قصائد إدريس محمد جماح
الشاعر إدريس جماع هو شاعر سوداني ولد في 1 يناير 1922م في العاصمة السودانية الخرطوم، تعلم في مصر وقد حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية من دار العلوم ودبلوم التربية، وعمل مدرسا في معهد، وقد أصدر إدريس جماع ديوان شعر وحيدا باسم "لحظات باقية" وتوفي عام 1980. [1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصيدة أعلى الجمال تغار منّا
أعلى الجمال تغار منّا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنّى
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنّا
هلا رحمت متيماً
عصفت به الأشواق وهنّا
وهفت به الذكري فطاف
مع الدُجى مغناً فمغنا
هزته منك محاسن
غنّى بها لما تغنّى
آنست فيك قداسة
ولمست اشراقاً وفنّا
ونظرت في عينيك
آفاقاً وأسراراً ومعنى
وسمعت سحرياً يذوب
صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوى
ورشفتها دنّاً فدنّا
قصيدة رحلة النيل
النيل من نشوة الصهباء سلسله
وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها
من القلوب التفاتات وأشجان
كل الحياة ربيع مشرق نضر
في جانبيه وكل العمر ريعان
تمشي الأصائل في واديه حالمة
يحفها موكب بالعطر ريان
وللخمائل شدو في جوانبه
له صدى في رحاب النفس رنان
إذا العنادل حيا الليل صادحها
والليل ساج فصمت الليل آذان
حتى إذا ابتسم الفجر النضير لها
وباكرته أهازيج وألحان
تحدر النور من آفاقه طربا
واستقبلته الروابي وهو نشوان
تدافع النيل من علياء ربوته
يحدو ركاب الليالي وهو عجلان
ما مل طول السرى يوما وقد دفنت
على المدارج أزمان وأزمان
ينساب من ربوة عذراء ضاحكة
في كل مغنى بها للسحر إيوان
حيث الطبيعة في شرخ الصباولها
من المفاتن أتراب وأقران
وشاحها الشفق الزاهي وملعبها
سهل نضير وآكام وقيعان
ورب واد كساه النور ليس له
غير الأوابد سمار وجيران
ورب سهل من الماء استقر به
من وافد الطير أسراب ووحدان
ترى الكواكب في زرقاء صفحته
ليلا إذا انطبقت للزهر أجفان
وفي حمى جبل الرجاف مختلب
للناظرين وللأهوال ميدان
إذا صحا الجبل المرهوب ريع له
قلب الثرى وبدت للذعر ألوان
فالوحش ما بين مذهول يصفده
يأس وآخر يعدو وهو حيران
ماذا دهى جبل الرجاف فاصطرعت
في جوفه حرق وارتج صوان
هل ثار حين رأى قيدا يكبله
على الثرى فتمشت فيه نيران
والنيل مندفع كاللحن أرسله
من المزامير إحساس ووجدان
حتى إذا أبصر الخرطوم مونقة
وخالجته اهتزازات وأشجان
وردد الموج في الشطين أغنية
فيها اصطفاق وآهات وحرمان
وعربد الأزرق الدفاق وامتزجا
روحا كما مزج الصهباء نشوان
وظل يضرب في الصحراء منسربا
وحوله من سكون الرمل طوفان
سار على البيد لم يأبه لوحشتها
وقد ثوت تحت ستر الليل أكوان
والغيم مد على الآفاق أجنحة
ونام في الشط أحقاف وغدران
والليل في وحشة الصحراء صومعة
مهيبة وتلال البيد رهبان
إذا الجنادل قامت دون مسربه
أرغى وأزبد فيها وهو غضبان
ونشر الهول في الآفاق محتدما
جم الهياج كأن الماء بركان
وحول الصخر ذرا في مساربه
فبات وهو على الشطين كثبان
عزيمة النيل تفني الصخر فورتها
فكيف إن مسه بالضيم إنسان
وانساب يحلم في واد يظلله
نخل تهدل في الشطين فينان
بادي المهابة شماخ بمفرقه
كأنما هو للعلياء عنوان [2]
قصيدة وفد البيان
ياوفد حياك الربيع وطالما
أسر المشاعر زاهياً مترنما
ملأ الخمائل والشواطيء والربى
شعرا وأطرب بالنشيد وألهما
ما هز أعواد المنابر قائل
أو مس أوتار الشعور وهوما
إلا حكى لحن الربيع وسحره
أو كان عن سحر الربيع مترجما
أنا ما نظمت الشعر يوم لقائكم
لكنما طربي طغى فتكلما
حيتك يا وفد البيان خواطر
نشوى تطوف حول ركبك حوما
يهفو لمقدمك الشباب مرددا
لحنا بقيثار النفوس منغما
وهج الجهاد يشع من أقلامكم
فيزيد من عزم الشباب تضرما
وإذا الحوادث أرعدت وتلبدت
سحبا وأغطش ليلها وتجهما
إني لأبصر في ضياء وجوهكم
فجرا ينير لنا الطريق المعتما
باغ يظن قواه توهن عزمكم
ساءت مآربه وساء توهما
كم وقفة ميمونة كانت لكم
دوى صداها بين أرجاء الحمى
وطنية سنعد من نيرانها
للمعتدين على الحقوق جهنما [3]
قصيدة وحشة الليل
ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻳﻘﻆ ﺍﻟﺸﺠﻮﻥ ﻓﻘﺎﺳــــﺖ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﺳﺘﺜﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻻ
ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻰ ﻣﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻤﺸﻰ ﻭﻳﻨﺎﺟﻰ ﺍﺷﺒﺎﺣﻪ ﻭﺍﻟﻈـــــﻼﻻ
ﻫﻴﻦ ﺗﺴــﺘﺨﻔﻪ ﺑﺴﻤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻗــــﻮﻱ ﻳﺼـــــﺎﺭﻉ ﺍﻻﺟــــــﻴﺎﻻ
ﺣﺎﺳﺮ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺟـﻤﺎﻝ ﻣﺴﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺟﻤﺎﻻ
ﻣﺎﺟﻦ ﺣﻄﻢ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻭﺻـــﻮﻓﻰ ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻧﺸــــــﻮﺓ ﻭﺍﺑﺘﻬﺎﻻ
ﺧﻠﻘﺖ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻷﺳﻰ ﻭﻏﺸﺘﻬﺎ ﻧﺎﺭ ﻭﺟﺪ ﻓﺎﺻﺒﺤﺖ ﺻـــﻠﺼـــﺎﻻ
ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻛﻮﻧﻰ ﻓﻜــﺎﻧﺖ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺷﺎﻋﺮﺍً ﻣﺜــــــﺎﻻ
ﻳﺘﻐﻨﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳــــــــﺎﺡ ﺍﺫﺍﻏﻨﺖ ﻓﻴﺸﺠﻰ ﺧﻤـــﻴﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘـــــﻼﻻ
ﺻﺎﻍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺑﻮﺓ ﻣﻨﺒﺮﺍً ﻳﺴﻜﺐ ﻓﻰ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﺸﺠﻮﻥ ﺍﻟﻄـﻮﺍﻻ
ﻫﻮ ﻃﻔﻞ ﺷﺎﺩ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻗﺼــــﻮﺭﺍ ﻫﻰ ﺁﻣـــﺎﻟﻪ ﻭﺩﻙ ﺍﻟـﺮﻣــــــﺎﻻ
ﻛﺎﻟﻌﻮﺩ ﻳﻨﻔﺢ ﺍﻟﻌﻄـــــــﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻳﻔﻨـــــﻰ ﺗﺤــﺮﻗﺎً ﻭﺍﺷــــﺘﻌﺎﻻ
قصيدة ﺳﺄﻟﻘﺎﻙِ
ﺳﺄﻟﻘﺎﻙِ ﻓﻲ ﺑﺴﻤﺔٍ ﻛﺎﻟﺮﺑﻴﻊِ
ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﺣُﺴﻨﻪ ﺍﻵﺳﺮ
ﻳُﻘﺴّﻢ ﺑﻬﺠﺘَﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱِ
ﻭﻳُﻄﻠﻖ ﺃﺟﻨﺤﺔَ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻭﻳﻨﻔﺦ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﺟﺬﻭﺓً
ﺗَﺸﻌّﻊُ ﻓﻲ ﻣُﺠﺘﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ
ﻭﻳُﺴﻤﻌﻨﻲ ﻧﺒﻀﺎﺕِ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓِ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄَﻞّ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ
ﺻﻨﻌﺖُ ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔَ ﻣﻦ ﺭﻭﺿﻚَ ﺍﻟْـ
ﺑﻬﻴﺞِ ﻭﻣﻦ ﻧﻔﺤﻪ ﺍﻟﻌﺎﻃﺮ
ﻭﺻُﻐﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﻪِ
ﺳﺠﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨُﻠُﻖ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ
ﺷﺒﺎﺏٌ ﺷﻤﺎﺋﻠُﻪ ﻛﺎﻟﻤﺪﺍﻡِ
ﺗَﻮﻗّﺪُ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ
ﻭﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻪ ﻗُﻮّﺓٌ
ﻛﻤﻮﻥَ ﺍﻟﺘﻮﺛُّﺐِ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺩﺭ [4]
قصيدة شاء الهوى
شاء الهوى أم شئت أنت
فمضيت في صمت مضيت
أم هز غصنك طائر
غيري فطرت إليه طرت
وتركتني شبحاً أمد
إليك حبي أين رحت
وغدوت كالمحموم لا أهذي
بغير هواك أنت
أجر .. أفر .. أتوه .. أهرب
في الزحام يضيع صوت
واضيعتي أأنا تركتك
تذهبين بكل صمت
هذا أوانك يا دموعي
فاظهري أين اختبأت
فإذا غفوت لكي أراك
فربما في الحلم جئت
في دمعتي في آهتي
في كل شيء عشت أنت
رجع الربيع وفيه
شوق للحياة وما رجعت
كوني كنجم الصبح
قد صدق الوعود وما صدقت
أنا في انتظارك كل يوم
ها هنا في كل وقت [5]