فوائد ومضار وتأثيرات الشمس على البشرة والوجه
ما الحلول عند عدم الحصول على الكمية اللازمة من أشعة الشمس؟
ما هي أبرز مضار الإفراط في التعرض لأشعة الشمس؟
عند قدوم الصيف واستعداد العائلة لقضاء عطلة صيفية ممتعة سواء على البحر أو في الجبل أو في أي مكانٍ للاستجمام والراحة، يجب أن لا تنسى ترافق ذلك مع التعرض لأشعة الشمس الحارقة التي قد تسبب ضرراً لأنواع بشراتنا المختلفة، أو قد تمنحنا رونقاً جديداً باكتساب الجلد للون البرونزي الرائع الذي يزيد من جمالنا وإشراقتنا، كلا الحالتين تحتم عليك عزيزي القارئ معرفة الأمور المتعلقة بالآثار الإيجابية أو السلبية لتعرض الجلد لأشعة الشمس، وهذا ما سنطلعك عليه في مقالنا التالي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فوائد الشمس للبشرة والجلد
من النادر أن يوصى طبيب بتعريض جلد مريض للشمس، لكن ثمة بعض الاستثناءات أولها عند معالجة حب الشباب، فالشمس تؤثر على هذا الطفح بتجفيف ما فيه من قيح، لذلك نلاحظ أن جلد سكان الشواطئ البحرية خالٍ من هذا الطفح.
الشمس أساسية لعلاج بعض البقع
الحالة الأخرى لدى معالجة القروح ذات الصفحة العريضة والوسط الأبيض الناصع والأطراف الحمراء، أو تلك البقع الصغيرة الحمراء المحددة بوضوح والتي تصيب الأنف، حيث تكون الشمس عادة بالإضافة إلى الهواء الطلق أساس علاجها كما هو معروف منذ سنين.
تساهم الشمس في علاج بعض التقرحات المرضية
في دراسة نشرت في 2 حزيران/يونيو عام 2015 تمت في المشفى الطبي التابع جامعة مقاطعة (هيلونغ جيانغ) للطب في الصين؛ حول دور التعرض لأشعة الشمس في معالجة الجروح المزمنة والقروح مثل: قرحة القدم السكرية والقرحة الوريدية وقرحة الشرايين الناتجة عن نقص إمداد الدم الشرياني، حيث أوضحت أن أساس معالجة هذا النوع من التقرحات هو تعرضها للحرارة بإشعاعات عالية سواء عن طريق الكي أو التخثير الكهربائي أو أشعة الشمس الطبيعية والتي يجب أن تكون حادة.
الشمس معالج للبهاق
كذلك الأمراض التي تشوه الجمال كالبهاق (البرص)، حيث يتم التحسن منها بشكل ملحوظ إذا ما عولجت علاجاً خاصاً، يرتكز على التعرض للشمس بعد استعمال مواد تثير الحساسية على المناطق البيضاء، وحماية المناطق شديدة السمرة بمادة أساسها (ساليسيلات المنتيل) حيث تعتبر منتج طبيعي لأحد أنواع النباتات الكندية ذات قوام زيتي وطعم مشابه إلى حد كبير لطعم النعناع، تدخل هذه المادة بسهولة في مسامات البشرة وتعطي حماية جيدة من أشعة الشمس.
ما هي الحلول في حال عدم الحصول على الكمية اللازمة من أشعة الشمس؟
تستخدم حقن الكلس أو ما يعرف باسم حقن الديفارول عند وجود نقص شديد في فيتامين د في الجسم الذي يتظاهر بتأخر في بزوغ الأسنان عند الأطفال أو التأخر في المشي أو حدوث تلين العظام عندهم، حيث تصبح الأمور أفضل عندهم من خلال هذه الحقن إلا أن لها مخاطر عديدة يجب تسليط الضوء عليها عزيزي القارئ وهي:
- ممكن أن تؤدي إلى ظهور حصوات في الكلية نتيجة ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم مؤدية بذلك إلى حدوث الفشل الكلوي.
- يمكن أن تؤدي إلى التسمم بالدم بفيتامين د الذي يعتبر من الفيتامينات غير المنحلة والتخلص منه ليس بسهولة
- ممكن أن تسبب حساسية لدى الأطفال وازرقاق في الوجه وأحيانا إغماء وهذا يختلف من طفل لأخر تبعاً للعامل الوراثي والبيئي.
ما هي أبرز مضار الإفراط في التعرض لأشعة الشمس؟
حقيقة نعم، فإن الشمس تسبب ظهور بعض الأمراض الجلدية التي سنلقي الضوء على أبرزها:
التعرض للشمس يزيد من فرص ظهور النمش
يظهر في الطفولة أو سن المراهقة، هو عبارة عن بقع صغيرة صفراء شاحبة، أو سمراء تشبه حبة العدس شكلاً، تظهر في الوجه والذراعين بشكل خاص، إذا كانت هذه البقع قليلة الوضوح في الشتاء فإن قدوم الصيف يزيد من بروزها بتأثير أشعة الشمس، فتبعث الأسى واليأس في نفوس الفتيات والنساء، ولكي نحول دون استفحالها ينبغي لنا حماية الرأس بقبعة، وطلاء الجسم بمرهم على أساس (الانتيبرين) وبخاصة (ساليسيلات الميتيل) لدى التعرض لأشعة الشمس.
أما إزالة النمش، فتكون بواسطة (الكريمات)، و(اللوسيون الزئبقي والأوكسجيني)، أو لمس كل نمشة ب(حمض الساليسيلك)، أو (الريزورسين)، أما إذا كان عدد النمش قليلا فيمكن معالجته بواسطة التخثير الكهربائي (المستخدم في الإجراءات الجلدية لإيقاف النزف وإزالة الندب والثآليل الجلدية)، حيث لا توصف هذه المستحضرات إلا بموجب توجيه طبي من قبل طبيب الجلدية بعد التشخيص الصحيح والكامل من قبله للحالة.
الشمس تسبب الكلواسما (الكلف)
الكلف تتألف من بقع سمراء غير منتظمة تظهر على الجبهة والصدغين والخدين، يبلغ قطرها عدة سنتيمترات، حيث تظهر خاصة على وجوه النساء الحوامل وتسمى (قناع الحبل- كلف الحَمْل)، لكن إذا استمرت هذه الكلواسما بعد إنجاب الطفل، يجب معالجتها بنفس الطريقة التي عالجنا بها النمش وتحت إشراف الطبيب المتخصص.
الشمس تسبب الحمرة الوجهية
تبدو بشكل نتوء أو احمرار منتشر على الوجنتين والأنف والخدين، تظهر أغلب الأحيان على وجوه النساء الشابات، ويشجع ظهور هذا المرض الإفراط في تناول الأطعمة كثيرة التوابل، والاضطرابات الهضمية أو المثانية أو المبيضية، ينتهي الأمر بهذا المرض إلى ترك احمرار دائم، بالتالي ينبغي حماية الوجه من الشمس باستعمال كريم (الهماميليس) وهو مادة تستخرج من نبات الهماميليس الموجود في أمريكا الشمالية؛ له استخدامات عديدة أهمها استعماله كمقبض للأوعية الدموية، ومقاومة الالتهابات الجلدية المتعددة وأهمها الأكزيما.
الشمس قد تسبب التهاب الشفتين
يتميز هذا المرض بتضخم حجم الشفتين واحمرارهما، وامتدادهما مع ظهور قشور عليهما، أو تشقق فيهما، قد يكون هذا المرض ناجماً عن استعمال أحمر الشفاه أو معجون الأسنان، أو عن التعرض للشمس، التي من شأنها زيادة هذا المرض في حال وجوده مسبقاً قبل التعرض لها، وعلاجه بسيط فالمستحضرات الدهنية غير المهيجة تخفف من الالتهاب كما ينبغي عدم استعمال أحمر الشفاه أو معجون الأسنان واستعمال (Cold cream) أحد أنواع الكريمات التي لا تحتوي على مواد عطرية، وغير المهيجة للبشرة.
التعرض المفرط للشمس قد يسبب الأكزيما
تظهر كبقع حمراء ذات أطراف غير واضحة الحدود، وتتشكل فوقها انتفاخات (فقاقيع) صغيرة تنفجر ويسيل منها القيح، تظهر عند بعض الناس الذين تكون أجسامهم قابلة للتأثر بالإصابة بها أكثر من غيرهم وهنا يرجح العامل الوراثي عند هؤلاء الأشخاص، كما أن التعرض للشمس ضار دائماً للأكزيما الظاهرة، فالشمس قد تكون من مسببات ظهورها وتسمى بأكزيما الشمس، وخير طريقة لاتقائها هي حماية الجسم بطلائه بكريم سائل ضد أشعة الشمس الضارة.
ما هي القواعد الصحية لاكتساب اللون البرونزي ؟
درج اللون البرونزي في عالم الموضة منذ أعوام، وأصبح هاجساً لدى معظم السيدات، اللواتي يستغلين فصل الصيف بأشعته الشمسية القوية لاكتساب هذا اللون الجميل، لكن البعض يفرط في التعرض لأشعة الشمس بالتالي يختلف تأثيرها باختلاف أنواع البشرة والجلود بالنسبة لكل شخص، فتكون الشقراوات عادةً أكثر ضرراً من السمراوات نتيجة التعرض لهذه الأشعة، بسبب امتلاكهن بشرة رقيقة سريعة التأثر، لذلك لاكتساب اللون البرونزي عليكٍ سيدتي بما يلي:
القاعدة الأولى:
التعرض تدريجياً للشمس، إنه لمن العبث بل الخطر أن تعرضي نفسك منذ اليوم الأول إلى الشمس طوال النهار، فإن الصداع ولون الجلد الشبيه بلون جلد السرطان سيفسدان عليكِ عطلتك.
كما أن مدة التعرض للشمس أول مرة يجب أن لا تتجاوز خمس دقائق لا سيما في المناطق التي تكون فيها الشمس شديدة الوطأة، وعند أول شعور بوخزات خفيفة في الجلد عليكِ إنهاء حمامك الشمسي مباشرة، يمكن تمديد فترة التعرض للشمس حتى نصف أو ثلاثة أرباع الساعة حسب طبيعة الجلد ومدة تحمله.
القاعدة الثانية:
لا ينبغي عليك البقاء طوال مدة تعرضك للشمس جامدة في المكان ذاته، قومي ببعض الحركات كالغطس في الماء غطسة سريعة، الأمر الذي يتيح لك تمديد حمام الشمس فترة أخرى دون أن تخشي على جلدك من الاحتراق.
القاعدة الثالثة:
تجنب استعمال المحاليل والسوائل الزيتية المدهنة، أو ماء الكولونيا الملونة التي قد تسبب لك أثراً غير متوقع، لأن أشعة الشمس تثبت اللون في مكانه، لذلك قومي باستبدال هذه المستحضرات ببعض المساحيق التي يستطيع جلدك امتصاصها، كالكريمات التي تحمي جلدك من لسعات الشمس وتقلل التأثير الضار لهذه الأشعة.
هل توجد طرق أخرى لإكساب الجلد اللون البرونزي؟
توجد طريقة أخرى لإكساب الجلد لوناً برونزياً وهي طريقة سهلة جداً وممتعة في آن واحد، لكنها تتطلب وقتاً أطولً، هي (حمام الظل) الذي يتم على شاطئ البحر تحت مظلة، أو في الجبل تحت ظل شجرة، كذلك يمكنك تطبيق طريقة أخرى حمام (نصف - ظل)، أي أن تضعي رأسك والقسم الأعلى من جسمك في الظل وباقي جسمك في الشمس، حيث لا يتعرض لأشعتها في هذه الحالة سوى الفخذين والساقين باعتبار أن جلد هاتين المنطقتين أقل حساسية من جلد الذراعين والعنق والوجه، حيث لا حاجة لتحديد الوقت أو القيام بحركة ما أو الحذر من أي ضرر، تعد هذه الطريقة من أفضل الطرق التي تكسب الجسم لوناً برونزياً جذاباً لا سيما للجلود الحساسة.
من جهة أخرى فإن إكساب الجلد اللون الأسمر في صالونات التجميل بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، يسمح للجسم بالتعرض للشمس دون خشية الإصابة بالحروق أو ضربة الشمس، التي تسمى باللغة الطبية (الحمى الشمسية)، وتتراوح شدة الأثر الذي تتركه بين الاحمرار البسيط والاحتراق الكامل الذي يتبعه تسلخ للجلد وهو ما يسمى (القرحات) يترافق ذلك مع حمى وانزعاج عام.
إن علاج ضربة الشمس وكل إصابات الجلد التي تسبب له التهابات، يمكن بواسطة زيت اللوز الحلو، أو روح الزيت الكلسي (هو نفسه زيت الزيتون المستخرج من قرى جباتا الزيت في الجولان السوري ذات التربة الكلسية لذلك سمي الزيت الكلسي) هذه المستحضرات تشفي القروح وتخفف الألم.
هل توجد أمراض أخرى تكشف الشمس عن وجودها؟
كثيراً ما تظهر على الجسم بعد تعرضه للشمس بشدة، بقع صغيرة بيضاء مستديرة، أو غير منتظمة متصلة أو متباعدة على صفحة الجلد السمراء، وعلى بشرة الظهر والكتفين والعنق بشكل خاص، ظهور هذه البقع دليل على وجود مرض جلدي غير ملحوظ قبل التعرض للشمس، وتسمى هذه الأمراض (تصلب الجلد) أو (داء الصدف) وفي أكثر الأحيان (النخالية الملونة)، هذا النوع من الأمراض قد يشفى منه المصاب بعد الامتناع عن التعرض للشمس، والبقع التي تكون قد ظهرت أول الأمر وازدادت عدداً واتساعاً تختفي دون أي علاج.
لا بد لنا من الإشارة إلى أن آثار الجروح والقروح التي تسمّر بالشمس أيضاً، والتي تبدو بعد اكتساب الجسم لوناً برونزياً أشد وضوحاً للعيان، يكون أبسط علاج لها أن تطلى بطلاء مائع أشبه بلون الجلد المجاور لها، أما النتوءات فيمكن معالجتها إما بواسطة الكي والتخثير الكهربائي أو إزالتها جراحياً.
نهايةً.. فإن هذا العرض السريع يوضح لنا أن معظم الأمراض الجلدية تتأثر بالتعرض لأشعة الشمس فبعضها يكون ذو تأثرٍ حسن وبعضها تأثر سيء، وفي كلتا الحالتين نرى أن الشمس عنصر نشيط جداً ينبغي لنا أن نجيد الإفادة منه، بحيث تحمل إلى جلودنا الخير المتوقع منها وعليه لا ينبغي لنا تجنب الشمس والابتعاد عنها دائماً وإنما في الحالات التي تحتم علينا ذلك.