مدينة النحاس
تعد قصة مدينة النحاس لدى البعض كأسطورة ولا تمت للحقيقة بصلة، لكن هناك العديد ممن يؤمنون بها، وهي وبحسب رأيهم مدينة بناها الجن في عهد النبي سليمان، تحتوي على العديد من الكنوز المختلفة التي ليست كمثلها مثيل، ويشاع أيضاً بأن السحر بها منتشر، كما أن بها العديد من الأسرار المختلفة، وهي مدينة مخفية ولا يستطيع أحد الوصول إليها وقد مات على أسوارها الكثيرون وهم يحاولون الوصول إليها.
ما هي مدينة النحاس
هي مدينة يقال أنه قد بناها الجن في عهد النبي سليمان، وهناك من يقول بأن الملك ذو القرنين بناها، تحتوي على الكثير من الأسرار والكنوز، ويشاع بأن كل من قام بالنظر الى داخلها يختفي ولا يبقى له أثر، وقد تم ذكرها في العديد من الكتب في عهد الخلافة الأموية، مثل كتاب "البلدان" لابن فقيه الهمداني والذي قال بأنها أحد مدن الأندلس - اسبانيا الآن - وذكرها في كتابه باسم "مدينة البهت"، وذكرها أيضاً أبو حامد الأندلسي الغرناطي في كتابه "تحفة الألباب". [1]
قصة مدينة النحاس
يقال بأنه قد تم اخفاء هذه المدينة من قبل المسيح الدجال، ولغاية الآن لا يعلم أحد مكانها، وأنها مطلة على المحيط الأطلنطي، فهناك من يقول بأنها في الأندلس، وهناك ما يرجح بأنها في المغرب وآخرون قالو بأنها في مكان ما في إفريقيا أو في أوروبا.
حيث قام عبدالملك بن مروان - خامس الخلفاء الأمويين - بإرسال جيش من مدينة القيروان بقيادة موسى بن نصير لاستكشاف المدينة ومدى صحة ما يشاع عنها من احتوائها على العديد من الكنوز، وبعد البحث استطاع الوصول إليها، حيث كانت مدينة كبيرة ولها بريق يمتد لمسافات طويلة، لكنه فشل في الدخول لها بالرغم من محاولاته العديدة، فقد ارسل الفرسان للإلتفاف حول سور المدينة لايجاد مدخل لها، لكنهم لم يجدوا، فاستشار من حوله وشاروا عليه بالحفر تحت السور، لكن عندما وصل لأساس السور، فاضت عليه المياه وامتلأت الحفرة، بعدها قاموا ببناء سلم ووضعه على السور وقام أحد الفرسان بالصعود وبدأ بالضحك ونزل بداخلها دون الحديث عن ما رآه، وخرج صوت صياح وضجيج في المدينة دام لثلاثة ليالي متتالية، ومن جديد صعد فارس وتكرر نفس الشيء، وبعدها خاف الفرسان وامتنعو عن الصعود وعادوا إلى ديارهم خالي الوفاض. [2]
هناك بعض الروايات التي تقول بأن ابن نصير قد قام بالدخول الى المدينة بالفعل، وقد وجد فيها الكثير من الكنوز النفيسة، وانه قد اخذ هو وجنوده من هذه الكنوز، وهناك روايات أخرى تقول بأنه رأى ألوحاً من الرخام الأبيض كل لوح مقدار عشرين ذراعاً، فيها أسماء الملوك والأنبياء، وأنهم رأوا من بعيد صورة من نحاس، فذهبوا إليها فوجدوا الصورة على هيئة رجل في يده لوح من النحاس، مكتوب فيه: “ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا”، لكن لم يصغو إليه، وقالوا هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار والنبات والماء، فكيف يهلك الناس فيها، حينها أمر ابن نصير جماعة ليدخلوا تلك الأرض فوثب عليهم من بين الأشجار نمل عظام كالسباع الضارية فقطعوا أولئك الرجال وخيولهم، وأقبلوا نحو العسكر مثل السحاب، حتى وصلوا إلى تلك الصورة، فوقفوا عندها ولم يتعدوها، فعجبوا من ذلك وانصرفوا حتى وصلوا إلى ناحية الشرق، ورؤا بحيرة كبيرة كثيرة الطير، فنزل الغواصين في البحيرة واخرجوا جباباً من النحاس عليها أغطية من الرصاص مختومة، فقاموا بفتح جب فخرج منه فارس من نار على فرس في يده رمح فطار في الهواء وهو ينادي يا نبي الله أن لا أعود، وفتح جب آخر فخرج منه فارس آخر، حينها قالوا ليس من الصواب ان نفتح هذه الجباب لان فيها جن قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم، فاعادوا بقية الجباب الى البحيرة. [3]
نفي وجود مدينة الصفر (النحاس الأصفر)
قام العديد من المؤرخين بانتقاد هذه القصة واستبعدو أن تكون واقعية حيث قال ابن خلدون في كتابه "تاريخ ابن خلدون" بأن هذه القصة مستحيلة ومنافية للأمور الطبيعة في بناء المدن واختطاطها، وأن المعادن غايتها في الأرض هو صنع الأواني والخزف واستخدامات أخرى بسيطة، ومن ناحية أخرى قال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان "يقال لها مدينة الصُّفر، ولها قصة بعيدة عن الصحة لمفارقتها العادة، وأنا بريء من عهدتها، إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دوّنها العقلاء". [4]