الريجيم المركب
تسعى أغلب الفتيات نحو بناء جسد مثاليّ خال من الترهلات سيئة المظهر والتراكمات الدهنية في مناطق معينة منه، ولتحقيق هذا الغرض فلا بد من تخفيف الوزن عبر اتباع حمية غذائية تخلص الجسم من فائضه الدهني وتعطيه هيئة صحية سليمة، وسنتناول في مقالنا الحالي الحمية المركبة التي اشتهرت بقدرتها المميزة على تخفيف الوزن بلا معاناة أو حرمان وخلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.
ماهيّة الحمية الغذائيّة المركبة
بعد النصيحة الغذائية التي قدمتها خبيرة التغذية الروسية فيرونيك شاوينسكا، نجح المطرب اليوناني العالمي ديميس روسوس في خسارته لخمسين كيلو غراماً من وزنه في ثمانية أسابيع، ذلك من خلال اتباعه للحمية الغذائية المركبة التي تقوم أساساً على تناول خمس وجبات في اليوم الواحد، تتفاعل فيه مكونات الوجبة الواحدة مع بعضها بغية تحقيق انخفاض الوزن المطلوب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد أشار روسوس في كتابه (A Question Of Weight)، الذي ألفه بالمشاركة مع صديقته خبيرة التغذية شاوينسكا، إلى ضرورة تجنب الأغذية التي تعطي كمية كبيرة من الدسم إذا ما استهلكت مع بعضها، مع إمكانية الخلط بين الأطعمة التي تمنحنا مقداراً ضئيلاً أو حتى شبه معدوم من الدسم في حال مشاركتها مع بعضها، وهذا ما يؤكد على أهمية انتقاء هذه الأغذية بعناية كي نحقق النتائج المرجوّة من الحمية ولا ينجم عنها زيادة الوزن أو السمنة.
النقاط الرئيسية حول حمية ديميس روسوس (الحمية المركبة)
بعد أن أشرنا في الفقرة السابقة إلى منشأ هذه الحمية، واستعرضنا بقليل من التفصيل بعضاً من النقاط الخاصة بها بالاعتماد على ما وصفه المغني روسوس حولها، نستطيع أن نرتب هذه النقاط بشكل أكثر دقة باعتمادنا على ما ورد في موقع (Womens Advisors):
- تناول الوجبات بكميات قليلة، مع تكرارها مدة تتراوح بين 5 إلى 6 مرات في اليوم الواحد.
- عدم استهلاك الكاربوهايدرات مع البروتينات في آن واحد.
- استبدال الشاي والعصائر المحلاة أو الطازجة بالماء النقي.
- أن يوضع موعد آخر وجبة قبل الساعة الثامنة مساء.
- ضرورة مشاركة الحمية مع التمارين الرياضية.
- ترتيب يوم واحد في الأسبوع يقتصر فقط على تناول نمط واحد من الغذاء (فاكهة، خضراوات، لبن أو جبنة).
خطة توضيحية عن نظام الحمية المركبة
تعرض وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات المختلفة على شبكة الإنترنت أنماط متعددة تكاد تتشابه فيما بينها عن طبيعة النظام الغذائي الخاص بهذه الحمية،وكمثال توضيحي:
- تجنب المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها.
- اشرب ليترين من الماء يومياً.
- الفطور: بيضة واحدة مع ثمرة جريب فروت واحدة أو عصيرها.
- الغداء: سلطة مكونة من خضراوات طازجة، يضاف لها عصير الليمون مع ملعقة واحدة من زيت الزيتون.
- العشاء: سمكة أو فروج مشوي، مع ملح وليمون.
يمكن إضافة وجبات خفيفة بين الثلاث الرئيسية السابقة، على أن تعتمد في هذه الوجبة مثلاً على الكرفس (Celery) أو كوب واحد صغير من اللبن (الزبادي) قليلة الدسم.
تقسيم وجبات الحمية الغذائية المركبة
حتى الآن، لا توجد دراسات قد أثبتت بشكل دقيق فعالية هاتين الطريقتين من عدمهما على معدل الاستقلاب وتخفيف الوزن لدى الأفراد، غير أن العامل الأكبر والأهم لاكتساب الوزن يقوم على مقدار السعرات الحرارية المكتسبة في اليوم الواحد، فحينما يفوق المقدار المكتسب ما يقوم الفرد بحرقه من هذه الحريرات، ستظهر علامات فرط الوزن لديه بشكل ملحوظ، فما يهم بشكل رئيسي هو حساب هذه السعرات التي نكسبها يومياً وبقائها ضمن المعدل الطبيعي لما هو موصى به عالمياً، مع ضرورة الاعتماد على الأغذية الجيدة كمصادر لاكتساب هذه الحريرات كالخضراوات والفاكهة ومشتقات الألبان وغيرها.
كما يشير موقع (Medicine Net) أيضاً إلى عدم الإفراط في تناول الطعام إلا عند الشعور بالجوع الحقيقيّ، وينصحنا بتدريب النفس ومساءلتها قبل الإقدام على تناول وجبات خفيفة (Snacks) إذا لم يمض 3 ساعات على الأقل بين الوجبة والأخرى.
هل خلط البروتين مع الكاربوهيدرات يسبب السمنة؟
السكريات والبروتينات والدسم هي العناصر الثلاثة الغذائية التي نعتمد عليها للحصول على الطاقة، ولا يوجد في الواقع غذاء حاو على أحدهما بشكل صرف دون الآخر، حتى أن الخبز والباستا اللذين يتركبان بشكل أساسي من الكربوهيدرات نجدهما يحويان على كميات قليلة من البروتين والدسم، باستثناء السكر الذي يمثل الكاربوهايدرات الصرفة، الزيوت التي تشير إلى الدسم الصرف، والبيض المركب من البروتين بشكل أساسي.
وليس هذا فحسب، بل يؤكد موقع (Healthy Food Guide) على أن جهازنا الهضمي مؤهل لتحطيم كافة أشكال المواد الطعامية الداخلة إليه، وهضمها لجزيئات بسيطة يسهل امتصاصها بمساعدة الأنزيمات الهاضمة المفرزة فيه (باستثناء حالات مرضية معينة لن نخوض في تفاصيلها حالياً)، فلا ضرر أبداً من تناول وجبة غذائية حاوية على أكثر من مصدر غذائي للطاقة (سكريات، بروتينات، دسم)، شريطة الالتزام بما هو ضمن المجال الصحي والمعتدل دون الإفراط في تناول الوجبات الجاهزة المشبعة بالدهون، ودون إهمال المصادر الغذائية الطبيعية كالخضراوات والفاكهة.
ختاماً... ننصحك باستشارة طبيب تغذية مختص قبل انطلاقك في أي نظام غذائي أو حمية استرعت انتباهك على أي صفحة أو موقع على الإنترنت، فلطالما كانت نصائح وتوجيهات الطبيب مصدر ثقة وطمأنينة لنا قياساً للأقاويل الكثيرة غير الموثقة علمياً، والتي تنتشر بسرعة هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.