فوائد فيتامين (د) وأهميته للجسم
أهمية فيتامين (د) لجسم الإنسان
مصادر غذائية محدودة لفيتامين (د)
لا بد أن معظمنا سمع عن فيتامين أشعة الشمس، إذ يلعب فيتامين (د) دوراً مهماً في نمو أجسامنا والحفاظ على صحتها بعد البلوغ وحتى بلوغنا الشيخوخة، وما تزال الدراسات والأبحاث الطبية جارية لاكتشاف فوائد جديدة لفيتامين (د)، فهل تعلم ما فوائد فيتامين (د)؟ وما أعراض نقص فيتامين (د) في الجسم؟ وكيف يمكن تعويض هذا النقص؟ تابع قراءة هذا المقال لمعرفة الإجابة عن كل هذه التساؤلات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هل تعلم أن فيتامين (د) ليس فيتاميناً
على الرغم أن الاسم المتعارف عليه علمياً وشعبياً هو فيتامين (د) (Vitamin D)، لكنه أقرب لأن يكون هرموناً من كونه فيتاميناً، إذ إن الفيتامينات بأنواعها هي مركبات لا يستطيع الجسم تخليقها أو إنتاجها؛ فلا بد له في هذه الحالة من البحث عنها في الأطعمة والمشروبات والمكملات الغذائية.
الحالة مختلفة مع فيتامين (د)؛ حيث يتمكن الجسم من توليد كميات كافية في الظروف الملائمة والطبيعية من هذا المركب، لذلك يميل الأطباء لاعتباره هرموناً أكثر من اعتباره فيتاميناً، لكن المصطلح يحافظ على نفسه بمواجهة هذه الحقيقة. [1]
أما عن آلية عمل فيتامين (د) في الجسم ومصادر الحصول عليه وأعراض نقص فيتامين (د) فسنتناولها في الفقرات الآتية.
أهمية فيتامين (د) لجسم الإنسان
يمثل فيتامين (د) عنصراً مهماً لدعم عدد من وظائف الجسم، وتأتي أهميته مضاعفة لدى الأطفال في مراحل نموهم المختلفة وكذلك لدى كبار السن، وإذا نظرنا لفوائد فيتامين (د) يمكن أن نقدر أهميته وضرورة الحصول على كميات كافية منه، فما هي هذه الفوائد؟ [1] [2]
فوائد فيتامين (د)
- إن الحصول على الكمية المثالية من فيتامين (د) أمر مهم لتنظيم امتصاص الفوسفور والكالسيوم في الجسم.
- يساهم فيتامين (د) في الحفاظ على صحة العظام والأسنان.
- يدعم فيتامين (د) وظائف الرئة وكفاءة القلب والأوعية الدموية.
- فيتامين (د) يدعم صحة الجهاز المناعي.
- فيتامين (د) يدعم صحة الجهاز العصبي والدماغ.
- يساعد فيتامين (د) في تنظيم مستويات الأنسولين في الجسم، كما يمتلك فيتامين (د) تأثيراً وقائياً من داء السكري.
- لفيتامين (د) تأثير في التعبير عن الجينات المشاركة في تطوير السرطان (Genes Involved in Cancer Development)، وأثر وقائي ضد السرطان.
- فيتامين (د) يساعد في الحفاظ على نضارة وشباب البشرة.
فيتامين (د) وعلاقته بالكالسيوم والفوسفور
يشير بحث منشور منذ العام 1980 في مجلة نيويورك للعلوم؛ إلى دور (فيتامين د) في تنظيم إفراز وامتصاص الكالسيوم والفوسفور في جسم الإنسان، حيث يعمل فيتامين (د) على تحفيز نقل الكالسيوم والفوسفور من حجرة السائل لخارج الخلية عند الطلب. [2]
فيتامين (د) ودوره في الحفاظ على صحة العظام والأسنان
إن الدور الذي يلعبه فيتامين (د) في امتصاص الجسم للكالسيوم والفوسفور ينعكس مباشرة على صحة العظام، إذ إن نقص فيتامين (د) يؤدي إلى أعراض خطيرة خاصة على العظام لدى الأطفال والمسنين، وسنأتي على ذكر هذه الأعراض بالتفصيل في فقرة مستقلة.
أما فيما يتعلق بصحة الأسنان فباستثناء تعزيز الكالسيوم بالجسم وانعكاس ذلك على الأسنان، لا يوجد ما يؤكد دور فيتامين (د) في محاربة التسوس أو علاجه. [2]
العلاقة بين فيتامين (د) وداء السكري
تشير الأبحاث إلى وجود علاقة محتملة بين نقص فيتامين (د) والخلل في توازن الغلوكوز، وبالتالي الإصابة بمرض السكري، حيث توجد علاقة عكسية بين فيتامين (د) ومقاومة هرمون الأنسولين، لكن ما تزال نتائج الدراسات غير مؤكدة لهذه العلاقة. [2]
فيتامين (د) والسرطان
أظهرت الأبحاث أن معدلات الإصابة والوفاة ببعض أنواع السرطان في مناطق خطوط العرض الجنوبية الأكثر عرضة للشمس أقل منها في مناطق خطوط العرض الشمالية الأقل تعرضاً لأشعة الشمس وفق موقع (Cancer.gov) التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH).
حيث يرجِّح الباحثون وجود علاقة بين مستويات فيتامين (د) في الجسم ومقاومة الأورام الخبيثة دون أن يصلوا إلى نتائج قاطعة، كما أنَّ هناك علاقة محتملة بين فيتامين (د) والوقاية من السرطانات، حيث تساهم تفاعلات فيتامين (د) في الجسم بإبطاء أو منع تطور الأورام والخلايا السرطانية.
ومن الدراسات التي أجريت على علاقة فيتامين (د) بالسرطان ما نشرته منظمة الأبحاث السريرية للسرطان عام 2014 التي أشارت إلى علاقة بين نقص فيتامين (د) والإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال، خاصَّة الذين ينحدرون من أصول إفريقية (ذوي بشرة داكنة). [1]
فيتامين (د) وصحة البشرة
يساعد فيتامين (د) على محاربة شيخوخة البشرة من خلال الدور الذي يلعبه في استبدال الخلايا المفقودة إلى جانب دوره المناعي، حيث يدخل فيتامين (د) في عملية التعويض عن خلايا البشرة الميتة بشكل مباشر، بالتالي يساهم في محاربة تقدم سن البشرة ومحاربة التجاعيد. [1]
أعراض نقص فيتامين (د)
يؤدي نقص فيتامين (د) إلى أعراض مختلفة على الصعيدين الجسدي والنفسي، على الرغم من اختلاط هذه الأعراض مع مسببات أخرى قد تجعل التأكد من وقوف نقص فيتامين (د) وراءها أمراً صعباً.
إلا أن القصة المرضية يمكن أن تفسر للأطباء العلاقة بين هذه الأعراض وبين مستويات فيتامين (د) في الجسم.
كما يعتبر الكساح وتليُّن العظام من الأمراض الكلاسيكية التي تصيب الأطفال نتيجة نقص فيتامين (د)، وقد تمت ملاحظة هذه العلاقة بين فيتامين (د) ومرض الكساح وتشوهات الهيكل العظمي لدى الأطفال نهايات القرن التاسع عشر.
كما أثمرت تجربة تعزيز حليب الأطفال بفيتامين (د) التي بدأت في الثلاثينيات من القرن الماضي عن نتائج ممتازة، ويفضل أن يحصل الأطفال على الحليب المعزز إلى جانب الرضاعة الطبيعية لتجنب أخطار الكساح وتليُّن العظام.
وعلى الرغم من أن البالغين قد حصلوا على هيكل عظمي مستقر إلَّا أنَهم أيضاً مهدَّدون بترقق وهشاشة العظام في حال معاناتهم من نقص فيتامين (د). [3]
طريقة قياس مستويات فيتامين (د) في الجسم
الاختبار الأنسب للتأكد من مستويات فيتامين (د) في الجسم هو اختبار (Hydroxy Vitamin D Blood Test) لتحديد تركيز (25"OH"D)، والنسبة الطبيعية بالنسبة للأشخاص الأصحاء هي من 20 وحتى 50 نانو غرام/ملليليتر، وما هو دون هذا الحد يستدعي تدخلاً علاجياً لإعادة مستويات فيتامين (د) إلى طبيعتها. [3]
أسباب نقص فيتامين (د)
- إن الأشخاص المعرضين لنقص فيتامين (د) هم الأشخاص الذين لا يحصلون على قدر كافٍ من أشعة الشمس، وتتضمن هذه الشريحة الأشخاص الذين يعيشون في دول ذات شتاء قاسٍ وطويل، أو الأشخاص الذين تفرض عليهم طبيعة حياتهم عدم التعرض للشمس.
- إضافة إلى أصحاب البشرة الداكنة الذين يحتاجون لفترات أطول من التعرض للشمس حتَّى يحصلوا على حاجتهم من فيتامين (د)، كما أنَّ الواقي الشمسي يمنع الاستفادة من أشعة الشمس للحصول على فيتامين (د).
- يضاف إلى قائمة المهددين بنقص فيتامين (د) الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الامتصاص بالأمعاء والمعدة أو من يعانون من مشاكل في الكلى والكبد، فذلك قد يحبط عملية توليد فيتامين (د) وإعادة امتصاصه.
- كما أنَّ الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً صارماً معرضون أيضاً لنقص فيتامين (د) ما لم يحصلوا على الكميات الموصى بها من الفيتامين، فالمصادر الأساسية لفيتامين (د) ذات منشأ حيواني.
- الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الحليب والبيض أو السمك مهددون أيضاً بنقص فيتامين (د) باعتبارها المصادر المثالية.
- كذلك قد يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة من نقص في فيتامين (د).
- هناك بعض الأدوية التي تؤثر سلباً على إنتاج فيتامين (د)، وهي الأدوية التي تؤثر على عمل الكلى والكبد أو التي تمنع إنتاج الكوليسترول. [3]
مصادر فيتامين (د)
- تعتبر أشعة الشمس المصدر الأسهل والأقرب لفيتامين (د)، حيث تقوم أشعة الشمس بتحويل الكولسترول في الجلد إلى كالسيول Calciol (D3)، ثم يقوم الكبد بتحويل D3 إلى كالسيديول (Calcidiol) لتقوم الكلى أخيراً بتحويل الكالسيديول إلى شكل نشط من فيتامين (د).
- يمكن للجسم أن ينتج بين 10 آلاف و25 ألف وحدة دولية من فيتامين (د) من خلال التعرض للشمس لمدَّة قد لا تتجاوز 15 دقيقة.
- يلعب لون البشرة وسلامة الكبد والكلى دوراً في سرعة إنتاج فيتامين دال بالتعرض للشمس، كما أنَّ وقت تعرضك للشمس ومكان تواجدك بالنسبة لخط الاستواء يلعب دوراً بالكمية التي تحصل عليها من فيتامين (د)، ويعتبر منتصف اليوم في الصيف وقتاً مثالياً للحصول على فيتامين (د).
- كما أنَّ مساحة الجلد التي تتعرض للشمس تؤثر في إنتاج فيتامين (د)، فلا بد أن تعريض الظهر للشمس لمدة 5 دقائق في الصيف بالنسبة لأصحاب البشرة الفاتحة سيكون مثالياً. [2]
مصادر غذائية محدودة لفيتامين (د)
لسبب أو آخر قد لا تحصل على الكمية الكافية من فيتامين (د) من خلال تعرضك للشمس؛ فمن جهة ربما تتحكم بك ظروف جغرافية أو حتى ظروف شخصية تمنعك من التعرض للشمس، ومن جهة أخرى، ما زال الجدل قائماً حول قدرة أشعة الشمس على سد احتياجات الجسم من فيتامين (د) وحدها، في حالة عدم التعرض لها، لا بد من اللجوء إلى مصادر أخرى من فيتامين (د).
يتوافر فيتامين د في مجموعة قليلة من الأغذية، والتي تتمثل فيما يأتي: [2]
- الأسماك الدهنية، وزيت السمك إن لم يكن السمك نفسه.
- كبد البقر.
- صفار البيض.
- منتجات الحليب والحليب المقوَّى.
- عصير البرتقال.
- حليب الأطفال المدعم بفيتامين (د).
هذا بالإضافة إلى حبوب فيتامين (د) والمكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (د) التي يمكن تناولها بعد استشارة الطبيب المتابع للحالة في حالات نقص فيتامين (د) الشديدة.
ما الكمية المثالية من فيتامين (د) في اليوم الواحد
- IU هو رمز الوحدة الدولية، وكل وحدة دولية واحدة تساوي 40 ميكرو غرام، كما أن الأرقام الواردة أدناه منقولة عن المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة NIH.
- الأطفال قبل إتمام السنة الأولى يحتاجون إلى 400IU/10Mcg للذكور والإناث يومياً، كما أن الأطفال الرضع يحصلون على جزء من هذه الحصة من خلال الرضاعة الطبيعية، لذا يجب أن تهتم الأم بحصولها على كمية كافية من فيتامين (د) بمعدل 600IU/15Mcg يومياً، مع اللجوء إلى لبن الأطفال المدعَّم بفيتامين (د).
- من عمر سنة وحتى 70 سنة يحتاج الجسم إلى 600IU/15Mcg يومياً.
- فوق 70 سنة يحتاج المسنون إلى 800IU/20Mcg يومياً.
- يتم إعطاء جرعات مختلفة في الحالات غير الطبيعية أو وفقاً لحالة المريض عموماً، ولا بد من استشارة الطبيب للحصول على الجرعة المثالية لعلاج نقص فيتامين (د). [1]
حالات فرط فيتامين (د) نادرة
عموماً حالات ارتفاع أو زيادة فيتامين (د) حالات نادرة، وتكاد تكون محصورة بتعاطي المكملات الغذائية وأخذ جرعات عالية من فيتامين (د) تتجاوز 50,000 وحدة دولية يومياً لمدة طويلة نسبياً، ما يؤدي إلى ارتفاع غير طبيعي في الكالسيوم.
الأعراض التي قد تحدث نتيجة فرط فيتامين (د)؛ تبدأ بالغثيان وضعف الشهية والضعف العام إلى جانب مشاكل بالتبول، أما عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو الكلى قد يكون الموضوع أخطر من ذلك.
لذا من المهم جداً استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي مكملات غذائية أو حبوب تحتوي على فيتامين (د) لتحديد الجرعة المناسبة للحالة المرضية، وذلك لتفادي حدوث أي مشكلات صحية. [1]
أخيراً، كل ما تحتاجه هو 10 دقائق من شمس الصيف وأكثر قليلاً من شمس الشتاء لتحصل على كمية جيدة من فيتامين (د) إلى جانب الاهتمام بالمصادر الغذائية التي تحتوي على فيتامين (د)، وبذلك تتمكن من تجنب أي مخاطر تترتب على نقص فيتامين (د) في الجسم.