اليوم الدولي للجبال
تعد الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة في العالم احتفلت بعيد الجبال في القرن التاسع عشر، كما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2002 يوماً دولياً للجبال، هو يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر كل عام.
كما حددت سنة 2002 سنة للجبال، لتذكير العالم بأهميتها ودورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، إضافةً للسياحة فتعد الجبال عموماً معلماً سياحياً مهماً، لاسيما لدى محبي الاستكشاف حيث توجد الكهوف والمغاور، كما أن الوصول لقمة جبل والنظر للعالم من على القمة حلماً يسعى إلى تحقيقه غالبيتنا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الاحتفال باليوم الدولي للجبال
يحتفل العالم باليوم الدولي للجبال في الحادي عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر كل عام، وكلفت الجمعية العامة للأمم المتحدة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة المعروفة بـ (الفاو) الاحتفال بهذا العيد.
حيث يتم تنظيم أنشطة مختلفة بهذه المناسبة، بهدف زيادة الوعي والمعرفة حول دور الجبال والمناطق الجبلية بين عامة السكان والمهنيين، من خلال معارض الكتب، الندوات، محاضرات للطلاب، ورش العمل، اللقاءات الصحفية، التشجيع على تسلق الجبال واستكشافها، إضافة للتزلج على الجبال، كذلك زيارة الكنائس والمعالم الأثرية المتواجدة في الجبال.
الأمم المتحدة تخصص يوماً سنوياً للاحتفال بعيد الجبال
تعود فكرة اليوم الدولي للجبال إلى عام 1992، إلى مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بالبيئة والتنمية، الذي أقر الفصل الثالث عشر من جدول أعمال القرن الحادي والعشرين، والذي حمل عنوان "إدارة النظم الإيكولوجية الهشة: الإدارة المستدامة للجبال"؛ الأمر الذي أدى إلى تزايد الاهتمام بأهمية الجبال فأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2002 السنة الدولية للجبال.
حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 57/245 في عام 2002، الذي ينص على تحديد يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام كيوم دولي للجبال، على أن يحتفل به للمرة الأولى في عام 2003.
بهدف تشجيع المجتمع الدولي في تنظيم فعاليات على جميع المستويات في ذلك اليوم، لتسليط الضوء على أهمية التنمية المستدامة للجبال، إضافةً لتعريف الناس بالفرص الاستثمارية في الجبال، والمعوقات التي تقف في وجه هذه الاستثمارات لمواجهتها، وذلك لإحداث تغيير إيجابي على الشعوب والبيئات الجبلية في جميع أنحاء العالم.
أسباب الاهتمام بالجبال
يعود اهتمام الأمم المتحدة - الذي يعكس اهتمام العالم- بالجبال للأسباب التالية:
- الجبال أبراج مائية للعالم، تشهد هطولات مطرية تعادل اثني عشر متراً في السنة وفق منظمة الأمم المتحدة؛ بذلك توفر المياه العذبة لما لا يقل عن نصف سكان العالم.
- الجبال بيئة عالية المخاطر، تتجسد هذه المخاطر بالأمور التالية، مثل: الانهيارات الجليدية، الانهيارات الأرضية، الانفجارات البركانية، الزلازل، فيضانات البحيرات الجليدية، التي تهدد الحياة في المناطق الجبلية والأقاليم المحيطة بها.
- سكان الجبال من أفقر سكان العالم وأكثرهم حرماناً، فهم يتعرضون دوماً للتهميش الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، كما يفتقرون للخدمات الأساسية، مثل: الصحة، التعليم.
- عدد كبير من السلاسل الجبلية عابرة للحدود، لذلك تتطلب التنمية الجبلية المستدامة تعاوناً دولياً.
متطلبات مواجهة التحديات البيئية لحماية الجبال
تتطلب مواجهة التحديات والتهديدات العالمية الناتجة عن الجبال، تحقيق تنمية جبلية مستدامة، تراعي النقاط التالية:
- إدخال التنمية المستدامة للجبال ضمن التشريعات الوطنية للدول.
- إشراك جميع أصحاب المصلحة المعنيين.
- رفع الوعي بالنظم الإيكولوجية للجبال وهشاشتها، ومشاكلها السائدة، وسبل التصدي لها.
- حماية سكان الجبال، وحماية موروثهم الثقافي.
- الاعتراف بحقوق الملكية المجتمعية.
- تعاون دولي في السلاسل الجبلية العابرة للحدود.
أهمية الجبال للإنسان
تغطي الجبال وفق إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حوالي اثنين وعشرين في المئة من مساحة اليابسة على سطح الأرض، كما تلعب الجبال دوراً حاسماً في دفع العالم نحو النمو الاقتصادي المستدام، وتوفر الطعام والرفاهية ليس فقط لحوالي تسعمئة وخمسة عشر مليون إنسان، أي ما يمثل نحو ثلاثة عشر في المئة من سكان العالم، بل لمليارات الأشخاص حول العالم.
- سكان الجبال، يعيش في الجبال حوالي تسعمئة وخمسة عشر مليون إنسان، أي ما يمثل نحو ثلاثة عشر في المئة من سكان العالم، يعيش قرابة تسعين في المائة من سكان الجبال حول العالم في بلدان نامية، ومعظمهم تحت خط الفقر، ويواجه شخص واحد من ثلاثة أشخاص تهديد انعدام الأمن الغذائي.
- المنتجات الجبلية، تحمل المنتجات والخدمات الجبلية إمكانية تحسين مصادر المعيشة وتعزيز الاقتصاد المحلي، فهنالك طلب عالمي متزايد على النوعية والأغذية مرتفعة القيمة والمشروبات التي يتم إنتاجها في المناطق الجبلية، مثل: القهوة، العسل، الأعشاب، التوابل، إلى جانب الأشغال اليدوية والمواد التجميلية والأدوية، كما أن بين عشرين نوعاً نباتياً يوفر ثمانين في المائة من الأغذية على مستوى العالم، هنالك ستة أنواع منها، ترجع بأصلها إلى الجبال أو شهدت التنوع فيها، مثل: الذرة، البطاطا، الشعير، الذرة الرفيعة، كذلك البندورة، والتفاح.
- المياه العذبة، توفر الجبال من ستين إلى ثمانين في المئة من المياه العذبة في العالم، وهي الأساس لتحقيق الأمن الغذائي على المستوى العالمي، حيث يستخدمها المزارعون لري محاصيلهم في كثير من المناطق الزراعية الواقعة في كثير من الأراضي المنخفضة، كما تعتمد بعض أكبر مدن العالم، بما فيها نيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية)، ريو دو جانير (البرازيل)، طوكيو (اليابان)، ملبورن (أستراليا) على المياه العذبة الواردة من الجبال.
- الطاقة، تلعب الجبال دوراً أساسياً في توفير الطاقة المتجددة، من خلال الطاقة الهيدرولوجية، الشمسية، الرياح، كذلك الغاز الحيوي.
آليات تحقيق التنمية المستدامة للجبال
هناك عدة آليات لمواجهة التنمية المستدامة، في أكثر من مجال:
- التشريعات والسياسات، من خلال:
- اتخاذ تدابير وقائية للوقاية من الكوارث الطبيعية، والتخفيف من أثرها، وإعادة تأهيل الخدمة العامة في أعقابها.
- بناء طرق للمواصلات داخل السلاسل الجبلية.
- سن تشريعات تحترم حقوق سكان الجبال، وموروثهم الثقافي.
- المستوى الاقتصادي، من خلال:
- زيادة مستوى الاستثمار والتمويل للتنمية المستدامة في الأقاليم الجبلية على كافة الصعد العالمية، الإقليمية، الوطنية، المجتمعية المحلية.
- تعزيز جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها المناطق الجبلية، فتكون بذلك سبيل لتحسين المعيشة في البيئات الجبلية وحمايتها، وتسهيل وصول سكانها إلى الأسواق الوطنية والعالمية.
- إدارة الموارد الطبيعية إدارة سليمة، من خلال:
- الحفاظ على موارد المناطق الجبلية، مثل: المياه، التنوع البيولوجي، الغابات، المراعي، التربة.
- زيادة الوعي والكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية في المناطق الجبلية وإدارتها، وتنفيذ تدابير محددة للتكيف والتخفيف.
- على الصعيد الدولي، من خلال:
- تعزيز المبادرات للتعاون العابر للحدود.
- دعم البلدان النامية، والبلدان التي تمر بمرحلة انتقال اقتصادية في جهودها نحو تنمية جبلية مستدامة من خلال التعاون الثنائي، متعدد الأطراف، التعاون بين بلدان الجنوب.
- بناء القدرات، من خلال:
- دعم البحوث العلمية الهادفة لتحديد أسباب المخاطر.
- إنشاء وتعزيز جمع البيانات والمعلومات عن المناطق الجبلية، كأساس لاتخاذ قرارات ورسم الخطط المدروسة.
- زيادة الجهود المبذولة لمراقبة الأنهار الجليدية، وأنماط الجريان في المناطق الجبلية، بغرض تقييم وفرة المياه في المستقبل.
الولايات المتحدة الأمريكية أول بلد احتفل بعيد الجبال
تعود قصة عيد الجبال في الولايات المتحدة الأمريكية إلى عام 1838 عندما توجه الطلاب من كلية مونت هوليك للمشي نحو الجبال المحلية، بناءً على طلب أستاذتهم ماونت هوليك، حيث قاموا بمساعدة المزارعين في قطف ثمار التفاح والبطاطا، منذ ذلك التاريخ تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية بعيد الجبال في شهر حزيران/يونيو كل عام.
اليابان أحدث بلد يعترف بعيد الجبال
أقرت اليابان يوم الجبل في شهر أيار/مايو عام 2014، حيث اعتبرته عطلة رسمية، وحددت له يوم الحادي عشر من شهر آب/أغسطس من كل عام ابتداءً من عام 2016، لتوفير "فرصة للتعرف على الجبال وتقدير النعم التي توفرها هذه الجبال".
اليوم الدولي للجبال عام 2015
احتفلت منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية باليوم الدولي للجبال في عام 2015، تحت عنوان (الترويج لمنتجات الجبل لسبل عيش أفضل)، بهدف تسليط الضوء على منتجات الجبل، وسكان الجبال، الذين يعملون في الزراعة، كالقهوة، الجبن، الأعشاب، التوابل، إضافةً لتأمين الاستفادة من الأسواق المتخصصة، وجلب أسعار ممتازة.
اليوم الدولي للجبال عام 2016
حددت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) عنوان الاحتفال باليوم الدولي للجبال لهذا العام بـ: "الثقافات الجبلية: الاحتفال التنوع وتعزيز الهوية"، لتسليط الضوء على تنوع الثقافات الجبلية وغناها، والترويج لمجموعة واسعة من الهويات الجبلية، مع ضمان الاعتراف بالحقوق المحلية واستمرارية الأساليب التقليدية. يعود اختيار المنظمة هذا العنوان للاحتفال باليوم الدولي للجبال هذا العام للأسباب التالية:
- ارتباط مفهوم التراث التقليدي والثقافة والروحانية بمصادر معيشة سكان الجبال، الذين يتمتعون بمخزون ثمين من المعارف والتقاليد واللغات التي تحافظ عليها.
- استطاع سكان الجبال تطوير نظم استخدام مميزة للأراضي التي تتسم بغناها بالتنوع الحيوي البارز على المستوى العالمي، حيث لا يعتبر سكان الجبال الأراضي والمياه والغابات مجرد موارد طبيعية؛ بل تقنع الأجيال الجديدة بأن رفاههم، هويتهم، مستقبل ذرياتهم، يعتمد على خدمة البيئة بكل اهتمام.
- تحمل الجبال معانٍ روحانية لدى الأديان، من قبيل جبل أوليمبوس، جبل سيناء (مصر)، ماتشو بيتشو، وجبل آثوس، والجبال البوذية المقدسة الأربعة في الهند، جبل عرفات، جبل الصفا، جبل المروة (المملكة العربية السعودية معلم رئيسي من معالم الحج)، وما إلى ذلك.
- تشكل الجبال مناطق للسياحة والتجارب الثقافية، فمن التزلج والتسلق إلى زيارة الكنائس الصخرية في إثيوبيا، توفر الجبال كافة الأطياف الممكنة المطلوبة من كافة شرائح السياح؛ فإذا ما خضعت السياحة الجبلية إلى إدارة مستدامة، سيكون لها دور في تحفيز وحماية الثقافات التقليدية، فضلاً عن توفيرها الحوافز من أجل حماية النظم الإيكولوجية والسلع والخدمات الجبلية.
شعار اليوم الدولي للجبال
يتكون شعار اليوم الدولي للجبال من ثلاثة مثلثات متساوية الأضلاع، الموجه مع نقطتين على خط أفقي وهمي واحد ونقطة واحدة موجهة نحو الأعلى لكل منها. المثلثات هي أساساً سوداء وتمثل الجبال، المثلث على اليسار يوجد في أعلاه ماسة زرقاء.. تمثل الجليد أو الثلج على قمة أحد الجبال، المثلث الأوسط في وسطه دائرة البرتقال.
تمثل الموارد التي تستخرج من داخل الجبال، المثلث الأخير على يمينه مثلث أخضر صغير.. يمثل المحاصيل التي تنمو في الجبال، تحت المثلثات الثلاثة شريط أسود يحتوي على عبارة "11 ديسمبر" وعبارة "اليوم الدولي للجبال" في اثنين من الظلال الزرقاء التي تستخدمها الأمم المتحدة. يستند رمز اليوم الدولي للجبال على الرمز الذي اعتمد للسنة الدولية للجبال (2002).
في الختام.. هناك الكثير من الأمور الموجودة حولنا ولا نعرف أهميتها، أو ربما لم يخطر ببالنا أن نفكر في فوائدها، أو ماذا يحصل لو اختفت، هذا الأمر ينطبق على الجبال، لذلك كان اليوم الدولي للجبال إنجازاً يُحسَب للأمم المتحدة.