النظام الغذائي لمرضى السرطان
إن للغذاء دور كبير في الوقاية من أمراض السرطان بأنواعها المختلفة، ودور ملموس في مساعدة الجسم في التماثل بالشفاء بشكل أسرع خلال تلقي العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي، أو الهرموني، أو غيره. حيث أن الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة وأوميغا 3، لها دور مهم في منع انتشار الخلايا السرطانية، للخلايا السليمة في الجسم، والحد من تفاقمها، الأمر الذي يجعل النظام الغذائي لمرضى السرطان جزءاً لا يتجزأ من خطة العلاج المتبعة للقضاء على مرض السرطان بمختلف أنواعه:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الغذاء الصحي لمرضى السرطان:
يحتاج مريض السرطان إلى نظام غذائي من نوع خاص؛ ليمكنه من محاربة الخلايا الخبيثة، وتقليل المدة اللازمة للشفاء منه للأبد، إذ يجب عليه تناول نظام صحي غني بمضادات الأكسدة، وفيتامين د، وخالي من السكريات التي تعمل على تسريع انتشار الخلايا السرطانية، وتفاقمها في الجسم، بالإضافة إلى الابتعاد عن وجبات الطعام المُصنعة صناعياً، والمليئة بالمواد الكيميائية ونسب عالية من الدهون المهدرجة والمشبعة، السكريات، والأملاح. فيما يلي أبرز الأغذية التي يجب على مريض السرطان تناولها، لتعمل كعلاج مساند له بجانب الأدوية المقررة له للتخلص من هذا المرض الخبيث:
- احرصي على تناول الخضراوات والفاكهة بكثرة، فهي غنية بمضادات الأكسدة، كفيتامين جـ، وفيتامين أ، وفيتامين هـ، والسيلينيوم، والزنك، التي تقوم بدورها بالقضاء على الجذور الحرّة التي تقوم بتدمير الخلايا الطبيعية، وبالتالي تحد من انتشار الخلايا المريضة للخلايا سليمة، كالرمان، والبرتقال، والتوت، والعنب، والبطاطا الحلوة، والفلفل الحلو بجميع ألوانه، والخضراوات الورقية ذات اللون الداكن كالجرجير والسبانخ والخس، والبروكلي، والقرنبيط، والكرنب الأحمر، والبندورة التي تحتوي على أحد أهم أنواع مضادات الأكسدة المعروف بالليكوبين.
- تجنبي تناول الدهون من مصادرها المشبعة، أو المتحولة كاللحوم ، وزيوت النخيل، وجوز الهند، ومنتجات الألبان؛ وذلك تجنباً لارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وحصول مشاكل في القلب على إثرها مما يؤثر على عملية الشفاء من الخلايا السرطانية، وبدلاً من ذلك تناولي الدهون من المصادر الأحادية غير المشبعة المتوافرة في زيوت الخضار، كالزيتون، والكانولا، ومن المصادر المتعددة غير المشبعة الموجودة في المأكولات البحرية، وزيت دوّار الشمس، وبذور الكتان، فالدهون تعتبر أحد مصادر الطاقة المهمة في الجسم، حيث يقوم الجسم بحرقها، واستعمالها لتخزين الطاقة، ونقل بعض أنواع الفيتامينات من خلال الدم.
- احرصي على شرب كميات كبيرة من الماء، بما لا يقل عن ثمانية أكواب يومياً؛ تجنباً للتقيؤ والإسهال، والجفاف، الذي يصيب مريض السرطان، فالسوائل مهمة لآداء وظائف الأعضاء في الجسم.
- أدخلي إلى نظامك الغذائي الفول السوداني، وفول الصويا، والبقوليات كالبازلاء والعدس، فهي غنية بفيتامين e أحد مضادات الأكسدة الضرورية لمريض السرطان بشكل خاص والإنسان بشكل عام.
- تناولي البروتين اللازم لإعادة بناء نسيج الجسم، بعد الخضوع لأي نوع من أنواع العلاج لمرض السرطان، ويُفضل أن تكون مصادر البروتينات من لحوم الأسماك، والبيض، والبقوليات، والمكسرات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، قهي ضرورية أيضاً لمناعة الجسم، ومقاومة عدوى الأمراض.
- امتنعي عن تناول السكريات بكثرة، وقلليها قدر المستطاع، فالخلايا السرطانية تتغذى على السكريات أكثر ب200 مرة من الخلايا السليمة، مما يجعل نموها سريعاً، وانتشارها كبيراً. إضافةً إلى ذلك فإن السكر يسبب إفرازات عالية في مستوى الأنسولين في الجسم، الأمر الذي يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السرطان.
- احرصي على تناول الأغذية الغنية بالحديد، فالعلاج الكيميائي قد يسبب الأنيما لمريض السرطان، وهبوط كبير في مستوى الحديد.
- قومي بشرب كوب من الشاي الأخضر يومياً، فهو يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وخصائص أخرى تجعله يعمل على إبطاء نمو الخلايا السرطانية، وتحسين أداء العلاج الكيميائي على المريض.
- تناولي الأسماك بشكل عام، وسمك السلمون بشكل خاص، لتزودي جسمك بفيتامين د، والأحماض الأمينية الضرورية لصحة ومناعة مريض السرطان.
- أدخلي الفطر المعروف بعش الغراب إلى نظامك الغذائي، فلقد أثبتت البحوث الطبية فاعليته الملموسة في مقاومة كل من سرطان القولون، والمعدة.
- استعملي الثوم كأحد المكونات الأساسية في غذائك اليومي، فهو يساعد على مقاومة السرطان، وتقوية جهاز المناعة للمريض.
أغذية لتقليل الآثار السلبية للعلاج الكيميائي:
- احرصي على تناول مشروب الزنجبيل، فهو يساعد في التغلب على الغثيان والقيء.
- قومي بطحن الطعام وتقطيعه، قبل تناوله؛ لتتجنبي التقرحات في الفم، أو تناولي الطعام سهل البلع أو الشرب كاللبن، والشوربات.
- تناولي الأطعمة ذات الروائح الخفيفة أو المنعدمة؛ لتتجنبي الغثيان.
- احرصي على تناول البروتينات بشكل يومي؛ لتتغلبي على مشكلة فقدان الشهية التي يعاني منها معظم مرضى السرطان.
- لتفادي مشكلة تغير طعم الأكل على مريض السرطان، يجب تناول كميات صغيرة منه لتجربته أولاً، ثم إكماله إن كان طعمه مستساغاً أم لا، كما ويُحبذ تجربة أنواع طعام جديدة، وينصح المختصون بتناول الحمضيات كالبرتقال والليمون أولاً، أو المضمضة بالماء قبل البدء بتناول الطعام.
- ابتعدي عن تناول اللحوم، والبيض غير المطهو بشكل جيد، وتأكدي من غسل الخضراوات والفاكهة بشكل جيد قبل تناولها.
- لتجنب الإمساك، احرصي على تناول الألياف كالعدس، والبقوليات الأخرى، والفاكهة، والخضراوات.
المكملات الغذائية اللازمة لمريض السرطان:
- فيتامين د، إذ يعاني مريض السرطان من نقص في فيتامين د بحسب الدراسات الطبية، لذا يجب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي عليه، فهو يقي أيضاً من سرطان البروستات وفقاً للبحوث الطبية.
- الأوميغا 3، إذ تحتوي على الكثير من الأحماض الدهنية الأساسية في الجسم كـ EPA و DHA، والتي تعمل على الحد من الإلتهابات، والأنشطة المضادة للسرطان، وأكثر الأنواع تأثراً بفاعلية الأوميغا 3 هو سرطان الثدي، والقولون، والمبيض، والرئة، والبروستات.
- الكركم، وهو بهار هندي أصفر اللون، يحتوي على خصائص مضادة للسرطان. ويعتبر الهند أكبر مستهلك له، ويلاحظ أقل نسبة للإصابة بمرض السرطان هناك.
الأغذية التي يجب أن تجنبها لمريض السرطان:
- ابتعدي عن الأطعمة المملحة، أو المحفوظة في الملح، فالكميات الكبيرة منها تزيد من نسبة الإصابة بسرطان القولون والمعدة وانتشار الخلايا السرطانية.
- تجنبي تناول الكميات الكبيرة من اللحون الحمراء، أي بما يزيد عن 80 جرام يومياً، كلحم الخروف، والبقر.
- قلّلي من تناول الأغذية المُصنعة المحتوية على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، والإضافات الكيميائية، والألوان الصناعية كالبسكويت، ورقائق البطاطا، والموالح، والنقاق.
- تجنبي شرب المشروبات الغنية بالكافيين، كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.
- امتنعي عن المشروبات الكحولية.
- تجنبي التدخين بكافة أشكاله، وتجنبي التواجد في بيئة ملوثة بدخان السيارات، أو غيرها.
- احذري المخللات والمربيات، والخردل المملح، فجميعها تحتوي على مادة النتريت المسرطنة.
مع الانتشار الكبير للتلوث البيئي، وزيادة اعتماد الإنسان على تناول الأغذية المُصنعة، والمهدرجة والمليئة بالزيوت المشبعة، والسكريات والمواد المصنعة، زادت نسبة مرضى السرطان في العالم بشكل عام، إذ أن مرض الإنسان وشفائه يكمن في غذائه، لذا بات النظام الغذائي لمرضى السرطان أمراً ضرورياً وهاماً ومسانداً للعلاج الطبيّ المستخدم للتخلص من الخلايا الخبيئة، لذا احرصي أولاً على سلامة نظامك الغذائي لتتفادي الإصابة بالأمراض الخبيثة، ولتساعدي جسدك في تلقي العلاج الموصوف له للتخلص من جميع الخلايا السرطانية.