تعرف على أهم التطعيمات الضرورية لحج آمن بدون عدوى

مقالات ذات صلة

أهم الفيتامينات الضرورية خلال الدايت ومواعيد تناولها

آمنة ومريم: التغذية السليمة ضرورية جداً للمقبلين على الزواج

العدو

الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة ومناسبة دينية عظيمة تجمع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد. لكن، التجمعات الكبيرة، الازدحام، والظروف البيئية المختلفة تزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية. لذلك، يُعد التحضير الصحي للحج أمراً بالغ الأهمية، وأحد أهم وسائل هذا التحضير هو تلقي التطعيمات الضرورية. التطعيمات لا تحميك فقط، بل تساهم في حماية الآخرين والحد من انتشار الأمراض. في هذا المقال، سنتعرف على أهم التطعيمات الضرورية لحج آمن وصحي بدون عدوى.

لقاح التهاب السحايا (المكورات السحائية)

يعتبر لقاح التهاب السحايا من أهم التطعيمات المطلوبة للحجاج، حيث يقي من الإصابة بعدوى المكورات السحائية التي تسبب التهاب السحايا. هذا المرض شديد العدوى ويمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يُعالج بسرعة. يعد التهاب السحايا هو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، ويمكن أن يكون ناتجاً عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. المكورات السحائية هي النوع البكتيري الأكثر شيوعاً والذي يمكن أن يكون قاتلاً إذا لم يُعالج بسرعة. ينتقل هذا المرض عن طريق التنفس أو الاتصال المباشر مع شخص مصاب. ^[1]  

هناك عدة أنواع من لقاحات التهاب السحايا المتاحة، وتشمل:

• لقاح المكورات السحائية الرباعي (MCV4): يقي من أربعة أنواع من البكتيريا السحائية، ويعتبر هذا اللقاح هو الأكثر شيوعاً والمستخدم للحجاج.
• لقاح المكورات السحائية متعدد السكريات (MPSV4): يُستخدم في بعض الحالات الخاصة لمن تزيد أعمارهم عن 55 سنة.

أما عن التوقيت المثالي لتلقي اللقاح، فينصح بتلقي لقاح التهاب السحايا قبل السفر بفترة كافية، حيث يتطلب الأمر عادة حوالي أسبوعين لكي يكتسب الجسم مناعة كاملة بعد التطعيم. يجب أن يحصل الحاج على اللقاح على الأقل 10 أيام قبل السفر لضمان الحصول على الحماية اللازمة.

غالباً ما تكون الأعراض الجانبية للقاح التهاب السحايا خفيفة وتختفي بعد يوم أو يومين. تشمل هذه الأعراض ما يلي:

• ألم أو احمرار في مكان الحقن.
• حمى خفيفة.
• تعب.
• صداع.
• آلام عضلية.

إذا كانت الأعراض تزعجك أو استمرت لفترة أطول من المتوقع، لا تترددي في الاتصال بطبيبك.

لقاح الإنفلونزا

يعتبر لقاح الإنفلونزا ضرورياً بشكل خاص خلال موسم الحج، حيث تتزايد احتمالية انتشار الفيروس بسبب الازدحام الشديد. الإنفلونزا يمكن أن تكون خطيرة، خاصة بالنسبة للفئات الضعيفة والأكثر عرضة للإصابة مثل كبار السن والأطفال دون سن 5 سنوات والنساء الحوامل. كما أن المرضى المصابين بحالات صحية معينة عليهم تلقي لقاح الإنفلونزا قبل موسم الحج، وتشمل هذه الحالات الصحية ما يلي: ^{[1] [2]}

1. السمنة.
2. الربو القصبي.
3. أمراض القلب والرئتين.
4. حالات ضعف المناعة، مثل الإصابة بمرض الإيدز.

يجب على جميع البالغين والأطفال من عمر 6 أشهر أو أكبر تقديم شهادة تطعيم سارية المفعول تثبت أنه تم أخذ اللقاح قبل القدوم إلى مناطق الحج والعمرة بمدة لا تقل عن 10 أيام، ويُفضل تلقي لقاح الإنفلونزا قبل بداية موسم الحج بفترة، وعادة ما يتم ذلك خلال موسم التطعيم السنوي في الخريف، وذلك لعدة أسباب تشمل:

• لحماية نفسكِ: رحلة الحج تتطلب الكثير من الجهد البدني والروحي. الإصابة بالإنفلونزا قد تعيق قدرتكِ على أداء المناسك بكفاءة، وسيساعدك لقاح الإنفلونزا في الوقاية من الإصابة أو يخفف من حدة الأعراض إذا حدثت العدوى.
• لحماية الآخرين: تخيلي أنكِ قد تكونين سبباً في حماية صديقاتكِ وأفراد عائلتكِ الذين يرافقونكِ في هذه الرحلة المباركة. عندما تتلقين اللقاح، تقللين من خطر نقل الفيروس إلى من حولكِ، مما يجعل رحلتهم أكثر أماناً أيضاً.
• تجنب المضاعفات الصحية: النساء اللواتي يعانين من أمراض مزمنة أو ضعف في الجهاز المناعي يكونن أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة بسبب الإنفلونزا. اللقاح يمكن أن يكون الفارق بين رحلة حج مريحة وآمنة وبين مواجهة مشاكل صحية.

أما عن الأعراض الجانبية الشائعة للقاح الإنفلونزا للحاج، فإنها عادةً ما تكون خفيفة وتختفي بسرعة. وتشمل الأعراض الجانبية ما يلي:

1. ألم واحمرار في موضع الحقن.
2. حمى خفيفة.
3. تعب وآلام في الجسم.
4. صداع.

إذا كانت الأعراض تزعجك أو استمرت لفترة أطول من المتوقع، لا تترددي في الاتصال بطبيبك.

لقاح الحمى الصفراء

يطلب لقاح الحمى الصفراء من الحجاج القادمين من بلدان معينة حيث ينتشر الفيروس، فالحمى الصفراء هي مرض فيروسي ينتقل عبر لدغات البعوض المصاب. يمكن أن تكون الحمى الصفراء خطيرة وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، لذا فإن الوقاية منها عبر اللقاح أمر بالغ الأهمية. ويجب تلقي اللقاح على الأقل 10 أيام قبل السفر، حيث يحتاج الجسم إلى هذه الفترة لتطوير مناعة فعالة ضد الفيروس. ^{[1] [2]}  

وتشمل الأعراض الجانبية الشائعة للقاح الحمى الصفراء ما يلي:

• حمى خفيفة.
• صداع.
• ألم عضلي.
• ألم واحمرار في موضع الحقن.

وفي حال إصابتك بأي من الأعراض الجانبية المذكورة، احرصي على الحصول على قسط كافٍ من الراحة، واشربي الكثير من السوائل، وتناولي مسكنات الألم البسيطة إذا لزم الأمر. ومن المهم التواصل مع الطبيب إذا استمرت الأعراض لفترات طويلة أو كانت شديدة، للحصول على النصيحة المناسبة.

لقاحات أخرى محتملة

هناك لقاحات أخرى تساعد في الوقاية من الأمراض التي يمكن أن تنتشر بسهولة أثناء الحج. إليكِ بعض اللقاحات الهامة للحاج إلى جانب اللقاحات التي قد ذكرناها سابقاً: ^[1] 

1. لقاح التهاب الكبد الوبائي (A و B): التهاب الكبد الوبائي يمكن أن ينتقل من خلال الطعام أو الماء الملوثين أو الاتصال الجنسي. ويوصى بتلقي هذه اللقاحات للحماية من هذين النوعين من التهاب الكبد، خاصة إذا كنت تخططين للبقاء لفترة طويلة في مناطق ذات بنية تحتية صحية أقل تطوراً. ويتطلب اللقاح الحصول على سلسلة من الجرعات؛ لذلك تأكدي من جدول التطعيم مع طبيبك.
2. لقاح التيفوئيد: التيفوئيد مرض بكتيري ينتقل عبر الطعام أو الماء الملوث. ينصح بتلقي لقاح التيفوئيد خاصة إذا كنت قادماً من أو متوجهاً إلى مناطق ذات معدلات إصابة عالية بهذا المرض. يؤخذ لقاح التيفوئيد في جرعة واحدة أو على شكل كبسولات تؤخذ على مدى عدة أيام.
3. لقاح المكورات الرئوية: هذا اللقاح مهم للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو كبار السن، حيث يحمي من الالتهاب الرئوي الناجم عن البكتيريا الرئوية.
4. لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR): يحمي هذا اللقاح من ثلاثة أمراض فيروسية يمكن أن تنتقل في التجمعات الكبيرة. ويُنصح بالتأكد من تلقي جرعات كاملة من هذا اللقاح قبل السفر.
5. لقاح الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي: يحمي هذا اللقاح الثلاثي من ثلاثة أمراض خطيرة يمكن أن تنتقل عبر الجروح والهواء. ويُنصح بأخذ جرعة معززة إذا لم تكوني قد تلقيت واحدة في السنوات العشر الأخيرة.

نصائح ما بعد التطعيم

عزيزتي، تلقيتِ الآن اللقاحات الضرورية لحمايتك أثناء رحلتك الروحية إلى بيت الله الحرام. لضمان استفادتك القصوى من هذه اللقاحات والاعتناء بصحتك، إليك بعض النصائح الهامة لما بعد التطعيم:

• مراقبة الأعراض الجانبية: بعد تلقي التطعيمات، من المهم مراقبة الجسم لأية أعراض جانبية محتملة، فمن الطبيعي أن تشعري بألم في موضع الحقن أو احمرار وتورم طفيف، وقد تصابين بحمى خفيفة أو صداع. الأعراض الشائعة تكون غالباً خفيفة وتختفي بعد يوم أو يومين، ويمكنك وضع كمادات باردة على موضع الحقن لتخفيف الألم والتورم، ويمكن أيضاً تناول مسكنات الألم البسيطة مثل الباراسيتامول بعد استشارة الطبيبة. ولكن في حالة ظهور أعراض شديدة أو مستمرة، يجب استشارة الطبيب فوراً.
• متى يجب استشارة الطبيب: إذا ظهرت أعراض مثل ارتفاع شديد في درجة الحرارة، تورم أو ألم شديد في مكان الحقن، طفح جلدي، أو صعوبة في التنفس، يجب التواصل مع الطبيب على الفور. كذلك، إذا استمرت الأعراض الجانبية لأكثر من بضعة أيام أو إذا كانت شديدة يجب مراجعة طبيبك.
• العناية بالجسم: للحفاظ على الصحة بعد التطعيمات، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء، الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتناول وجبات غذائية متوازنة. هذه النصائح تساهم في تعزيز جهاز المناعة وتحسين استجابة الجسم للتطعيمات.
• الراحة: احرصي على الحصول على قسط كافٍ من الراحة بعد تلقي اللقاح. قد تشعرين ببعض التعب أو الإرهاق، وهذا أمر طبيعي.
• احتفظي بالوثائق: احتفظي بسجل تطعيماتك وشهادات اللقاح، حيث قد تحتاجين إلى إبرازها عند نقاط التفتيش الصحية.

تلقي التطعيمات الضرورية للحج ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو خطوة حاسمة لضمان حج آمن وصحي. التطعيمات ستحميك وتحمي من حولك من الأمراض المعدية وستساعدك في الحفاظ على صحتك أثناء أداء مناسك الحج والاستمتاع بأداء هذه الفريضة الروحانية. من المهم الالتزام بالتوصيات الصحية وأخذ التطعيمات في الوقت المناسب لضمان الحصول على أفضل حماية ممكنة. باختيارك تلقي التطعيمات، أنت لا تحمين نفسك فقط، بل تساهمين أيضاً في حماية الآخرين ومن تحبين من حولك بشكل عام.

مواضيع ذات صلة