العادات الفموية السيئة التي تؤثر على صحة أسنان الأطفال
العادات الفموية السيئة عند الأطفال
أضرار العادات السيئة عند الأطفال
ما هو مفهوم العادات الفموية السيئة عند الأطفال، وما هي أشكالها المختلفة، وما أبرز أسبابها ونتائجها السلبية، تدور هذه الأسئلة في بال الكثير من الأمهات، وفي هذا المقال، نقدم لكِ الإجابة عن هذه الأسئلة، بالإضافة إلى بعض الخطط العلاجية البسيطة لها، ونصائح لمساعدة الأهل على التعامل معها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المقصود بالعادة الفموية السيئة
هي كل فعل متكرر يقوم به الطفل بواسطة فمه، ويكون في البداية إرادياً، ثم يتحول فيما بعد إلى سلوك لا إرادي، ولفهم ذلك أكثر علينا أن نطرح التساؤلات الآتية على أنفسنا أو على الطفل نفسه: [1]
- لماذا اكتسب الطفل هذه العادة؟
- متى يقوم الطفل بهذه العادة؟
- كيف يقوم بهذه العادة؟
خصائص العادات الفموية عند الأطفال
ترتبط العادة الفموية (وحتى غير الفموية) بالعديد من الخصائص التي تمنح هذه العادة صفات معينة، وهي كما يأتي: [1]
- المدة: ما هي الفترة الزمنية التي استمر فيها الطفل بالقيام بهذه العادة؟ وكلما كانت المدة أطول، زاد الضرر الناتج عن هذه العادة.
- التكرار: كم مرة يقوم بها الطفل يومياً؟ هل يقوم بها في النهار أم الليل؟ وكلما زاد تكرارها ازداد الضرر الناتج عن القيام بهذه العادة.
- الشكل والاتجاه: قد تختلف هذه النقطة من عادة إلى أخرى، ففي عادة مص الإصبع عند الأطفال مثلاً يُعتبر من العوامل المهمة معرفة الاتجاه الذي يدخل فيه الطفل إصبعه إلى فمه.
- الشدة: مقدار القوة المطبق أثناء القيام بالعادة.
كما تترافق العادات في بعض الحالات ببعض العادات الأخرى التي لا ترتبط بالعادة الأصلية (كأن يقوم الطفل بمص إصبع يده واللعب بشعره باليد الأخرى). [1]
أشهر العادات الفموية السيئة عند الأطفال
بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال (AAPD)، فإن القائمة الآتية توضح أشهر العادات الفموية السيئة عند الأطفال: [2]
عادة مص الإصبع (Digit sucking)
قد يتم ذلك بأصابع اليدين جميعها أو حتى بأصابع الأقدام، من أكثر الحالات انتشاراً مص الإبهام، أو مص السبابة والوسطى معاً، حتى عمر 4-5 سنوات تعتبر عملية مص الإصبع حاجة طبيعية يقوم بها الطفل، فقد لاحظ العلماء قيام الجنين في رحم أمه في الشهر الثامن من الحمل بمص إصبعه. [2]
من أهم العوامل المسببة لها بالإضافة للغريزة الطبيعية للطفل؛ الدور السلبي الذي تلعبه الرضاعة الصناعية، كذلك عدم اكتفاء الطفل من الرضاعة الطبيعية. [2]
وللعامل النفسي كالغيرة دور كبير كمحاولة من الطفل للفت النظر، خصوصاً في حالة ولادة طفل جديد في العائلة وزيادة الاهتمام به، أو في السنوات الأولى من الاحتكاك بالمجتمع والدخول إلى المدرسة، لأن عادة مص الإصبع تعطي الطفل إحساساً بالأمان. [2]
عادة مص الشفاه (Lips sucking)
قد يمص الطفل أي من الشفتين وحتى عضهما، قد يجد الطفل بهذه الحركة تعويضاً عن عملية الرضاعة، كما هو الحال بالنسبة لمص الإصبع. [2]
عادة الصرير الليلي (Bruxism)
يقصد به عملية الجز بقوة على الأسنان خلال النوم، وحك أسنان الفك السفلي بأسنان الفك العلوي، بالرغم من أنه قد لا يكون للطفل إرادة في فعل ذلك، فهو غالباً قد لا يكون يعلم حتى بحدوث ذلك. [2]
ويتم اكتشاف الأمر من خلال سماع صوت اصطكاك الأسنان ليلاً، أو من خلال فحص الطبيب لأسنان الطفل، عادةً ما يكون السبب نفسياً لمثل هذه الحالات (الضغوط النفسية)، والمشاكل التنفسية، وقد بينت بعض الدراسات الحديثة ارتباط وجود الدود الدبوسي (الحرقص) (بالإنجليزية: Pin worms) في الأمعاء مع الصرير. [2]
عادة قضم الأظافر (Nail-biting)
قد تكون من العادات المنتشرة حتى عند الكبار، كما قد يمتد أذاها لتشمل الأصابع نفسها. [2]
عادة دفع أو دلع اللسان
يقصد به إخراج اللسان من الفم بطريقة متكررة وبلا وعي، كغيرها من العادات قد يقوم بها الطفل في البداية بشكل إرادي. [2]
عادة التنفس الفموي (Oral breathing)
يقصد به التنفس عن طريق الفم بدلاً من الأنف، أي أن المريض عادةً ما يبقي فمه مفتوحاً، قد لا يكون من السهل السيطرة على هذه المشكلة، بسبب تدخل عوامل، مثل: انسداد الأنف أو المجاري التنفسية، وضخامة القرينات، وغيرها، وهي بحاجة لتعاون دقيق بين طبيب الأسنان وطبيب الأنف والحنجرة. [2]
أضرار العادات الفموية السيئة عند الأطفال
أضرار عادة مص الإصبع عند الأطفال
من أهم النتائج الضارة المعروفة بالنسبة لمص الإصبع؛ نتيجة لتوضع الإصبع خلف القواطع العلوية، عادةً فسوف تميل القواطع العلوية نحو الخارج الدهليزي (بالإنجليزية: Buccal)، وتميل القواطع السفلية نحو الداخل اللساني (بالإنجليزية: Lingual). [3]
يؤدي هذا التوضع الشاذ الجديد إلى حدوث ما يعرف باسم العضة المفتوحة الأمامية (بالإنجليزية: Open Bite)؛ أي عندما يطبق الطفل فكيه يبقى هناك فراغ بين القواطع العلوية والسفلية، الذي لا يفترض به أن يكون موجوداً. [3]
من ناحية أخرى، ونتيجة لحركة المص التي تقوم بها الخدود؛ حيث العضلة المحركة للخد، وهي العضلة المبوقة (بالإنجليزية: Buccinators)، وقد أخذت التسمية من أنها تحول الفم إلى شكل البوق أثناء مص الطفل لإصبعه. [3]
وهي مسؤولة عن حركة المص بالاشتراك مع العضلة الدويرية الفموية، سوف تقوم الخدود نتيجة حركتها المستمرة والمتكرر إلى دفع الأسنان الخلفية نحو الداخل؛ مما يؤدي إلى حدوث تضيق في الفك العلوي وعضة معكوسة، كذلك الأمر بالنسبة لمص الشفة، لكن بدرجات أقل من مص الإصبع. [3]
أضرار عادة الصرير الليلي عند الأطفال
عادة الصرير الليلي (بالإنجليزية: Bruxism) تؤدي بطبيعة الحال إلى سحل أسنان الفكين، نتيجة اصطكاكهم المتكرر؛ مما يؤدي بالضرورة إلى تقاصر طول هذه الأسنان، وقد يكون الضرر الناجم أكبر من ذلك في الحالات المتقدمة، كما قد يؤدي الصرير إلى تآكل طبقة الميناء. [3]
أضرار عادة قضم الأظافر عند الأطفال
بالنسبة لقضم الأظافر، تعتبر عادة منتشرة عند الكبار كما الصغار، تؤدي هذه العادة إلى تشوه شكل رؤوس الأصابع (عادةً لا يكتفي صاحب العادة بقضم أظافره، بل قد يقضم الجلد المحيط بهم)، وتشوه الأظافر طبعاً. [3]
كما أنها تؤدي إلى تثلم الأسنان، أي قد يظهر شقوق بسيطة على الحدود القاطعة للأسنان، وذلك في الحالات المتقدمة. [3]
أضرار عادة دلع اللسان (دفع اللسان إلى الخارج) عند الأطفال
مثل: مص الإصبع، يؤدي تكرار دفع اللسان إلى خارج الفم، إلى ميلان كل من قواطع الفك العلوي والسفلي نحو الخارج (الدهليزي) (بالإنجليزية: Buccal)؛ مما يسبب العضة المفتوحة، وكل ما يترتب عليها من مشاكل تجميلية ومضغية وغيرها. [3]
أضرار التنفس من الفم على الأطفال والبالغين
التنفس الفموي سيعطي للأطفال عموماً أشكال وجوه واحدة، فيكونون متطاولي الأوجه، ومصابين بالوهن، ومنحني الظهر، والفم مفتوح دائماً، وعند سؤال الأهل عن وضع الطفل الدراسي، سيُلاحظ تأخرهم الدراسي عن أقرانهم، لأن التنفس الفموي ليس كافياً لتغذية الدماغ بالأكسجين بالشكل الصحيح. [3]
التنفس الفموي يضعف التركيز، من ناحية أخرى سنلاحظ عضة مفتوحة بسيطة عند الطفل، تضيق بالقوس السنية العلوية، وازدحام كل من أسنان الفك العلوي والسفلي. [3]
كما قد نلاحظ نخور أسنان معممة والتهابات لثوية، نتيجة جفاف اللعاب بسبب الهواء الداخل بشكل مستمر، وبسبب التنفس الفموي نلاحظ أيضاً التهابات مجاري تنفسية، إذ ليس لديه قدرة الأنف على تنقية الهواء، كذلك تأخر في نمو الطفل، طبعاً غير المشاكل الفموية آنفة الذكر. [3]
علاج العادات الفموية السيئة عند الأطفال
نقدم لك فيما يأتي خطة لمعالجة جميع العادات الفموية السيئة عند الأطفال عدا الصرير والتنفس الفموي، والتي قد يكون لها أسباب يجب القيام بعلاجات أخرى للسيطرة عليها، قبل البدء، علينا أن ندرك تماماً بأن الثلاثي الذهبي لنجاح أي من هذه العلاجات هو تعاون الأهل والطفل والطبيب. [2]
فإن كان أحد هذه الأطراف ليس مستعداً للتعاون، فغالباً ما تفشل المعالجة، كما أنه يجب أن نعرف أن حدوث أي من هذه العادات، بعد عمرها الطبيعي، لن يسبب فجوات نفسية للطفل، ولن يدفعه إلى استبدالها بعادة أخرى إن تم العلاج بالطريقة الصحيحة. [2]
لكن في المقابل، يفضل تأجيل المعالجة في حال كان الطفل يتعرض لضغوط نفسية استثنائية، مثل: طلاق الأهل وتغيير المدرسة وغيرها. [2]
خطوات معالجة العادات الفموية السيئة عند الأطفال
- النصيحة: أبسط طريقة قابلة للتطبيق والأقل شيوعاً، تتضمن مناقشة الطبيب مع الطفل للتأثيرات الضارة لهذه العادة على أسنانه وجماله، وعادةً ما تكون هذه الطريقة فعّالة عند الأطفال الأكبر سناً، الذين يستطيعون إدراك الأمر، ويشعرون بالضغط الاجتماعي الذي يتولد عند الاستمرار في العادة.
- المعالجة التذكيرية: تكون هذه الطريقة فعّالة عند الأطفال الذين يريدون ترك العادة، لكنهم بحاجة لمن يذكرهم، فقد يندرج تحت هذه الطريقة لف الإصبع بشريط لاصق مثلاً، ويجب التأكيد على الطفل بأن الهدف من ذلك هو التذكير وليس العقاب!
- نظام الجوائز: تعتبر هذه الطريقة شديدة الفاعلية، وتتضمن عقد اتفاق بين الطفل من جهة، والأهل والطبيب من جهة أخرى، ويقتضي هذا الاتفاق أن يتوقف الطفل عن هذه العادة لفترة معينة، وسيتلقى الطفل جائزة، وهنا لا يفترض بالجائزة أن تكون باهظة، ولكن يفترض بها أن تكون كافية لتحفيز الطفل بشكل مستمر، كلما كانت الضمانات التي أخذها الطفل أكثر، اقتنع ونجح أكثر في المعالجة، ويمكن أن تطبق هذه الطريقة بواسطة تقويم ورقي فيه أيام الشهر، وفي كل يوم يترك الطفل العادة توضع نجمة في خانة التقويم، وفي نهاية الأسبوع مثلاً يُعطى الطفل الجائزة، ويعزز ذلك بالمديح الشفوي والتحفيز على الاستمرار.
- العلاج المساعد: في حال استمر الطفل على العادة بالرغم من كل الممارسات السابقة، يمكن عندها التدخل التخصصي من الطبيب بواسطة أجهزة متحركة، يجب التأكيد على أن هذه الأجهزة هي فقط وسيلة لتذكير الطفل وليست عقاباً له أو وسيلة للتهديد، وتختلف هذه الأجهزة بحسب العادة، مثل: جهاز باعي الحلقات (بالإنجليزية: Quad Helix) للتخلص من عادة مص الإصبع، والشاشة الفموية (بالإنجليزية: Oral Screen) لكبح عادة الصرير، وهي عبارة عن جهاز مطاطي يلبسه الطفل أثناء النوم لوقاية الأسنان، وعادةً ما تكون هذه الأجهزة عالية الفاعلية، وإن كانت الخيار الأخير للعلاج، إلا أن المعالجة النفسية أفضل وأكثر إقناعاً وبالطبع أوفر مادياً. [2]
سلوكيات يجب تجنبها عند التعامل مع الأطفال
إن عملية منع الطفل عن القيام بالعادة الفموية السيئة بطرق قسرية، مثل: ضرب الأطفال أو العقاب الجسدي أو ربط اليد وغيرها، قد لا تكون مزعجة للطفل فحسب، بل قد يمتد أذاها النفسي والجسدي للطفل بشكل كبير. [1]
فيصبح الطفل سلبياً وعدوانياً وقد يقل تفاعله مع المحيط، مما يجعله انطوائياً خصوصاً إذا ما تم ذلك في عمر تكوين الشخصية بين 3-5 سنوات. [1]
في النهاية، نود أن نؤكد على أن العلاج الأنسب للعادات الفموية السيئة عند الأطفال هو تفهم الطفل وأهله والتعاون مع الطبيب للحصول على أفضل النتائج بأقل الأضرار الممكنة، لأن التواصل والتفاهم سيعززان ثقة الطفل بأهله، مما يجعله أكثر تقبلاً للمشاكل المستقبلية في أي ناحية من نواحي الحياة، وأكثر قدرة على تفهم الحلول.