أريج دبابنة «خطواتي بطيئة لكن ستوصلني إلى ما أريد»
تألقت الفنانة الأردنية أريج دبابنة مؤخراً على خشبة المسرح الثقافي الملكي ضمن عروض أيام عمان المسرحية 2014، وتبعاً للأصداء النقدية الممتازة التي تلقاها العمل الذي حمل اسم «حرير آدم» وتوقيع المخرج اياد شطناوي، تعمل دبابنة في الوقت الراهن على اختيار كل ما هو مميز ومختلف من الأعمال الفنية التي تصفها بأنها « تليق بالجمهور الواعي والذواق». وتعقب دبابنة التي اشتهرت بكنية « أم صقر» بعد مشاطرتها البطولة مع الفنان موسى حجازين في مسرحية «الآن فهمتكم» التي أحبها الجمهور على هذا النجاح بقولها أن التمثيل أصبح بالنسبة لها نوع من أنواع الادمان المحبب الذي لا تستطيع الاستغناء عنه.
لليالينا تحدثت عن القادم.
كيف جاء قرار التمثيل؟
عملت مسبقاً في مجال التقديم التلفزيوني، وتوجهت للاذاعة رغم حبي للتمثيل، الا أن الأمر ابتدأ عبر أداء لوحات صغيرة مع الأستاذ رمضان الفيومي، وكنت حينها لا أزال على رأس عملي، لكن جو العمل والمحيطين ساعدني في التأقلم مع الأمر.
وكيف تلقت العائلة والأصدقاء خبر هذا الشغف الجديد؟
في الواقع فأن أغلب المجتمعات الشرقية والعشائرية لا تتقبل فكرة أن تعمل الفتاة في المجال الفني، لكن ردود الفعل التي تلقيتها من أهلي وأصدقائي كانت ممتازة، الأمر الذي ساعدني في المضي قدماً.
الكثير من الأصداء الطيبة رافقت عملك المسرحي الأخير «حرير آدم»، مالذي يمكنك أن تخبرينا به عن هذا العمل؟
تتحدث مسرحية “حرير أدم “ والتي عرضت مؤخرا ضمن أيام عمان المسرحية عن قضايا الشرف ومواضيع الاغتصاب، وهي مواضيع ذات رسالة مجتمعية مهمة، ويتناول العمل بالتحديد قانون الاغتصاب الذي أثير حوله الكثير من الجدل، والذي يسمح للمغتصب بالزواج من المعتدى عليها.
وأعتز جدا بهذه التجربة التي يصفها المخرج إياد شطناوي بالـ “صرخة” وهي عبارة عن ومضات أكثر منها من عرض متواصل، شاركتني البطولة كل من الممثلة الهام عبدالله وسالي حلمي ورسمية عبده والعمل من كتابة أروى أبو طير.
أتفضلين المسرح على الشاشة الصغيرة؟
تجربتي في المسرح بدأت في عمل جاد “ الحياة حلم” للوركا، انبهرت بالعمل، ومنذها تملكني سحر التمثيل،وتحول الأمر بالنسبة لي لادمان حقيقي. لكن مما لا شك فيه أن التلفاز يبرز الشخصيات أكثر من المسرح، ففي دور “ أم صقر” الشهير لم يميز الجمهور شخصيتي وشكلي الحقيقي، لكنهم على الشاشة عرفوني بصورتي الحقيقية . لكن هذا لا ينفي أن دور أم صقر اختصرعلي الكثير من الوقت ،فوجود النجم موسى حجازين وحده يجعل الناس يتهافتون على حضور العرض. كما أن شخصية أم صقر كانت متعددة الوجوه، مما ساعدني على إبراز قدراتي التمثيلية.
أما أول عمل لي أمام الكاميرا فكان مسلسل “ توم الغره” من اخراج بسام المصري وكانت أغلب مشاهدي مع الفنان محمد الابراهيمي.استمتعت بالعمل في هذا المسلسل جداً، فقد شبهنا الزملاء أنا وابراهيم بـ “توم وجيري”، فقد كانت علاقتنا متميزة.
“عملنا جو في ال cast” وأعتبر (توم الغرة) أجمل وقت قضيته في العمل رغم الظروف الصعبة والأجواء الحارة التي رافقت التصوير.
وهل واجهتك صعوبات في اتقان البدوية؟
لا، ليس في الحقيقة، فأنا من متابعي المسلسلات البدوية واعتدت على مشاهدة ما يعرضه التلفزيون الاردني من مسلسلات محلية أغلبها بدوي، وأعتقد أن ذكريات الطفولة تبقى مؤثرة في الشخص حتى عندما يكبر، وأجد أن لهجتي البدوية تحسنت بالتدريج. ما أحبه في الأعمال البدوية أنها تذكر الجمهور بقيم تم نسيانها وأخلاقيات من الزمن الجميل لم تعد موجودة في أيامنا هذه.
وماهي مشاركاتك التلفزيونية الأخرى؟
قمت بالتمثيل في ( عسل مر) وهي دراما اجتماعية عصرية، ابتعدت عن المثالية المطلقة وعن الاسفاف وكان العمل من اخراج عايد علقم وانتاج حمزة زواهرة والتلفزيون الأردني، وأديت في هذا العمل دور شخصية شريرة مختلفة عني ، حكاية مطلقة تزوجت رجلا غنيا لكنه سرعان ما توفي، وما ميز العمل هو الخط الدرامي الواضح الذي تمحور حول تلبيس الاشياء التي تحدث في حياتنا بالقدرية.وأحب أن أذكر أن هذا العمل تلقى الكثير من الأصداء الجيدة والكثير من النجاح، واعتبره النقاد من أفضل المسلسلات الأردنية التي عرضت في تلك الفترة.
كما كان لدي مشاركة أخرى مع الفنانة رانيا الكردي في برنامجها ( رانيا شو) كما كنت ضيفة في أكثر من عمل رمضاني مثل المسلسل الكويتي “الوعد”.
هل تجدين صعوبة في العمل في المجال الفني المحلي، وماهي التحديات التي تواجه أريج دبابنه في الوقت الحالي؟
حياة الممثلين ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض. أشعر شخصياً ببعض الظلم الفني لأنني أنتمي لجيل جاء بين جيلين، القديم والجديد كلياً، لذا يشعر المخرجون أحيانا بالحيرة أمام انتقائهم لدوري، أيعطونني دور أم أم فتاة جامعية أم ماذا؟ ومن الأمور التي تضايقني كفنانة أضطرار البعض من الزملاء بالقبول بأعمال لا تليق بمستواهم تحت ضغط الحاجة للدعم المادي في الكثير من الأحيان.
هناك ضغوطات هائلة على الفنانين المحليين لكنني أحاول الابقاء على شعلة الأمل مشتعلة وعلى تفاؤلي الدائم طيلة الوقت مع محاولتي السعي لتحقيق الأفضل. كما أؤمن أن العلاقات الاجتماعية مهمة بشكل كبير في الوسط الفني لذا أحرص على الابتعاد عن الشللية والحفاظ على علاقات طيبة مع الجميع.
مالذي يمكن فعله برأيك لتشجيع الفنانين الأردنيين وإغناء المشهد المحلي؟
أعتقد أن على التلفزيون الأردني التركيز على انتاج عمل أو عملين سنوياً بكفاءة عالية عوضا َعن تخصيص مخصصات قليلة لأعمال مختلفة طيلة العام.كما علينا كفنانينن أردنيين أن نساند بعضنا البعض لنتمكن من تحقيق مطالبنا ورفع أجورنا. أتمنى أن يزداد الاهتمام بالفنانين الأردنيين فقد بت أشعر أن الجهود التي تبذلها نقابة الفنانين الأردنيين ومديرية المسرح لا تلقى أصداء كافية وهو أمر مؤسف للغاية، فالفن يمثل البلد ككل وعلينا الاعتناء بسفرائنا الذين يمثلون الوطن، فالجميع يعرف مصر على سبيل المثال عبر الأعمال الفنية التي تعرض على الشاشات طيلة الوقت، الفنان الأردني ينحت في الصخر، وأنا أكرر هذه العبارة في جميع المقابلات التي أقوم بها.
أخبريني عن ردود فعل الجمهور على أعمالك، أيفضلون أريج الكوميدية أم الشخصيات الجادة؟
يخبرني الكثير من المشاهدين أنني أبدع أكثر في الكوميديا، وأنا أشعر أنه حين يبدع المخرج يبدع الممثلون الذين يعملون معه، وأعتقد أن على الفنان الا يحصر نفسه في دور مكرر ومحدد وعليه أن يجرب العديد من الأدوار.
وما رأيك كممثلة في موجة البرامج الكوميدية التي اجتاحت الشاشات المحلية في الفترة الأخيرة؟
أعتقد أن هذه البرامج الشبابية تعمل على تفريغ الطاقات الابداعية، لكن علينا أن نقوم بتوجيهها بصورة أفضل، فالممثلون الشباب يحاولون في كثير من الأحيان ابتكار أفكار خارج الايقاع الأردني، ورغم المحاولات الجيدة في البداية إلا أنني أعتقد أننا وصلنا لمرحلة تنم عن مبالغة نوعا ما، وخصوصا في كمية وطريقة الانتقادات التي تحملها مثل هذه البرامج، فكأن المجتمع بات يلجأ لنوع غير مكتمل من الكوميديا وبات يفرغ مشاكله عبر فيديوهات اليوتيوب.
هؤلاء الشباب وتلك الطاقات الابداعية في نظري بحاجة لمخرجين يوظفون قدراتهم في أمور أعمق وأكثر جودة.
وما هو جديدك الفني؟
انتهيت مؤخراً من تصوير عمل سوري كوميدي فانتازي تاريخي تم تصوير مشاهده في منطقة (بيرين) وتبدو المشاهد وكأنها من قرية تاريخية، ودوري فيه مختلف نوعاً ما، ألعب فيه دور فتاة غاية في القبح وهذا يتطلب جرأة لا بأس بها، خصوصا من الجنس الناعم ( لبس تاريخي وشعر منكوش)!
دوري في هذا المسلسل هو دور النماّمة التي تسكن المدينة، ويشارك في البطولة عدد من ممثلي الدول العربية وهو انتاج عربي مشترك يشارك فيه كل من طلعت زكريا وحسن حسني من مصر، وأندريه اسكاف وسوسن ميخائيل من سوريا وليلى السلمان من السعودية ومشاري من الكويت وبانتاج مشترك ما بين ليلى السلمان وكارو أراراد ومن المتوقع أن يعرض قريباً على الشاشة رؤيا.
مالذي تفضلين القيام به في أوقات فراغك؟
أشارك في العديد من الأنشطة التطوعية الخيرية وخصوصا برفقة السيدة جولييت عواد، نقوم باحياء العديد من العروض المسرحية الخيرية في المحافظات البعيدة، كما نقوم وزملائي بعقد ورشات دراما للاطفال .أقضي الكثير من وقتي بعيدا عن التمثيل بجوار الأطفال الذين أحبهم من قلبي.
كما أنني أحب القراة كثيرا، أشتري العديد من الكتب الفنية لأزيد من خبرتي في هذا المجال ومن معرفتي بأدوات الممثل الفنية، كما أنني من محبي قراءة الروايات العالمية.