ما هي أضرار الحشيش

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الأربعاء، 26 يونيو 2024
مقالات ذات صلة
طريقة استحدام زيت الحشيش
الفنانون في سهل حشيش يغنون لمصر
الرئيس الأميركي أوباما يعترف بتناوله الحشيشة

ينتشر تعاطي المخدرات بين الفئات العمرية الصغيرة بشكلٍ كبير، ما يجعل الأخطار التي يتعرضون لها تهدد المجتمع بأكمله، باعتبار أن فئة الشباب هي العنصر الأساسي في عملية بناء وتطوير المجتمعات، فهل يشكِّل الحشيش خطراً على مستقبل الشباب؟ وما أبرز الآثار الصحية والنفسية لتعاطي الحشيش؟ ذلك ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

الفرق بين الحشيش والماريجوانا

الحشيش (بالإنجليزية: Hashish or Cannabis) هو مادة مخدرة يتم استخراجها من أزهار وبراعم نبات القنب (بالإنجليزية: Cannabis Sativa)، حيث تتم معالجة هذه الأزهار بعد انتقائها لاستخراج المادة الراتنجية (الصمغية) منها. [1]  

كما يتم تشكيل العجينة على شكل كرات صغيرة، ثم يتم تغليفها بالقماش أو السلفان، لاستخدامها لاحقاً عن طريق التدخين أو المضغ، وتكون هذه العجينة بنية اللون، قد تختلف درجاتها اللونية وفقاً لطريقة تجهيزها، كما تختلف فاعليتها المخدِّرة وفقاً لجودة النبتة وطريقة استخراج العجينة منها. [1]

لغوياً؛ تأتي كلمة (Hashish) الإنجليزية من اللغة العربية، حيث انتشر استخدام هذه الكلمة في أوروبا مع انتشار استخدام عجينة القنب كمادة مخدِّرة في القرون الوسطى. [1]

وتعود التسمية إلى جماعة إسلامية معروفة باسم الحشاشين، نشأت في سوريا واشتهرت بتنفيذ الاغتيالات السياسية، حيث كان أعضاء الجماعة يتعاطون الحشيش بشكل منتظم، ليساعدهم على تنفيذ هذه الاغتيالات، فلم يكن مرتكب الاغتيال يهرب بعد تنفيذ العملية! كما تم اشتقاق كلمة (Assassins) التي تعني القتلة من اسم هذه الجماعة نفسها. [1]

الماريجوانا أو الماريوانا (Marijuana) هو الاسم الشائع للحشيش المستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبر تركيز المادة الفعالة THC هو الفرق بين الحشيش المستخدم في أوروبا قادماً من الشرق الأوسط، وبين الماريوانا أو الماريجوانا الأمريكية. [1]

إذ يتم تصنيع الماريجوانا من زهور وأوراق وعيدان نبات القنب، بينما تنتقى إناث أزهار القنب بعناية للحصول على الحشيش، ما يجعل نسبة المادة الفعالة والمخدرة THC في الحشيش (40%) أعلى منها في الماريجوانا (10%). [1]

أضرار تعاطي الحشيش

يتم تعاطي الحشيش بأنواعه عن طريق تدخينه مخلوطاً مع التبغ الجاف أو المعسل، أو عن طريق المضغ، كما يضيفه بعض الأشخاص إلى عدد من الأطعمة كالكعك والعسل، حيث تتميز منتجات القنب بالقدرة على تخدير الأعصاب. [2]  

الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء والسعادة، وترافقه سلسلة من الأعراض قصيرة الأمد، التي قد تدوم لفترة من 30 دقيقة وحتى 6 ساعات، وعادةً ما يتم تعاطي جرعة من 1-4 غرامات من معجون الحشيش أو الماريونا، لكن جرعة 30 غراماً تعتبر جرعةً قاتلة. [2]

يعتبر الحشيش من المخدرات متوسطة الفاعلية، حيث يصنَّف كمخدر أقوى من التبغ وأضعف من الكحول، وللحشيش آثار قصيرة الأمد على الصحة والجسم، تبدأ من الاسترخاء وتخدير الأعصاب، إضافة إلى مجموعة من الآثار الأخرى المباشرة، وهي كما يأتي: [2]

  • يؤدي الحشيش إلى حدوث اضطرابات في عمل الحواس، إضافة إلى اضطراب في إدراك الأصوات والألوان.
  • يمتلك من يتعاطى الحشيش قدرةً استثنائية على التخيل.
  • قد يتسبب الحشيش في ضعفٍ شديدٍ بالذاكرة أثناء الوقوع تحت مفعوله المخدِّر.
  • يتسبب الحشيش في ضعف القدرة على الصياغة اللغوية والكلام.
  • يبدو على متعاطي الحشيش حالاتٍ انفعالية غير مبرَّرة، وغالباً ما يغرق في الضحك دون سبب يُذكر.
  • يفقد متعاطي الحشيش قدرته على تمييز حدود المكان والزمان بشكلٍ دقيق، كما يعاني من نوبات ذعر وهلع، خاصة مع زيادة الجرعة.
  • يتخذ الواقع تحت تأثير الحشيش موقفاً لا مبالياً وغير مهتم بأي شيء يخص كل من يتعامل معهم.
  • لا يمكن لمن يتعاطى الحشيش أن يمارس الأعمال الصعبة، أو التي تحتاج إلى تركيز مثل قيادة السيارة.
  • يؤدي الحشيش إلى تسارع ضربات القلب، واحمرار العينين، وضعف في السيطرة على حركتهما.
  • قد يعاني من يتعاطى الحشيش من أعراض مؤقتة أخرى مثل: الغثيان والجفاف، إضافة إلى الجوع المفرط مع زوال مفعول الجرعة، فضلاً عن اضطرابات النوم والشهية التي قد تدوم لأسبوع كامل.

تأثير الحشيش على المدى الطويل

على الرغم من عدم وجود مواد تسبب الإدمان الكيميائي في الحشيش، لكن خطر الإدمان النفسي يتصدر مخاطر تعاطي الحشيش، كما تعتبر الأضرار الاجتماعية الناتجة عن تعاطي الحشيش أكثر خطورةً من الأضرار الصحية، لنتعرف معاً على تأثير الحشيش على المدى الطويل الذي يتمثل في الآتي: [2]

  • يفاقم الحشيش من بعض المشاكل الصحية، مثل: أمراض القلب والاعتلالات التنفسية، كما يؤدي إلى ضعف في المناعة.
  • قد يؤثر الحشيش على نمو الجنين بشكل كبير، كما يضعف نمو الأطفال الرضَّع إذا تعاطته الأم المرضعة.
  • تعاطي الحشيش أو الماريوانا لفترة طويلة يسبب الإدمان النفسي، حيث يشعر المدمن بالقلق والخوف، كما يقع في تصرفات عدوانية في حال عدم توافر الحشيش.
  • يؤدي الحشيش إلى انخفاض مؤقت في الخصوبة الإنجابية عند الرجال والنساء، إذ إنه يحدث خللاً في الدورة الشهرية عند النساء، وضعفاً فيي الحيوانات المنويَّة عند الرجال، كما يؤدي إلى انخفاض هرمونات الذكورة والأنوثة لدى كل من النساء والرجال.
  • الحشيش من مسببات أمراض انتفاخ الرئة وانسداد الشعب الهوائية وسرطان الرئة.
  • يتسبب تعاطي الحشيش لفترة طويلة في ضعف الذاكرة، وانخفاض القدرة على التركيز، كما أنه يزيد من أضرار الكحول والتبغ.
  • ينعكس تأثير الحشيش المخدِّر على هيئة المتعاطي، فيسبب احمراراً في العينين، واسوداد ما تحتهما، إضافة إلى نحول الجسم.
  • يعتبر انخفاض الدافع من أخطر أعراض تعاطي الحشيش بجرعات كبيرة ولفترات طويلة، هذا ما سنأتي على ذكره بالتفصيل في الفقرة التالية.

آثار الحشيش النفسية

تعتبر المخاطر الاجتماعية والنفسية الناتجة عن تعاطي الحشيش أكثر خطورة من الآثار الصحية، حيث تحتاج الآثار الصحية إلى تعاطي كمياتٍ كبيرة من الحشيش لفترات طويلة نسبياً، فهو بذلك لا يختلف كثيراً عن التبغ من ناحية الأضرار الصحية. [3]  

كما يؤدي تعاطي الحشيش إلى حالة من الانفصال عن الواقع، تمتد من كونها حالة مؤقتة أثناء التعاطي، لتصبح حالة دائمةً مع الاستمرار في تعاطي الحشيش، إلى جانب أنه يقضي على الطموح ويعزز الشعور باللامبالاة. [3]

وتعرف هذه الحالة بمتلازمة انعدام الدافع، إذ يفقد متعاطي الحشيش القدرة على الإحساس بالمسؤولية تجاه نفسه، أو تجاه المحيطين به من العائلة والأصدقاء، كما يعاني من عدم وجود أي دوافع للعمل أو الدراسة. [3]

إضافة إلى الإصابة بالاكتئاب الذي قد يتطور إلى حالات الذهان، علماً بأن هذه الأعراض تكون أكثر تأثيراً على حياة المراهقين والشباب، وقد تؤدي إلى فقدانهم مستقبلهم وعدم قدرتهم على الاستمرار في التعليم أو الحصول على مستويات وظيفية جيدة. [3]

كما يؤدي تعاطي الحشيش المنتظم إلى اضطرابات سلوكية ونفسية، إضافة إلى ظهور ميولٍ عدوانية لدى المتعاطي، خاصةً إذا لم يتمكن من الحصول على الحشيش في الوقت الذي يحتاج إليه فيه. [3]

تأثير تعاطي الحشيش يومياً

  • يشكِّل تعاطي الحشيش بشكل يومي عبئاً مالياً إضافياً على متعاطي الحشيش، يترافق ذلك مع عدم رغبته في العمل.
  • يؤدي تعاطي الحشيش على الأمد الطويل إلى صعوبة التركيز، وانخفاض القدرة على التعلم والاكتساب.
  • يجد متعاطي الحشيش صعوبة كبيرة في الحفاظ على علاقات طيبة مع المحيطين به، لأنه يتسم بالعدوانية إن لم يكن تحت تأثير المخدِّر، بينما يتسم بدرجة عالية من اللامبالاة وعدم الاهتمام عندما يكون تحت تأثير الحشيش، كما أنه نادراً ما يستطيع أداء التزاماته أو الوفاء بوعوده.
  • تعاطي الحشيش بكميات كبيرة ولفترات طويلة بشكل يومي، قد يؤدي إلى أمراضٍ نفسية خطيرة، مثل: الوساوس، والفوبيا، وجنون العظمة في بعض الحالات، فضلاً عن حالة الذعر المزمن وجنون الارتياب. [2]

وبعد أن تعرفت معنا على أضرار الحشيش الصحية وآثاره النفسية والاجتماعية، اعلم أن الهروب من الضغوط النفسية والحياتية ليس هو الحل، لا بد أولاً من مواجهة هذه الضغوط بشجاعة، كما يجب حساب نتائج هذا الهروب، الذي سيولد ضغوط جديدة أكثر تعقيداً.

  1. أ ب ت ث ج ح "مقال أضرار تعاطي الحشي والماريجوانا" ، المنشور على موقع nida.nih.gov
  2. أ ب ت ث ج "مقال تعاطي الحشيش وتأثيراته المختلفة" ، المنشور على موقع samhsa.gov
  3. أ ب ت ث ج "مقال الآثار النفسية والاجتماعية لتعاطي الحشيش" ، المنشور على موقع canada.ca