مادونا.. أشهر الشخصيات وأكثرها جدلاً
مادونا النجمة الأكثر شهرة بالعالم
الحياة الأمريكية وسلسلة للأطفال
رغم تعرضها للنقد اللاذع، ولطفولة مؤثرة سلباً على نفسيتها، سحرت الملايين بغنائها ورقصها وتمثيلها، فامتلأت حياتها بصراع الشهرة وانتقاد المتدينين لها ولتصرفاتها الموصوفة بالجنون، لكن النجاح كان حليفها وغلبت كفة الشهرة على حياتها المليئة بالمفاجآت، إذ استطاع المشاهير دخول بيوتنا، والتأثير في حياتنا بشكل مباشر، من خلال كلماتهم، وألحانهم، وحركاتهم، وطريقة ارتدائهم لملابسهم، وقد كانوا مثلاً أعلى للكثير من الأشخاص، لكنها كانت الأكثر استحواذاً على اهتمام الجمهور ومتابعته، بل كادت تكون مُلهمة للبعض، إنها المغنية الأمريكية مادونا، تابع القراءة لتتعرف أكثر عليها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طفولة مادونا ونشأتها
ولدت مادونا لويز كيكون (Madonna Louise Ciccone) في السادس عشر من أغسطس/آب عام 1958، في ولاية ميتشغن الأمريكية، والدها سيلفيو أنتوني كيكون (Silvio Anthony Ciccone) من أصول إيطالية، وكان يعمل مصمماً في شركة جنرال موتورز (General Motors)، وشركة كرايسلر (Chrysler).
أما والدتها مادونا لويز فورتين (Madonna Louise Fortin) فهي من أصول فرنسية، كما أن لمادونا اسم والدتها ذاته، إضافة إلى اسمها الذي حصلت عليه بعد التعميد في الكنيسة الكاثوليكية، وهو فيرونيكا (Veronica).
كما أن مادونا لها شقيقان أكبر منها، وثلاث شقيقات أصغر منها، إلى جانب أخويها غير الشقيقين من أبيها، حيث تزوج والدها بعد وفاة أمها من خادمتهم جوان غوستافسون (Joan Gustafson).
أحست مادونا بمرض والدتها، التي كانت مصابة بسرطان الثدي، مما شكّل صدمة نفسية قوية أثرت على حياتها وهي طفلة صغيرة، وتوفيت والدتها عندما بلغت مادونا التاسعة من عمرها، ما جعلها تشعر بالخوف من أن تفقد أباها أيضاً، أو أحد أشقائها، لذلك كانت لا تستطيع النوم إلا بالقرب من أبيها.
وقد ترك مرض والدتها ووفاتها أثراً أيضاً على مراهقتها، إذ لم تكن مادونا فتاة تهتم بأنوثتها أو مظهرها الخارجي، إنما انصرفت إلى الدراسة فقط، ومن جهة أخرى، كان زواج أبيها صدمة ثانية، جعلتها أكثر تمرداً وغرابة بالنسبة للمحيطين بها.
تخرجت مادونا من مدرسة روتشستر آدمز الثانوية (Rochester Adams High School)، ثم حصلت على منحة لدراسة الرقص في جامعة ميتشيغن، كما بدأت بتلقي دروس الباليه على يد المدرب كريستوفر فلين (Christopher Flynn)، الذي أقنعها بأن "الرقص يجب أن يكون مهنتها".
في وقت لاحق من عام 1978، تخلت مادونا عن الجامعة، ثم غادرت إلى نيويورك، حيث لم تكن تحمل معها إلا 35 دولاراً أمريكياً، وفي نيويورك، عملت كراقصة احتياطية، وتعرضت مادونا لاعتداء جنسي أثناء عودتها ليلاً من عملها، عندما هاجمها رجلان يحملان سكيناً وتحرشا بها، تقول مادونا: "شعرت أنني غير قادرة على حماية نفسي". [1]
مادونا تعزف وتغني وتمثل
لم يكن استقبال نيويورك مُرحباً بالنسبة لمادونا، لكن الأيام اللاحقة حملت لها الكثير، إذ إنها تعرفت على المغني والراقص الفرنسي باتريك هيرنانديز (Patrick Hernandez)، فذهبت معه في جولته إلى باريس.
لكنها عندما عادت إلى الولايات المتحدة، شكّلت مع مجموعة من الأصدقاء فرقة نادي الإفطار (Breakfast Club)، إذ كانت الفنانة مادونا عازفة جيتار وإيقاع ضمن الفرقة، ثم أصبحت المغنية الرئيسية للفرقة، وفيما يأتي أهم المحطات في بداية مسيرتها الفنية: [1]
- في عام 1980 غادرت مادونا نادي الإفطار، وأسست فرقة جديدة مع عازف الدرامز ستيفن براي (Stephen Bray)، وأطلقا على الفرقة اسم "إيمي" (Emmy)، لكنها تخلت عن الفرقة الجديدة أيضاً في العام التالي، حيث قررت أن تعمل وحدها وباسمها فقط، فاستطاعت أن تحصل على موعد من المنتج سيمور شتاين (Seymour Stein) صاحب تسجيلات ساير (Sire Records)، وبذلك حصلت على عقدها الأول.
- سجلت مادونا أغنيتها الأولى عام 1982 بعنوان (Everybody)، ثم أغنية (Burning Up)، حيث حققت أغنيتها الثانية نجاحاً باهراً عام 1983، فتصدرت أفضل الأغاني الراقصة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما شجع مادونا على تحضير ألبومها الأول وإصداره بالتعاون مع صديقها جون بينتيز (John Benitez)، وتم الإصدار في يوليو/ تموز في عام 1983، وحقق الألبوم آنذاك نجاحاً كبيراً، حيث حصلت على المرتبة الثامنة في تصنيف البيلبورد 200 (Billboard 200)، وهو تصنيف لأعلى 200 ألبوم مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى ذلك أطلقت مادونا في العام نفسه أغنيتين منفردتين، خط الحدود (Borderline)، والنجم المحظوظ (Lucky Star)، حيث حازت الأغنيتان على نسبة مبيعات مرتفعة أيضاً.
- أطلقت مادونا ألبومها الثاني عام 1984، الذي حمل عنوان "مثل العذراء" (Like a Virgin)، حيث حطم الألبوم الأرقام القياسية في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم, كما حصل على المرتبة الأولى في قائمة البيلبورد 200 (Billboard 200)، محققاً مبيعات تجاوزت 21 مليون نسخة حول العالم، كما كانت الأغنية الرئيسية في الألبوم (Like a Virgin) على رأس قائمة (Billboard Hot 100) لمدة 6 أسابيع متتالية، إلا أن الأغنية لاقت نقداً عنيفاً من قبل المحافظين، حيث اعتبروا أنها روجت للجنس قبل الزواج، كما أنهم طالبوا بحظر الأغنية ومنع عرضها، إلا أن مادونا دافعت عن نفسها، مؤكدة على أن الأغنية لم تحمل ذلك المعنى أبداً، من جانب آخر، قدمت مادونا عرضاً مثيراً للجدل لأغنيتها من خلال مهرجان الأغنية المصورة (MTV)، حيث ظهرت على المسرح تعتلي قالب حلوى كبيراً، كالذي يُقدم في الأعراس، كما ارتدت ثوباً أبيض وقفازات بيضاء.
- تحولت مادونا بعد الشهرة الواسعة التي حققتها إلى مثالٍ يُحتذى في الموضة، وأصبحت من الفنانات اللواتي تتابعهن الفتيات باستمرار ويُقلدّنها في قصة الشعر وألوانه، كذلك في شكل الثياب وألوانها، كما أشرف المصمم ماريبول (Maripol) على إطلالة مادونا، فكانت متميزة بفساتين الدانتيل، إضافة إلى جوارب الشباك، ولون الشعر الفاتح المائل إلى الأبيض، من جانب آخر شاركت مادونا بأدوار قصيرة في عدد من الأفلام عام 1985، من بينها فيلم "البحث اليائس عن سوزان" (Desperately Seeking Susan) حيث قدمت من خلاله أغنيتها الأولى في بريطانيا، كما تم تسويق الفيلم باسم مادونا على الرغم من أنها لم تكن ممثلة رئيسية فيه، إضافة إلى فيلم المقامر (Gamble).
مادونا النجمة الأكثر شهرة حول العالم
بدأت الفنانة مادونا جولتها الفنية الأولى في أمريكا الشمالية في أبريل/ نيسان عام 1985، حيث حققت أغنية (Angel) وأغنية (Dress You Up) نجاحاً كبيراً أثناء هذه الجولة، من جانب آخر نشرت مجلة بلاي بوي الإباحية (Playboy) ومجلة بنتهاوس (Penthouse) صوراً عارية لمادونا، حيث قالت إنها كانت تحتاج إلى المال، ولم تعتذر عن هذه الصور، فبيعت لاحقاً بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي. [2]
- أصدرت مادونا ألبومها الثالث "أزرق حقيقي" (True Blue) عام 1986، الذي استوحته من علاقتها بزوجها شون بين، حيث حقق الألبوم رقماً قياسياً جديداً بانتشاره في أكثر من 28 دولة حول العالم، إضافة إلى بيع أكثر من 25 مليون نسخة، خاصة أغنيتها الشهيرة (La Isla Bonita)، كما شاركت في العام نفسه في فيلم "مفاجأة شنغهاي" (Shanghai Surprise)، حيث تعرضت إلى نقد لاذع عن أدائها السيئ في الفيلم، إلا أنها عادت للتمثيل من خلال فيلم (Who"s That Girl) في العام التالي.
- في يوليو/ تموز 1987, بدأت مادونا جولة موسيقية زارت من خلالها العديد من دول العالم، حيث حققت حفلاتها إقبالاً جماهيرياً مرتفعاً، في باريس مثلاً وصل عدد الحاضرين إلى أكثر من 130 ألف متفرج، إضافة إلى ذلك أصدرت ألبوماً تضمن مزيجاً من الأغاني التي قدمتها خلال جولتها هذه.
- عام 1989 وقعت مادونا عقداً مع شركة بيبسي (Pepsi)، لتصوير إعلان للشركة، حيث كان الظهور الأول لأغنيتها (Like a Prayer) في هذا الإعلان، إلا أن الإعلان تضمن إهانات لرموز مسيحية كما رأى المحافظون، مثل: إحراق الصليب في بداية الفيديو كليب، مما أثار موجة نقد كبيرة وصلت إلى المطالبة بمقاطعة منتجات شركة بيبسي، فيما بعد أطلقت مادونا ألبومها الجديد بالعنوان نفسه، وحقق مبيعات مرتفعة بلغت 15 مليون نسخة.
- صُنفت مادونا الفنانة الأولى للسنوات العشرة 1980-1990 (Artist of the Decade) من قبل مؤسسة (MTV)، ولاحقاً حافظت مادونا على الصدارة من خلال ألبومها (I"m Breathless) الذي أطلقته عام 1990، حيث حققت أغنية "فوغ" (Vogue) المرتبة الأولى بين أفضل الأغاني في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، إضافة إلى حصولها على جائزة غرامي (Grammy Award) في عام 1992 عن أفضل أغنية فيلم، كما تم ترشيح مادونا لجائزة أفضل ممثل عن دورها في فيلم "ديك تريسي" (Dick Tracy) الذي لعبت فيه دوراً رئيساً مع وارن بيتي (Warren Beatty).
- في أبريل/نيسان عام 1990، بدأت مادونا جولة موسيقية في عدة دول حول العالم، حيث حملت جولتها عنوان (Blond Ambition) طموح الشقراء، فأثارت هذه الجولة عاصفة من الانتقادات لتصرفات مادونا غير الأخلاقية، كما وصفها البعض، حيث تضمنت حفلاتها عناقاً حميمياً لاثنين من الراقصين على المسرح، إضافة إلى محاكاة ممارسة العادة السرية على الملأ، مما أثار موجة كبيرة من الانتقادات من قبل الجماعات الدينية والمحافظين، إلا أن مادونا اعتبرتها من أفضل الجولات التي قامت بها في حياتها، حيث استمرت حتى أغسطس/ آب من العام نفسه.
- في السينما، جسدت مادونا دور السيدة إيفيتا بيرون زوجة الرئيس الأرجنتيني السابق خوان بيرون، في فيلم يحمل اسم "إيفا"، حيث كانت السيدة الأولى للأرجنتين معروفة بأم الفقراء، أما مادونا فقد أدت الدور بطريقة جيدة، وحصلت على عدة جوائز، كما قدمت مادونا أغنية (Beautiful Stranger) لفيلم أوستن باورز، إضافة إلى أغنية فيلم "جيمس بوند" (Die Another Day)، عام 2002.
الحياة الأمريكية وسلسلة للأطفال
- نظمت مادونا معرضاً لصورها في عام 2003، بالتعاون مع مصور الموضة ستيفن كلاين (Steven Klein)، حمل المعرض اسم (X)، كما تضمن تسجيلات صوتية ومصورة، فيما أصدرت في العام نفسه ألبومها التاسع الحياة الأمريكية (American Life)، حيث عبرت من خلاله عن نظرتها إلى نمط الحياة الأمريكية، إضافة إلى الإضاءة على تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، من جانب آخر، يعتبر الفيديو كليب الذي صورته مادونا لأغنيتها (American Life)، من أكثر ما قدمته تعقلاً وعمقاً، فهي ترتدي ثياباً عسكرية بيضاء، وتمر أعلام دول العالم من خلفها أثناء الغناء، كما يسلط الفيديو الضوء على تعامل الناس مع الحرب والقتل من خلال الإعلام، فيقدم محاكاة لمعركة على بوديوم عرض الأزياء، والمتفرجون يضحكون مع الانفجارات، وتطاير الأشلاء من حولهم، إلا أن هذا الألبوم حقق أدنى نسبة مبيعات في حياة مادونا الفنية، حيث لم يبع أكثر من 3 ملايين نسخة، من جانب آخر، كانت تريد أن تصور أغنية عن حرب العراق، لكن تم إلغاء هذا المشروع لأسباب لم يتم التصريح عنها.
- من جهة أخرى، وقعت مادونا عقداً مع شركة (Callaway Arts & Entertainment) لنشر 5 كتب للأطفال، أول هذه الكتب الورود الإنجليزية (The English Roses)، حيث حققت سلسلتها من كتب الأطفال نسبة مبيعات عالية جداً، إلا أنها رفعت دعوى قضائية على شركائها في شركة مافريك بسبب هدر الأموال، وانتهت ببيع الشركة لشركة تايم وارنر أحد الشركاء.
- عام 2004، بدأت مادونا جولة أخرى في أمريكا وأوروبا، حيث حققت إيرادات بلغت أكثر من 120 مليون دولار أمريكي، فكانت أعلى نسبة إيرادات لجولة غنائية في العالم ذلك العام، ثم أطلقت ألبومها "اعترافات على حلبة الرقص" (Confessions on a Dance Floor) عام 2005، ثم قامت بجولة جديدة عام 2006، غنت خلالها أمام مليون ومائتي ألف متفرج، كما حققت أعلى إيرادات حققها فنان من خلال جولاته الغنائية بمبلغ قدره 194 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى 200 مليون نسخة بيعت من ألبومها في ذلك الوقت.
- عام 2007، قدمت مادونا أغنية مجانية تبرعت فيها لصالح (Live Earth)، كما تعاقدت في العام التالي مع لايف نيشن (Live Nation) لمدة 10 سنوات بقيمة 120 مليون دولار أمريكي، حيث بدأت تسجيل ألبوم (Hard Candy)، كما قامت بجولة للتعريف عن الألبوم وأغنية "4 دقائق" (4Minutes) التي حققت المراكز الأولى في 39 دولة حول العالم، فجنت من جولتها نحو 280 مليون دولار أمريكي، ثم أصدرت عام 2009 ألبومها "الاحتفال" (Celebration)، الذي حقق النجاح المعهود، فيما بعد أنتجت عام 2011 فيلماً عن حياة ملك بريطانيا إدوارد الثامن بعنوان (W.E)، الذي تنازل عن العرش ليتزوج من المرأة التي أحبها ولكن العائلة المالكة رفضتها، كما أصدرت ألبوم (The Power of Madonna) في العام ذاته، ثم ألبوم (MDNA) عام 2012.
- بدأت النجمة مادونا العمل على ألبومها (Rebel Heart) منذ نهاية عام 2014، إلا أن جزءاً من الألبوم تم تسريبه عن طريق شبكة الإنترنت، حيث أصدرت الألبوم بصيغته النهائية عام 2015، كما قامت بجولة الترويج للألبوم عام 2016، زارت خلالها أستراليا ودول أوروبية عدة، فحققت إيرادات بلغت 167 مليون دولار أمريكي. [2]
علاقات متعددة وزواجان أثمرا طفلين
عاشت مادونا حياة عاطفية صاخبة، حيث مرت بعلاقات كثيرة جداً يصعب حصرها كلها، كما أن بعضها كانت تبدأ وتنتهي خلال أسابيع، لكن نذكر هنا أهم محطات حياتها الشخصية والزوجية: [3]
- في عيد ميلادها عام 1985، تزوجت مادونا من الممثل الأمريكي شون بين (Sean Penn)، إلا أنهما انفصلا لاحقاً في يناير/كانون الثاني عام 1989، فيما بعد دخلت في علاقة مع وارن بيتي أثناء تصوير فيلم "ديك تريسي"، وانتهت هذه العلاقة بانتهاء تصوير الفيلم، لكن مادونا سرعان ما دخلت في علاقة جديدة مع مغني الراب فانيلا آيس (Vanilla Ice) استمرت 8 أشهر، إلا أنهما انفصلا عندما صدر كتاب (Madonna"s Sex) ثم الفيلم الوثائقي "في سرير مادونا خارج أمريكا الشمالية" (In Bed with Madonna outside North America) اللذين أرّخا رحلة مادونا الجدلية التي حملت عنوان "طموح الشقراء".
- في وقت لاحق من عام 1994، تزوجت مادونا من مدربها الرياضي كارلوس ليون (Carlos Leon)، حيث أنجبت منه طفلتها لورديس ماريا ليون (Lourdes Maria Leon) عام 1996، عندما كانت تبلغ من العمر 35 عاماً، كما أنها قامت بتصوير أنجح أفلامها "إيفا" أثناء حملها، إلا أنها انفصلت عن كارلوس في العام التالي، ثم تعرفت إلى زوجها الثاني المخرج غاي ريتشي (Guy Ritchie) عام 1999، وأنجبت منه طفلها روكو جون ريتشي (Rocco John Ritchie) في عام 2000، حيث عانت أثناء حملها من انزياح المشيمة.
- تبنت مادونا طفلاً من مالاوي اسمه ديفيد باندا عام 2006، حين كانت في زيارة إلى هناك لتقدم المساعدة لسكان هذا البلد، كان الطفل يعاني من التهابات رئوية حادة بعد شفائه من مرض السُل، وتمكنت مادونا من إنهاء إجراءات التبني عام 2008، كما قامت بتصوير فيلم وثائقي تحدثت فيه عن المصاعب التي واجهتها مع الحكومة المالاوية لتبني الطفل، إضافة إلى أنها انفصلت عن زوجها ريتشي في العام نفسه، وعانت كثيراً بسبب النزاع على حضانة ابنها روكو.
معركة مادونا مع المجتمع والدين
تعرضت مادونا إلى هجوم عنيف من المجتمعات المحافظة، إضافة إلى الجمعيات الدينية، بسبب المشاهد التي تختارها لتصوير أغانيها، حيث حملت الفيديوهات التي قدمتها مادونا رسائل جنسية واضحة، لم تحمل عمقاً يذكر في رأي البعض، بينما رآها البعض الآخر محاولة للمطالبة بالحرية الجنسية حول العالم.
وفي جميع الأحوال، لم تستطع مادونا تجنب هذا النقد اللاذع والمباشر لطريقتها في التعبير عن نفسها، فقد حملت تسجيلاتها المصورة مشاهد لقبل بين فتاتين، إضافة إلى العديد من الإشارات الجنسية، جعلت من شخصيتها موضوعاً جدلياً، وربما أساءت إلى القيمة الفنية التي تقدمها كما يرى البعض.
من جانب آخر، كانت جولة مادونا التي قامت بها عام 1993 أيضاً مثيرة للجدل، حيث وضعت علم الولايات المتحدة الأمريكية بين ساقيها أمام الجمهور، إضافة إلى ظهورها في برنامج "عرض متأخر" (Late Show) عام 1994، حيث استخدمت العديد من الكلمات النابية خلال ردها على الأسئلة، والعديد من الإيحاءات الجنسية تجاه المذيع ديفيد ليترمان (David Letterman).
أخيراً، وبعد هذه المقابلة بدأت مادونا تدرك أن عليها التخفيف من حدتها، حيث بدأت تثير غضب الجمهور، من خلال تصرفاتها المجنونة وإيحاءاتها الجنسية الكثيرة، فقدمت ألبومها السادس "قصص ما قبل النوم" (Bedtime Stories) عام 1994، الذي حاولت خلاله أن تقدم نفسها بطريقة جديدة، من خلال اختيار غلاف محتشم للألبوم، إضافة إلى كلمات بسيطة بعيدة عن الجدل.
هذه الهدنة لم تدم طويلاً، حيث عادت مادونا إلى معركة النقد الاجتماعي والديني مجدداً بعد تقبيلها لبريتني سبيرز (Britney Spears) وكريستينا أجيليرا (Christina Aguilera) على المسرح عام 2003، كذلك شكل استخدامها للرموز الدينية في جولتها عام 2006 إهانة من وجهة نظر الكنيسة، التي بدورها دعت لمقاطعة حفلاتها. [2]
معلومات عامة عن مادونا
- كان سلوك مادونا غريباً في المدرسة الثانوية، حيث كانت تقف على رأسها في الاستراحة، إضافة إلى أنها كانت ترفع تنورتها ليرى الطلاب ملابسها الداخلية!
- حصلت مادونا على جائزة التوتة الذهبية لأسوأ ممثلة عن دورها في فيلم "مفاجأة شنغهاي" (Shanghai Surprise).
- حصلت أغنية مادونا (Die Another Day) على جائزة غولدن غلوب عن أفضل أغنية، إلا أنه تم ترشيحها لجائزة التوتة الذهبية عن أسوأ أغنية في الوقت نفسه.
- في عام 2008، أضيف اسم مادونا إلى الصالة الفخرية للروك آند رول، إلى جانب بوب مارلي، وألفيس بريسلي.
- قدمت مادونا عدة حفلات لدعم المنكوبين من جراء زلزال هاييتي عام 2010.
- قدمت مادونا تبرعات لتعليم 4000 طفل في مالاوي عام 2013.
- افتتحت مادونا سلسلة مراكز للعناية باللياقة البدنية تحت اسم "هارد كاندي" (Hard Candy)، إضافة إلى مستحضرات العناية بالبشرة، ومجموعة لتصميم الأزياء. [3]
في النهاية، يختلف المتابعون حول شخصية مادونا وفنها، ما بين معجب بفنها وأدائها وكلماتها التي كانت تكتبها بنفسها، وبين من يرى أنها أهانت الرموز المقدسة والعادات الاجتماعية السائدة بطريقة وقحة، إلا أن مادونا أثبتت نفسها على مدى 30 عاماً، تصدرت خلالها المراكز الأولى حول العالم.