أسباب أمراض الفم وطرق علاجها
النخور السنية، والتهابات اللثة، وانكسار الأسنان أو فقدانها، جميعها مشاكل معروفة لدى الجميع فيما يخص صحة الفم والأسنان، لكن ماذا عن أمراض الفم الأخرى الشائعة التي تصيب الفم أو الشفاه أو الخدود؟ ماذا تعرف عنها؟ وما أسبابها وعلاجاتها الممكنة؟ في هذا المقال نجيبك عن كل هذه التساؤلات فتابع القراءة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أمراض الفم بالصور
هناك العديد من الأمراض التي تصيب الفم وتسبب العديد من الأعراض المزعجة غير المرغوب بها، سنستعرضها معاً فيما يأتي ونوضح لك أسبابها وطرق علاجها:
القلاع أو القرحة القلاعية
يطلق على القُلاع (بالإنجليزية: Canker Sores) القرحة القلاعية أو حبوب الحرارة أيضاً، وهو عبارة عن تقرح سطحي صغير الحجم يظهر في أي مكان داخل الفم، مثل: اللثة، وقاع الفم، وباطن اللسان، ويسبب الألم أو الإزعاج عند الأكل أو الشرب، خصوصاً إذا كان الطعام أو الشراب مركزاً (شديد الحلاوة أو الحموضة). [1]
يوجد العديد من الأشكال للقرح القلاعية، أبرزها البسيط (بالإنجليزية: Simple)، والمعقد (بالإنجليزية: Complex)، وقد تترافق مع بعض الأمراض، خصوصاً أمراض المناعة الذاتية، مثل: الإيدز AIDS، كما أن القرح القلاعية تختلف فيما بينها من حيث المكان والحجم، ويعتبر أكثرها انتشاراً النوع البسيط. [1]
أسباب القلاع أو القرحة القلاعية
السبب الحقيقي المباشر للإصابة بالقلاع ما زال غير واضحٍ، لكن يمكن القول إن هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى ظهوره، تتمثل فيما يأتي: [1]
- الضغوط النفسية الشديدة التي يصاحبها التوتر والغضب.
- إصابة أنسجة الفم أثناء تناول الطعام عن طريق حواف الأسنان الحادة مثلاً.
- وجود (التقويم) مقوّم الأسنان الثابت (بالإنجليزية: Braces).
- نقص فيتامين ب12، والزنك، فيتامين ج في الغذاء.
ويترافق القلاع في بعض الحالات الشديدة بإحساس عام بالتعب والحُمى، وأحياناً انتفاخ العقد اللمفاوية في العنق أو تحت الفك الموافق لجهة الإصابة، وقد يمنع المريض من تناول الطعام أو الشراب بشكل نهائي، وعادةً ما يختفي القلاع تلقائياً بعد مدة 5-7 أيام، ولا يترك أثراً خلفه. [1]
علاج القلاع أو القرحة القلاعية
يمكن تناول المسكنات ومضادات الالتهاب لتسكين ألم القلاع والتخفيف من أعراضه كالتورمات وغيرها، ومن أفضل أنواع المسكنات الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، ومن أفضل مضادات الالتهاب الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ويمكن أيضاً استخدام المراهم المسكنة للألم مثل مرهم كينالوج (بالإنجليزية: Kenalog In Orabase). [1]
في حالات التورم الشديدة أو ارتفاع درجة الحرارة أو عدم شفاء التقرحات (القلاع)، يجب مراجعة الطبيب، ففي كثير من الأحيان تكون المضادات الحيوية هي الحل الوحيد للشفاء، ويمكن إعطاؤها عن طريق مراهم أو غسولات فموية لتحقيق أكبر فاعلية وأقل تأثيرات جانبية. [1]
فيما يمكن أن يصف الطبيب غسولات فموية تحتوي على مواد مسكنة، مثل: الليدوكايين (بالإنجليزية: Lidocaine) لتخفيف الألم، خصوصاً في حالات تعدد القرحات القلاعية، وتلك التي تؤلم المريض إلى درجة تمنعه من تناول الطعام والشراب. [1]
وينصح البعض باستخدام دبس الرمان، أو دبس الخروب للمساعدة على شفاء القرحات القلاعية بسرعة، إلا أنه لا توجد دراسات علمية كافية تثبت أو تنفي ذلك، ومن جهة أخرى، قد يكون للمضمضة بالماء الدافئ والملح فائدة كبيرة في تطهير الوسط الفموي وتخفيف التورمات. [1]
العقبول البسيط
العقبول البسيط (بالإنجليزية: Herpes Simplex) أو ما يُعرف باسم تقبيلة أو قبلة السخونة (بالإنجليزية: Cold Sores)، يسببها فيروس الهربس من النمط الأول لعائلات فيروسات الهربس، التي تسبب العديد من الأمراض. [2]
وهو ينتقل عن طريق العدوى من شخص مصاب بالتماس المباشر كاستخدام الأغراض الشخصية، حيث لا يظهر مباشرة عند الإصابة بالعدوى؛ فالفيروس قد يبقى خاملاً ضمن الأعصاب وينشط عند أول فرصة له. [2]
يظهر حول الشفة على شكل حويصلات مملوءة بسائل؛ محاطة باحمرار ومؤلمة، كما أنها مقيدة لحركة الفم بشكل كبير ومسببة للحكة أيضاً، في حالات أكثر ندرة قد تصيب الأنف أو العين. [2]
أسباب العقبول البسيط
فيروس الهربس يظل مختبئاً داخل الجسم، إلى أن تأتي فرصة مواتية له وعوامل مساعدة لظهوره ليهاجم الجسم، ومن ضمن هذه العوامل ما يأتي: [2]
- الإصابة بالحُمى.
- ضعف المناعة كالإصابة بفيروس الإنفلونزا مثلاً، وتعد من أكثر العوامل انتشاراً.
- استخدام الكورتيزون لمدة طويلة لعلاج أمراض أخرى.
- التوتر والضغوط النفسية.
- التعرض الزائد لأشعة الشمس.
علاج العقبول البسيط
لا يوجد علاج محدد لهذه الحالة، وعادةً ما ينصح الأطباء باستعمال مراهم محتوية على مضادات فيروسية كالإسكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir)، أو الهيكزاميدين (بالإنجليزية: Hexamidine)، كما يمكن استخدام مكعبات الثلج فوق منطقة الإصابة للتخفيف من الألم وإحساس الحكة. [2]
ويجب أيضاً عدم لمس البثور بسبب وجود احتمالية أن تنتقل العدوى من منطقة الشفة إلى مناطق أخرى بالجسم، كالأذن، والخدود، والعينين وغيرها. [2]
فطريات الفم أو السلاق
تعتبر فطريات الفم أو السلاق (بالإنجليزية: Moniliasis) عدوى فطرية تحدث عندما تنتشر خميرة فطر المبيضات البيض (بالإنجليزية: Candida)، وهي شائعة لدى الأشخاص الذين يرتدون أطقم الأسنان. [3]
أسباب فطريات الفم أو السلاق
غالبا ما تحدث عدوى السلاق للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، وصغار وكبار السن، أو أولئك الذين أضعفتهم الأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري، ومرض سرطان الدم. [3]
كما أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة جفاف الفم أيضاً هم أكثر عرضة لداء المبيضات البيض، إلى جانب أن المبيضات قد تزدهر أيضاً بعد العلاج بالمضادات الحيوية، التي يمكن أن تقلل البكتيريا الطبيعية في الفم، مما يشكل وسطاً ملائماً لنمو الفطريات. [3]
علاج فطريات الفم أو السلاق
يجب مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة، قد يختلط تشخيص المبيضات البيض مع تشخيص الطلاوة (بالإنجليزية: Leukoplakia)، وأهم ما يميزها عن تلك الأخيرة، هو إمكانية قشط الفطريات ليظهر تحتها بقع نازفة بشكل طفيف. [3]
المحافظة على نظافة الفم أمر ضروري للعلاج، وتنظيف أطقم الأسنان جيداً، خصوصاً قبل النوم، أما إذا كان السبب للإصابة بالفطريات هو جفاف الفم، فيمكن استخدام بدائل اللعاب والأدوية التي قد تكون مفيدة، خصوصاً عندما يكون السبب الكامن وراء جفاف الفم، غير قابل للشفاء (تشوه خلقي في الغدد اللعابية). [3]
الإصابة بالطلاوة
الطلاوة (بالإنجليزية: Leukoplakia) هي عبارة عن بقع بيضاء اللون مرتفعة عن سطح النسيج، ناتجة عن تكاثر عشوائي للخلايا، وتعتبر من الأمراض التي قد تتحول إلى حالة سرطانية إن لم يتم التعامل معها بسرعة تحت إشراف الطبيب. [4]
أسباب الإصابة بالطلاوة
من أهم أسباب الطلاوة عادة التدخين المترافقة مع سوء العناية بالصحة الفموية، وأيضاً يساهم في حدوثها أي مهيّج آخر، كتناول الكحول، وعض الخدود المتكرر، ووجود تلبيسات أو جسور سيئة وغيرها. [4]
علاج الإصابة بالطلاوة
يحتاج الطبيب لإجراء خزعة للتأكد من التشخيص الصحيح، وبعد أن يتحقق من نتائج الخزعة لتحديد كيفية علاج المرض، يبدأ في إعطاء العلاج المناسب للمريض، مع تفادي العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض، ابتداءً من الإقلاع عن تدخين التبغ، وانتهاءً باستبدال أطقم الأسنان والجسور والتلبيسات السيئة. [4]
الحزاز المنبسط
الحزاز المنبسط (بالإنجليزية: Lichen Planus) هو حالة مزمنة تصيب بطانة الفم واللسان لدى البالغين في عمر بين 30 إلى 60 عاماً، ويظهر على شكل بقع وخطوط مسطحة صغيرة، وله شكل شبكي وآخر متقرح. [5]
الشكل الشبكي للحزاز المنبسط لا أعراض له، ولا يسبب أي ضرر، وليس بحاجة إلى علاج، ولا داع للقلق منه، فقد يزول تلقائياً، أما الشكل المتقرح فيسبب تقرحات تتشكل على بطانة الفم كالخدين واللسان واللثة. [5]
أسباب الحزاز المنبسط
السبب الدقيق للإصابة بالحزاز غير معروف، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لعلم أمراض الفم والوجه والفكين، إذ تشير الأبحاث إلى أن الخلايا المناعية التي تحمي الجسم عادةً عن طريق تدمير البكتيريا أو الفيروسات، تبدأ بالهجوم على الجلد أو بطانة الفم (في مرض مناعة ذاتية). [5]
علاج الحزاز المنبسط
عادةً ما يتطلب الشكل المتقرح من الحزاز المنبسط العلاج، إذ يصف الطبيب بعض المراهم القوية الموضعية والمضادة للالتهابات، والمسكنات للمساعدة في التخلص من الألم. [5]
وبعد أن تعرفت معنا على أسباب أمراض الفم المختلفة وطرق علاجها، هناك عامل واحد مشترك بين هذه الأمراض وهو سوء العناية بالصحة الفموية وعدم اتباع قواعد الصحة العامة والنظافة شخصية وتجنب العادات الضارة، ونظراً لأن الوقاية خير من العلاج، فالاعتناء بصحة فمك وأسنانك والزيارة الدورية لطبيب الأسنان هما المفتاح الحقيقي لتجنب كل هذه الأمراض.