قصة نبي الله ابراهيم
قصّة نبي الله إبراهيم مع عبدة الأصنام
قصّة نبي الله إبراهيم مع النمرود
قصة نبي الله إبراهيم مع الملائكة
قصة نبي الله إبراهيم والطيور الأربعة
من أطول قصص الأنبياء هي قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. لهذه القصة عدد من العبر المستفادة، تابع المقال الآتي للتعرف على تفاصيل قصة نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
قصّة نبي الله إبراهيم مع عبدة الأصنام
بعث سيدنا إبراهيم إلى قومه في العراق، والذين كانوا يعبدون الأصنام والكواكب وغيرها. كان والد سيدنا إبراهيم آزر واحد من أهم صناع الأصنام. بدأ إبراهيم عليه السلام دعوته إلى الإسلام بأبيه، وعلى الرغم من أسلوب سيدنا إبراهيم اللين في الدعوة إلى أن أبيه بقي مصراً على موقفه وطلب من إبراهيم أن يتركه وشأنه وأن يهجره. هنا انتقل إبراهيم إلى دعوة قومه فبدأ بأمرهم بترك الأًصنام ومن ثم حاججهم في عبادة الكواكب. قال تعالى في سورة الأنعام: ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ).
تكسير نبي الله إبراهيم للأصنام
أصر قوم سيدنا إبراهيم على موقفهم، فما كان لسيدنا إبراهيم سوى الوعيد لهم بكيد أصنامهم، فلما خرجوا من القرية اتجه إبراهيم إلى الأصنام وبدء بتكسيرها عدا واحد منهم وهو أكبرهم حجماً. عند عودة القوم إلى القرية تفاجئوا برؤية أصنامهم على هذا الحال، فذهبوا إلى إبراهيم لسؤاله عما حصل. فقال لهم بأن كبير الأصنام هو من قام بتحطيمها، في تلك اللحظة عاد إلى القوم رشدهم وصدقوا سيدنا إبراهيم فيما يتعلق بأن الأصنام عبارة عن حجارة لا تفهم ولا تشعر.
إلقاء نبي الله إبراهيم في النار
بعد اكتشاف قوم إبراهيم الحقيقة تكبروا أكثر وأصروا على موقفهم ورفضوا الاعتراف بأن للكون إله واحد ألا وهو الله تعالى. في تلك اللحظة اقترح أحدهم حرق سيدنا إبراهيم حتى لا يتجرأ من جديد على فعل الأمر ذاته. بدأ القوم بتجميع الحطب وأشعلوا ناراً ضخمة وبدأوا بالتفكير بأفضل طريقة لإلقاء إبراهيم في النار.
نجاة سيدنا إبراهيم من كيد قومه
بدأ القوم بصناعة المنجنيق لرمي سيدنا إبراهيم في النار، لم يخف نبي الله إبراهيم للحظة لإيمانه بأن الله تعالى سينجيه من كيد قومه فسلم أمره لله تعالى. في تلك اللحظة حدثت معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم حيث أمر النار أن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم لقوله تعالى: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)، فصارت النار حوله كالبستان الأخضر، ولما خرج إبراهيم من النار سالماً قال له أبوه نعم الرب ربك يا إبراهيم.
قصّة نبي الله إبراهيم مع النمرود
النمرود هو لقب يطلق على ملك بابل، كان النمرود جباراً متمرداً، اعتمد سيدنا إبراهيم في دعوته لقومه أسلوب المناظرة، حيث ناظر النمرود ووردت مناظرته في القرآن الكرينم، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
في إثبات وجود الله، قدم إبراهيم (عليه السلام) أدلة من حوله في الكون، استخدم الظواهر المتناقضة مثل الموت والحياة كدليل على وجود الله. رد عليه النمرود بالقول إنه يمكنه أن يأتي برجلين ويحكم عليهما بالقتل، فيقتل أحدهما ويعفو عن الآخر، وبذلك يقوم بإحياء الثاني وقتل الأول. ولكن هذا الحجة خارجة عن موضوع المناظرة.
في رده، قدم إبراهيم مثلاً آخرًا باستخدام الشمس التي تشرق من المشرق. تحدى النمرود أن يأتي بها من المغرب إن كان قادرًا على ذلك. ومن ضعف النمرود وعجزه عن تحقيق هذا التحدّي، صمت ولم يستطع الرد.
بهذه الطريقة، استطاع إبراهيم (عليه السلام) إظهار عجز النمرود وضعف حججه، مما أسكته وأوقفه عن الرد.
قصة نبي الله إبراهيم مع الملائكة
وردت قصة نبي الله إبراهيم مع الملائكة في القرآن الكريم في مواضع عدة منها في سورة هود قال تعالى: «وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ». يقصد بالرسل هنا الملائكة والبشرى هي تبشير سيدنا إبراهيم بقدوم أولاده إسحاق ويعقوب. في تلك الآونة جاءت الملائكة سيدنا إبراهيم زائرين مبشرين ومن حس ضيافته سارع وجاءهم بالطعام ليأكلوه ولكنهم امتنعوا عن ذلك، الأمر الذي جعل سيدنا إبراهيم يشعر بالخوف، فما كان لهم سوى إخباره بأنهم رسل الله إلى قوم لوط الذين حق عليهم عذاب الله. قام الملائكة بحمل بشرة قدوم إسحاق ويعقوب لإبراهيم وزوجته، فسكن قلبه واطمأن وعاد إلى جدال عذاب قوم لوط فردوا عليه بأن هذا أمرٌ من الله تعالى فقضي الأمر وانتهى الجدل.
قصة نبي الله إبراهيم والطيور الأربعة
جاءت قدرة الله تعالى على البعث في عدة مواضع من القرآن الكريم ومنها ما ورد في قصة نبي الله إبراهيم والطيور الأربعة. على الرغم من ايمان سيدنا إبراهيم إلا أنه أراد أن يعلم طريقة إحياء الموتى حتى يطمأن قلبه، في تلك الآونة طلب إبراهيم من الله أن يريه كيفية إحياء الموتى، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
قال تعالى : (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،أمر الله إبراهيم بأن يأخذ أربعة طيور ويمزقها ويخلط أجزائها معاً ويلقي بها على الجبل وبعد ذلك أن يدعوها إليه، فعل إبراهيم ما أمره به الله تعالى فجاءته الطيور كما كانت عليه.
هجرة نبي الله إبراهيم عليه السلام
هاجر نبي الله إبراهيم في حياته إلى ثلاثة مناطق، ذكرت هجرته في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، حيث قال على لسان إبراهيم: ذكر الله -سبحانه- هجرة إبراهيم في ثلاثة مواضع من القرآن؛ حيث قال على لسان إبراهيم: (وأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ)، وقال: (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي)، وقال: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ).
هجرة إبراهيم إلى الشام
سار إبراهيم (عليه السلام) بمفرده، وزوجته سارة، وابن أخيه لوط (عليه السلام) من بلادهم إلى بلاد الشام. يقال أنهم استقروا في حران، حيث هاجروا هربًا من الضغوط الدينية وبدأوا في نشر دين الله والدعوة إليه. قام إبراهيم بالعبادة والدعوة في حران لفترة من الزمن. ومع ذلك، تعرضت هذه البلاد لمجاعة وجوع شديدين. وبسبب ذلك، قرر إبراهيم وأهله الرحيل والهجرة إلى مصر بحثاً عن الرزق والعيش المستقر.
هجرة نبي الله إبراهيم إلى مصر
عندما خرج إبراهيم (عليه السلام) من أرض الشام إلى مصر، كانت سارة زوجته معه والتي اشتهرت بحسنها وجمالها. عندما علم ملك مصر بوجود إبراهيم وزوجته الجميلة هناك أرسل ليطلبها للزواج. عرف هذا الملك بأخذه نساء الرجال بالقوة.
عندما أخبره إبراهيم بأنها أخته، حاول الملك أن يقترب من سارة ويمسّها، ولكنه فشل، حيث تحجّرت يديه فجأة ولم يتمكن من لمسها. فطلب من سارة أن تدعو الله لكي يعيدها إلى حالتها السابقة، وفعلت ذلك. وعندما حاول الملك لمسها مرة أخرى وتحجّرت يديه، طلب من سارة أن تدعو الله ليعيد حركته ليديه، وفعلت ذلك. فتمكن الملك من تحريك يديه مرة أخرى.
هجرة نبي الله إبراهيم إلى مكة
عجزت زوجة نبي الله إبراهيم سارة عن إنجاب الأولاد لإصابتها بالعقم، حينها قامت بإهداء إبراهيم الجارية هاجر ليتزوجها، حملت هاجر وأنجبت إسماعيل عليه الصلاة والسلام. وبسبب غيرة سارة من هاجر قرر إبراهيم أخذ هاجر وابنها والانتقال إلى بلاد الشام ومنها إلى مكة المكرمة وتركهم هناك والعودة. حين نفذ ما كان عندهم من الماء صار طفلاً هاجر إسماعيل يتلوى من شدة العطش، طفقت هاجر تسعى بين الجبلين (الصفا والمروة) تدعو الله أن يفرج عنها، فاتها جبريل بعد أن أتمت 7 أشواط عند زمزم وفجر لها ماء زمزم.
بالنسبة لقصة إبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل، بعد مرور سنوات في مكة، رأى إبراهيم في رؤياه أنه يقوم بذبح ابنه. امتثل لأمر الله وأخبر ابنه بالرؤيا. فتقبل الاثنان بإرادة الله وطاعته. عندما وضع إسماعيل على الأرض وأمسك بالسكين لذبحه، أرسل الله ذبيحًا عظيمًا بدلاً منه. هذا كان فداءً لإبراهيم وإسماعيل، حيث لم يكن الهدف الحقيقي من الأمر إنهاء حياة إسماعيل، بل كان اختبارًا من الله لهما لرؤية إخلاصهما وطاعتهما.
بناء إبراهيم الكعبةَ مع ابنه إسماعيل
بعد ذلك، بين الله لنبي الله إبراهيم وإسماعيل موقع بناء الكعبة المشرفة. كانت أساسات الكعبة مدفونة في الأرض منذ زمن بعيد. فأمرهما الله ببناء الكعبة، كان إسماعيل يجمع الحجارة ويأتي بها لإبراهيم الذي كان يقوم برفع البناء. عندما ارتفع البناء، وضع إبراهيم حجرًا ووقف عليه. وعرفت هذه المنطقة الآن بمقام إبراهيم، تكريمًا له وللدور الذي لعبه في بناء الكعبة.
امتثالاً لأمر الله تعالى قام إبراهيم وإسماعيل بتطهير الكعبة بما لا يليق بها من نجاسات ومعاصي لتكون مكاناً ملائماً للعبادة والصلاة. وهناك دعوا ربهما بأن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة مؤمنة لا تشرك بالله شيئاً، فاستجاب الله لهما وجعل من نسل إسماعيل عليه الصلاة والسلام أمة موحدة ومن ذريته بعث نبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. قال تعالى: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
من خلال قصة نبي الله إبراهيم نستقي أهمية توحيد الله تعالى ودعائه والإذعان والاستسلام لأوامر الله تعالى والخضوع التام له.