسة الجنس يمكن أن يكون طبيعياً؛ لأن كثيراً من النساء، خاصة بعد انقطاع الطمث، يمارسن الجنس كواجب زوجي يخلو من المتعة، أو يقنعن أنفسهن بغير ذلك، وفي هذا المقال نوضح لك أسباب البرود الجنسي عند النساء وطرق علاجها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب البرود الجنسي عند النساء
من النادر أن يكون نقص الرغبة الجنسية ناتجاً عن سبب واحد، خاصة إذا ترافق مع مرض معين أو اضطراب هرموني أو التقدم في السن، وهكذا تتشارك العوامل النفسية مع العوامل الهرمونية والجسدية، وفيما يأتي نتناول تفصيلاً أسباب البرود الجنسي عند النساء: [1]
الأسباب الجسدية للبرود الجنسي عند النساء
هناك مجال واسع من الأمراض والتغيرات الجسدية والأدوية التي تؤثر على الرغبة الجنسية عند النساء، مثل ما يأتي: [1]
- الاضطرابات الجنسية: كالشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس أو عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
- الأمراض الجسدية: هناك الكثير من الأمراض التي لا تؤثر على جهاز التكاثر بشكل خاص، ولكنها تؤدي بشكل أو بآخر إلى نقص الرغبة بممارسة الجنس، مثل: التهاب المفاصل، والسرطان، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية والعصبية.
- بعض الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب والأدوية المهدئة التي تعتبر قاتلة للغريزة الجنسية.
- نمط الحياة غير الصحي: قد يساعدكِ كأس صغير من النبيذ على الشعور بالاسترخاء وربما الرغبة بممارسة الجنس، لكن الإفراط في تناول الكحول يقضي على الرغبة الجنسية، كما أن التدخين يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة التناسلية، مما يجعل الاستثارة الجنسية أصعب.
- العمليات الجراحية: خاصة عمليات استئصال الثدي أو العمليات التي تترك ندوباً في المنطقة التناسلية، فهي تؤثر على مدى رضاء المرأة عن جسمها وتضعف ثقتها بنفسها.
- الإرهاق الجسدي: لا يمكن أن تتوقع من امرأة لديها أطفال صغار، وتعمل طوال النهار والليل، أن تكون متحمسة ونشيطة في نهاية اليوم، كما أن الإرهاق قد يكون بسبب الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل: قصور القلب، والقصور الكبدي، والأورام الخبيثة.
التغيرات الهرمونية عند النساء
من المعروف أن تبدل مستويات الهرمونات في جسم المرأة يؤثر على عدد من وظائفها الجسدية، ومن بينها الرغبة الجنسية، وتحدث التغيرات الهرمونية بشكل رئيسي في الحالات الآتية: [1]
- انقطاع الطمث (Menopause): المعروف أيضاً باسم سن اليأس، إذ يقل إفراز الهرمونات الأنثوية في السنوات التي تسبق سن اليأس، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية عند المرأة، ونقص إفرازات المهبل، وبالرغم من أن هناك كثيرات يمارسن الجنس بصورة طبيعية خلال فترة سن اليأس وما بعدها، فإن انخفاض الرغبة الجنسية وعسر الجماع يعتبر من الأمور الشائعة لدى النساء في هذه المرحلة العمرية.
- الحمل والرضاعة: تعتبر التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تحدث خلال فترتي الحمل والرضاعة من أبرز الأسباب التي تقلل الشهوة الجنسية لبعض الوقت، ولكن الأسباب الهرمونية ليست الوحيدة؛ فالشعور بالتعب ونقص النشاط وانزعاج المرأة من شكل جسدها المنتفخ ومسؤولية العناية بطفل صغير تعد من أسباب قلة النشاط الجنسي خلال الحمل والرضاعة.
الأسباب النفسية للبرود الجنسي عند النساء
قد لا يكون هناك سبب جسدي واضح بالرغم من إجراء جميع الاختبارات اللازمة، ويأتي هنا دور العلاج النفسي الذي يكشف الأسباب النفسية للبرود الجنسي عند النساء وتراجع الرغبة الجنسية لديهن، مثل ما يأتي: [1]
- الإصابة بالاكتئاب، ويعد السبب الأهم والأكثر شيوعاً في مختلف الاضطرابات الجنسية.
- نقص التواصل والتفاهم بين الشريكين.
- وجود خلاف أو مشكلة قديمة لم يتم التوصل إلى اتفاق حولها.
- الخيانة الزوجية من أحد الشريكين، سواء كانت نابعة من الزوجة نفسها، أو اكتشاف الزوجة أن زوجها يخونها.
- العقد النفسية القديمة، مثل تعرض الفتاة إلى التحرش الجنسي أو أمراض المنطقة التناسلية.
طرق علاج البرود الجنسي عند النساء
لا يوجد علاج عالمي معتمد للبرود الجنسي عند النساء، إذ يمكن أن تستجيب امرأة لوسيلة علاجية وفي الوقت نفسه تكون عديمة الفائدة بالنسبة لأخرى، لذلك تكثر طرق علاج البرود الجنسي عند النساء، والتي تشمل نواحٍ نفسية وغذائية ودوائية، ومنها ما يأتي: [2]
حمية البحر الأبيض المتوسط
من الممكن اتباع رجيم البحر الأبيض المتوسط، فمن حسن حظ ساكني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن المكونات الغذائية الموجودة بها بكثرة، مثل: زيت الزيتون والأفوكادو والزنجبيل والمكسرات وزيت السمسم تعتبر جميعاً من المواد التي تزيد من رطوبة المهبل، كما أنها تزيد الرغبة الجنسية عند الذكر والأنثى على حد سواء.
الكريمات الطبية المرطبة
يمكن أن يساعد استخدام الكريمات والمستحضرات الطبية المرطبة في التخفيف من حدة جفاف المهبل، الذي يتسبب في النفور من العلاقة الزوجية والبرود الجنسي، إذ إن جفاف المهبل يجعل ممارسة الجنس مؤلمة ومزعجة، مما يؤدي إلى تجنبها من قبل الزوجين.
ممارسة الرياضة واليوغا
تحمل ممارسة التمارين الرياضية واليوغا آثاراً إيجابية تنعكس على مختلف الجوانب الجسدية والنفسية لدى المرأة، فمن المعروف أن هذه الأنشطة تحسن الدورة الدموية، وتزيد الشعور بالسعادة، وتخفض من مستوى الشحوم، وتعيد مستويات الهرمونات إلى معدلاتها الطبيعية.
إضافة إلى أن ممارسة الرياضة تعطي شعوراً بالرضا عن شكل الجسم بعد خسارة الوزن، وهذا التغيير وحده قد يكون كافياً لتحسين الرغبة الجنسية عند النساء البدينات أو اللواتي لا يملكن ثقة بجمالهن الجسدي.
هرمون التستوستيرون
يعتبر العلاج الهرموني أحد أكثر أشكال العلاج إثارة للجدل بسبب صعوبة تقدير الجرعة والآثار الجانبية التي قد يطغى ضررها على التأثير المفيد للعلاج، ومن المعروف أن هرمون الذكورة أو التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) الذي يظهر الصفات الجنسية الثانوية لدى الذكور، خاصة في فترة البلوغ، يوجد في جسم المرأة بنسبة قليلة، ويبدو أن ارتفاع مستواه بشكل طفيف في الجسم يزيد الرغبة الجنسية عند النساء.
ولكن يحذر بعض الأطباء من تناول هرمون التستوستيرون دون إشراف طبي، لأنه قد يرفع من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي والأمراض القلبية عند النساء، كما أنه يؤدي إلى زيادة نمو شعر الجسم بشكل غير محبب، وكذلك ظهور حب الشباب (بالإنجليزية: Acne).
إلا أن هناك بعض النساء اللواتي يُعالجن به حتى بعد معرفة مخاطره عندما يشعرن بأنهن لا يملكن خياراً آخر، خاصة إذا تسببت إصابتهن بالبرود الجنسي في حدوث مشاكل زوجية تهدد استقرار الزواج.
الفياجرا (Viagra)
نعم هذا صحيح، يبدو أن النساء أيضاً يمكن أن يحصلن على فائدة من هذه الحبة الزرقاء الصغيرة، ولكن لا يزال علاج البرود الجنسي عند النساء بالفياجرا محل جدل، إذ إنه لم يكن فعالاً بشكل كافٍ إلا على فئة محدودة من النساء.
وبشكل خاص، في حالات تعاطي مضادات مرض الاكتئاب المسببة لنقص الرغبة الجنسية، وإلى أن يتم إجراء دراسات واسعة النطاق حول أثر الفياجرا على جسم المرأة لن يتم اعتماد هذا العلاج بشكل رسمي في المؤسسات الطبية.
أدوية (DHEA)
هذا الاسم هو اختصار لكلمة (Dehydroepiandrosterone)، وهو اسم مادة كيميائية موجودة في أجسامنا تدخل في عملية تركيب هرمون التستوستيرون، الذي ذكرنا أنه يزيد الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء، وتُستعمل الأدوية المحتوية على هذا المركب بشكل خاص لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
أدوية (Bupropion)
يعد هذا الدواء من الأدوية المضادة للاكتئاب، ويعتمد على رفع مستوى مادتين كيميائيتين، هما: الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)، والنورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine)، وهما تلعبان دوراً في الشعور بالحيوية والنشاط إضافة إلى زيادة الرغبة بممارسة الجنس.
وفي دراسة أجريت في إيران على 232 امرأة في سن الإباضة، أفادت بأن هناك 72% من النساء أصبحن سعيدات بحياتهن الجنسية بعد 12 أسبوعاً من تعاطي هذا الدواء.
أدوية (Flibanserin)
تم تركيب هذا الدواء في البداية ليستخدم كمضاد اكتئاب، لكنه فيما بعد حصل على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من أجل استخدامه كعلاج لنقص الرغبة الجنسية عند النساء الشابات قبل سن انقطاع الطمث.
ويتم تناول هذا الدواء على شكل حبة واحدة يومياً، وقد أعطى نتائج مبشرة لدى النساء اللواتي يشتكين من نقص الرغبة الجنسية، أو أنهن يجدن أن ممارسة الجنس أمر متعب ومرهق من الناحية النفسية.
لكن آثاره الجانبية عديدة، وتتضمن: هبوط ضغط الدم، والشعور بالدوار، وغياب الوعي، خاصة إذا تم مزج الدواء مع الكحول، لذلك ينصح الأطباء جميع المريضات بالتوقف عن تناول الدواء بمجرد البدء بملاحظة أي من الآثار الجانبية السابقة.
تغيير بعض العادات
لا يجب أن تتعاطى أي سيدة علاجات دوائية، خاصة تلك الأدوية ذات المحتوى الهرموني، قبل أن يتم ترشيح الخيار من قبل طبيب مختص، وهناك بعض الخطوات المتعلقة بتغيير العادات، تستطيعين تجريبها لأنها قد تغنيكِ عن الكثير من المتاعب، ومنها ما يأتي: [1]
- تخلصي من العادات السيئة: مثل: التدخين، وتناول المخدرات، والإفراط في تناول الكحول، لأنها تقضي على الرغبة الجنسية مع مرور الوقت، والتخلص منها يعزز حياتك الجنسية.
- توقفي عن التوتر: قد يكون التفكير الزائد في مجريات يومك أو مشاكلك المادية سبباً في عرقلة شعورك بالاسترخاء والراحة خلال الأوقات الحميمة.
- تواصلي مع الشريك: لأن الصراحة والتعامل بأريحية أمر لا بد منه من أجل حياة زوجية سعيدة، ففي الكثير من الحالات تخجل المرأة من إخبار الرجل عما تفضل القيام به، وبسبب ذلك لا تحقق العلاقة الجنسية السعادة المتوقعة بالنسبة لها، لذلك تفقد حماسها ورغبتها بممارستها مع مرور الوقت.
- أعيدي النشاط لحياتكما الجنسية: هناك الكثير من الوسائل التي تحقق هذا الهدف، مثل: تخصيص وقت محدد لممارسة الجنس يومياً، والذهاب في إجازة رومانسية بعيداً عن العائلة والأطفال لبعض الوقت، وتخصيص وقت إضافي للمداعبة قبل البدء بممارسة الجنس.
العلاج النفسي
قد يكون حضور بضع جلسات مع طبيب نفسي ذي خبرة هو كل ما تحتاجينه للحديث عن مشكلاتك الجنسية وفهم أسبابها، ومن ثم الوصول إلى حلول مناسبة لها، إذ لا يوجد سبب للقلق من زيارة الطبيب النفسي، فمن المهم أن تخبريه بجميع أفكارك حول تلك الأمور المحرجة أو غير المنطقية، وذلك حتى تتكون لديه صورة شاملة للحالة ويتمكن من مساعدتك في حل المشكلة. [2]
وبذلك نكون قد أوضحنا لك أسباب البرود الجنسي عند النساء وطرق علاجها المختلفة، لذا يجب التأكيد على أن الرغبة الجنسية لدى المرأة أمر معقد ومرتبط بالكثير من العوامل، فقبل أن تتجهي لاستخدام العلاجات الدوائية والهرمونية، يمكنك تجربة أمور أكثر بساطة، مثل الذهاب في رحلة إلى منطقة بعيدة والتخلص من العادات السيئة، ففي كثير من الأحيان يمكن أن تعطي الراحة النفسية نتائج أفضل من أي مركب دوائي.