أحداث ما بعد غزوة أُحُد
- تاريخ النشر: السبت، 22 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- أحداث ما قبل غزوة بدر
- مشاهد القتال في غزوة أُحُد
- الغزو
شعر الأعداء بالفخر بعد هزيمة المسلمين في معركة أحد واستعدوا لتنفيذ مؤامراتهم من خلال الهجوم على المدينة، وتأهب النبي عليه الصلاة والسلام لأي هجوم من الأعداء، وأحداث ما بعد غزوة أحد سنتعرف عليها في هذا المقال.
أحداث ما بعد غزوة أُحُد
انتهى القتال بين الطرفين، وقد لجأ المسلمون إلى شِعبٍ بين جبلين، إلا أنَّ بعض المشركين لحقوا بهم، ومنهم أُبَيُّ بن خلف يريد قتل النبيِّ عليه الصلاة والسلام، فتقدم أحد الصحابة فأشار له النبيُّ بأن يتنحَّى، ثم أخذ حربةً رماها على أُبيٍّ فأصابته في تُرقُوَته، وسقط عن راحلته، وقد أُصيب بخدشٍ بسيطٍ لأن الدرع قد وقاه، إلا أنه قد مات في طريق العودة إلى مكة بسبب هذا الجُرح.
وكان المشركون يريدون التَّأكُّد من مقتل النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وأن يعرفوا ما حال صاحبيه أبو بكرٍ وعمر رضي الله عنهما، فجاء أبو سفيان يُنادي ويقول: أفي القوم محمد؟ فلم يُجِبه أحدٌ لأن النبي أمرهم بأن لا يجيبوه، وكرَّر سؤاله ثلاث مرات ولم يُجبه أحد، وسأل كذلك عن أبي بكرٍ وعُمر رضي الله عنهما، فقال للمشركين: قُتِل محمدٌ وصاحباه، فلم يستطع عمرٌ السُّكوت، فقال له: اخسأ عدوَّ الله، بل أحياءٌ، ومُتْ بغيظك، فقال أبو سفيان أُعلوا هُبَل، فردَّ عليه الصحابة: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: إن العُزَّى لنا، ولا عُزَّى لكم، فأجابه الصحابة: اللهُ مَوْلانا ولا مَوْلى لكم.
فلمَّا يئس المشركون من الوصول إلى المسلمين الذي احتَموا بالجبل والشِّعْب، جمعوا أنفسهم للرجوع إلى مكة، حيث إنهم أخذوا بالتَّمثيل بشهداء المسلمين، فقد جَدَعوا الأُنوف، وقَطَّعوا الآذان، وبقروا البطون، وذلك انتقاما وحقداً على الإسلام وأهله، كما قد مثَّل المشركون بحمزة بن عبد المُطّلب رضي الله عنه، فلمَّا رآه النبيُّ عليه الصلاة والسلام، حزِنَ حُزناً شديداً، وقد سمَّاه النبيُّ بسيد الشهداء، فأمر النبيُّ بأن يُدفن شُهداء أُحُدٍ من غير أن يُغَسَّلوا ولا يُكفَّنوا ولا يُصَلَّى عليهم.
وقد أكرم الله شهداء أُحدٍ بأن جعل أرواحهم في حواصل طيرٍ خضرٍ تأوي إلى قناديل معلَّقةً بعرش الرحمن، تسرح في الجنة كيف تشاء، فأنزل الله تعالى آياتٍ بهم، تُخبرُ عن الدرجات العظيمة والأجر الكبير الذي نالوه من الله سبحانه وتعالى.