هبوط الأعضاء التناسلية الأنثوية (هبوط الرحم)
تعاني بعض النساء من بعض الأعراض التي تتعلق بهبوط الجهاز التناسلي، لكنهن لا يعملن مدى خطورة إهمال ذلك، في هذا المقال نوضح لك أعراض هبوط الرحم وأشكاله والعوامل التي تزيد احتمالية الإصابة به، وكذلك طرق تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو هبوط الرحم
الرحم هو عضو عضلي يوجد في حوض المرأة، يتثبت في مكانه بواسطة مجموعة من العضلات والأربطة، فإذا ارتخت هذه الأربطة أو ضعفت العضلات لن يكون بمقدورها دعم الرحم وتثبيته بشكل مناسب، وهنا يحدث هبوط الرحم، في هذه الحالة يرتخي الرحم ويهبط عبر المهبل أو ما يدعى بقناة الولادة.
قد يكون هبوط الرحم (بالإنجليزية: Uterine Prolapse) ناقصاً أو كاملاً، في الهبوط الناقص أو غير الكامل يهبط جزء من الرحم فقط إلى المهبل، أما في الهبوط التام يهبط الرحم بكامله إلى المهبل حتى إن جزءاً منه يكون ظاهراً خارج الجسم. [1]
أشكال هبوط الرحم
يمكن أن يحدث الهبوط الرحمي على حساب الجدار الأمامي أو الخلفي أو العلوي للمهبل، والأنواع الرئيسية لهبوط الرحم تتمثل فيما يأتي: [2]
- الهبوط الأمامي: بما أن المثانة هي ما يقع أمام المهبل تتحرك المثانة نحو الخلف وينحشر قسم منها في جهة المهبل.
- هبوط الرحم وعنق الرحم من أعلى المهبل: في بعض الحالات يتم إجراء عمليات جراحية لاستئصال الرحم ويبقى القسم العلوي من المهبل دون دعم فينقلب ويخرج من فتحة المهبل.
- هبوط الجدار الخلفي: في هذه الحالة ينحشر القسم النهائي من القولون أو المستقيم (الجزء النهائي من الأنبوب الهضمي قبل فتحة الشرج) في الأمام.
ليس بالضرورة أن تكون المرأة مصابة بنوع واحد فقط من هذه الأنواع دون غيره، بل يمكن أن يحدث أكثر من شكل في الوقت نفسه.
أعراض هبوط الرحم
في كثير من الأحيان، لا تشعر المرأة بأية أعراض في البداية، أما الحالات المتوسطة والشديدة فهي تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، أهمها ما يأتي: [1]
- الشعور بجسم غريب: تشعر المرأة كأنها تجلس على كرة أو وسادة صغيرة.
- نزوف تناسلية: في أوقات غير منتظمة وليس بالضرورة أن تحدث في وقت معين من الدورة الشهرية.
- زيادة الإفرازات التناسلية.
- عسر الجماع: أي الشعور بالألم أو الضيق أثناء ممارسة الجنس.
- الإصابة بالإمساك: بسبب ضغط الرحم الهابط على المستقيم أو القسم النهائي من القولون، أو بسبب انحشار الأجزاء النهائية من الجهاز الهضمي مكان الأعضاء المنزاحة.
- التهابات بولية متكررة.
- رؤية الرحم أو عنق الرحم يخرج من الفتحة التناسلية.
العوامل المؤهبة لهبوط الرحم
يزداد احتمال إصابة المرأة بهبوط الأعضاء التناسلية مع التقدم في السن، خاصة عند الوصول إلى سن اليأس وانخفاض مستوى الهرمون الأنثوي الرئيسي (هرمون الإستروجين).
لأن هذا الهرمون يبقي عضلات الحوض قوية، كما أن تأذي أنسجة هذه العضلات خلال الحمل والولادة يزيد من قابلية المرأة لحدوث الهبوط التناسلي.
لذلك نجد أغلب المصابات بهبوط الرحم من النساء ذوات الولادات الطبيعية المتعددة والنساء المتقدمات في السن (في مرحلة ما بعد سن اليأس) لأنهن يقعن في فئات الخطر.
يمكن لأي نشاط جسدي يضع حملاً على العضلات الحوضية أن يزيد من احتمال هبوط الرحم، ومن عوامل خطورة الهبوط نذكر ما يأتي: [2]
- الإصابة بالبدانة.
- السعال المزمن.
- الإمساك المزمن.
- عملية جراحية سابقة على الحوض.
- العرق الأبيض أو اللاتيني.
- ولادة طفل كبير الحجم.
كيفية تشخيص هبوط الرحم
يمكن للطبيب أن يشخص هبوط الرحم من خلال القصة السريرية وإجراء الفحص الحوضي، خلال الفحص الحوضي يُدخل الطبيب منظاراً طبياً ضمن المهبل لمعاينة جوف المهبل ورؤية موقع الرحم.
يمكن إجراء الفحص في وضعيتي الاستلقاء على الظهر أو الوقوف، كما يمكن أن يطلب الطبيب من المريضة أن تقوم بالسعال أو شد عضلات بطنها من أجل مراقبة التغير في درجة الهبوط الرحمي. [1]
علاج هبوط الرحم بشكل منزلي
اعتماداً على خطورة الحالة وشدة الهبوط الرحمي يتم اختيار أسلوب العلاج المناسب، وفي الحالات الخفيفة والمتوسطة قد لا تحتاج المريضة عملية جراحية إنما يمكن الاعتماد على إجراءات قابلة للتطبيق في المنزل، ومنها: [3]
- القيام بتمارين كيغل (بالإنجليزية: Kegel Exercises) لتقوية عضلات الحوض ودعم الرحم.
- تجنب حدوث الإمساك من خلال اتباع حمية غذائية غنية بالألياف النباتية، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة من السوائل.
- تجنب الجلوس بوضعية القرفصاء في المرحاض.
- تجنب رفع الأجسام الثقيلة.
- علاج حالات السعال المزمن.
- تخفيف الوزن وخاصة الدهون في منطقة البطن.
تمارين كيغل لتقوية عضلات الحوض
تقوية عضلات الحوض أمر مهم لا غنى عنه من أجل منع تدهور أعراض الهبوط الرحمي لدى المرأة وتخفيف أعراض هذا الهبوط، وتعتبر تمارين كيغل من أفضل طرق تمرين هذه العضلات، فيما يأتي كيفية أداء هذه التمارين: [3]
- شدي عضلات أرضية الحوض قدر الإمكان، بنفس طريقة الشد لمنع إطلاق الغازات من البطن.
- حافظي على هذا التقلص لمدة 5 ثوان، ثم استرخي لمدة 5 ثوان، وإذا كانت هذه العملية صعبة يمكنك البدء بالشدّ لمدة ثانيتين ثم الاسترخاء لمدة 3 ثوان وزيادة مدة الشدّ بالتدريج.
- حاولي زيادة مدة الشدّ حتى الوصول إلى 10 ثوان من الشدّ المتواصل.
- حاولي القيام بالتمرين على 3 دفعات، وفي كل دفعة قومي بالشد والاسترخاء عشر مرات.
قد يساعدك المعالج الفيزيائي في إتقان هذه التمارين وتأديتها على أفضل وجه، وبعد إتقانها يمكنك القيام بها في أي وقت أثناء الجلوس في المكتب أو في المنزل دون أن يلاحظ أحد حتى. [3]
الوقاية من هبوط الرحم لدى النساء
قد تكون الإجراءات الآتية مفيدة من أجل تقليل خطورة هبوط الأعضاء التناسلية: [2]
- إجراء تمارين كيغل بشكل منتظم: هذه التمارين تفيد في تقوية عضلات الحوض، وهي مهمة بشكل خاص بعد إنجاب طفل لأن فترة ما بعد الولادة هي فترة خطر لحدوث الهبوط.
- علاج الإمساك والوقاية منه: اشربي الكثير من السوائل وتناولي الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة لأنها تحتوي على الألياف المضادة للإمساك.
- تجنبي حمل الأجسام الثقيلة: أو احمليها بطريقة صحيحة إذا اضطررت لذلك، استخدمي رجليك في النزول إلى الأسفل ورفع الجسم الثقيل عن الأرض مع إبقاء ظهرك مستقيماً بدلاً من الانحناء ورفع الجسم الثقيل، فالوضعية السليمة توزع الثقل على الظهر بشكل متوازن وتمكنك من حمله دون عواقب.
- سيطري على السعال: توقفي عن عادة التدخين، وعالجي حالات السعال المزمن أو التهاب القصبات إن وجدت.
- تجنبي زيادة الوزن: اسألي طبيبك حول الوزن المثالي بالنسبة لجسمك، وضعي خطة مناسبة لخسارة الوزن إن كان هناك حاجة لذلك.
العلاجات الطبية لهبوط الرحم
هذه العلاجات يمكن أن تكون محافظة أو جراحية: [3]
- العلاجات المحافظة: مثل ما يدعى بالكعكة المهبلية (بالإنجليزية: Vaginal Pessary)، هي حلقة بلاستيكية أو مطاطية توضع ضمن المهبل تلعب دور دعامة للأنسجة الهابطة، كما يمكن إخراجها وإدخالها بشكل دوري من أجل التنظيف والتعقيم.
- العلاجات الجراحية: إذا كان الهبوط الرحمي شديداً يمكن أن يقترح الطبيب إجراء عمل جراحي على شكل تداخل ضيق النطاق (تنظيرياً) أو جراحة عبر المهبل، وهذه العمليات الجراحية قد تتضمن:
- إصلاح أنسجة العضلات الحوضية المضعفة (الضعيفة): عادة ما يتم إجراء هذه العملية الجراحية عبر المهبل، وفي أحيان أخرى تجرى عبر جدار البطن، وفي هذه العملية يقوم الطبيب بتدعيم الأعضاء الموجودة في الحوض باستخدام أنسجة من جسم المريضة أو نسيج جلدي أو شحمي من متبرع أو حتى مركبات صناعية تقوم مكان الدعائم الطبيعية.
- استئصال الرحم (Hysterectomy): في العادة لا يتم اللجوء إلى هذه العملية إلا في الحالات الشديدة غير القابلة للتراجع باستخدام طرق العلاجات التقليدية أو الرياضة.
وفي النهاية، نجد أن هبوط الرحم عرض شائع مع التقدم في السن، خاصة بالنسبة للنساء عديدات الولادة، إلا أنه قابل للتطور إلى أشكال مزعجة وخطيرة إذا لم يتم تداركه بشكل مبكر، لذلك تُنصح جميع النساء بإجراء التمارين الرياضية الداعمة للحوض، وتناول غذاء صحي خاصة لدى الوصول إلى سن اليأس، وذلك لتجنب حدوث الهبوط الرحمي أو الحد من تطور أعراضه ودفعها إلى التراجع مع الزمن.