أجمل قصائد تأبط شرا
تأبط شرًّا وهو من أشهر الشعراء الصعاليك وعدائيهم من أهل تهامة والحجاز في العصر الجاهلي، واسمه ثابت بن جابر، من قبيلة فهم (توفي نحو 607 م)، وكانت معظم إغاراته على بني صاهلة من قبيلة هذيل وبني نفاثة من قبيلة كنانة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
من أفضل قصائده، مفضلية تأبط شراً وهي قصيدة شعرية باللغة العربية من البحر البسيط، وهي تصف حياة الصعلوك ومغامراته وثباته على مبادئه. [1]
مفضلية تأبط شراً
يا عيدُ ما لَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ
وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ
يَسري عَلى الأَينِ وَالحَيّاتِ مُحتَفِياً
نَفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ عَلى ساقِ
طَيفِ اِبنَةِ الحُرِّ إِذ كُنّا نُواصِلُها
ثُمَّ اِجتُنِنتَ بُها بَعدَ التِفِرّاقِ
تَاللَهِ آمَنُ أُنثى بَعدَما حَلَفَت
أَسماءُ بِاللَهِ مِن عَهدٍ وَميثاقِ
مَمزوجَةُ الوُدِّ بَينا واصَلَت صَرَمَت
الأَوَّلُ اللَذ مَضى وَالآخَرُ الباقِ
فَالأَوَّلُ اللَذ مَضى قالي مَوَدَّتُها
وَاللَذُّ مِنها هُذاءٌ غَيرُ إِحقاقِ
تُعطيكَ وَعدَ أَمانيٍّ تُغِرُّ بِهِ
كَالقَطرِ مَرَّ عَلى ضَجنانَ بَرّاقِ
إِنّي إِذا خُلَّةٌ ضَنَّت بِنائِلِها
وَأَمسَكَت بِضَعيفِ الوَصلِ أَحذاقِ
نَجَوتُ مِنها نَجائي مِن بَجيلَةَ إِذ
أَلقَيتُ لَيلَةَ خَبتِ الرَهطِ أَرواقِ
لَيلَةَ صاحوا وَأَغرَوا بي سِراعَهُمُ
بِالعَيكَتَينِ لَدى مَعدى اِبنِ بَرّاقِ
كَأَنَّما حَثحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ
أَو أُمَّ خِشفٍ بِذي شَثٍّ وَطُبّاقِ
لا شَيءَ أَسرَعُ مِنّي لَيسَ ذا عُذَرٍ
وَذا جَناحٍ بِجَنبِ الرَيدِ خَفّاقِ
حَتّى نَجَوتُ وَلَمّا يَنزِعوا سَلَبي
بِوالِهٍ مِن قَبيضِ الشَدِّ غَيداقِ
وَلا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَت
يا وَيحَ نَفسِيَ مِن شَوقٍ وَإِشفاقِ
لَكِنَّما عِوَلي إِن كُنتُ ذا عِوَلٍ
عَلى بَصيرٍ بِكَسبِ الحَمدِ سَبّاقِ
سَبّاقِ غاياتٍ مَجدٍ في عَشيرَتِهِ
مُرَجِّعِ الصَوتِ هَدّاً بَينَ أَرفاقِ
عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ
مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ
حَمّالِ أَلوِيَةٍ شَهّادِ أَندِيَةٍ
قَوّالِ مُحكَمَةٍ جَوّابِ آفاقِ
فَذاكَ هَمّي وَغَزوي أَستَغيثُ بِهِ
إِذا اِستَغَثتُ بِضافي الرَأسِ نَغّاقِ
كَالحِقفِ حَدَّءُهُ النامونَ قُلتُ لَهُ
ذو ثَلَّتَينِ وَذو بَهمٍ وَأَرباقِ
وَقُلَّةٍ كَسِنانِ الرِمحِ بارِزَةٍ
ضَحيانَةٍ في شُهورِ الصَيفِ مِحراقِ
بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وَما كَسِلوا
حَتّى نَمَيتُ إِلَيها بَعدَ إِشراقِ
لا شَيأَفي ريدِها إِلّا نَعامَتُها
مِنها هَزيمٌ وَمِنها قائِمٌ باقِ
بِشَرثَةٍ خَلَقٍ يوقى البَنانُ بِها
شَدَدتُ فيها سَريحاً بَعدَ إِطراقِ
يامَن لِعَظّالَةٍ خَذّالَةٍ أَشِبٍ
حَرَّقَ بِاللَومِ جِلدي أَيَّ تِحراقِ
يَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ
مِن ثَوبِ صِدقٍ وَمِن بَزٍّ وَأَعلاقِ
عاذِلَتي إِنَّ بَعضَ اللَومِ مَعنَفَةٌ
وَهَل مَتاعٌ وَإٍ أَبقَيتُهُ باقِ
إِنّي زَعيمٌ لَئِن لَم تَترُكي عِذَلي
أَن يَسأَلَ الحَيَّ عَنّي أَهلَ آفاقِ
أَن يَسأَلَ القَومُ عَنّي أَهلَ مَعرِفَةٍ
فَلا يُخَبِّرُهُم عَن ثابِتٍ لاقِ
سَدِّد خِلالَكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ
حَتّى تُلاقي الَّذي كُلُّ اِمرِئٍ لاقي
لَتَقرَعَنَّ عَلَيَّ السِنَّ مِن نَدَمٍ
إِذا تَذَكَّرتَ يَوماً بَعضَ أَخلاقِ [2]
قصيدة طويلة
إِذا المَرءُ لَم يَحتَل وَقَد جَدَّ جَدُّهُ
أَضاعَ وَقاسى أَمرُهُ وَهوَ مُدبِرُ
وَلكِن أَخو الحَزمِ الَّذي لَيسَ نازِلاً
بِهِ الأَمرُ إِلّا وَهوَ لِلأَمرِ مُبصِرُ
فَذاكَ قَريعُ الدَهرِ ماعاشَ حُوَّلٌ
إِذا سُدَّ مِنهُ مِنخَرٌ جاشَ مِنخَرُ
فَإِنَّكَ لَو قاسَيتَ بِاللَصبِ حيلَتي
بِلِحيانَ لَم يَقصُر بِكَ الدَهرَ مَقصَرُ
أَقولُ لِلَحيانٍ وَقَد صَفِرَت لَهُم
عِيابي وَيَومي دَيِّقُ الحِجرِ مُعوِرُ
لَكُم خَصلَةٌ إِمّا فِداءٌ وَمِنَّةٌ
وَإِمّا دَمٌ وَالقَتلُ بِالمَرءِ أَجدَرُ
وَأُخرى أُصادي النَفسَ عَنها وَإِنَّها
لَخُطَّةُ حَزمٍ إِن فَعَلتُ وَمَصدَرُ
فَرَشتُ لَها صَدري فَزَلَّ عَنِ الصَفا
بِهِ جُؤجُؤٌ عَبلٌ وَمَتنٌ مُخَصَّرُ
فَخالَطَ سَهلَ الأَرضِ لَم يَكدَحِ الصَفا
بِهِ كَدحَةٌ وَالمَوتُ خَزيانُ يَنظُرُ
فَأُبتُ إِلى فَهمٍ وَما كِدتُ آيِباً
وَكَم مِثلِها فارَقتُها وَهيَ تَصفِرُ [3]
قصيدة عن الغزل
تَقولُ سُلَيمى لِجاراتِها
أَرى ثابِتاً يَفَناً حَوقَلا
لَها الوَيلُ ماوَجَدَت ثابِتاً
أَلَفَّ اليَدَينِ وَلا زُمَّلا
وَلا رَعِشَ الساقِ عِندَ الجِراءِ
إِذا بادَرَ الحَملَةُ الهَيضَلا
يَفوتُ الجِيادَ بِتَقريبِهِ
وَيَكسو حَوادِها القَسطَلا
وَيَعتَرِقُ النَقنَقَ المُسبَطِرُّ
وَالجَأبُ ذا العانَةِ المِسحَلا
وَأَدهَمَ قَد جُبتُ جِلبابَهُ
كَما اِجتابَتِ الكاعِبُ الخَيعَلا
إِلى أَن حَدا الصُبحُ أَثنائَهُ
وَمَزَّقَ جِلبابَهُ الأَيلَلا
عَلى شَيمِ نارٍ تَنَوَّرتُها
فَبُتُّ لَها مُدبِراً مُقبِلا
فَأَصبَحتُ وَالغولُ لي جارَةٌ
فَيا جارَتا أَنتِ ما أَهوَلا
وَطالَبتُها بُضعَها فَاِلتَوَت
بِوَجهٍ تَهَوَّلَ فَاِستَغوَلا
فَقُلتُ لَها يا اِنظُري كَي تَرَي
فَوَلَّت فَجُنتُ لَها أَغوَلا
فَطارَ بِقِحفِ اِبنَةِ الجِنِّ ذو
سَفاسِقَ قَد أَخلَقَ المِحمَلا
إِذا كُلَّ أَمهَيتُهُ بِالصَفا
فَحَدَّ وَلَم أُرِهِ صَيقَلا
عَظاءَةَ قَفرٍ لَها حُلَّتانِ
مِن وَرَقِ الطَلحِ لَم تُغزَلا
فَمَن سالَ أَينَ ثَوَت جارَتي
فَإِنَّ لَها بِاللَوى مَنزِلا
وَكُنتُ إِذا ما هَمَمتُ اِعتَزَمتُ
وَأَحرِ إِذا قُلتُ أَن أَفعَلا [4]
قصيدة قصيرة
- أَغَرَّكَ مِنّي يا اِبنَ فَعلَةَ عِلَّتي
عَشِيَّةَ أَن رابَت عَلَيَّ رَوائِبي
وَمَوقِدِ نيرانِ ثَلاثٍ فَشَرُّها
وَأَلأَمُها أَوقَدتَها غَيرَ عازِبِ
سَلَبتَ سِلاحي بائِساً وَشَتَمتَني
فَيا خَيرَ مَسلوبٍ وَيا شَرَّ سالِبِ
فَإِن أَكُ لَم أَخضِبكَ فيها فَإِنَّها
نُيوبُ أَساويدٍ اشَولُ عَقارِبِ
وَيا رِكبَةَ الحَمراءِ يا شَرَّ رِكبَةٍ
وَكادَت تَكونُ شَرَّ رِكبَةِ راكِبِ. [5] -
وَحَرَّمتُ السِباءَ وَإِن أُحِلَّت
بِشَورٍ أَو بِمِزجٍ أَو لِصابِ
حَياتي أَو أَزورَ بَني عُتَيرٍ
وَكاهِلُها بِجَمعٍ ذي ضَبابِ
إِذا وَقَعَت بِكَعبٍ أَو قُرَيمٍ
وَسَيّارٍ فَقَد ساغَ الشَرابُ
أَظُنّي مَيِّتٌ كَمَداً وَلَمّا
أُطالِع طَلعَةً أَهلَ الكِرابِ
وَزِلتُ مُسَيِّراً رَهدي رَعيلاً
أَأُمُّ سَوادَ طَودٍ ذي نِقابِ. [6]