القشير الكيميائي للبشرة
تتسابق المرأة مع الزمن في عصرنا الحالي للبحث عن كل الوسائل التي من شأنها تأخير علامات التقدم في السن من الظهور على بشرتها، وفي موازاة ذلك تتسابق المختبرات الطبية ومراكز التجميل لإيجاد الحلول السريعة والفعالة لمشكلات البشرة، سنتناول في هذا المقال التقشير كوسيلة لعلاج البشرة، والذي يقوم بشكل رئيسي على إزالة الطبقة السطحية من الجلد؛ القابلة للتجدد باستخدام مجموعة من المواد المحفزة لإتمام هذه العملية بنجاح. وقد أخذت وسائل التقشير بالتطور إلى أن وصلنا إلى ما يعرف (بالتقشير الكيميائي) والذي سنتعرف عليه بشكل أكبر في الأسطر التالية.
ما هو التقشير الكيميائي للبشرة؟
فهذه العملية التجميلية تهدف إلى إزالة الطبقة السطحية من البشرة باستخدام مجموعة من المواد الكيميائية التي تعمل على اختراق أنسجة البشرة وتجفيفها وثم تقشيرها لتعود هذه الطبقات للتجدد في وقت لاحق بشكل أكثر نعومة وخال من العيوب وبخاصة تلك الناتجة منها عن التعرض لأشعة الشمس. وتعتمد درجة التقشير وعمقها على تركيز ونوعية المواد الكيميائية المستخدمة ومدة تطبيقها على البشرة، وهنا ننبهك سيدتي أنه لتطبيق هذا النوع من الإجراءات التجميلية الطبية يجب اللجوء إلى طبيب مختص، وصاحب خبرة في هذا المجال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتعتمد نتائج التقشير الكيميائي على نوع البشرة لدى المرضى، فالمرضى ذوي البشرة الفاتحة والشعر الخفيف هم أكثر المرضى ملاحظة لنتائج التقشير، أما المرضى ذوي البشرة الداكنة فمن الممكن أن تكون استفادتهم أقل من نتائج التقشير؛ لأنهم قد يتعرضون لمشاكل عدم تجانس البشرة (اختلاف في لون بعض مناطق البشرة) بعد عملية التقشير والمسماة (Uneven Skin Tone).
كما أن ترهلات الوجه والانتفاخ والتجاعيد شديدة العمق لا تستجيب بشكل جيد للتقشير الكيميائي، ليتم اللجوء في هذه الحالة إلى طرق أخرى لعلاجها منها الليزر، شد الوجه، رفع الحاجب والجفن، أو حشو الأنسجة بكولاجين أو دهون، وطبيب جراحة الجلد أو الجراحة التجميلية هو القادر على تحديد العلاج الأنسب للمريض في هذه الحالات.
درجات عمق التقشير الكيميائي للبشرة
يمكن تقسيم التقشير الكيميائي إلى ثلاث مجموعات تبعاً لطبيعة ومدى تركيز المواد الكيميائية المستخدمة فيه، والفترة الزمنية التي تترك فيها هذا المواد لتتفاعل مع البشرة، ودرجة تأثيرها تبعا للعمق التي تصل له هذه المواد، وفيما يلي أهم أنواع هذا التقشير:
التقشير الكيميائي للطبقية السطحية للبشرة
هذا النوع الخفيف من التقشير الكيميائي يزيل الطبقة السطحية (العليا) من البشرة والمسمى (Epidermis)، ويستخدم عادة لعلاج التجاعيد الدقيقة وحب الشباب، إضافة إلى إمكانية علاجه لمشاكل الاختلاف اللوني في البشرة وجفافها، ويطبق هذا الإجراء مرة كل أسبوع لحوالي ستة أسابيع تزيد أو تقل بحسب النتيجة التي تحصلين عليها أو تأملين الحصول عليها من هذا القشير، ولا يحتاج هذا الإجراء إلى تخدير.
ويقوم الطبيب قبل البدء بالعلاج بتنظيف البشرة جيدا من آثار المكياج والزيوت المتراكمة على البشرة والمسام، ثم يقوم بتطبيق المواد الحمضية بواسطة فرشاة أو قطن، وتركها لعدة دقائق على البشرة، حيث يحتاج الجلد من 1-7 أيام للشفاء، حيث يستخدم خلال هذه الفترة كريمات مرطبة لتقليل الاحمرار الناتج عن عملية التقشير، كما ينصح بتطبيق واقي الشمس عند التعرض لأشعة الشمس أو الحرارة العالية في المطبخ، ويمكنك تطبيق المكياج في اليوم التالي للتقشير.
التقشير الكيميائي في الطبقة السطحية من الأدمة
يقوم بالتخلص من خلايا البشرة الموجودة في الطبقة العليا من الجلد، وبعض خلايا البشرة الموجودة في الجزء العلوي من الطبقة الوسطى من الجلد والمعروفة باسم (الأدمة)، وهذا النوع يستخدم لإزالة التجاعيد، والندوب الناتجة عن حب الشباب، والتخلص من التفاوت اللوني في البشرة، وللحصول على نتائج طويلة الأمد يجب أن يستمر التقشير الكيميائي المتوسط لمدة 12 شهراً. وتحتاج البشرة إلى 14 يوم للشفاء، ويحدث احمرار وتورم في البشرة يزداد سوءا" في ال 48 ساعة الأولى من إنهاء العلاج.
كما يمكن أن يحدث تورم في الجفون لدرجة قد تؤدي إلى إغلاق العيون لفترة مؤقتة، كما يمكن أن تظهر بثور في الأيام الأولى، ويبدأ الجلد بالتقشر خلال 14 يوم يتم خلالها تطبيق كريمات مرطبة بشكل كثيف وتناول الأدوية المضادة للفيروسات ومضادات الألم إذا شعر المريض بألم بعد العلاج، كما ينصح بعدم التعرض لأشعة الشمس وتطبيق واقي الشمس عند التعرض لها أو التعرض لحرارة الجو و المطبخ، وينصح بعدم وضع المكياج خلال ال 5-7 أيام الأولى من العلاج.
التقشير الكيميائي في الطبقة العميقة من الأدمة
تعمل المواد الكيميائية في هذا العمق على إزالة خلايا البشرة من الطبقة السطحية للجلد إضافة إلى أجزاء من منتصف إلى أعمق (أدنى) درجة من الطبقة الوسطى من الجلد (الأدمة)، وعادة ما ينصحك طبيبك باللجوء إلى هذا النوع من التقشير الكيميائي إذا كنتي تعانين من تجاعيد عميقة وظاهرة، أو ندوب أو أورام سرطانية. والشفاء في هذا النوع من التقشير يحتاج من 14-21 يوما، يتم خلالها تضميد البشرة وتطبيق كريمات مرطبة من 4-6 مرات يوميا بالإضافة إلى تناول أدوية مضادة للفيروسات ومسكنات الألم، وينصح بتجنب الشمس من 3-6 أشهر، كما يمكن البدء بوضع المكياج بعد 14 يوم من العلاج، كما ينصح بمراجعة الطبيب بين فترة وأخرى للتأكد من سير عملية الشفاء.
كل الأنواع السابقة من التقشير الكيميائي قد تقف عاجزة أمام الندوب العميقة جداُ، ولا تحمل أي تأثير يذكر على تقليص المسام المفتوحة أو إغلاقها، ويمكن أن يترافق التقشير الكيميائي مع علاجات تجميلية أخرى مثل: جلسات الليزر وغيرها، ويفضل أن تكون كل هذه التفاصيل تحت إشراف طبيبك المختص.
ما هي الأسباب وراء اللجوء لتقشير البشرة كيميائيا؟
هنالك عدد من المشاكل الجلدية التي تشكل سبباُ رئيسياً تدفع النساء للحصول على التقشير الكيميائي بهدف علاجها، ومن هذه الدوافع أو الأسباب:
- بعض أنواع حب الشباب والندوب التي يخلفها.
- بقع داكنة مثل الكلف والبقع الأخرى الناتجة عن التقدم في السن.
- التجاعيد وخاصة تلك الخطوط الدقيقة التي تظهر حول العينيين والفم.
- التصبغات اللونية والتفاوت اللوني في البشرة السطحية.
- الأضرار الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الضارة، ونشير هنا إلى أن أفضل النتائج للتقشير الكيميائي؛ هي المستخدمة في علاج مشاكل البشرة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الضارة.
النتائج المتوقعة للتقشير الكيميائي
سنتحدث هنا عن النتائج المتوقعة بعد التقشير الكيميائي تبعاً لدرجة العمق المستخدمة في العلاج، ومن المهم سيدتي أن تتذكري أن أي نتيجة يقدمها لك التقشير الكيميائي لا يمكنك اعتبارها أبدية، فطالما يتقدم بنا العمر ونتعرض بشكل يومي لأشعة الشمس فإن الآثار المرافقة لهذه العوامل ستعود للظهور سواء كان ذلك على شكل تجاعيد أو تصبغات لونية، ولكن اتباع تعليمات طبيبك بدقة قبل وبعد العلاج يساعد في الحصول على أفضل النتائج ولأطول فترة ممكنة، وفيما يلي نستعرض أهم النتائج المتوقع الحصول عليها من عملية التقشير الكيميائي للبشرة:
- أولاً: يساعد التقشير الكيميائي بشكل كبير على إضعاف معظم ظواهر التقدم في العمر على البشرة سواءاً على الوجه أو العنق أو الصدر أو اليدين، فإذا كنت تخضعين بشرتك لأحد أنواع التقشير الكيميائي، ستلاحظين مع مرور الوقت تجاعيد أقل وبشرة أكثر نعومة وتناسقاً من الناحية اللونية.
- ثانياً: قد يظهر بعد التقشير الكيميائي السطحي على البشرة احمرار لفترة قد تمتد من يوم إلى سبعة أيام، في المقابل ستلاحظين تحسناً في أنسجة بشرتك، مع توحيد لونها كما يقلل التقشير السطحي من ظهور التجاعيد، ولكن هذه النتائج تكون ملحوظة بشكل خفيف في البداية ثم تتحول لتصبح أكثر وضوحاً مع تكرار التقشير.
- ثالثاُ: يستمر تقشر البشرة إثر الخضوع للتقشير الكيميائي المتوسط من أسبوع لأسبوعين بعد العلاج، وقد يترافق مع احمرار وتورم، كما قد تعانين من تورم حول العينين مدة يومين قبل التحسن، وغالباً ما يزيد هذا النوع من التقشير نعومة بشرتك بشكل ملحوظ.
- رابعاً: سيترافق التقشير الكيميائي العميق مع أثر جراحي يستدعي تغطيته، وحمايته بالضمادات حتى يشفى مكانها تماماً، وبعدها سترين بعينيك تحسناً كبيراً في شكل ومظهر بشرتك.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكنك إعادة التقشير الكيميائي السطحي أو المتوسط أكثر من مرة بعد فترة من الزمن يحددها الطبيب المختص؛ لكونه سيساعدك في تحديد عدد المرات التي يمكنك فيها إعادة التقشير الكيميائي الخفيف والمعتدل تبعاً لحالة بشرتك، أما بالنسبة للتقشير الكيميائي العميق فهو لمرة واحدة فقط.
مخاطر التقشير الكيميائي وآثاره الجانبية
- احمرار البشرة: وهو علامة طبيعية من العلامات التي تظهر إبان الخضوع للتقشير الكيميائي، ويمكن أن يستمر الاحمرار لعدة أشهر في حالة التقشير الكيميائي المتوسط والعميق.
- آثار لندب: بعد التقشير الكيميائي فالندب نادرة الحدوث إلا أنه في حال ظهور بعضها؛ فيمكن أن يساعد استخدام المضادات الحيوية والمستحضرات الستيرويدية في التخفيف من ظهور هذه الندب وآثارها وتحت إشراف الطبيب المعالج.
- تصبغات لونية: (اختلاف في درجة لون البشرة بين منطقة وأخرى) بسبب حدوث فرط تصبغ في منطقة ما؛ أي يصبح لونها أغمق من اللون الطبيعي للبشرة. ويترافق هذا العارض عادة مع التقشير السطحي، أما لمن يخضعن للتقشير المتوسط أو العميق فعادة ماتكون مشكلة التصبغات اللونية لديهن ناتجة عن قصر في التصبغ أي يصبح لون بشرتهن في المنطقة المعالجة أفتح من المناطق الأخرى، وصعوبة هذه المشكلة أنها قد تكون دائمة متى حدثت، وغالباً ما تترافق مع التقشير لدى صاحبات البشرة الداكنة.
- عدوى فيروسية: يمكن أن يؤدي التقشير الكيميائي إلى العدوى بفيروس (الهربس) المسؤول عن التقرحات التي يصاب بها الجلد نتيجة البرد، ولكن نادراً ما يؤدي التقشير الكيميائي للإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية.
- أذية أعضاء حيوية: كالقلب والكلى أو الكبد بسبب المواد الكيميائية المستخدمة في التقشير وخاصة حمض الكربوليك (الفينول)، ولذلك ننبه دائماً إلى أهمية اختيار طبيب مختص ولديه خبرة في هذا النوع من العلاج؛ لتجنب كل الآثار الجانبية السابقة أو بعضها، والحصول على أفضل النتائج.
استشيري طبيبك وأجيبي على أسئلته بوضوح
قبل البدء بأي جلسة للتقشير الكيميائي بغض النظر عن نوع التقشير سواء كان سطحياً أو متوسطاً أم عميقاً، هنالك مجموعة من المعلومات الطبية التي يجب أن يعرف طبيبك بها، ليختار خطة العلاج المناسبة لحالتك وفقاً للمعلومات التي توفرينها له، فبماذا عليك إخباره به؟:
- إذا كنت تتناولين أو سبق لك أن تناولت دواء من فئة الأيسوتريتينوين Isotretinoin، وهو دواء لعلاج حبوب الشباب في حالتها الملتهبة، فيجب أن تخبري طبيبك بذلك، وأي دواء آخر تستخدمينه لعلاج مشاكل حب الشباب، ولا نقصد بذلك تلك التي يمكنك استخدامها بدون وصفة طبيب مثل: الأسبرين.
- يجب أن تخبري الطبيب المسؤول عن علاجك بالتقشير الكيميائي بأي عمليات جراحية أو إجراءات تجميلية قد خضعت سابقاً لها.
- أي مشاكل عضوية مزمنة تعانين منها خاصة المتعلقة منها بالقلب والكلى والكبد، أو عانيت منها لفترة.
- إن كنتي حامل أو مرضع أو تتناولين أدوية منع الحمل، لأن في هذه الحالات يمكن أن يفشل التقشير الكيميائي وذلك بسبب ظهور جديد للتصبغات اللونية.
كما يوجد مجموعة من المعلومات الطبية التي يجب أن تعلمي طبيبك المختص بها قبل الخضوع للتقشير الكيميائي، فهنالك مجموعة من الأسئلة التي يجب أن تستفسري حولها مثل: ما النتائج التي يتوقعها الطبيب من العلاج، وما الآثار الجانبية المحتملة، وهل هنالك ما عليك فعله أو تجنبه قبل وبعد العلاج، وما المدة التي قد يستغرقها، وكم عملية تقشير كيميائي ستحتاجين لتحصلي على النتائج، وذلك كله لتكوني على اطلاع بكل خطوة من خطوات العلاج، فهذا يضمن لك أفضل النتائج.
ختاما... فقد حاولنا في هذا المقال أن نعرّفك سيدتي بأسلوب جديد لعلاج بعض المشاكل التي قد تعاني منها بشرتك وهو التقشير الكيميائي، وإن كان قد أثبت فعالية أكبر في علاج مظاهر الشيخوخة، ومشكلات البشرة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الضارة، ولكنه ليس بالعلاج السهل، حيث يحتاج طبيباً اختصاصياً لتنفيذه، ويحتاج منك الالتزام بتعليمات الطبيب والصبر لتري النتائج، فهو ليس مجرد كريمات توضع على بشرتك، بل هو عبارة عن مواد كيماوية تعمل على إزالة الطبقة السطحية القابلة للتجدد من بشرتك، وتختلف درجة التقشير باختلاف طبيعة، وكمية المواد الكيماوية المستخدمة في العملية. وغالباً ما تصبح البشرة بعد هذا النوع من العلاج أكثر نعومة وتناسقاً لونياً إلا أن هنالك بعض الحلات القليلة التي تترافق بآثار جانبية كاحمرار وتورم وترك آثار كندب أو بقع داكنة. كما أن أي علاج أو عملية يتم الخضوع لها لأسباب طبية أو تجميلية سيكون لها آثاراً جانبية بهذه النسب أو تلك إلا أن وجود طبيب مختص يشرف على العلاج، وتقيدك بتعليماته سيضمن لك النتائج المرجوة حتماً.