قصة أيوب عليه السلام
كان سيدنا أيوب عليه السلام كغيره من الأنبياء والرسل وردت العديد من الأحداث والوقائع في حياته، وقد ذكر القرآن قصته عليه السلام في سورة (ص)، وسورة (الأنبياء)، وقد كانت حياته عليه السلام مليئة بالمصاعب والأحداث التي لو تعرض لها أي انسان غير الأنبياء لما استمر طوال هذه المدة يتحمل كل مصيبة، وكل بلاء تعرض له في حياته من شدتها وصعوبتها على النفس البشرية.
نسب أيوب عليه السلام
يرجع نسب سيدنا أيوب إلى سيدنا اسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، فهو بذلك من ذرية إبراهيم عليه السلام، وهذا ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، وقال البعض بأن أمه هي ابنة النبي لوط عليه السلام، وأما زوجة أيوب عليه السلام فقال البعض بأنها ليا بنت يعقوب، وقيل اسمها رحمة، وجاء كذلك بأنها منشا بن يوسف بن يعقوب عليهما السلام.[1]
قصة أيوب عليه السلام مع الصبر
كان لسيدنا أيوب عليه السلام الكثير من المال والأولاد، فكان البلاء الذي تعرض له سيدنا أيوب في ماله، وأولاده، وجسده، وكان الألم الذي أصاب جسده في كل مكان، ولم يبقى منه شيء سليم سوى قلبه، ولم يكن لديه شيء في حياته يساعده في مرضه، وبقيت إلى جانبه زوجته إذ كانت تعمل عند الناس، وتخدمه حتى تستطيع أن تؤمن لزوجها الطعام، واستمر سيدنا أيوب على هذه الحال ما يقارب ثماني عشرة سنة، وطوال هذه المدة لم يقترب منه أحد لا من قريب ولا من بعيد إلا زوجته التي كانت تعمل لأجله ومن ثم تعود للبيت من أجل رعايته، وبعد هذه المدة الطويلة تضّرع سيدنا أيوب عليه السلام إلى الله بأن يشفيه، ويزيل عنه الضر، فاستجاب الله تعالى لسيدنا أيوب، وأمره بأن يضرب برجله الأرض فخرجت عين ماء اغتسل بهذه الماء فشفي من كل مرض في ظاهر جسده، ومن ثم أمره الله بأن يضرب بمكان آخر فخرجت عين ماء أخرى، وشرب منها، فأزال الله كل مرض في باطنه، فشفي عليه السلام من كل مرض كان يعانيه سواء ظاهراً أو باطناً، وعادت له عافيته كالسابق، وأعاد الله له ما فقده من أولاده وأهله، والخير والنعيم الكثير جزاءً لصبره على البلاء طوال هذه المدة.[2]
قصة أيوب عليه السلام مع زوجته
إن زوجة أيوب عليه السلام كانت مثال للزوجة الصالحة وصبرت على حال زوجها، ولم تتدعه وحده كما فعل الناس، ولكن غضب عليها زوجها؛ لقيامها ببيع شعرها عندما اشتد الأمر عليهم، وقال البعض بأن غضبه لم يكن لأجل هذا الأمر، بل لأسباب أخرى، لكن لم يذكر أي سبب من هذه الأسباب، إذ حلف عليه السلام بأن يضربها مائة جلدة، ولا يصح أن لا يحنث في يمينه، فأوحى له الله بأن يجمع مائة عود، ويعملهم حزمة ويضربها فيها ضربة واحدة، ولعل هذا العمل أو هذه الفتوى هي خاص بسيدنا أيوب عليه السلام وزوجته؛ من باب التخفيف عليه وعلى زوجته، ولقد كان صابراً على كل ما أصابه فأراد الله أن يرفع عنه الحرج، فأخرجه عز وجل من هذا الأمر من خلال هذه الطريقة.[3]
وفاة أيوب عليه السلام
توفي أيوب عليه السلام وكان عمره ثلاث وتسعين سنة، وقد عاصر النبي يعقوب عليه السلام، وذكر البعض بأنه كان بعد النبي شعيب، والبعض الآخر قال بأنه بعد سليمان عليه السلام. [4]ولم يذكر مكان وفاته، وأين كان قبره، إذ لم يرد في ذلك شيئاً سوى عمره عليه السلام عند وفاته.
الدروس المستفادة من قصة أيوب عليه السلام
كانت لقصة سيدنا أيوب عليه السلام العديد من الفوائد والعبر، إذ يدرك المرء بأن الصبر على البلاء والمصائب من أخلاق الأنبياء والرسل، والصالحين، وأن لهم الجزاء الحسن على صبرهم، وأن الأنبياء عليهم السلام أكثر من تعرض للأذى، والبلاء وأكثر الناس صبراً على الابتلاء، وأن سيدنا أيوب كان خير مثال وقدوة لتحمل البلاء والصبر على ما أصابه من ضر، وأن التداوي والعلاج من أي مرض أمر مشروع وجائز، ولا يتعارض مع الصبر، أذ أمره الله بأن يأخذ بالأسباب، ويستفيد المسلم من قصته عليه السلام أنه يتوجب على المسلم الصبر والرضا بما قدره الله له، والتسليم بأمره عز وجل، فلهذا أثر في سكينة النفس، وإزالة ما علق بالنفس من همّ وكدر وضيق، وأن الدعاء لله تعالى لا بد له من آداب يتحلى بها المسلم عند التوجه لله بالدعاء.[5]