تصاميم وتاريخ القفطان المغربي
تمتاز بلاد المغرب العربي بالجمال وبتميزها الحضاري الذي يفرض نفسه، وتتميز بامتلاكها إرثاً شعبياً كبيراً لا يمكن إنكاره يتمثل بالأزياء الشعبية للسكان وخاصةً الإناث، ويُعتبر القفطان الشعبي المغربي بصمة وهوية شعبية تدل على أصول المرأة وعراقة بلادها أينما حلَّت، كما دخل القفطان المغربي في النهاية مجال الموضة ولاقى رواجاً في مختلف البلدان العربية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما الفرق بين "القفطان العادي" و"القفطان المغربي"؟
يختلط مفهوم "القفطان العادي" و"التكشيطة" في كثير من الأحيان على المصممين والنساء اللواتي يرتدين "التكشيطة" اليوم، فيطلقون اسم "القفطان المغربي" على الاثنين في حين أنه يطلق على "التكشيطة" فقط.
ويتكون "القفطان العادي" من قطعة واحدة هي "الثوب" الذي يُلبس دائماً مع حزام ويكون فضفاضاً وواسعاً بشكل عام وقصيراً نوعاً ما، إذ يحتاج لارتداء بنطال معه، في حين يمتاز "القفطان المغربي" أنه يتكون من قطعة واحدة طويلة وفضفاضة ويمكن أن يضاف له قطع أكثر لزيادة جماله.
فبالإضافة إلى الرداء الواسع الذي يكون معقداً أو بسيطاً حسب الرغبة يمكن أن يضاف إليه بعض النقوش والتطريزات المختلفة بالإضافة إلى الحزام المميز الذي يفصل القسم العلوي للقفطان عن القسم السفلي دون أن ننسى البنطال الضيق.
ميزات القفطان المغربي
يمتلك هذا الثوب مميزات جعلته رائداً في مجال الموضة العربية والعالمية، لذلك لابد من تسليط الضوء على هذه المميزات:
- يمكن لبس القفطان مع أو بدون حزام على الخصر على عكس "ثوب التكشيطة" التي يجب على الشخص ارتداء الحزام معها.
- الخيارات المتنوعة في الألوان، حيث يوجد عدد كبير جداً من الألوان التي تضفي على القفطان المغربي لمسة من الجمال.
- بالإضافة للألوان هناك الأقمشة، الخيارات الواسعة للأقمشة المفضلة لتفصيل القفطان تعطيه ميزة إضافية تجعله متقدماً بخطوة عن باقي الأزياء الشعبية.
- ربما تكون هذه أفضل ميزة للقفطان المغربي، وهي إمكانية إضافة اللمسات الخاصة بكل شخص لتعبر عن ذاته، حيث يمكن إضافة بعض التطريزات الخاصة أو قطع الإكسسوار التي يمكن تزيين القفطان يدوياً فيها.
السبب وراء الشهرة المفاجئة للقفطان المغربي
لم يكن "القفطان المغربي التقليدي" بهذه الشعبية، بل على العكس كان غير معروف إلا من قبل المغاربة حصراً، لكن في بداية تسعينيات القرن الماضي اكتسب القفطان المغربي شهرة واسعة جداً؛ وذلك يعود غالباً إلى أن المهاجرين من المغرب إلى باقي أنحاء العالم أخذوا لباسهم التقليدي وارتدوه أينما حطت أقدامهم.
من أين يمكن شراء القفطان المغربي؟
على عكس الملابس الحديثة التي يمكن الدخول إلى أي محل ألبسة والحصول على ما نريده من تيشيرتات وأقمشة جينز وغيرها يتميز القفطان المغربي بوجود محال خياطة متخصصة بتصميمه.
أي أنه نادراً ما تجد القفطان المغربي جاهزاً بل يجب أن تذهب إلى خياط خاص لتخبره بكل التفاصيل التي تريدها ليصممه بشكل ملائم لك، وهذه الظاهرة منتشرة بشكل رئيسي في المغرب.
لهواة التصميم.. إليكم طريقة تفصيل القفطان المغربي
لا يعتبر القفطان المغربي من الأزياء الصعبة التصميم أو التفصيل، بل يعتمد بشكل رئيسي على ذوق المصمم واختياراته، لذلك إليكم فيما يلي الخطوات الأساسية لتفصيل القفطان المغربي:
قبل البدء بالخطوات يجب أن تكون قطعة القماش بضعف طول الشخص كما يجب أن يتم طيّ القماش قبل تثبيت القياسات عليه مرتين مرة بالطول وأخرى بالعرض.
- مثل أي نوع من الملابس، يجب قياس محيط الخصر ومحيط الورك بالإضافة إلى محيط الزند وعرض الأكتاف وبالتأكيد الطول.
- يتم بعدها تحديد القياسات على لوح خشبي أو ورق مخصص للخياطين، ويتم تثبيت القماش بدبابيس بشكل متناسب مع القياسات.
- من المهم جداً زيادة 2 سم على جميع القياسات لتجنب وقوع الأخطاء.
- يليها اختيار التصميم المناسب بما يتناسب مع إبداع المصمم ورسم التصميم على القماش بواسطة طبشور خاص.
- نقص القماش مع إضافة 2 سم من أجل تجنب الأخطاء.
- نقص الأكمام بشكل منفرد بما يتناسب مع تصميم القفطان المغربي المختار ونخيطها لوضعها على القفطان.
- مهما كان موديل القفطان لا بد أن تكون الياقة على شكل (V)، ونضع لها الشرائط المناسبة على جوانبها.
- يمكن وضع الأزرار على الأكمام وإضافة بعض الشرائط إلى جوانب القفطان.
- يتم اختيار الحزام الحريري بالطول والعرض والتطريز المناسبين لتصميم القفطان المغربي المختار.
- أخيراً لزيادة جمال القفطان، يتم تثبيت الدانتيل المناسب على أطراف الأكمام بطريقة مبدعة.
وفيما يتعلق بالثوب أو البنطال فتصميمهما لا يختلف عن أي تصميم آخر، والكثير من المصممين قد يستخدمون بنطالاً وثوباً جاهزين؛ لأنهم لا يحتاجون إلى أي ابتكار في تصميمهما وخاصةً أن الثوب غالباً لن يظهر، كما يكفي أن يكون البنطال ضيقاً فهم لا يؤثرون على القفطان المغربي بل مجرد إضافات عليه.
شخصيات بارزة حضرت معرض القفطان المغربي عام 2015م وأهم المصممين
كما جرت العادة كل بضع سنوات يتم القيام بعرض أزياء يظهر إبداع المصممين في مجال الأزياء، وكان للقفطان نصيب هام من عرض الأزياء الذي أقيم عام 2015م في مراكش وشارك فيه الكثير من المبدعين العرب، فيما يلي أهم الشخصيات التي حضرت عرض الأزياء:
- الممثل العالمي "نيكولاس كيج" (Nicolas Cage).
- المغربية "خنسا باتما".
- المغربية "سلمى رشيد".
- المغني اللبناني "غازي الأمير".
أما بالنسبة إلى المصممين والمصممات، فقد واجه التحدي 17 مصمماً ومصممة لعرض جمال القفطان المغربي وهم:
- عبد الحنين روح.
- مريم بوسيكوك.
- خديجة الحجوجي.
- سهام الهبطي.
- أمل بلقايد.
- قاسم سهل.
- نبيلة شهاب.
- أمينة بوسيري.
- راضية هرموشي.
- مريم بلخياط.
- سميرة مهيدي كنوزي.
- نسرين الزاكي البقالي.
- صفاء الابراهيمي.
- مريم بوافي.
- نادية بوطالب.
- سليمة البوسوني.
- مريم قيسي.
وفي عام 2016م كان هناك عرض أزياء آخر خاص بالقفطان المغربي إلا أنه لم يرقى لمستوى عرض العام الذي سبقه كما أنه لم يحظ بأية شهرة تذكر.
أشهر المصممين العالميين الذي أسرهم جمال القفطان المغربي
لم يكن القفطان المغربي حكراً على العالم العربي بل لفت أنظار أشهر المصممين العالميين الذين شاركوا في تصميمه وإضافة لمساتهم الخاصة وأفكارهم المميزة، ومن أشهر هؤلاء المصممين:
- إيف سان لوران (Yves Saint Laurent).
- كينزو تاكادا (Kenzo Takada ).
- جون بول غوتييه (Jean-Paul Gaultier).
- كريستيان لاكروا (Christian Lacroix).
الأناقة الكامنة خلف سحر القفطان المغربي (التكشيطة)
يتألف ثوب القفطان المغربي من قطعة طويلة قليلاً عبارة عن "رداء" يوضع على الكتفين ويكون مفتوحاً ومطرزاً بمختلف أشكال التطريز التقليدي والحديث، ولكي يكتمل جمال القفطان يمكن أن يخاط له حزام مطرز ومنقوش يلف على الخصر ليبين جمال القفطان وتميزه.
كما تكون الأكمام غالباً واسعة على الأطراف وضيقة من الأعلى، وقد يخاط للقفطان بنطال ضيق ليزيد من رونقه، أكثر الأقمشة التي تستخدم لصناعة القفطان هي أقمشة الدانتيل والحرير.
تطور موضة القفطان المغربي
المميز في القفطان المغربي أنه مغزول بالقصص والأساطير الجميلة، فالبعض يقول بأن سندباد بطل إحدى حكايات ألف ليلة وليلة كان يرتدي القفطان كما أن البعض ينسب القفطان لثقافة بلاد فارس القديمة؛ لكن بالتأكيد كان هذا اللباس في بداية انتشاره خاصاً بالقضاة.
ومع الوقت بدأت النساء باستخدامه بسبب جماله وأناقته والسحر الذي يملكه، انتشر القفطان المغربي بالأصل نتيجة وجود الدولة العثمانية في شمال إفريقيا حيث قام المسلمون بنقل هذا اللباس الشعبي الملفوف بأساطير القدماء،
وانتشر هذا الثوب في القرنين السادس والسابع للميلاد في الجزائر بعد احتلالها من قبل العثمانين، أصبح هذا الثوب لاحقاً اللباس الرئيسي للنبلاء في الجزائر حيث كان خاصاً بحفلات الزفاف.
وعلى الرغم من أن الاحتلال العثماني لم يطأ المغرب إلا أننا نستطيع بوضوح ملاحظة انتشار هذا الزي التقليدي فيها؛ ذلك لأن المغربيين قاموا بصناعة القفطان قبل الدولة العثمانية بـ 55 عاماً أي قبل دخوله كزي عثماني إلى الجزائر حتى.
كما تقول بعض الروايات أن القفطان ظهر في المغرب في القرن السادس عشر، وفي الآونة الأخيرة نجح مصممو الأزياء المغاربة في إحياء القفطان وإعادة نشره على نطاق واسع من البلاد، ويبقى هذا اللباس رمزاً جميلاً في قصص الأبطال اللذين أحببناهم.
في النهاية، بعد أن وصل القفطان المغربي "التكشيطة" إلى الشهرة العالمية والانتشار في كل البلدان العربية تقريباً وبعض البلدان الغربية، أصبح مصممو الأزياء حول العالم يتسابقون إلى تصميم أحدث الأشكال وأبهى النسخ من القفطان المغربي، كما أن الكثير من الممثلات والمشاهير يظهرن مرتديات القفطان المغربي في المناسبات الخاصة والاحتفالات.