شعر حزين عن موت شخص عزيز
الشعر الحزين هو نوع من أنواع الشعر الذي يعبر عن الأحاسيس والمشاعر الحزينة والمؤلمة لا سيما عند فراق أو موت شخص عزيز عليك، حيث يعكس الشعراء هذه الحالة من الحزن والأسى التي يشعر بها نتيجة لما يعيشه من فقدان ووحدة وألم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تتميز القصائد الحزينة بلغة مؤثرة وعاطفية، حيث يعبر الشاعر بكلمات معبرة عن مشاعره وأفكاره ويسعى إلى لفت انتباه المستمعين والقراء إلى ما في داخله، حيث يمتاز الشعراء الذين يمتلكون القوة الشعرية لنقل الأحاسيس والتعبير عنها.
قصيدة الموت ربع فناء
الموتُ رَبْعُ فَناءٍ، لم يَضَعْ قَدَماً
فيهِ امرؤٌ، فثَناها نحوَ ما ترَكا
والملكُ للَّهِ، من يَظفَرْ بنَيلِ غِنًى
يَرْدُدهُ قَسراً، وتضمنْ نفسه الدّركا
لو كانَ لي أو لغَيري قدْرُ أُنْمُلَةٍ
فوقَ الترابِ، لكانَ الأمرُ مُشترَكا
ولو صفا العَقلُ، ألقى الثّقلَ حامِلُه
عَنهُ، ولم تَرَ في الهَيجاءِ مُعتَرِكا
إنّ الأديمَ، الذي ألقاهُ صاحبُهُ
يُرْضي القَبيلَةَ في تَقسيمِهِ شُرَكا
دعِ القَطاةَ، فإنْ تُقدَرْ لِفيكَ تَبِتْ
إلَيهِ تَسري، ولم تَنصِبْ لها شرَكا
وللمَنايا سعَى الساعونَ، مُذْ خُلِقوا
فلا تُبالي أنَصَّ الرّكْبُ أم أركا
قصيدة يا عين
يا عَينُ مَهما كُنتِ ذاتَ جُمودٍ
فَلَا أُبكِينكِ دَماً عَلى مَحمودِ
وَلَأُمطِرَنكَ مِنَ الدُموعِ سَحائِباً
تَروينَها عَن كَفِّهِ في الجودِ
وَلَأَنتَ يا كَبِدي فَمِن نارِ الأَسى
ذوبي وَيانارُ الضُلوعِ فَزيدي
ما كُنتُ يا قَلبُ الحَديدَ فَإِن تَكُن
فَالنارُ قَد تُلوى بِكُلِّ حَديدِ
أَتُعِزُّ في مَحمودِ دَمعَةَ ناظِرِ
لَو كانَ فيهِ قَسوَةَ الجَلمودِ
مِن بَعدِ ما مَلَأَ النَواظِرَ قُرَّةً
وَغَدا مَسَرَّةَ قَلبِ كطُلَّ وَدودِ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ مِثلَ جَبينِهِ
شَرخَ الشَبابِ يَعودُ طَعمُ الدودِ
ما كُنتُ آمُلُ أَنَّ شُعلَةَ ذِهنِهِ
تَعدو عَلَيها اليَومَ كَفَّ خَمودِ
ما كُنتُ آمُلُ أَن نَكباءَ الرَدى
تودي بِغُصنِ شَبابِهِ الأَملودِ
وَبِكُلِّ نَفسٍ مِن أَمائِرِ نَبلِهِ
إيماضَ بارِقَةٍ وَلَمحَ شُهودِ
سَهِرَ الَليالي في وِصالِ حَقائِقٍ
وَالغَيرُ يَسهَرُ في وِصالِ الغَيدِ
ما غَرَّهُ زَهوٌ وَلا حَسَبُ العُلا
إِلّا بِمَجمَعِ طارِفِ وَتَليدِ
نَظُمَت بِهِ زَهرَ الخِلالِ كَأَنَّها
في الخودِ عَقدَ اللُؤلُؤِ المَنضودِ
قصيدة يا راحلين
يا راحلين وقد سكنتم جوارحنا
ليت الفراق ما كان ولا كانت مآسينا
تبكي العيون وقد أضحت مآقلنا
فجر الصباح بلا نور يلاقينا
تغدو الرياح بلا طيب نعانقه
ويأتي النواح بلا إذن يواسينا
صارت بطاح الأرض مقفرة
وانكبت لظى الأشواق تكوينا
عفت الحياة بلا صديق أصادقه
وقد كنت لي الرقراق تسقينا
يا من كنت بكل سر أبوح له
وألقى لديه الحل يرضينا
مت رفيقي بعد فقدك ميتة
أفقأ العينين مبتورة أيدينا
حسبي بأن نسلك باقيا
وأن الشهادة عند الله تنجينا
قصيدة في رحمةِ الله
في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا
إنّا إلى الله قول أبردَ الكبدا
في ذمةِ الله أخٌ مسرعٌ ذهبَ
إلى الرحيمِ إلى جناتِهِ رَغِدا
إذا ذكرناهُ فاضَ الدمعُ وانحدرَ
فوقَ الخدودِ عجولًا فتَّتَ العَضُدا
كنا رفيقي طريقاً في الدُنا مُهدا
لِمَا الرحيلُ وعزمُ البدءِ قد عُقدا
يا صاحبي قد تركِتَ الدنيا مغتربًا
والصحبُ والأهلُ والجيران والبلدا
الحزنُ يقطعُ قلبًا قبلُ قد قُطعَ
والشوق يفجُرُ دمعًا غارَ وافتُقِدا
قد كنتَ منَّا كنجم ساطع طلع
فوق البحارِ ببعضِ الليلِ قد رُصِدا
صاحَ لكَ الله في دارِ البقا فعِش
عيش الخلودِ سعيدًا هانئًا غَرِدا
قصيدة يا عَينِ ما لَكِ
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا
إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا
فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ
وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا
وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عُصَباً
فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا
يَعدو بِهِ سابِحٌ نَهدٌ مَراكِلُهُ
مُجَلبَبٌ بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا
حَتّى يُصَبِّحَ أَقواماً يُحارِبُهُم
أَو يُسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا
هُوَ الفَتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ
مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ مُنتابا
يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيلُ بِهِم
نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا
المَجدُ حُلَّتُهُ وَالجودُ عِلَّتُهُ
وَالصِدقُ حَوزَتُهُ إِن قِرنُهُ هابا
خَطّابُ مَحفِلَةٍ فَرّاجُ مَظلَمَةٍ
إِن هابَ مُعضِلَةً سَنّى لَها بابا
حَمّالُ أَلوِيَةٍ قَطّاعُ أَودِيَةٍ
شَهّادُ أَنجِيَةٍ لِلوِترِ طَلّابا
سُمُّ العُداةِ وَفَكّاكُ العُناةِ إِذا
لاقى الوَغى لَم يَكُن لِلمَوتِ هَيّابا
قصيدة حُكْمُ المنيّةِ
حُكْمُ المنيّةِ نافذُ الأحكامِ
والدّار ما جُعِلَتْ بدار مُقَامِ
كَمْ فتّتَتْ كَبِداً وكم أبكت دماً
ورفيع عرش ثُلَّ بعد نظام
وَلَرُبّما هان المصاب وأنتَ يا
حمّودة جلل على الأيّام
يفنى الزّمان ورُزءُ فقدِك حادثٌ
يُتْلَى على الأفواه والأقلام
إنْ تَسْخُ جامدةُ العيون بِدرِّها
فلطالما رَوِيَتْ بكأس منام
أَوْ تَلْبَسِ الدّنيا عليك حِدَادها
فَغُرُوبُ شمسِك مُؤْذِنٌ بظلام
لكم مَآثرُكَ التي خَلَّدْتَهَا
أَبْقَتْ سَنَاك وأنت تحت رُجَامِ
السُّورُ ما سَوَّاهُ إلاّ عَزْمُه
ومُشَيِّدُ الأبراج تحت ضِرَامِ
أمّا الثّغور فإنّها غُصّصُ آلْعِدَا
وشِفَا الصّدورِ لأمّة الإسلام
ولكم سَقَيْتَ الرُّعبَ من شقَّ العصا
ومَزَجْتَ كأسَ سرورِه بحمام
مِنْ بَعْدِ ما بَالَغْتَ في إرشاده
وغَضَضَتَ جفنَ الحلم غَضَّ كِرَام
حتى أطاعَكَ فيهُمُ النّصر الذي
خضعوا به قَسْراً خضوعَ لِئَام
وبلغتَ أنّك إن رَأَوْا لك عسكراً
هُزِموا بلا طَعْنٍ وسلِّ حُسَام
وغَدَتْ بذلك تونسٌ تَفْتَرُّ في
حُلَلِ الهنا عن ثغرها البسّام
محسودةً كَعُقابِ جوٍّ مَنْعَةً
بشموخها وكَمِيِّها الضّرغام
والآن فهي لفقده محزونةٌ
تبكي عليه بِكُلِّ طَرْفٍ دامي
فكأنّما عَيْنُ الحَوَاسِدِ فَوَّقَتْ
لِجَمَالِها عن قَوْسِها بِسِهَام
لمّا دعا داعي الرّضى فأجابه
مستسلماً للّه في الأحكام
فَافْسَحْ له اللّهُمَّ عندك منزلا
واسْمَحْ له بزيادة الإِنعام
ولقولتي حَقِّق بفضلك فيه إذْ
أَرَّخْت قيل ادخل لنا بسلام