آداب المزاح
يملك كل شخص خصالاً وطباعاً تميزه عن غيره، وتظهر هذه الطباع من خلال المواقف وتواصله مع الآخرين، فمن الأشخاص من يمتلك روح الدعابة والمرح والفكاهة التي يسعد الآخرين بها ويترك ابتسامة على وجوههم، ويسمى هذا الشخص "مرحاً"، لكن لا بد من معرفة آداب المزاح التي سنتعرف عليها خلال هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المزاح وآدابه
لا بد من أن يعرف الشخص متى يمكنه أن يمزح مع الآخرين، ومتى يجب أن يتوقف عن المزاح حسب الموقف، وفيما يلي سنتعرف على آداب المزاح: [1]
- يجب أن يختار الشخص الوقت المناسب للمزاح: هناك أوقات ومواقف كثيرة يمكن للشخص أن يمزح فيها، فمثلاً عند السفر يمكنه المزاح لأنه يخفف من عناء السفر، كما يمكن المزاح عن الإصلاح بين طرفين متخاصمين؛ لكن يجب تجنب المزاح في وقت الجد مثل المزاح درس الموعظة أو درس التذكير بالموت أو في درس العلم.
- معرفة قدر الناس: يجب أن يُفرق الشخص مع من يجب أن يمزح، فإن المزاح مع العالم أو المعلم أو كبيري السن ليس مثل المزاح مع الأصدقاء والشباب، فكل إنسان لديه مكانته وقدرته التي لا يجب التقليل منها بالمزاح، كما أن الشخص الذي يريد أن يحفظ هيبته بين الناس يجب عليه الابتعاد عن ممازحة الحمقى والسفهاء وذلك حتى لا يتسببوا في إحراجه والتجرؤ عليه وجرحه في الكلام.
- عدم الإكثار في المزاح: يعتبر الجد من صفات المؤمنين، ويكون المزاح بهدف الترويح عن النفس وعدم الشعور بالملل والسآمة في الكثير من الأوقات، ويقال عن المزاح بأنه كملح الطعام فإن المزاح الكثير كالملح الزائد الذي يُفسد الطعام والاعتدال فيه هو المطلوب والمرغوب به، فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم: "لاَ تُكثروا الضَّحِكَ، فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تميتُ القلبَ".
حدود وضوابط المزاح
إن أراد الشخص ممازحة الآخرين عليه أن يتجنب ما يأتي: [1]
- تجنب الكذب: يجب أن يكون الشخص صادقاً في مزاحه، فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم: "إنَّ الرَّجَلَ لَيتَكلَّمُ بالكلمةِ يُضحِكُ جلساءَه يَهوي بِها أبعدَ مِنَ الثريا"، وأمثلة على ذلك: الشخص الذي يتكلم بأشياء خيالية لا يمكن للبشر فعلها، أو عمل مقلب بأحد الأصدقاء بادعاء أمر ما فهذا التصرف غير مقبول وغير صحيح فبعد أن ينشغل الجميع بالأمر يتضح فيما بعد بأن الشخص كان يمزح.
- تجنب الغيبة والنميمة: لا يجب على الإنسان أن يمزح باستغابة أشخاص آخرين والحديث عنهم بطريقة السخرية بهدف التسلية.
- تجنب الترويع: إن الترويع عند المزاج مثل إخفاء شيء من حاجيات الآخرين أو تعريضهم للأذى كوضع شيء في طريقهم قد يسبب وقوعهم أو يأتي أحد على حين غرة فيصرعه، أو أن يشير لأحد بمسدس أو سكين أو ما قد يعرضه لصدمة قد تؤذيه. فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم في ذلك: "لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يُرَوِّعَ مُسْلِماً"
- تجنب المقالب وكذبة نيسان: إن أساس المقال وكذبة أبريل والكاميرا الخفية هو الكذب والترويع، فقد تسبب بظهور سلوكيات غير مستحبة وغير محمودة العقبى من طرف المقصودين بالمقلب مثل الضرب والشتم، وقد يصل الضرب بحق من دبر المقلب وأداه إلى الأذى.
- تجنب الغمز واللمز والاستهزاء: يجب على المرء أن يتجنب الاستهزاء بالآخرين والسخرية بالناس بهدف المزاح، فهذا السلوك يعتبر احتقار الناس واستصغارهم والاستهزاء بهم، وهذا حرام فقد قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومقاتل بن حيان: "ولا تلمزوا أنفسكم" أي: لا يطعن بعضكم على بعض، وقوله: "ولا تنابزوا بالألقاب" أي: لا تَتداعوا بالألقاب، وهي التي يسوء الشخص سماعها.
- تجنب تقليد الوالدين: نجد في بعض مقاطع الفيديو شباب يقلدون والديهم أو ينتقدون أفعالهم لإضحاك الآخرين، إن هذا الفعل يعبر عن نكران جميل الوالدين والإساءة لهم، يجب أن يُظهر الإنسان مدى فخره واعتزازه واحترامه لوالديه وليس العكس فذلك يجعل من حوله يحبونه ويحترموه.
- تجنب النكتة المحرمة: هناك أشخاص يطلقون نكات فيها استهزاء بالشعائر الدينية مثل الأضحية، وهذا الأمر حرام.
أهداف المزاح
قد يكون للمزاح العديد من الأهداف التي سنتعرف عليها فيما يلي: [2]
ملاطفة الأهل وإدخال السرور إلى قلوبهم
يتميز بعض الأبناء عن أخوتهم بقدرتهم على إدخال الفرح والسرور لقلوب والديهم وإخوانهم ونشر الأجواء المرحة والسرور والبهجة في أرجاء البيت، فقد كان رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم يُداعب الحسن والحسين، وفي إحدى المرات سابق السيدة عائشة رضي الله عنها فسبقته، وبعدها بفترة سابقها فسبقها فضحك وقال: "هذه بتلك".
التسلية
في أوقات الجد يكون رسم ابتسامة على الوجوه هو الملاذ للمزاح، ولا تحلو الجلسات العائلية والنزهات من المزاح بين الأصدقاء والأحباب والأهل.
التأديب والتعليم
يحتاج التلاميذ في بعض الأوقات إلى إبعاد الضجر والملل الذي يشعرون به، لذلك قد يلجأ المعلم إلى تجديد نشاط الطلبة بسرد القصص بطريقة فكاهية.
تعرفنا خلال هذا المقال على آداب المزاح، ذكرنا أن هناك أوقاتاً لا يمكن للشخص المزاح فيها حتى لا تسبب الحرج له ولمن حوله.