كيفية التخلص من نفخة البطن
من منا لا يعرف ذلك الشعور المزعج، حين تنسى نفسك أثناء تناول وجبة شهية، وتتناول أكثر مما كان يجب عليك تناوله لمدة يوم كامل، لتشعر بأزرار ملابسك وهي تنذرك بأن عليك التوقف، من المؤكد أن كلاً منا جرب هذا الشعور ولو مرة أثناء تناول إحدى وجباتنا المفضلة أو عند تناول طعام شهي بعد جوع شديد، في المقال التالي؛ سنتعرف إلى أهم الأسباب التي تحدث انتفاخاً في البطن، إضافة إلى طرق عملية وبسيطة للتخلص من هذا الإزعاج.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طرق سهلة وعملية للتخلص من النفخة البطنية
إذا لم تكن حالتك معقدة كالداء الزلاقي ومتلازمة الأمعاء الهيوجة، فمن السهل أن تخفف أعراض النفخة البطنية العرضية بالعديد من الطرق البسيطة التي يمكنك تطبيقها في المنزل دون مساعدة أحد، ومن هذه الطرق:
- منقوع النعناع الساخن: فهو ممتاز لتليين الأمعاء وتخفيف الضغط الذي تحدثه الغازات ضمنها، إذ يحتوي نبات النعناع على مادة المينثول (Menthol) التي تملك تأثيراً مرخياً للعضلات الملساء التي تشكل المعدة والأمعاء، إضافة إلى ذلك يملك المينثول تأثيراً مهدئاً للأعصاب أيضاً؛ لذلك يخفف النفخة والمغص البطني الناتجين عن التوتر والقلق، فاشرب كوباً من منقوع النعناع الذي يأتي بشكله التجاري في أكياس كأكياس الشاي، يمكنك شراؤها من الصيدلية أو من المتاجر؛ بعد الطعام بحوالي ساعة أو أقل بحسب الفترة التي تصيبك بها النفخة البطنية بعد الطعام.
- أطلق لنفسك العنان: هذا هو أبسط الحلول؛ إذا كانت النفخة بسبب الغازات، فلم لا تحاول التخلص من تلك الغازات؟ من المعروف أن إخراج الغازات قد يكون محرجاً في العديد من المواقف الاجتماعية إلا أنه مريح جداً للتخلص من الانزعاج والنفخة البطنية، ليس هناك داعٍ للخجل من الموضوع فهذه الغازات موجودة بشكل طبيعي لدينا جميعاً.
- منقوع الزنجبيل: الزنجبيل مفيد للعديد من الأمراض الهضمية كالمغص والتهاب المعدة والغازات البطنية وانتفاخ البطن؛ لأنه يحتوي على مواد تساعد على تهدئة الأمعاء ومختلف أجزاء السبيل الهضمي ويمنع الالتهاب وتشكل الغازات، أو تسهيل تصريفها على الأقل.
- امضغ الكراوية: طوال مئات السنين، عرفت الكراوية حول العالم بدورها الفعال في تسريع إخراج الهواء المحتبس ضمن الأمعاء، لذلك قد يساعدك مضغ الكراوية في التخلص من هذا الهواء الذي يشكل قسماً كبيراً من الغازات البطنية مما يخفف آثار النفخة وأعراضها.
- البابونج: إذا لم يناسبك شراب النعناع، أو أحببت تجربة مشروب آخر على سبيل التغيير، فالبابونج هو ضالتك بالتأكيد، ففي ألمانيا (التي ينتشر بها استخدام الأعشاب الطبية بشكل كبير) يطلق على البابونج لقب (Alles Zutraut) وتعني "القادر على كل شيء"، مما يعطينا فكرة عن المجال الواسع من الفوائد التي تتحلى بها تلك الزهرة، وتشمل فوائد البابونج تأثيره المضاد لتشنج الأمعاء وتخفيف إزعاج الغازات البطنية الناتج عن عسر الهضم، إضافة إلى تأثيره المثبط للتفاعلات الالتهابية والمخفف للحرقة، بالرغم من كون النعناع مفضلاً عليه لعلاج الغازات المتشكلة بسبب عسر الهضم.
- تناول القرع: يفيد القرع في تخفيف تشكل الغازات البطنية التي تكونها البكتيريا الموجودة في القولون بشكل أساسي، تناول القليل من القرع مع وجباتك الحاوية على الألياف كالبقوليات لإبقاء مشكلة الغازات تحت السيطرة.
- امضغ الطعام بهدوء: أحد أهم أسباب الغازات البطنية هو تفكيك الأطعمة التي يتعذر على جسمنا هضمها من قبل البكتيريا، ويساعد مضغ الطعام ببطء وتفتيته إلى قطع صغيرة على تسريع هضمه وتجنب تحوله إلى غازات.
- منقوع الماء الدافئ والليمون: لهذا المزيج عدة فوائد؛ فالحمض الموجود في الليمون يحرض المعدة على إفراز مادة حمض كلور الماء (HCL) التي تفتت الطعام وتجعله سهل الهضم والامتصاص؛ مما يقلل من مشاكل عسر الهضم ويساعدك على هضم الطعام بكفاءة أعلى، أما الماء الساخن فيعمل على تنظيف الأنبوب الهضمي ودفع البقايا الطعامية والغازات وتسهيل خروجها.
- تحسين النظام الغذائي: فنظام غذائنا اليومي يعتمد بشكل كبير على أطعمة لا قيمة لها صحياً وغذائياً؛ إنما هي مجرد وسائل لإسكات الجوع أو الإحساس بطعم حلو لذيذ، لذلك علينا جميعاً أن نحاول التقليل من الأطعمة الدسمة والأطعمة البقولية المسببة للنفخة إذا كان ذلك هو الحال، إضافة إلى الابتعاد التام عن منتجات الحليب خاصة الألبان لدى المصابين بعدم تحمل اللاكتوز، وعن منتجات القمح والشعير والشوفان لدى المصابين بالداء الزلاقي.
- مارس الرياضة: الرياضة والنظام الغذائي الصحي هما حجرا الأساس لحياة صحية كما نعلم جميعاً، فالرياضة تفيد في تحريك جهازنا الهضمي ومنع تراكم الغازات المسببة للنفخة، إضافة إلى تحريك الطعام وتليينه لتقليل الإمساك أو التخفيف منه. [1]
مقالات ذات علاقة
أسباب الانتفاخ والإصابة بالتخمة
- أكثر أسباب النفخة البطنية شيوعاً هو الإكثار من تناول الطعام (التخمة)، لذلك حاول التقليل من تناول الطعام في كل وجبة ووزعه على وجبات متعددة.
- تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون يمكن أن يزيد النفخة البطنية، إذ إن الدهون تبقى في المعدة وقتاً أطول لأنها تحتاج وقتاً إضافياً لهضمها مقارنة بالكربوهيدرات (النشويات) والبروتينات، لذلك قد يكون تقليل استهلاك الشحوم في غذائك اليومي مفيداً في تخفيف النفخة البطنية.
- تناول الطعام بسرعة يزيد من كمية الطعام التي تحتاج لتناولها حتى تشعر بالشبع، فالدماغ يحتاج حوالي 20 دقيقة ليستقبل إشارات امتلاء المعدة ويعطي الشعور بالشبع، فكلما كان تناولنا للطعام بطيئاً كلما قلت كمية الطعام التي نتناولها خلال تلك الدقائق العشرين، لهذا ينصح أخصائيو التغذية جميع من يريدون تخفيف وزنهم بالتمهل في تناول الطعام ومضغه بهدوء.
بالرغم من كون الشعور هو نفسه تقريباً، يمكن أن تنتج النفخة البطنية عن أكثر من سبب، فالإمساك مثلاً يعني نقص حركية الأمعاء، بالتالي تراكم الطعام الذي نأكله دون أن يتم التخلص منه بصورة طبيعية مسبباً تمدد في الأمعاء وشعوراً بالضيق وعدم الراحة.
إضافة إلى ذلك يمكن للغازات الموجودة في الأمعاء الدقيقة إذا لم يتم تصريفها بصورة طبيعية أن تتراكم مسببة النفخة، تأتي الغازات البطنية من مصادر متنوعة ويختلف علاجها بحسب السبب، من المعروف أيضاً أن بعض أمراض الجهاز الهضمي تسبب ألماً بطنياً ونفخة مستمرة، فلنتحدث بالتفصيل عن كل سبب لوحده من ناحية الآلية والعلاج. [2]
الغازات من مسببات النفخة الأساسية
يمكن اعتبار الغازات البطنية ثاني سبب للنفخة بعد التخمة، وتأتي الغازات بشكل أساسي من مصدرين:
الهواء المبتلع
ويحدث ذلك للعديد من الأسباب، نذكر منها:
- شرب السوائل باستخدام قشة (مصاصة).
- مضغ اللبان (العلكة).
- المضمضة بالسوائل الفوارة.
- مص الحلوى.
بعض الأشخاص يبتلعون كمية كبيرة من الهواء عندما يصابون بالتوتر، فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص يمكنك التمرن على الاسترخاء والتعامل بشكل هادئ مع محرضات التوتر، فقد تخف نفختك البطنية دون إحداث الكثير من التغييرات الأخرى.
الغازات المتشكلة بالبطن
تتشكل هذه الغازات من قبل البكتيريا الموجودة في الأمعاء وتساعد في هضم المواد التي لا نستطيع تفكيكها في الطعام الذي نتناوله، وهناك أطعمة منتجة للغازات أكثر من الأخرى مثل:
- البقوليات: كالفول والفاصولياء فهي تحتوي أنواعاً من السكريات لا يمكن هضمها إلا عن طريق البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
- الخضار والفواكه: كالملفوف والقرنبيط والفجل والجزر، فهي تحوي مواد سكرية ونشويات مسببة للنفخة البطنية أيضاً.
- المحليات الصنعية: وتوجد في مختلف أنواع المأكولات والمشروبات التجارية، ومن أهمها السوربيتول (Sorbitol) الذي لا يهضمه الجهاز الهضمي الخاص بنا إنما تفكك البكتيريا قسماً منه منتجة الغازات البطنية والنفخة، إضافة إلى السوربيتول فإن سكر الفواكه (الفروكتوز) يسبب النفخة البطنية بطريقة مشابهة وهو سكر طبيعي يستخدم لتحلية بعض أنواع المنتجات الغذائية.
- منتجات الألبان: فهي تحتوي على سكر الحليب (اللاكتوز) الذي يمكن أن يسبب نفخة شديدة وغازات وإسهالاً عند من يعانون من غياب الأنزيم الذي يهضم اللاكتوز (اللاكتاز)، وتدعى هذه الحالة بعدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance).
- الحبوب الكاملة: من المؤكد أنك سمعت من أحد ما عن الفوائد الغذائية العديدة للحبوب الكاملة وضرورة وجودها الدائم في غذائنا اليومي؛ لأنها تحوي ألياف السيللوز غير الممتصة التي تكنس الأمعاء والقولون لتمنع تراكم الطعام والإمساء، إلا أن تناول كميات كبيرة منها دفعة واحدة يمكن أن يحرض إنتاج الغازات من قبل بكتيريا الأمعاء مما يسبب نفخة بطنية شديدة وإمساكاً، لذلك ينصح خبراء التغذية بالزيادة التدريجية وغير المفاجئة للألياف في الغذاء كي نعطي جهازنا الهضمي بعض الوقت للتأقلم، إضافة إلى ذلك يفيدنا شرب الماء في تخفيف الإمساك لأن السيللوز يمتص الماء ويسير بشكل أسهل ضمن الأمعاء. [1]
الأمراض الهضمية المسببة للنفخة
هناك بعض الأمراض الهضمية التي تسبب نفخة بطنية مترافقة بألم أو إسهال وغازات وتجشؤ بشكل مستمر، أو عند تناول بعض الأصناف الغذائية، مثل مرض عدم تحمل اللاكتوز الذي ذكرناه منذ قليل، إضافة إلى الداء الزلاقي (Coeliac Disease) وهو مرض هضمي شائع يحدث حين تعجز الأمعاء الدقيقة عن امتصاص مادة الجلوتين (Gluten) الموجودة في القمح والشعير والشوفان ومشتقاتها، ويترافق هذا المرض بحدوث ألم بطني وإسهال عند المصاب بعد تناول أحد الأغذية الحاوية على الجلوتين.
من الجدير بالذكر أيضاً متلازمة الأمعاء الهيوجة (Irritable Bowel Syndrome) أو اختصاراً (IBS)، ويتظاهر هذا المرض بالعديد من الأعراض الهضمية أهمها الألم البطني الماغص (مغص البطن)، إضافة إلى إسهال ونفخة بطنية تكون قليلة في الصباح وتزداد تدريجياً حتى المساء، وهذه النفخة لا تكون سببها بفعل الغازات، إنما يعتقد العلماء أنها تحدث بسبب تشنج الأمعاء وتدافع محتوياتها بشكل عشوائي.
نجد أن النفخة البطنية -بالرغم من كونها عرضاً مزعجاً ومحرجاً في بعض الأحيان- هي حالة بسيطة وقابلة للوضع تحت السيطرة في أغلب الحالات إذا فهمنا السبب بصورة دقيقة، وحرصنا على التعامل معه بشكل مناسب والتحسين من نظامنا الغذائي ونشاطاتنا اليومية بصورة عامة، فالحياة الصحية هي أسلوب متكامل لا يتجزأ.