أعراض اكتئاب الحمل وأسبابه وعلاجه

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الثلاثاء، 07 فبراير 2023
مقالات ذات صلة
اكتئاب الأطفال: أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
أسباب تسمم الحمل وأعراضه وكيفية علاجه
علاج اكتئاب الحمل في الشتاء

أن تكوني امرأة حاملاً لا يعني أنك على وشك الدخول في جو أسري ممتلئ بالبكاء والطلبات والمسؤوليات والواجبات، سواء بإعداد الطعام أم تنظيف الطفل والاعتناء بطعامه وبصحته وتأمين احتياجاته مقابل إهمال نفسك والتخلي عن حقوقك ومتطلباتك، قد تتخيلين لوهلة أنك تمسكين الطفل بشعر أشعث غير مسرح ووجه مصفرّ وعيون غارقة في الذبول مرتدية بنطال فضفاض وسترة متسخة بطعام الطفل؛ هذه الأفكار غير صحيحة، ما إن استطعت التخلص منها والتفكير جدياً بمدى السعادة التي ستحظين بها عند ولادتك لطفلك، وفي هذا المقال نتناول الحديث عن اكتئاب الحمل وأعراضه وأسبابه وتأثيراته على الجنين وطرق علاجه.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هو اكتئاب الحمل

اكتئاب الحمل هو اضطراب المزاج والتغيرات البيولوجية التي تنطوي على تغييرات في كيمياء الدماغ، ولا يتم تشخيص الاكتئاب بشكل صحيح خلال فترة الحمل، لأن الناس يعتقدون أنها مجرد نوع آخر من عدم التوازن الهرموني؛ نظراً لارتفاع هرموني الإستروجين والبروجيسترون بعد الحمل مباشرة؛ مما يؤدي إلى الغثيان والتقيؤ وغيرها من الأعراض المزعجة، لكن الحقيقة أنه إلى جانب اختلال نسبة الهرمونات، فإن اكتئاب الحمل أوسع وأشمل من مجرد هرمونات.

ولا داعي للقلق من تعرضك للاكتئاب خلال فترة حملك، حيث إنه وبحسب دراسة أو يمكن اعتبارها وثيقة قدمتها الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (The American College of Obstetricians and Gynecologists) في عام 2015، فإن اكتئاب الحمل يؤثر على واحدة من كل سبع نساء، خاصة في أول 12 أسبوعاً من الحمل، لذلك طالما أنك من النساء اللاتي يبحثن في مشاكلهن لحلها، ويسعين لأن يكنّ أفضل؛ فإن الاكتئاب لن يهزمك أبداً. [1]  

كيف تدركين أنك مكتئبة خلال حملك

هناك عدة علامات قد تشير إلى أنك مكتئبة، وتسيطر عليك أفكار سلبية خلال حملك، مما يعني أنك قد تحتاجين طبيباً متخصصاً ليقدم لك العلاج، ومن ضمن هذه العلامات والأعراض حسب وثيقة لمنظمة صحة المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية ما يأتي: [1]

  1. الحزن المستمر: إذ تبقى المرأة حزينة تشعر بالأسى والندم أحياناً، فلا تشعر بالسعادة أبداً.
  2. صعوبة في التركيز: فتكون المرأة في حالة تشوش وعدم إدراك، وقد تتعرض ذاكرتها لنسيان بعض التفاصيل الصغيرة.
  3. قلة النوم أو كثرته بشكل زائد: فإما أن نجدها نائمة طوال الوقت، تستيقظ لتأكل فقط، أو نجدها قلقة متوترة مستيقظة ليلاً نهاراً.
  4. قلة الشهية أو زيادتها بشكل مفرط: فقد نرى المرأة الحامل تأكل بشراهة كبيرة وبمقادير كبيرة في أوقات متقاربة وتشكو دائماً من جوعها، أو نجدها فاقدة للشهية، فتتعرض للتقيؤ عند أي لقمة طعام تتناولها.
  5. فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تمثل متعة لها من قبل: حيث تشعر المرأة الحامل بالملل من كل شيء يحيط بها، حتى الأنشطة التي كانت تمارسها سابقاً.
  6. أفكار متكررة تتعلق بالموت والانتحار والدخول في حالة يأس: تبدأ بالشعور بأن كل ما يحيط بها هو عبارة عن ظروف سيئة، وأنها هي الضحية الوحيدة الموجودة على وجه الأرض، مما قد يدفعها للتفكير في أذية نفسها.
  7. قلق مستمر وتوتر شديد: حيث لا تستطيع الاسترخاء والحصول على الراحة حتى وإن حصلت على وقت فراغ، تبقى دائماً في حالة استنفار.
  8. شعور كبير بالذنب والحساسية المفرطة: إذ تفكر الحامل في أنها ستكون أماً غير مثالية، وستعرض طفلها المنتظر للمشاكل والتعب، ولن يحصل بسببها على الرعاية الكافية.
  9. اللجوء إلى البكاء لأتفه المواقف والأسباب: تصبح الحامل حساسة لأي موقف ولأتفه الأسباب والأمور؛ مما يدفعها للبكاء بشكل مفاجئ.
  10. التعرض للصداع والآلام الشديدة في المعدة: تكون هذه الآلام نتيجة التوتر والتشنجات.
  11. اللجوء إلى الوحدة والبعد عن الناس: تصبح متململة من كل الأشخاص الذين يحيطون بها؛ مما يدفعها لحب الوحدة والبعد عن الناس.

أسباب اكتئاب الحمل

لا يأتي شيء بمجرد المصادفة، ومن المؤكد أن لكل فعل ردة فعل حتمية، كذلك اكتئاب الحمل فإنك لا تتعرضين له بمجرد أنك حملت بل يوجد بالتأكيد أسباب قد دفعتك له، من ضمن هذه الأسباب حسب منظمة صحة المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية المذكورة سلفاً ما يأتي: [2]  

  • حدوث الحمل بشكل مفاجئ في وقت لم تتوقعي حدوثه فيه ولم تكوني جاهزة لذلك.
  • التعرض للإجهاض في وقت سابق، قد يسبب لك توتراً وخوفاً من الإجهاض مرة ثانية طوال فترة حملك؛ مما يدفعك للاكتئاب.
  • تعاطي أي نوع من المخدرات أو الإدمان؛ مما يجعلك تشعرين بالذنب المستمر واليأس والإحباط.
  • تعرض أحد أفراد عائلتك في تاريخ حملهم للاكتئاب، قد يعطي احتمالاً آخر لتعرضك أنتِ أيضاً للاكتئاب.
  • وجود مشاكل عائلية أو مالية أو اجتماعية؛ يؤدي إلى تعرضك لضغوط نفسية عدة تبعدك عن جو السعادة بجنينك وحملك؛ مما يعرضك للاكتئاب.
  • نقص الراحة الجسدية من تعب وإرهاق نتيجة أعراض الحمل، فالغثيان الصباحي وآلام الحوض قد تؤثر سلباً على صحتك النفسية.
  • مضاعفات الحمل أو الولادة السابقة، فتعرضك للأوجاع والآلام وصعوبة الولادة في ولادتك السابقة؛ قد تسبب لك اكتئاباً في حملك الحالي خوفاً من التعرض للمعاناة ذاتها.
  • شكوك حول قدرتك على أن تكوني أماً جيدة، "هل سأكون أماً مثالية؟ هل سأستطيع توفيق حياتي مع العناية بطفلي؟" حتى تصبح هذه الشكوك بمثابة هوس دائم قد يدخلك في متاهة التوتر النفسي.
  • قلة النوم والقلق، فعدم حصولك على النوم الكافي يجعلك تغضبين لأتفه الأسباب؛ مما يسبب لك الانزعاج والتوتر ومن ثم قد يصيبك الاكتئاب.
  • الإجهاد من الأعمال والمسؤوليات المنزلية؛ كتنظيف المنزل، وإزالة الغبار، وغسل الثياب وتجفيفها، وإعداد الطعام، وكيّ الملابس، وغسل الأطباق وغيرها، كلها تزيد من تعبك وتوترك إن لم تستطيعي تنظيم وقتك للقيام بأعمال المنزل.
  • عدم التمتع بوقت فراغ للاهتمام بنفسك وأخذ قسط من الراحة، فإن انشغالك بمنزلك وتنظيفه والتوفيق مع عملك وإنهائه قد لا يوفر لك أي قسط من الراحة، كي تسرحي شعرك حتى، لذا حاولي تقسيم وقتك وجدولته مع اختيار الأوقات المناسبة واللازمة لكل عمل، حتى تخصصي وقتاً لكِ ولنفسكِ فأنت تستحقين الاهتمام أيضاً.
  • الخوف من تأمين مستقبل جيد للطفل، فقد تكون شكوكك حول قدرتك على تأمين مستقبل جيد لطفلك من مستلزمات وحفاضات وملابس وألعاب وأدوية وغيرها؛ سبباً رئيسياً للقلق حول حياته التي لم تبدأ بعد، لذلك حاولي مناقشة الأمر مع زوجك لتقررا ميزانية الطفل والاعتناء به وتأمين جميع احتياجاته بما يتناسب معكما، بالتالي يجعلك أكثر اطمئناناً وراحة.
  • الحاجة الملحة لتكوين أسرة مثالية كما تحلمين دائماً، فإن كان حلمك رجلاً يشاركك همومك المنزلية والعائلية ويتعاون معك لحلها، وأن تنجبي أطفالاً لا ينقصهم شيء في الحياة حتى تكونوا جميعكم أسرة مثالية، لا تيأسي وإن كانت ظروفك تسير عكس التيار، فاعلمي أن كل شيء بالإصرار والتصميم سيسير على ما يرام بمرور الزمن.

هل يؤثر اكتئاب الحمل على الجنين

ذكرت منظمة الحمل الأمريكية في مقالها المذكور سابقاً أن اكتئاب الحمل غير المعالج يمكن أن يشكل مضاعفات خطيرة محتملة على الأم والجنين، فمن الممكن أن يؤدي إلى سوء التغذية، أو تناول أغذية مضرّة، كذلك تدخين السجائر بالتوازي مع احتمالية التفكير بالانتحار.

كل ذلك قد يسبب الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين، الذي من الممكن أن يؤثر بدوره على قدرة الأم على تربية طفلها بعد الولادة تربية جيدة. [2]

وحسب مقال مجتمع أخصائيي الأطفال الكندي (Canadian Pediatric Society) الذي يهتم بصحة الأطفال وتكوينهم، فإن اكتئاب الحمل قد يؤثر على الأطفال بعد الولادة، كما يأتي: [2]

  • من الممكن أن تجد الأم صعوبة في التعامل مع الطفل؛ نظراً لعدم تفاعله معها أثناء الإطعام واللعب مع الطفل وغيرها.
  • يعاني الطفل من صعوبة في النوم؛ فيصبح دائم البكاء والشكوى.
  • قد يعاني الطفل من مغص وتشنجات مفاجئة عدة مرات أثناء يومه.
  • قد يتأخر الطفل في تطوير مهاراته السلوكية عن الأطفال الآخرين كالمشي والكلام وغيرها.

وهكذا نرى بأن اكتئاب الحمل شعور سيئ قد يقودك إلى المخاطرة بصحتك وصحة جنينك، حتى لما بعد الولادة، فلا تهملي معالجته وسارعي لإيجاد الحلول واستشارة المختصين.

خطوات علاج اكتئاب الحمل

مع ذكرنا أهمية معالجة اكتئاب الحمل نظراً لتشكيله خطراً كبيراً سواء عليك أو على جنينك، نذكر فيما يأتي بعض الخيارات المتاحة في معالجته التي ذكرتها منظمة توميز Tommy"s Organization في المملكة المتحدة والتي تهتم بشؤون صحة الجنين والأطفال والحفاظ على حياتهم في مقال لها: [3]  

  • استشارة طبيب نفسي يمكنه أن يساعدك على تجاوز المرحلة بشكل جيد، ويجعلك تركزين على الأمور الإيجابية، متخطية كل السلبيات والمعوقات التي تفكرين بها باستمرار.
  • التصريح لطبيبك النسائي، إذ بإمكانه أخذ نوع الأدوية التي يصفها لك الطبيب النفسي بعين الاعتبار؛ حتى يدرك أن ذلك الدواء لا يسبب اختلالاً أكبر في هرموناتك.
  • مشاركة زوجك بهمومك ومشاكلك وأفكارك، فمن المرجح أنه سيتفهم تصرفاتك وأفعالك عندها بشكل أكبر، وسيعمل جاهداً على توفير الأمان النفسي لك.
  • ممارسة النشاطات التي تفضلينها، كالتمارين الرياضية المسموحة للحامل، والاستماع للموسيقى المهدئة للأعصاب.
  • محاولة الحصول على الراحة الكافية، فإن قلة النوم وعدم الراحة تؤثران على قدرة العقل على التعامل مع التوتر الذي تتعرضين له في حياتك اليومية.
  • الاهتمام بنفسك وجمالك وأناقتك، فالكثير من النساء يزول عنهن الاكتئاب رويداً رويداً بمجرد تلاشي الأسباب التي أثرت على جمالهن، فاهتمام المرأة الحامل بنفسها وبجمالها؛ يحسن صحتها النفسية قليلاً.
  • الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تؤجج توترك وتؤثر على ضغط الدم، كالوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والسكر والكربوهيدرات المصنعة والمنخفضة بالبروتينات.
  • الانتباه عند تناول أدوية مضادة للاكتئاب خلال فترة الحمل؛ نظراً لإمكانية حدوث تشوهات جنينية ومشاكل في القلب، بالإضافة لارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • في حال كان الاكتئاب حاداً ويحتاج إلى معالجة فورية مع الاضطرار إلى استخدام الأدوية، عليك استشارة طبيبك النسائي وطبيب الأطفال، مع اختيار الدواء الذي لا يشكل خطراً على الجنين.

هكذا، نجد بأن الأم تمر بمراحل صعبة جداً أثناء حملها لا يفهمها غيرها، لكي تحصل على طفلها سليماً معافىً، لهذا كوني فخورة بنفسك؛ نظراً لأنك تتحدين كل الضغوط التي تواجهك كأنثى، كي تحصلي على خياراتك في الحياة، وتكوني السبب الرئيسي والأساسي في استمرار هذه الحياة.

  1. أ ب "مقال الاكتئاب أثناء الحمل أعراضه وأسبابه" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  2. أ ب ت "مقال اكتئاب الحمل وأسبابه وتأثيراته وعلاجه" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  3. "مقال كل ما يخص الاكتئاب خلال الحمل" ، المنشور على موقع nhs.uk