المنظفات المنزلية وصحة الأطفال
إن وجود الأطفال الصغار في المنزل هو بحد ذاته سبب كافٍ لإفراط الأم أو من يقوم بمهمة التنظيف في استخدام المنظفات، فالبعض يعتقد أنه من الضروري أن يكون كل ما قد يلمسه الطفل من المفروشات إلى الأرضيات وغيرها خالياً قدر الإمكان من الجراثيم والأوساخ، والبعض الآخر يرى في الأطفال عائقاً كبيراً أمام مهمة تنظيف المنزل بسبب حركتهم المستمرة وتركهم للبصمات في كل مكان، وهذا ما يدفعهم إلى الإفراط في التنظيف، إذاً كيف يمكن تحقيق التوازن بين بيت نظيف وأطفال أصحاء؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا المقال سنستعرض أهم المشاكل الصحية التي تنتج عن الإفراط في استخدام المنظفات وكيف يمكن استخدامها بشكل آمن على صحتنا وصحة أطفالنا.
مشاكل صحية ناجمة عن المنظفات المنزلية
الأكزيما
الأكزيما (Eczema) مرض جلدي تحسسي ينجم عن تلامس الجلد مع المواد الكيميائية المخرشة)، يمكن للمنظفات المنزلية أن تسبب لطفلك الأكزيما، فهي تحوي على الكثير من المواد الكيميائية التي تسبب لجلدهم الحساس التهيجات والالتهاب، والتي تكون أعراضها (الاحمرار، الجفاف في البشرة والبثور الصغيرة على خدودهم أو حتى أطرافهم العلوية والسفلية.
تهيج المجاري التنفسية
تؤثر الأبخرة الموجودة في المنظفات المنزلية بشكل كبير على الجهاز التنفسي ويمكن أن تسبب ما يسمى بتهيج المجاري التنفسية (Airway Irritations)، كما أنها تزيد احتمال إصابتهم بالربو (Asthma) وهو مرض تنفسي مزمن يتصف بنوبات من التشنج القصبي وصعوبة التنفس بعد التعرض لمهيج ما.
تضرر العين
تؤثر تلك الأبخرة أيضاً على عيون طفلك ويمكن أن تحدث تهيج بها، وقد تسبب احمراراً في العين أو زيادةً في إفراز الدمع وخاصة عند تعرض العين لها بشكل مباشر. [1]
التسمم
يعد التسمم (Poisoning) من أهم وأخطر المشاكل الناتجة عن الإفراط في استخدام المنظفات الكيماوية، وقد يحدث التسمم عند ابتلاع أو استنشاق أو تلامس الجلد مع المادة المنظفة، من أهم أعراضه: سرعة التنفس، السعال الشديد والمستمر، الغثيان والإقياء، وتختلف المدة التي تبدأ بها الأعراض بعد حدوث التسمم باختلاف نوع المادة التي تعرض لها الطفل والكمية منها.
الإسعافات الأولية عند حدوث تسمم بسبب المنظفات
عندما ترى هذه الأعراض أو أحدها على طفلك بعد استخدامك للمنظفات أو رؤيتك لها في يده أو بجواره، يجب عليك إجراء الإسعافات الأولية بأقصى سرعة ممكنة لتخفيف أثر المادة السامة، ثم نقله إلى أقرب مستشفى، وتختلف هذه الإسعافات بحسب نوع المادة المنظفة والطريقة التي تعرض فيها طفلك لهذه المادة، وأهمها:
عند ابتلاع الطفل للمادة المنظفة
- قم بإعطاء طفلك بعض اللبن أو الحليب حتى لو اضطررت إلى إجباره على ذلك ويفضل أن يكون بارداً، وذلك لمحاولة تعديل المادة السامة وتخفيف تلامسها مع جدار المري والمعدة.
- إياك أن تجعله يتقيأ، فعلى الرغم من المفهوم الشائع، إخراج المواد من المعدة بهذه الطريقة وخارج المركز الصحي قد يزيد من خطورة تعرض طفلك لحروق المري والبلعوم؛ لأنه سيزيد من تماس هذه المادة مع باطن المريء. [2]
عند استنشاق الطفل لكميات كبيرة من المنظفات
- قم بنقل الطفل إلى غرفة تحوي هواءً نقياً، ويفضل نقله إلى الخارج في الهواء الطلق.
- قم بتجريده من ملابسه خاصة تلك التي تضغط على الوجه والرقبة؛ لأنها ستزيد من صعوبة التنفس لديه.
- في حال شعرت ببطء تنفسه أو توقفه، باشر فوراً بإجراء التنفس الصناعي له إذا كنت ملماً به، أو اطلب مساعدة من هم في الجوار في حال لم تكن تتقنه.
عند تلامس المادة المنظفة مع العين وما حولها
قم بغسل عين الطفل جيداً بالماء النظيف فقط، ولا تسمح له بفركها أبداً، ولا تستعمل أي قطرة عينية دون استشارة الطبيب المختص.
عند ملامسة المادة لجلد الطفل
- قم بنزع ملابس الطفل فوراً وبحذر؛ لكي تقلل من فترة تعرض الجلد للمادة الكيميائية.
- اغسل جلده بالماء الفاتر والنظيف.
- لا تضع على المنطقة المصابة صابوناً أو أي مادة كيميائية أخرى؛ لكي لا تخاطر بحدوث تفاعلات إضافية على الجلد.
بعض النصائح المفيدة لجعل التنظيف آمناً على صحة طفلك
كما تحدثنا سابقاً، تعد المنظفات مواد لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية، لذلك لا بد من الحرص على استخدامها بطرق آمنة، وبالتأكيد هنالك الكثير من الحيل التي تستطيعون من خلالها الحفاظ على منازلكم نظيفة بحيث تبقى معها صحة أطفالكم بعيدة عن الخطر، ومن أهمها:
اختر المنظفات الآمنة للاستخدام
ينصح الخبراء بالبحث عن منظفات منزلية تحوي على القليل جداً من المواد الكاوية (المسببة للحروق)، بذلك تكون آمنة لصحة طفلك وللبيئة معاً، لذلك عند اختيار منظفات منزلك، ابحث عن المنتجات غير السامة والخالية من مشتقات البترول والفوسفات والمذيبات، كما يجب أن تكون خالية من المركبات العضوية المتطايرة والتي تؤذي الطرق التنفسية عند استنشاقها.
قلل من تركيز المنظفات عند استخدامها
يمكن استخدام العديد من المنظفات مع الحفاظ على فعاليتها إلى حد ما، حيث يمكن حلّها في الماء لتخفيف تركيزها، وتعد هذه الطريقة من أسهل الطرق وأبسطها لتقليل الضرر الناتج عن المنظفات بالإضافة إلى أنها تساعد في ادخار المال.
ابتعد عن استخدام الصابون المضاد للجراثيم
على الرغم من ميزات هذا النوع من الصابون، إلا أنه يملك آثاراً سلبية في تقليل مقاومة الطفل للعوامل الممرضة، كما أن الصابون العادي والماء يملك الفعالية ذاتها مع أضرار أقل.
لا تستخدم الرذاذ المخصص لتنظيف السجاد
تحوي هذه المنتجات على مواد كيميائية تبقى عالقة في السجاد مما يشكل خطراً على الأطفال في مرحلة الحبو (الزحف) لاحتمال أن يستنشقوها أو تعلق في أيديهم وملابسهم.
يمكنك صنع منتجات التنظيف بنفسك
على الرغم من غرابة الفكرة إلا أنها عملية جداً، فبهذه الطريقة يمكنك أن تعلم جيداً ماهية المواد المستخدمة ونسبة تركيز كل منها، مثلاً: بإمكانك صناعة منظف جيد للمطبخ باستخدام (صودا الخبز) (baking soda) مع القليل من الصابون، كما يملك الخل الممدد فعالية كبيرة في تعقيم وتلميع الأسطح والأرضيات.
احرص على إبقاء الأوساخ خارج المنزل
يكون ذلك باتباع خطوات بسيطة لكنها نافعة جداً، مثل أن تنظف حذاءك قبل الدخول إلى المنزل أو حتى إبقائه خارجاً، فذلك سيقلل من كمية الأوساخ الداخلة إلى المنزل ومن اتساخ الأرضيات، بالتالي سيقلل من استخدام المنظفات.
لا تستخدم مواد التنظيف عند وجود الأطفال في الغرفة ذاتها
وهي طريقة جيدة لتجنب ملامسة الطفل للمنظفات بشكل مباشر، كما يجب أن تحرص على وضع المنظف في حاويته الأصلية حتى لا يختلط على الطفل الأمر ويظنه مادة أخرى آمنة للاستخدام. [3]
على الرغم من ضرورة إبقاء الوسط المحيط بطفلك نظيفاً وخالياً من العوامل الممرضة، إلا أن استخدام المنظفات المنزلية بشكل مبالغ به يمكنه أن يؤدي إلى الكثير من العواقب السلبية بالإضافة إلى تأثيره السام، إذ يمكن أن يؤثر على تطور مناعة الطفل بشكلها السليم ويجعله أكثر عرضة للمرض عند الخروج من المنزل، وأكثر قابليةً للتحسس من المواد الغريبة.