آثار قوم عاد في السعودية
تبين آثار قوم عاد في السعودية مدى قوة الله تعالى وقدرته على الكافرين الذين يفسدون في الأرض ويستكبرون عن عبادة الله وحده. وما يزال العلماء يتوسعون في استكشاف الآثار للتعرف على نمط حياة الأقوام السابقة. سنتعرف في هذه المقالة إلى آثار قوم عاد في السعودية والربع الخالي.
آثار قوم عاد في الربع الخالي
بدأت حملات التنقيب عن آثار قوم عاد الذين سكنوا في صحراء الربع الخالي في عام 1991 حيث توصلوا إلى عدد من آثار قوم عاد في السعودية، وهي:
1- قلعة إرم ثمانية الأضلاع تتميز بجدرانها سميكة، وأبراجها منتشرة في الأرجاء، وأعمدتها ضخمة يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار وقطرها يبلغ 3 أمتار. وتوجد هذه القلعة على عمق 10 أمتار تحت عدة طبقات من رمال الصحراء.
2- مقبرة لقوم عاد التي اكتُشفت أثناء التنقيب عن الغاز الطبيعي في جنوب السعودية، حيث تضم المقابر مجموعة من الهياكل البشرية بالحجم الضخم نُسبت للأشخاص من قوم عاد.
3- بقايا من القطع الفخارية، والقطع المعدنية، والبخور، وعظام الحيوانات يُقال بأنها لعظام لفرس النهر التي لا تعيش إلا على ضفاف الأنهار فضلاً عن بقايا الحيوانات الأليفة.
4- ومن أبرز ما بينته الاكتشافات إلى أن مدينة إرم التي سكنها قوم عاد وبنوا بيوتها الفارهة في الجبال، كانت من أرز المدن التي لا تضاهيها أي مدينة أخرى في ذلك الزمن، فهي مدينة اشتهرت بالقصور والحصون الفخمة ويحيط بها الكثير من العيون والأنهار والبساتين في قلب الصحراء، لكنها دُمِرت ودُفنت بسبب عاصفة رملية عاتية عقاباً لأهلها على كفرهم بالله تعالى استناداً إلى قوله تعالى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}
قصة قوم عاد وهلاكهم
ينتسب قوم عاد إلى عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح عليه السلام، وقد كانوا أوّل من عبدوا الأصنام وسكنوا الأرض بعد قوم النبي نوح -عليه السلام-. وقد أرسل الله تعالى إليهم النبي هود -عليه السلام- الذي دعاهم إلى عبادة الله تعالى دون سواه، وترك عبادة الأوثان إلا أنهم أنكروا عليه وكفروا وأصروا في استكبارهم وعنادهم، وذلك بحجة أن آلهتهم أصابته بسوء فأصيِب بالجنون كما ذُكِر في القرآن الكريم: (قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ* إِن نَقولُ إِلَّا اعتَراكَ بَعضُ آلِهَتِنا بِسوءٍ).
وقد أراد الله تعالى بهلاك قوم عاد جرَّاء كفرهم وشركهم فأنزل عليهم ريح عقيم لا تبقي شيئاً ولا تذر، فقد قال الله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ). وقد منع الله تعالى عليهم قبل هلاكهم نزول المطر لمدة 3 سنوات ثم أنزل عليهم الريح العقيم فهلك الذين كفروا من قوم عاد ونجا النبي هود -عليه السلام- والذين آمنوا معه. ويُقال بأن المؤمنين من قوم عاد لجأوا إلى كهف في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية بين اليمن وسلطنة عُمان.
ومن صفات الريح العقيم الذي أدى لهلاكهم أنها باردة جداً وسريعة جداً ظلت ل7 ليال و8 أيام أي ما يقارب 180 ساعة، ويعتقد بأنها كانت عاصفة رملية دفنت جميع الأنهار والينابيع تحت رمال الصحراء.
صفات قوم عاد
ذكر الله تعالى بعض صفات قوم عاد في القرآن الكريم حيث قال: (إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ومن صفاتهم أن أجسادهم في غاية الضخامة والقوة، وكانوا يمتلكون مهارات النحت والبناء بالإضافة إلى الأدوات التي تمكنُّهم من نحت بيوتهم في الجبال والصخور، وهذا ما نراه في آثار قوم عاد في السعودية.
وقد تميز قوم عاد بالقوة والجاه والنسب، وقد أطغتهم قوتهم فاستكبروا، كما كانوا مترفين فقد رزقهم الله تعالى الكثير من الأنعام والحدائق والأنهار كما جاء في القرآن الكريم (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)، وفي سورة الشعراء (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)
ما تزال الأبحاث مستمرة حول آثار قوم عاد في السعودية للوقوف على عظمة تلك الحضارات، وما خلفته من شواهد أثرية من قصور وأبنية عجيبة. كما تعد آثار قوم عاد شاهداً قوياً على قوة الله تعالى وقدرته على هلاك أقوى الحضارات.